الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 09:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2007, 04:09 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" (Re: jini)

    د

    عائشة... وأم سلمة


    في السنة الرابعة للهجرة على الأرجح، «تزوج رسول الله (ص) أم سلمة بنت أبي أمية، ودخل بها»(44) . «واسمها هند... وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد... [والذي] شهد بدراً... وأصابته جراح يوم أحد، فمات منها، وكان ابن عمة رسول الله ورضيعه... فتزوجها [النبي] قبل الأحزاب سنة ثلاث»(45) للهجرة.

    لقد أحدث زواج النبي بأم سلمة شرخاً في علاقته بعائشة. يذكر المنتظم(46) عن النبي قوله: «إن لعائشة مني شعب ما نزلها مني أحد. فلما تزوج أم سلمة، سئل، فقيل: يا رسول الله! ما فعلت الشعب؟ فسكت، فعرف أن أم سلمة قد نزلت عنده». بالمقابل، تقول عائشة ذاتها: «لما تزوج رسول الله (ص) أم سلمة، حزنت حزناً شديداً، لما ذكر الناس جمالها. فتلطفت حتى رأيتها، فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال، فذكرت ذلك لحفصة، وكانتا يداً واحدة، فقالت: والله إن هذه إلا الغيرة؛ ما هي كما تقولين! فتلطفت لها حفصة حتى رأتها، فقالت: والله ما هي كما تقولين ولا قريب، وإنها لجميلة»(47) . ويضيف مصدر آخر، أن عائشة قالت، رداً على ما ذكرته لها حفصة: «فرأيتها بعد، فكانت - لعمري - كما قالت حفصة، ولكني كنت غيرى»(48) .

    من أبرز سمات الغيرة عند عائشة، تكسيرها لصحف نساء النبي الأخريات. يذكر النسائي(49) ، على سبيل المثال، عن أم سلمة، «أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله (ص) وأصحابه، فجاءت عائشة (رض) مستترة بكساء، ومعها فهر، فتلقت به الصحفة، فكسرتها، فجمع رسول الله (ص) بين فلقتي الصحفة، يقول: غارت أمكم، غارت أمكم». بالمقابل، فإن أم سلمة اعتذرت بادئ ذي بدء عن الزواج بالنبي، متذرعة أيضاً بأنها «غيرى»(50) .

    يروي ابن سعد(51) الحكاية التالية، نقلاً عن عائشة: «دخل عليّ يوماً رسول الله (ص)، فقلت: أين كنت منذ اليوم؟ قال: يا حميراء، كنت عند أم سلمة! فقلت: ما تشبع من أم سلمة؟! فتبسم، فقلت: يا رسول الله، ألا تخبرني عنك لو أنك نزلت بعدوتين إحداهما لم ترع والأخرى قد رعيت، أيهما كنت ترعى؟ قال: التي لم ترع. قلت: فأنا ليس كأحد من نسائك». بالمقابل، فعلى ما يبدو لم تكن أم سلمة ترتاح لعائشة. فذات مرّة قال لها النبي: «يا أم سلمة، لا تؤذيني [في عائشة]، والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها»(52) .

    وهكذا يذكر البخاري في صحيحه(53) «أن نساء رسول الله (ص) كن حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة؛ والحزب الآخر، أم سلمة وسائر نساء رسول الله (ص)». وفي الصراع المادّي بين الحزبين، كانت أم سلمة الناطق باسم حزبها ضد عائشة، التي كان المسلمون يخصون النبي بهداياهم في يومها(54) .

    المغافير... أيضاً:

