عاجل من مطار الخرطوم الدولي

Quote: أخبار اليوم» تجري استطلاعات مثيرة وسط ركاب الطائرة المصرية الناجين من تصادمها مع الطائرة السعودية بمطار الـخرطوم أحد ركاب الطائرة المصرية: شعرنا بحركة أقرب للفرامل وبعدها سمعنا صوت الإصطدام وظللنا في قلق لمدة 20 دقيقة اجراه : عمر صديق البشير متابعة لقضية اصطدام الطائرتين المصرية والسعودية والذي حدث يوم امس بمطار الخرطوم قامت (اخبار اليوم) بزيارة لركاب الطائرة المصرية بإحدى الفنادق واستطلعتهم حول تفاصيل الحادث، وقال الاستاذ الحبر المبارك ان الطائرة وعندما كانت قد بدأت في الحركة تمهيداً للاقلاع وبعد ان تم سحبها بواسطة احدى الاليات لادخالها نحو المدرج الرئيسي شعرت بحركة اقرب للفرامل، وبعدها سمعت صوت اصطدام وكنت احسب ان ذلك بسبب حفرة في مدرج المطار، ونظرت بالنافذة فوجدت الطائرة قد اصطدمت بواسطة جناحها بمؤخرة طائرة سعودية واقفة بالمطار، ولفترة لم يتم ابلاغنا بواسطة كابتن الطائرة بما حدث، ونظرت الى الارض علني ارى عربة اطفاء للاطمئنان او عربة اسعاف ولكن لم ار شيئاً وظللنا في قلق في داخل الطائرة لمدة 20 دقيقة حيث تم احضار السلالم وفتح باب الطائرة وبدأ الركاب في النزول، واحمد الله على سلامة الوصول، وانا اناشد المسؤولين ان تكون عربات المطافئ قرب الطائرة الى ان يتم الاقلاع تماماً. وقال الاستاذ الحبر انه كان في طريقه لامستردام وهو مرتبط بمواعيد عمل ولكن ارادة الله شاءت التأخير وكان يأمل في ان يتم توفير طائرة بديلة بصورة سريعة وهو ما لم يحدث حتى حوالي الساعة 11 مساء الاحد وقال انه علم من مندوب الخطوط المصرية بانهم سيسافرون على نفس الطائرة بعد ان كانوا قد وعدوهم باحضار طائرة اخرى. من ناحية اخرى التقت (اخبار اليوم) بالاخ ايهاب عثمان والذي قال انه كان في طريقه الى لندن عبر القاهرة بواسطة مصر للطيران، وقال اني وبعد تحرك الطائرة سمعت صوتا غريبا واعتقدت ان ذلك بسبب مطب ارضي ولكن علمت بعدها ان هنالك تصادما قد حدث مع طائرة الخطوط الجوية السعودية، ونظرت عبر نوافذ الطائرة ورأيت سائلاً يتدفق من الطائرة السعودية، وقد توقعت ان يكون من الوقود وكنت حينها افكر في كيفية الخروج من الطائرة وتوقعت حدوث حريق بعد ذلك الاصطدام، الله سلم وقدر ولطف بنا. وعن شعور الركاب لحظتها قال انهم جميعاً اتجهوا نحو نوافذ الطائرة وكان افراد الضيافة لطائرة مصر للطيران يطلبون منهم الرجوع الى مقاعدهم، وكنا لا نجد اجابات عما حدث وعما سيحدث، وحدثت حالة من القلق وسط الركاب وبعد حوالي 25 دقيقة تم احضار السلم وفتح الباب ونزل الركاب بصورة عادية وتم ارجاعنا الى الصالة مرة اخرى، وفي حوالي الساعة العاشرة تم نقلنا الى الفندق هذا وبعد حوالي اربع ساعات تم اخذنا الى المطار مرة اخرى وتم عمل اجراءات سفر جديدة وبعد ادخالنا الى الصالة مكثنا فيها لمدة اربع ساعات اخرى بالمطار وحضرنا الى الفندق حوالي السابعة مساء والان الساعة 11 م نحن في طريقنا الى المطار مرة اخرى، واعتقد ان في ذلك معاناة للركاب الذين