الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 07:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2007, 04:06 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" (Re: HOPEFUL)

    III

    أخلاق عائشة... ونساء النبي


    إذا كانت عائشة بهذه الحدّة وتلك الأخلاق في تعاملها مع النبي، فكم بالحري أن تزداد تطرفاً في حدّتها وعنفها في التعامل مع زوجاته، اللواتي كن ينافسنها في كلّ شيء. ولما كانت أخبار عائشة مع نساء النبي الأخريات كثيرة وهامة، ارتأينا أن نقدّمها بشيء من التفصيل والتصنيف، فنجعل لكل زوجة من زوجاته الهامات فصلاً مستقلاً، ثم نجمل الباقيات الثانويات في فصل واحد.

    يذكر اليعقوبي في تاريخه أن النبي تزوج بإحدى وعشرين امرأة، وقيل ثلاثاً وعشرين. وهن: خديجة، سودة، غزية أم شريك، حفصة، زينب بنت خزيمة، أم حبيبة، زينب بنت جحش، أم سلمة، جويرية بنت الحارث، صفية، ميمونة بنت الحارث، مارية أم ابراهيم؛ أما اللواتي لم يدخل بهن فهن: خولة بنت الهذيل وشراف أخت دحية الكلبي وسنا بنت الصلت اللواتي متن قبل وصولهن اليه، ريحانة بنت شمعون، أسماء بنت النعمان، قتيلة بنت قيس، عمرة بنت يزيد، العالية بنت ظبيان، وجونية أخرى غير أسماء.

    آ

    عائشة وخديجة

    رغم أن عائشة لم ترَ خديجة قط ولم تدركها، إلاّ أن ذكر النبي إياها كان غالباً ما يجعلها محط غيرة عائشة، وبالتالي تعابيرها القاسية. ورد في أسد الغابة(1) عن عائشة، قولها: «ما غرت على أحد من أزواج النبي، ما غرت على خديجة [نلاحظ تكرار هذا القول بالنسبة لأكثر من واحدة من نساء النبي]، وما بي أن أكون أدركتها، وما ذاك إلا لكثرة ذكر رسول الله (ص) لها... ذكرها يوماً من الأيام، فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، أبدلك الله خيراً منها؟ فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب». وفي مسند أحمد(2)، ورد قولها عن خديجة: «لقد أعقبك الله، يا رسول الله، من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين... فتغير وجه رسول الله (ص) تغيراً لم أره إلا عند نزول الوحي أو عند المخيلة حتى يعلم رحمة أو عذاب». وفي نص آخر(3) من المرجع ذاته، نجد النبي يقول عن خديجة: «ما أبدلني الله خيراً منها؛ آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله - عز وجل - ولدها، إذ حرمني أولاد النساء». - ويبدو أن الجملة الأخيرة تختصر أحد أسباب غيرة عائشة، غير المبرّرة(4)!.

    في السمط الثمين(5)، نصادف عائشة تقول: «ما حسدت امرأة ما حسدت خديجة... وذلك أن رسول الله (ص) بشّرها ببيت في الجنة، لا صخب فيه ولا نصب». ويضيف ابن ماجة(6)، «من قصب، يعني من ذهب». وفي سياق حديثها عن غيرتها، تذكر عائشة أيضاً، أن النبي «كان يذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة، فيهديها لهن»(7)؛ وتضيف: «ربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد»(8).

    يبدو أن سبباً آخر لغيرة عائشة من خديجة هو أن النبي لم يتزوج عليها حتى ماتت! فكثيراً ما نجدها تكرر هذه المقولة: «لم يتزوج النبي (ص) على خديجة حتى ماتت»(9).

    أخيراً، تذكر عائشة أنه حين «استأذنت هالة بنت خويلد، أخت خديجة، على رسول الله (ص)، فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، وقال: اللهم هالة! فغرت، فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، وأبدلك الله خيراً منها»(10). «وقال ابن التنين في سكوت النبي على هذه المقالة دليل على أفضلية عائشة على خديجة، إلا أن يكون المراد بالخيرية هنا حسن الصورة وصغر السن»(11). ويبدو أن ابن التنين لم يصادف إلا هذا النص الذي لم نجد فيه ردّاً للنبي على تلفظات عائشة!!!