    يبدو أن أسطورة المغافير، التي لم تنج من براثنها معظم نساء النبي، طاولت أيضاً، في إحدى نسخها، أم سلمة. روى ابن سعد في طبقاته(55) ، نقلاً عن عائشة: «كان رسول الله قلّ يوم إلاّ وهو يطوف على نسائه، فيدنو من أهله، فيضع يده! ويقبّل كلّ امرأة من نسائه! حتى يأتي على آخرهن، فإن كان يومها قعد عندها، وإلا قام! فكان إذا دخل بيت أم سلمة، يحتبس عندها. فقلت [عائشة]، أنا وحفصة، وكانتا جميعاً يداً واحدة: ما نرى رسول الله يمكث عندها إلا أنه يخلو عندها - تعنيان الجماع! - واشتد ذلك علينا حتى بعثنا من يطلع لنا ما يحبسه عندها، فإذا هو صار إليها، أخرجت له عكة من عسل، فتحت له فمها، فيلعق منه لعقاً: كان العسل يعجبه. فقالتا: ما من شيء نكرّهه إليه حتى لا يلبث في بيت أم سلمة. فقالتا: ليس شيء أكره إليه من أن يقال له: نجد منك ريح. فإذا جاءك فدنا منك، فقولي: إني أجد منك ريح شيء؛ فإنه يقول: من عسل أصبته عند أم سلمة. فقولي له: ما أرى نحله إلا جرس عرفطاً! فلما دخل على عائشة، فدنا منها، قالت: إني لأجد منك شيئاً، ما أصبت؟ فقال: عسل من بيت أم سلمة. فقالت: يا رسول الله! أرى نحله جرس عرفطاً. ثم خرج من عندها، فدخل على حفصة، فدنا منها، فقالت مثل الذي قالت عائشة. فلما قالتا جميعاً، اشتد عليه، فدخل على أم سلمة بعد ذلك، فأخرجت له العسل، فقال: أخّريه عني، لا حاجة لي فيه. فقالت[عائشة]: فكنت والله أرى أن قد أتينا أمراً عظيماً - منعنا رسول الله شيئاً كان يشتهيه».

    ومضات أخلاقية:

    حدث آخر يذكره أحمد في مسنده(56) نقلاً عن عائشة، يلقي بعض الضوء على السوية الأخلاقية الرفيعة التي كانت سائدة في البيت النبوي. قالت عائشة: «كانت عندنا أم سلمة، فجاء النبي (ص) عند جنح الليل فذكرت شيئاً صنعه بيده، وجعل لا يفطن لأم سلمة، وجعلت أومئ إليه، حتى فطن. قالت أم سلمة: أهكذا الآن! أما كانت واحدة منا عندك إلا في خلابة كما أرى! وسبّت عائشة!!! وجعل النبي (ص) ينهاها، فتأبى!!! فقال النبي (ص) [لعائشة]: سبيها!!!! فسبتها!!!! حتى غلبتها(57) !!!! فانطلقت أم سلمة إلى عليّ وفاطمة، فقالت: إن عائشة سبتها، وقالت لكم وقالت لكم. فقال عليّ لفاطمة: اذهبي إليه، فقولي: إن عائشة قالت لنا، وقالت لنا! فأتته، فذكرت ذلك له! فقال لها النبي (ص): إنها حبّة أبيك وربّ الكعبة. فرجعت إلى علي، فذكرت له الذي قال لها فقال: أما كفاك ألا أن قالت لنا عائشة وقالت لنا، حتى أتتك فاطمة فقلت لها: إنها حبة أبيك، ورب الكعبة». - والواقع أن عليّ وفاطمة كانا من أكبر الداعمين لحزب أم سلمة، التي ظلت بجانبه حتى موته.

    أخيراً، يبدو أن أم سلمة ظلت تنافس عائشة على قلب النبي حتى لحظاته الأخيرة. إذ لما «همّ رسول الله أن يطلّق بعضهن [نساؤه]، جعلنه في حلّ لما خشي أزواج النبي أن يفارقهن، قلن: إرض لنا من نفسك ومالك ما شئت! فأمره الله، فأرجأ خمساً، وآوى أربعاً»(58) . وكان الأمر في آية: «ترجئ من تشاء منهن»(59) [أحزاب 51]. ورغم الاختلاف في اللاتي عزلهن، إلا أن هنالك شبه إجماع على أنه ظل يأتي «عائشة وأم سلمة»(60) .

    هـ

    عائشة... وزينب بنت جحش

    في السنة الخامسة للهجرة، «تزوج رسول الله (ص) زينب بنت جحش»(61) . و«كانت ممن هاجر مع رسول الله (ص)، وكانت امرأة جميلة(62) »(63) .كانت زينب متزوجة قبل النبي من زيد بن حارثة: فمن هو زيد، وكيف تزوجته زينب؟