حضروا الى المطار من الساعة الثالثة فجر الاحد ولم يذوقوا راحة طوال اليوم، والبعض مثل حالتي تبقى لهم سفر حوالي ستة ساعات بعد القاهرة، وبهذه الطريقة سأصل الى منزلي بلندن بعد ثلاثة ايام وكأني اركب قطاراً، وبالاضافة الى ذلك تأخيري عن العمل والذي سأحاسب عليه اذا لم آخذ مكتوبا من شركة مصر للطيران يوضح اسباب التأخير، وقال انه وبعد لأي تمكن من الحصول على جهاز تلفون محمول للاتصال بأسرته وذويه بكل من السودان ولندن ليخبرهم باسباب تأخره ويطمئنهم على سلامته. وقالت لـ (اخبار اليوم) الحاجة شريفة عكاشة والتي اوضحت انها من اهالي كجبار وقالت انها وبصحبة ابنتها كانتا في طريقهما الى القاهرة في زيارة عادية وقالت انها وبعد تحرك الطائرة سمعت صوت اصطدام وعندما سألت قالوا لها ان الطائرة صدمت طائرة واقفة بالمطار وبعد ذلك نزلنا من الطائرة وقالت انها في لحظة الحادث شعرت باهتزاز الطائرة وانتابها خوف واخذت تردد الاستغفار والشهادة وكانت اكثر خوفاً على (العرسان) الذين معهم بالطائرة على حد قولها، وقالت ان الموت حق ولكن هؤلاء الذين كانوا ذاهبين لقضاء شهر العسل بالقاهرة هم في ريعان الشباب ولذلك كانت خائفة عليهم اكثر، وقالت نحمد الله على السلامة وان نجانا من هذا الحادث. ومن ناحية اخرى التقينا بالاخ رامي الصديق والذي قال : انا كنت جالس قرب الجناح الذي اصطدم بالطائرة السعودية وكنت ارى من قرب الطائرة السعودية لدرجة انني وكل الذين بجانبي شعرنا ان المسافة لا تسمح بمرور الطائرة، وهممت بأن أنبه افراد الضيافة بالطائرة المصرية الى ذلك، الا انني ترددت خوفاً من ان يظنوا انني ساذجاً ويقولوا انني لا اعرف امور الطيران، رغم انني قد درست بهولندا واعمل حالياً بالعاصمة امستردام، وقد كنت في عطلة وقضيت العيد بين اهلي بالمناقل إلا انني ـ ولجهلي بفنيات الطيران ـ لم اتحدث، ولكن عندما رأيت التصادم واقعاً جهزت الكاميرا التي بحوزتي وقمت بتصوير فيديو للحادث، وقد شرح لنا ـ وهو يستعرض المشاهد في كاميرته ـ لحظات وتفاصيل الحادث والتي تمثلت في تصادم جناح الطائرة المصرية مع مؤخرة الطائرة السعودية، وقال الاخ رامي الصديق انه كان يشاهد بعض افراد المطار تحت الطائرة السعودية يؤدون بعض الاعمال ولحظة الحادث راهم يهرولون بعيداً عن ذلك المكان، وقال انه رأى سائلاً ينسكب من الطائرة السعودية، ورغم ذلك قال ان شعوره كان عادياً بسبب ان الطائرة كانت سرعتها بطيئة جداً ولذلك لم يقلق، وقال ان لحظة وقوع الحادث كان افراد الضيافة في داخل الطائرة يقومون بإرشادات الاقلاع وتوضيح وسائل السلامة بالنسبة للركاب. واضاف اننا وبعد ان كنا قد ربطنا الاحزمة استعداداً للاقلاع الا ان ارادة الله ومشيئته قضت بان نفكها مرة اخرى ونخرج من الطائرة، وقال انه يحمد الله على سلامته وسلامة جميع الركاب. واستطلعنا الدكتور اسامة حسن بخيت والذي كان قد زامل المحرر في الدراسة الجامعية بمصر، وقال انه كان ضمن ركاب الطائرة في طريقه الى هولندا حيث يقيم ويعمل هنالك منذ فترة، وقال ان الحادث