    ب

    عائشة وسودة

    رغم اتفاق الروايات على أن زواجي النبي من سودة وعائشة لم يفصل بينهما زمن طويل، فالاختلاف بين تلك الروايات كبير في تحديد التواريخ على نحو دقيق. مع ذلك، يمكن أن نستشف من أخبارة سودة في التراث الإسلامي أن تلك المرأة كانت مجرّد أرملة أقرب إلى السذاجة، متقدّمة في السن، مقارنة بعائشة أو جويرية أو صفية، لكنها ليست أكبر من النبي، ضخمة، غير جميلة إلى حد ما. وقد تزوجها النبي في مرحلة صعبة، حرجة من حياته - إضطرارياً ربما - قبيل انتقاله من مكة إلى المدينة؛ أي: في مرحلة التحول من الدوغماتية إلى البراغماتية.

    لا نمتلك سوى معلومات ضئيلة عن سودة، مقارنة بغيرها من نساء النبي البارزات. وأهم ذلك أنها كانت ضمن حزب عائشة، المواجه للحزب الآخر الذي تزعمته الزوجة البارزة الاخرى ، أم سلمة. من الأمور المعروفة عن سودة، أن النبي، لما أسنّت، طلقها، أو أراد طلاقها، فوهبت «ليلتها» لعائشة، فراجعها. يذكر المنتظم(12) ، على سبيل المثال، «أن رسول الله (ص) طلّق سودة، فجعلت يومها لعائشة، فراجعها». أما المحلّى (13) ، فيذكر أن سودة «وهبت يومها وليلتها، لما أسنّت، لعائشة (رض). وجاء أنه - عليه الصلاة والسلام - أراد فراقها، فلما رغبت إليه - عليه الصلاة والسلام - في إمساكها، وتجعل يومها وليلتها لعائشة، لم يفارقها». لكن هداية الباري(14) يزعم أنها «وهبت يومها وليلتها لعائشة، تبتغي بذلك رضا رسول الله (ص)».

    روي أيضاً، أن النبي «كان يسوّي مع ما أطلق له وخيّر فيه، إلاّ سودة، فإنها وهبت ليلتها لعائشة، وقالت: لا تطلّقني حتى أحشر في زمرة نسائك»(15) . وفي حديث ابن عبّاس، أن «سودة خشيت أن يطلّقها رسول الله (ص)، فقالت: يا رسول الله، لا تطلّقني، وامسكني واجعلني حتى أحشر في زمرة نسائك»(16) . وفي حديث عائشة: «ما كان رسول الله (ص) يفضّل بعضنا على بعض في القسم. وكان قلّ يوم إلاّ وهو يطيف بنا ويدنو من كلّ واحدة منا من غير مسيس، حتى ينتهي إلى التي هي يومها، فيبيت عندها. ولقد قالت له سودة بنت زمعة، وقد أراد أن يفارقها: يومي منك ونصيبي لعائشة! فقبل ذلك منها»(17) . يقدّم ابن سعد(18) ، تفاصيل أخرى، نقلاً عن عائشة: «كانت سودة بنت زمعة قد أسنّت، وكان رسول الله (ص) لا يستكثر منها، وقد علمت مكاني من رسول الله (ص)، وأنه يستكثر مني، فخافت أن يفارقها، وضنّت مكانها عنده، فقالت: يا رسول الله، يومي الذي يصيبني لعائشة، وأنت منه في حلّ. فقبله النبي (ص)، وفي ذلك نزلت: «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً» (نساء 128)»(19) . يذكر المرجع ذاته تفاصيل أخرى، فيقول: «قال رسول الله (ص) لسودة بنت زمعة: اعقدي! فقعدت له على طريقه ليلة، فقالت: يا رسول الله! مابي حب الرجال، ولكني أحب أن أبعث في أزواجك، فأرجعني. فأرجعها رسول الله (ص)»(20) . وفي رواية أخرى أن «النبي (ص) بعث إلى سودة بطلاقها، فلما أتاها، جلست على طريقه لبيت عائشة، فلما رأته، قالت: أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه! لم طلقتني؟ ألموجودة وجدتها فيّ؟ قال: لا! قالت: فإني أنشدك بمثل الأولى، أما راجعتني، وقد كبرت، ولا حاجة لي في الرجال، ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة. فراجعها النبي (ص). قالت: فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة، حبة رسول الله (ص)»(21) . وفي نصّ آخر يقال: «لما أسنت سودة عند رسول الله (ص)، همّ بطلاقها؛ قالت: لا تطلّقني، وأنت في حلّ من شأني»(22) . وهكذا، «كان رسول الله (ص) يقسم لعائشة يومين: يومها ويوم سودة»(23) . فكانت عائشة تقول: «ما رأيت امرأة أحب إليّ أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة: امرأة فيها حدّة، فلما كبرت، جعلت يومها من رسول الله (ص) لعائشة»(24) . وفي رواية أخرى، تقول عائشة عن سودة: «إنها امرأة فيها حسد»(25) .