    زيد بن حارثة هو «رجل من بني كلب سُبي صغيراً. وكانت العرب في جاهليتها يتغاورون ويتسابون. فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة. فلما تزوجها محمد (ص)، وهبته له. وطلبه أبوه وعمّه، فخُيّر، فاختار رسول الله (ص)، فأعتقه. وكانوا يقولون: زيد بن محمد»(64) . «خطب رسول الله (ص) زينب بنت جحش، بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب، على مولاه زيد بن حارثة، فأبت، وأبى أخوها عبد الله، فنزلت! [الآية 36 من الأحزاب: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم. ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً»]، فقالا: رضينا يا رسول الله! فأنكحه إياها، وساق عنه إليها مهرها: ستين درهماً، وخماراً وملحفة وإزاراً، وخمسين مدّاً من طعام، وثلاثين صاعاً من تمر»(65) . وتؤكد رواية أخرى الأحداث السابقة، فتقول: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم. المؤمن: عبد الله بن جحش؛ والمؤمنة: زينب أخته، في الزواج من زيد»(66) . ويفصّل ابن كثير المسألة في تفسيره(67) ، فيقول: ««وما كان لمؤمن ولا مؤمنة»، وذلك أن رسول الله (ص) انطلق يخطب على فتاه، زيد بن حارثة (رض)، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية (رض)، فخطبها، فقالت: لست بناكحته! فقال رسول الله (ص): بل فانكحيه! قالت: يا رسول الله، أؤامر في نفسي؛ فبينما هما يتحدّثان، أنزل الله هذه الآية على رسول الله... فقالت: قد رضيته لي يا رسول الله منكحاً... [وفي رواية]، قالت: أنا خير منه حسباً. وكانت امرأة فيها حدّة». و «أصدقها عشرة دنانير وستين درهماً، وخماراً وملحفة ودرعاً، وخمسين مدّاً من طعام، وعشرة أمداد من تمر»(68) . ويضيف القرطبي في تفسيره للآية 36 من الأحزاب ما يلي: « أن رسول الله (ص) خطب زينب بنت جحش، وكانت بنت عمته، فظنت أن الخطبة لنفسه. فلما تبين أنه يريدها لزيد، كرهت وأبت وامتنعت، فنزلت الآية، فأذعنت زينب وتزوجته. وفي رواية [أخرى]: فامتنعت وامتنع أخوها عبد الله لنسبها من قريش، وأن زيداً كان بالأمس عبداً، إلى أن نزلت هذه الآية ». ورغم أن ذلك يتناقض تماماً مع سياق آيات السورة، إلا أن القرطبي يضيف في الموضع ذاته رواية تقول: « إنها نزلت في أم كلثوم بنت أبي معيط(69) ، وكانت وهبت نفسها للنبي (ص)، فزوجها من زيد بن حارثة، فكرهت ذلك هي وأخوها ».

    ويذكر الطبري في تفسيره للآية الآنفة الذكر نصاً مطابقاً لنص ابن كثير؛ ونصاً آخر قريباً من نص رواية القرطبي الأولى. دون أن ينسى طبعاً إشارة سريعة لحكاية أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.

    زواجها من النبي:

    بعد أن تزوج زيد من زينب، «جاء رسول الله (ص) بيت زيد بن حارثة، وكان زيد ابن حارثة إنما يقال له: زيد بن محمد! فربما فقده رسول الله (ص) الساعة، فيقول: أين زيد؟ فجاء منزله يطلبه، فلم يجده، وقامت إليه زينب بنت جحش فضلاً، فأعرض عنها رسول الله (ص)، فقالت: ليس هو هاهنا! يا رسول الله! ادخل!... فأبى... وإنما عجّلت زينب أن تلبس حين قيل لها: رسول الله (ص) على الباب، فوثبت عجلة، فأعجبت!! رسول الله (ص)، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم، إلا أنه أعلن: سبحان الله العظيم! سبحان الله مصرف القلوب!... فجاء زيد... فقال له: لعل زينب أعجبتك؟... فقال رسول الله (ص): أمسك عليك زوجك... ففارقها زيد، واعتزلها، وحلّت... فبينا رسول الله (ص) يتحدّث مع عائشة، إذ أخذت رسول الله (ص) غشية، فسرّى عنه وهو يبتسم، ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها، يقول: إن الله!!! زوجنيها؟»(70) . وتقول رواية أخرى: «كان النبي (ص) قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله (ص) يوماً يريده، وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر، فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي (ص)، فلما وقع ذلك، كُرِّهت إلى الآخر... فجاء، فقال: يا رسول الله! إني أريد أن أفارق صاحبتي»(71) . وتقول رواية ثالثة: «إن رسول الله (ص) أبصرها بعدما أنكحها إياه [زيد بن حارثة]، فوقعت في نفسه، فقال: سبحان الله مقلب القلوب! وذلك أن نفسه كانت تجفو عنها قبل ذلك لا تريدها، ولو أرادتها لاختطبها، وسمعت زينب بالتسبيحة، فذكرتها لزيد، ففطن وألقى الله! في نفسه كراهة صحبتها والرغبة عنها لرسول الله (ص)، فقال لرسول الله (ص): إني أريد أن أفارق صاحبتي! فقال [النبي]: مالك، أرابك منها شيء؟ قال: لا والله، ما رأيت منها إلا خيراً، ولكنها تتعظّم عليّ لشرف وتؤذيني. فقال: أمسك عليك زوجك واتق الله! ثم طلّقها بعد؛ فلما اعتدت، قال رسول الله (ص) [لزيد]: ما أجد أحداً أوثق في نفسي منك، اخطب عليّ زينب! قال زيد: فانطلقت، فإذا هي تخمر عجينتها، فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها [هذا يناقض ما قيل حول إيقاع الله لكراهيتها في صدره]، حين علمت أن رسول الله (ص) ذكرها، فوليت ظهري، وقلت: يا زينب! ابشري! إن رسول الله يخطبك. ففرحت، وقالت: ما أنا بصانعة شيء حتى أؤامر ربي [كذا]! فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن «زوجناكها»، فتزوجها رسول الله (ص)، ودخل بها، وما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها: ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم حتى امتد النهار»(72) .