قد وقع حوالي الساعة 26.6 دقيقة وكانت وقتها الكابتن قد اعلن عن بداية الاقلاع، وقال دكتور اسامة حسن بخيت إن الطائرة كانت قد تأخرت حوالي نصف ساعة عن موعدها المعلن، وقال انه كان يراقب لحظة سحب الطائرة المصرية وبواسطة عربة الدفع الخلفي والتي تسحب الطائرات من مكان وقوفها الى داخل المدرج الفرعي تمهيداً لاقلاعها، وقال ان الطائرة توقفت بعد اشارة حمراء من المرشد الارضي لكابتن الطائرة بالتوقف، ثم بعد حوالي ثلاث دقائق ونحن نرى المرشد الارضي يرفع الاشارة الحمراء الا ان الطائرة تحركت نحو مدرج الاقلاع، ووقتها سمعت صوت احتكاك قوي وصرخت احدى النساء السودانيات بالطائرة قائلة (الجناح الجناح) واخذت ترددها، وبعدها تحركنا نحو النافذة لرؤية ما حدث ورأينا من الناحية اليمنى الاحتكاك الذي حدث مع الطائرة السعودية والتي قيل انها اصيبت بضرر كبير حيث انخلع الجناح الخلفي ولكنه لم ينفصل بصورة تامة، وقال انه لم يشعر بخوف او رهبة لان مثل ذلك كان عادياً لتجاربه التي مر بها، وقال ان بعض الركاب اخذوا يتساءلون عما اذا كانت الرحلة ستستأنف بذات الطائرة ام لا، وقال اننا بعد نزولنا الى الصالة لم يقابلنا أي مسؤول من الطيران المدني او من شركة مصر للطيران، وبعد حوالي 45 دقيقة جاء مدير الصالة والذي اجرى اتصالاً بشركة مصر للطيران والتي قامت بنقلنا الى هذا الفندق وبقينا فيه الى الساعة الواحدة والنصف ظهراً وتم ارجاعنا مرة اخرى للمطار على وعد من مدير مصر للطيران بالخرطوم بالسفر مباشرة للقاهرة، والشئ المؤسف ان ذلك لم يحدث، وبعد تأخرنا لحوالي ثلاث ساعات اخرى قدمنا شكوى لمدير الصالة بمطار الخرطوم ولم نجد منه استجابة ولم يظهر مدير مصر للطيران، وقال ان ذلك يمثل عدم احترام لحقوق المسافرين، وحدثت احتجاجات اشبه بالثورة من الركاب وسادت الصالة حالة من الهرج والتذمر، وقال ان سلطات الجوازات تحركت وطالبت مصر للطيران بايجاد حل لمشكلتنا بعد ان طالب الركاب بارجاعهم الى الفندق، وقال انه يرى ان مندوب مصر للطيران لم يلتزم بالوفاء بقوانين (الأياتا) ـ منظمة الطيران العالمية ـ والطيران المدني، وذكر انه سبق وان قدم شكوى الى مدير النقل الجوي ضد طريقة ومعاملة محطة مصر للطيران بالخرطوم للركاب السودانيين والتي وصفها بانها لم تلتزم بتوفير مدة اتصال لكل راكب ـ ثلاث دقائق عالمية ـ حسب القوانين الدولية في مثل هذه الحالات، وقال ان هنالك معاناة للاطفال والنساء والمرضى في مثل هذه الحالة، وقال ان التقصير في رأيه يقع على عاتق سلطات الطيران المدني بالدرجة الاولى وهي المسؤولة عن الحفاظ عن حقوق الركاب. وذكر لـ (اخبار اليوم) الاستاذ كمال ابراهيم احمد رئيس مجلس الادارة لمصنع المهندس للبوهيات والذي قال انه كان في طريقه الى امستردام عبر القاهرة، وقال : انا احد ركاب الدرجة الاولى بهذه الطائرة، ورغم انني في البداية عندما سمعت صوتاً ظننت ان ذلك خروجاً للطائرة عن المدرج، وقال انه شاهد سائلاً يتدفق من الطائرة السعودية، وقال ان نسبة الضرر كبيرة بالطائرتين، وتوقع