    يذكر الطبري أيضاً، «أن زينب بنت جحش، فيما ذُكر، رآها رسول الله (ص) فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فألقي في نفس زيد كراهتها»(73) . ويقول المرجع ذاته في رواية أخرى، «كان النبي (ص) قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله (ص) يوماً يريده، وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر، فانكشفت، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي (ص)»(74) .

    من ناحية أخرى، يضيف القرطبي تفاصيل أخرى، فيقول: «إنه عليه السلام، أتى زينب يوماً يطلبه [زيد]، فأبصر زينب قائمة، وكانت بيضاء جميلة جسيمة، من أتم نساء قريش، فهويها، وقال: سبحان الله مقلب القلوب! فسمعت زينب بالتسبيحة، فذكرتها لزيد.. وقيل إن الله بعث ريحاً فرفعت الستر، وزينب متفضلة في منزلها، فرأى زينب، فوقعت في نفسه»(75) .

    إذن، بحسب القرطبي، فإن النبي «وقع منه استحسان لزينب بنت جحش، وهي في عصمة زيد، وكان حريصاً على أن يطلقها زيد، فيتزوجها هو»(76) . لكن الغريب، أن تقول زينب، بحسب القرطبي ذاته: « ولم يستطعني زيد، وما امتنع منه غير ما منعه الله مني فلا يقدر علي. وفي بعض الروايات: أن زيداً تورّم (!!!) منه ذلك، حين أراد أن يقربها»(77) .

    تقول رواية رابعة عن أنس: «لما انقضت عدّة زينب (رض)، قال رسول الله (ص) لزيد بن حارثة: اذهب فاذكرها علي! فانطلق حتى أتاها، وهي تخمّر عجينتها، قال: فلما رأيتها، عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها؛ وأقول: إن رسول الله (ص) ذكرها! فوليتها ظهري، ونكصت على عقبي، وقلت: يا زينب! ابشري! أرسلني رسول الله (ص) يذكرك! فقالت: ما أنا بصانعة شيئاً حتى أؤامر ربي عز وجلَّ!!! فقامت إلى مسجدها، فنزل القرآن، وجاء رسول الله (ص) فدخل عليها بلا إذن! ولقد رأيتنا حين دخلت على رسول الله (ص) وأطعمنا عليها الخبز واللحم. فخرج الناس وبقي رجال يتحدّثون في البيت بعد الطعام. فخرج رسول الله (ص) واتبعته، فجعل (ص) يتتبع حجر نسائه، يسلّم عليهن، ويقلن: يا رسول الله، كيف وجدت أهلك؟ فما أدري: أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أُخبر؛ فانطلق حتى دخل البيت، فذهبت أدخل معه، فألقي الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به: «لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم»»(78) . لكن الطبري(79) يذكر أن التي بشّرتها بتدخّل الله ذاته في الأمر هي «سلمى خادم رسول الله (ص)... فأعطتها أوضاحاً عليها».

    أخيراً، تبسّط إحدى الروايات القصة كلها باختصار مفيد، فتقول: «كان النبي خطبها [زينب] أولاً لمولاه زيد بن حارثة، فترفّعت عليه لشرف نسبها وجمالها، وساعدها أخوها، عبد الله بن جحش، فأنزل الله عز وجل فيهما: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً». فلما سمعت بذلك، رضيا طاعة لله ولرسوله، فأنكحها النبي (ص) زيداً، فمكثت عنده ما شاء الله. ثم رآها النبي (ص) يوماً متزينة، فأعجبته، ورغب في نكاحها، لو طلّقها زيد. فأوقع الله كراهيتها في قلب زيد، فجاء إلى النبي (ص) يستأمره في فراقها، فقال له: أمسك عليك زوجك، واتق الله في طلاقها من سبب. فأبى إلا طلاقها، وطلّقها... ولما انقضت عدّتها، بعثه النبي (ص) إليها ليخطبها له. قال زيد: ما أستطيع النظر إليها إجلالاً للنبي (ص)! فوليتها ظهري، وقلت: يا زينب! أرسلني رسول الله (ص) إليك يذكرك. فقالت: ما أنا بصانعة شيئاً.. أو أمر ربي. فقامت إلى مسجدها، تصلّي الاستخارة... وأنزل القرآن: «فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها»»(80) .

    نسف التبنّي:

    كان طبيعياً بالتالي أن يكمل الله معروفه، بعدما زوّج زبنب مرتين في زمن قياسي، بأن يلغي التبنّي، مرّة وإلى الأبد: حتى لا يقال إن محمداً تزوج زوجة ابنه.يروي النسائي(81) : «تبنّى رسول الله (ص) زيداً، وكان من تبنّى رجلاً في الجاهلية دعاه الناس ابنه، فورث في ميراثه» ؛ ثم يكمل(82) : «فلما أنزل الله عز وجل : «ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله» ، ردّ كلّ أحد ينتمي من أولئك إلى أبيه ، فإن لم يكن يعلم أبوه ردّه إلى مواليه». ويروي مسلم(83) عن عائشة، قولها: «لو كان رسول الله (ص) كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية: «وإذ تقول للذي أنعم الله عليه» - يعني: بالاسلام؛ «وأنعمت عليه» - يعني: بالعتق، فأعتقته؛ «أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه» ؛ إلى قوله: «وكان أمر الله مفعولا». وإن رسول الله (ص) لما تزوجها [زينب]، قالوا: تزوج حليلة ابنه! فأنزل الله: «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين». وكان رسول الله تبناه وهو صغير، فلبث حتى صار رجلاً، يقال له: زيد بن محمد! فأنزل الله: «ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله، فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم»، فلان مولى فلان وفلان أخو فلان، «هو أقسط عند الله»، يعني: أعدل». ويقول القرطبي إن الآية السابقة نزلت « لما تزوج [النبي] زينب بنت جحش، قال الناس: تزوج امرأة ابنه »(84) .

    ويقول ابن كثير(85) في تفسيره للآية 40 من سورة الأحزاب: «وما جعل أدعياءكم أنبياءكم»: «نزلت في شأن زيد بن حارثة (رض)، مولى النبي (ص)، كان النبي قد تبناه قبل النبوة، فكان يقال له: زيد بن محمد! فأراد الله تعالى أن يقطع هذا الإلحاق وهذه النسبة». وبرأي ابن كثير(86) أيضاً، أن الله قال: «لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً»، إنها نزلت حين «تزوج رسول الله (ص) بزينب بنت جحش مطلقة زيد بن حارثة (رض)».

    هنا، لا بدّ من تقديم الملاحظات التالية:

    1 - زينب بنت جحش هذه ليست سوى امرأة بيضاء سمينة، جميلة بمعايير ذلك الزمان - وتلك هي ميزتها الوحيدة. وزواج النبي بها لم تكن له أدنى فائدة إن على الصعيد الاجتماعي أو السياسي.

    2 - تدخل الإله مرتين على الأقل في الشؤون العاطفية لهذه المرأة غير المتميزة. بل يقال إنه تدخل ثلاث مرات، إذا ما أضفنا إلى ما سبق، تدخله في مسألة الحجاب، بعد أن تزوجها النبي وأراد الخلو بها، وتابع بعض الثقلاء جلوسهم(87) . لكن المسألة الأخيرة غير متفق عليها بالكامل إسلامياً كعلّة لفرض الحجاب.

    3 - كان زواج زينب من زيد وطلاقها منه ثم زواجها من النبي سريعاً للغاية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الآيات المواكبة لتلك الأحداث تنتمي كلها إلى نص موحد، صغير في سورة الأحزاب (36 - 39).

    4 - نلاحظ أيضاً أن النبي أرسل زوج زينب السابق إليها كي يخطبها عليه؛ وفي هذا، برأينا، نوع من الإذلال لزيد لا يُضاهى.

    5 - يبدو أن زينب كانت متأكدة، بدورها، من أن الله لن يعاند النبي في أي شيء. وهكذا، كان منطقياً أن تشترط، بعناد غريب، أنها لن تتزوجه حتى يأمرها ربها. فكما أمرها بالزواج من زيد، لا بد أن يأمرها بالزواج من والده بالتبني ونبيه وسيده. وهذا ما كان.