ان يكون الحادث بسبب خطأ الكابتن لانه كانت هنالك اشارة حمراء من المرشد الارضي تأمره بالتوقف الا انه لم يفعل ذلك، وقال انه لاحظ ان بعض العاملين بالمطار كانوا قد اقتربوا من الطائرة وهم يحملون ادوات إطفاء يدوية، وقال انه حمد الله على السلامة. حيث ان محركات الطائرة السعودية لم تكن قد بدأت بالعمل وهي كانت ستقلع بعد الطائرة المصرية، وقال انه وبعد فترة قام بالاتصال بذويه ومكان عمله لاخبارهم بالحادث وسلامته وجميع الركاب، وعلم بان (الكرامة) قد عملت بواسطة اهله بسبب سلامته وشكر لله على سلامتهم. وكذلك التقت (اخبار اليوم) بالعرسان طه هاشم وعروسه مها صديق والذين كانا ضمن اخرين من ركاب الطائرة ذاهبين الى مصر لقضاء شهر العسل، وفي البداية قال العريس طه هاشم اننا لم نكن ندري ان هنالك اصطداماً قد حدث، ورغم انني شعرت بالاهتزاز وسمعت دوي الصوت ولكن بعد ذلك نظرت من النافذة وعلمت ان هنالك احتكاكا خفيفا قد حدث مع طائرة تقف بالمطار، وقال ان عروسته لحظة الحادث كانت تنظر الى اللوحة الالكترونية داخل الطائرة والتي بها ارشادات السلامة، وقال انه كان قريباً من الجناح ورأى أن هنالك ضرراً حدث للطائرة السعودية ولكن ليس هنالك اثر واضح على طائرة مصر للطيران، وانه حسب اول الامر ان الطائرة ستستمر في رحلتها. وقالت عروسه مها صديق انها تتفق مع زوجها في هذه الرواية وقالت انها اول مرة تسافر بالطائرة ويحدث لها مثل هذا الحادث لذلك شعرت بخوف شديد وقالت رأيت بعضا العاملين على الارض يركضون بعيداً عن الطائرة، وقال العريس طه هاشم انه رأى سائلاً على الارض اسفل الطائرة السعودية وقال انه لم يتدفق من تلك الطائرة. ومن ناحية اخرى تحدث الى (اخبار اليوم) الاستاذ خلف الله زين العابدين، وقال انه مسافر الى نيويورك عبر القاهرة وانه ومنذ الحادث لم يتمكن الرجوع الى اسرته بالخرطوم وتمكن بعد معاناة في الاتصال بهم لاخبارهم بما حدث. وقال ان هذا الحادث هو مسئولية سلطات الطيران المدني لان المسافة بين الطائرتين لم تكن كافية وقال نحمد الله على السلامة. واستطلعت (اخبار اليوم) السيد محمد الامين حسن الذي يحمل الجنسية الامريكية وهو من موالد ود مدني، حيث قال انا مريض بالفشل الكلوي وماحدث من تأخير كثير ضار جداً بصحتي، وقال انه سيتصل بمحاميه بنيويورك لاتخاذ اجراءات قضائية للمحافظة على حقوقه حيث انه حرم من الغسيل والذي تتطلبه صحته كل ست ساعات، وقال الان الساعة العاشرة والنصف وله حوالي تسع عشرة ساعة ولم يجر الغسيل، وقال ان حالتي تتطلب ادوية ومعدات للغسيل وهي داخل شنطتي بالطائرة، والان حدث لي تورم في القدمين بسبب عدم اجراء الغسيل، ولذلك قال انه سيسافر حتى يقوم باجراء الغسيل والذي يتم اربع مرات يومياً، وقال انه كان يظن انه الغسيل سيتم بالقاهرة في التاسعة من صباح الاحد حسب برنامجه العلاجي، وقال انه في هذه اللحظة سيذهب الى منزل احد اقاربه في الخرطوم لاجراء الغسيل الذي يتطلب غرفة منفصلة ونظيفة وقد وفر العلاج من احد مستشفيات الخرطوم بواسطة قريبه.