    صراع الامرأتين:

    ما أن أُعْلن أنّ الله بذاته هو الذي يأمر النبي بالزواج من زينب، حتى قالت عائشة كالعادة: «وأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها، ما صنع لها: زوجها الله عزّ وجل من السماء! وقلت: هي تفخر علينا بذلك»(88) . واستدارت عائشة من ثم إلى النبي، قائلة: «ما أرى ربك إلا يسارع في هواك»(89) .

    باتت عائشة، ليلة زواج النبي من زينب، «فريسة الغيرة»(90) . وإذا كانت عائشة تفخر دائماً على نساء النبي الأخريات بما اختصت به من صفات، فقد جاءت زينب تتباهى بصفة تفوقت بها على كلّ من عداها من نساء النبي. يروي ابن كثير: «أن زينب بنت جحش (رض) كانت تفخر على أزواج النبي (ص)، فتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله - تعالى - من فوق سبع سماوات»(91) ؛ أو: «إن آباءكن أنكحكن، وإن الله أنكحني إياه»(92) . وهكذا، كانت تختال دائماً، بقولها: «أنا أكرمكن ولياً، وأكرمكن سفيراً»(93) - فوليها هو الله وسفيرها جبريل.

    وكانت زينب تقول للنبي: « إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك تدل بهن: إن جدي وجدك واحد، وإني أنكحنيك الله من السماء، وإن السفير لجبرائيل (ع) »(94) .

    إذن، كان لدور الإله في حياة أزواج النبي أهميته الفائقة كمصدر للتفاخر: «روينا عن أم المؤمنين زينب وعائشة (رض) أنهما تفاخرتا، فقالت زينب: زوجني الله وزوجكن أهاليكن! وقالت عائشة: نزلت براءتي من السماء [في حادثة الإفك التي سنناقشها لاحقاً]! فسلّمت لها زينب»(95) . ويقدم لنا القرطبي عرضاً آخر للتفاخر، فيقول: « قالت عائشة: أنا التي جاء بي الملك إلى النبي (ص) في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك [أخرجه الصحيح]. وقالت زينب: أنا التي زوجني الله الله من فوق سبع سماوات »(96) ، ثم يضيف: «كانت زينب تفخر على نساء النبي (ص) تقول: إن الله عز وجل أنكحني من السماء، وفيها نزلت آية بحجاب». وكانت عائشة تقول: «لم يكن أحد من نساء النبي (ص) تساميني في المنزلة عنده إلا زينب بنت جحش»(97) .

    لقد أدى التنافس على قلب النبي وأموال الجماعة الأولى بين المرأتين إلى حوادث شتى:كانت المادة(98) أهم سبب للصراع بين أزواج النبي، وهو ما تجلّى في الصراع بين عائشة وزينب. وكان عامة الناس، كما أشرنا، «يتحرون بهداياهم يوم عائشة، يبتغون بذلك مرضاة رسول الله (ص)»(99) . بشأن هذه المسألة، يورد البخاري في صحيحه(100) ، نقلاً عن عائشة، الحديث التالي: «إن نساء رسول الله (ص) كن حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر، أم سلمة وسائر نساء رسول الله (ص). وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله (ص) عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله (ص)، أخّرها حتى إذا كان رسول الله (ص) في بيت عائشة، بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله (ص) في بيت عائشة. فكلّم حزب أم سلمة، فقلن لها: كلّمي رسول الله (ص) يكلّم الناس، فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله (ص) هدية، فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه. فكلمته أم سلمة بما قلن، فلم يقل لهن شيئاً. فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئاً! [ولما كررت فعلتها مرتين]، قال لها: لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة. فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله! ثم أنهن دعون فاطمة بنت رسول الله (ص)، فأرسلت إلى رسول الله (ص)، تقول: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر! فكلّمته، فقال: يا بنية، ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى! فرجعت إليهن، فقلن: ارجعي إليه! فأبت أن ترجع. فأرسلن زينب بنت جحش، فأتته، فأغلظت(101) وقالت: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة! فرفعت صوتها، حتى تناولت عائشة وهي قاعدة، فسبتها! حتى أن رسول الله (ص) لينظر إلى عائشة: هل تكلم! فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها». وفي نص النسائي(102) ، تقول عائشة: «فأرسلن زينب بنت جحش، وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي (ص)، فقالت: أزواجك أرسلنني، وهن ينشدن العدل في ابنة أبي قحافة. ثم أقبلت عليّ تشتمني!، فجعلت أراقب النبي (ص) وأنظر طرفه: هل يأذن لي من أن أنتصر منها، فاستقبلتها، فلم ألبث أن أفحمتها، فقال لها النبي: إنها ابنة أبي بكر». وفي مسند أحمد(103) ، تقول عائشة: «دخلت عليّ زينب بغير إذن - وهي غضبى - ثم قالت لرسول الله (ص): أحسبك إذا قلبت لك ابنة أبي بكر ذريعيها؟!»(104) . ويروي ابن كثير في تفسيره الحدث السابق بطريقة تختلف قليلاً، نقلاً عن عائشة: «دخل علينا رسول الله (ص) وعندنا زينب بنت جحش (رض)، فجعل النبي (ص) يصنع بيده شيئاً فلم يفطن لها، فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك، وأقبلت زينب (رض) تفحم لعائشة (رض) فنهاها، فأبت أن تنتهي، فقال لعائشة: سبيها! فسبتها!! فغلبتها؛ وانطلقت زينب (رض) فأتت علياً (رض)، فقالت: إن عائشة تقع بكم وتفعل بكم!! فجاءت فاطمة (رض)، فقال (ص) لها: إنها حبة أبيك، ورب الكعبة»(105) . ونلاحظ، بالمناسبة، أن الحديث ذاته مروي عن أم سلمة وعائشة!.

    نقلاً عن عائشة، يقدّم ابن كثير في تفسيره تفاصيل أخرى في رواية، تقول: «ما علمت حتى دخلت عليّ زينب بغير إذن، وهي غضبى، ثم قالت لرسول الله (ص): حسبك إذا ما قلبت لك ابنة أبي بكر درعها، ثم أقبلت إليّ فأعرضت عنها، حتى قال النبي (ص): دونك فانتصري! فأقبلتُ عليها حتى رأيتُ ريقها قد يبس في فمها، ما تردّ عليّ شيئاً، فرأيت النبي (ص) يتهلل وجهه!!!»(106) . وفي الكشاف(107) ، يقال: «إن زينب أسمعت عائشة بحضرته، وكان ينهاها فلا تنتهي، فقال لعائشة: دونك فانتصري». ويورد ابن سعد(108) عن عائشة، قولها: «إنه أهدي إلى رسول الله هدية في بيتها، فأرسل إلى كلّ امرأة من نسائه بنصيبها، وأرسل إلى زينب بنت جحش، فلم ترض، ثم زاودها مرة أخرى، فلم ترض، فقالت عائشة: لقد أقمأتْ وجهكَ أن ترد عليك الهدية. فقال رسول الله: لأنتن أهون عليّ من أن تقمئني - لا أدخل عليكن شهراً». وتضيف عائشة(109) : «قلت كلمة لم ألق لها بالاً، فغضب علي». وفي ذلك يورد ابن الجوزي(110) الرواية التالية: «قال (ص): ما أنا بداخل عليكن شهراً. قال مؤلف الكتاب: وفي سبب ذلك، قولان: أحدهما - أنه حين حرّم أم ابراهيم، أخبر بذلك حفصة، واستكتمها، فأخبرت بذلك [وهو ما سنناقشه لاحقاً أيضاً]. والثاني، أنه ذبح ذبحاً، فقسمته عائشة بين أزواجه، فأرسلت إلى زينب بنت جحش نصيبها فردته، فقال: زيدوها! فزادوها، ثلاثاً - كلّ ذلك تردّه، فقال: لا أرضى عليكن شهراً. فاعتزل في مشربة له، ثم نزل لتسعِ وعشرين، فبدأ بعائشة (رض)، فقالت: يا رسول الله، كنت أقسمت ألا تدخل علينا شهراً، وإنما أصبحت من تسع وعشرين أعدها عداً! فقال: الشهر تسع وعشرون - وكان ذلك الشهر تسعاً وعشرين». وكانت زينب، برأي عائشة، «فيها سورة من حدّة كانت تسرع فيها الفينة»(111) - وهذا واضح.

    لم تترك الاثنتان فرصة تمر، دون أن تنال إحداهما من الأخرى. ومن تلك الحوادث النادرة التي وصلت إلينا، ما أخبرنا به ابن هشام من أنه في حادث الإفك، الذي اتهمت فيه عائشة بالزنا، قامت «حمنة بنت جحش [أخت زينب] فأشاعت من ذلك ما أشاعت، تضاري لأختها، فشقيت [عائشة] بذلك»(112) . وبعدما أنزل الله براءة عائشة من السماء أمر النبي بدوره بضرب حمنة هذه، لأنها كانت «ممن أفصح بالفاحشة»(113) .

    المغافير... أيضاً:

    لا نعرف مدى أهمية حدث المغافير في التاريخ العربي - الإسلامي حتى دوّن بكل هذه الكثافة في كتب التراث، لكننا نعرف تماماً أن هذا الحدث، وإن اختلف في تفاصيله بين مصدر وآخر، تظل عائشة والعسل قاسماً مشتركاً أعظماً في كلّ رواياته. وكالعادة، أُدخلت زينب في إحدى النسخ. فعلى سبيل المثال، أورد النسائي(114) ، نقلاً عن عائشة: «أن النبي (ص) كان يمكث عند زينب ويشرب عندها عسلاً، فتواصيت وحفصة، أيتنا ما دخل عليها النبي (ص)، فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير! فدخل على إحديهما، فقالت ذلك له، فقال: بل شربت عسلاً عند زينب؛ وقال: لن أعود له! فنزل: «يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك»، «إن تتوبا»، لعائشة وحفصة، «وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً»؛ لقوله: بل شربت عسلاً»(115) .

    وماتت زينب. وكانت - لا كما قال البخاري(116) - أول من توفى من نساء النبي بعده. وفي موتها، يذكر مسلم(117) ، نقلاً عن عائشة، قالت: «قال رسول الله (ص): أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً. قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً! قالت: فكانت أطولنا يداً زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق». ويروي ابن سعد(118) : «قال النبي لأزواجه: يتبعني أطولكن يداً! قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد النبي (ص)، نمدّ أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب، يرحمها الله، ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذٍ أن النبي (ص) أراد بطول اليد: الصدقة. قالت: وكانت زينب امرأة صناع اليد، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدّق في سبيل الله».

    يُقَال إن النبي قبيل وفاته، جُعل له الخيار في ترك «مضاجعة من يشاء منهن [نسائه] وتضاجع من تشاء. أو تطلق من تشاء وتمسك من تشاء. أو لا تقسم لأيهن شئت، وتقسم لمن شئت. أو تترك تزوج من شئت من نساء أمتك، وتتزوج من شئت»(119) . وذلك تفسيراً لجملة «ترجئ وتؤوي» في القرآن. ويضيف الزمخشري: «كان النبي (ص) إذا خطب امرأة لم يكن لأحد أن يخطبها حتى يدعها، وهذه قسمة جامعة لما هو الغرض: لأنه إما أن يطلق، وإما أن يمسك؛ فإذا أمسك ضاجع أو ترك وقسم أو لم يقسم؛ وإذا طلّق وعزل، فإما أن يخلي المعزولة لا يبتغيها، أو يبتغيها؛ روي أنه أرجئ منهن: سودة وجويرية وصفية وميمونة وأم حبيبة؛ فكان يقسم لهن ما شاء، كما شاء، وكانت ممن آوى إليه: عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب (رض). أرجأ خمساً وآوى أربعاً»(120) .

    بعد موت زينب،لم يبق أمام عائشة سوى امتداحها - لكن دون أن تنسى الطعن بها، وإن بأسلوب ملطف. كانت عائشة تقول: «لم ار قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله عز وجل وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدّق به وتقرب به. ما عدا سورة من حدّة(121) كانت تسرع منها الفينة»(122) .
                  

العنوان الكاتب Date
الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 03:51 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 03:55 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 03:57 PM
      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 03:58 PM
        Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:00 PM
          Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:01 PM
            Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:06 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" jini12-18-07, 04:06 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:09 PM
      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:10 PM
        Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:12 PM
          Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:14 PM
            Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:15 PM
              Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:17 PM
                Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:19 PM
                  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:20 PM
                    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:23 PM
                      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:25 PM
                        Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:34 PM
                          Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:36 PM
                            Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:38 PM
                              Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Adil Isaac12-18-07, 05:39 PM
                                Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" عمار عبدالله عبدالرحمن12-18-07, 08:35 PM
                                  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" نيازي مصطفى12-18-07, 08:54 PM
                                    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 02:16 PM
                                  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 02:11 PM
                                Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 01:54 PM
                              Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 01:46 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" د.أحمد الحسين12-20-07, 07:32 AM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 02:43 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" ابوالقاسم ابراهيم الحاج12-20-07, 01:01 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" عمار عبدالله عبدالرحمن12-20-07, 02:37 PM
      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" ابوالقاسم ابراهيم الحاج12-20-07, 05:01 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 02:56 PM
      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Faisal Al Zubeir12-20-07, 03:59 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Sabri Elshareef12-20-07, 04:52 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Faisal Al Zubeir12-20-07, 05:29 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Sabri Elshareef12-20-07, 07:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de