    فلماذا طلّق(أو أراد طلاق) النبي سودة، وهل كانت بالفعل مسنّة؟

    من المتعارف عليه أن سودة بنت زمعة «توفيت سنة أربع وخمسين بالمدينة، في خلافة معاوية»(26) . هذا يعني أنها عاشت بعد النبي أربعين عاماً على الأقل: ونعرف أن النبي توفي في السنة الحادية عشرة للهجرة. ولو أنها توفيت وعمرها مئة عام، فالنتيجة الحتمية التي لا مفر من الوصول إليها هي أنها لم تكن تتجاوز الستين من العمر حين توفي النبي - أي: كانت أصغر منه. إذن، لم تكن سودة مسنة مقارنة بالنبي، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار زواجه الطويل من خديجة التي كانت تكبره بحوالي خمسة عشر عاماً - فلماذا طلقها؟

    إضافة إلى «الحدّة» و «الحسد»، اللذين وصمتها بهما عائشة - ولا يوجد في ما بين أيدينا من أحاديث ما يشير إلى شيء من ذلك - يمكن أن نستنتج من الروايات القليلة المتعلقة بسودة صفات أخرى في هذه المرأة، لا تجعلها مرغوبة من رجل عادي، فكيف برجل قوي متنفذ متمكّن!؟

    مشكلة سودة، كما أشرنا، أنها كانت زوجة من مرحلة انتقالية صعبة، وكان لا بد من التخلص منها مع زوال تلك المرحلة.

    عن صفات سودة الأخرى غير المرغوبة، تتحدّث إحدى الروايات، نقلاً عن
    عائشة - الحديث هنا عن سبب نزول آية الحجاب، والأمر غير متفق عليه -
    فتقول: «كان أزواج رسول الله (ص) يخرجن بالليل، إلى حوائجهن بالمناصع. فكان عمر [بن الخطاب] يقول لرسول الله: أحجب نساءك!!! فلم يكن يفعل!!! فخرجت سودة ليلة من الليالي، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر بصوته الأعلى: قد عرفناك يا سودة! حرصاً!!! على أن ينزل الحجاب»(27) .

    كانت سودة «امرأة يفرع الناس من جسمها»(28) ، وكانت «ثبطة، ثقيلة»، لطالما استأذنت النبي «في الإفاضة قبل الصبح من جمع»(29) .

    إضافة إلى ضخامة سودة التي، على ما يبدو، لم تكن طبيعية، فالمصادر الإسلامية توحي أيضاً بأنها كانت تمتلك صفات أخرى جعلتها غير مرغوبة: من ذلك البساطة التي قد تلامس السذاجة أحياناً. يروي أسد الغابة الحدث التالي: «أن عائشة وحفصة (رض) كانتا جالستين تتحدثان، فأقبلت سودة زوج النبي (ص)، فقالت إحداهن للأخرى: أما ترين سودة ما أحسن حالها! لنفسدنّ عليها! وكانت من أحسنهن حالاً! كانت تعمل الأديم الطائفي. فلما دنت منهما، قالتا لها: يا سودة، أما شعرت؟ قالت: وما ذلك؟ قالتا: خرج الأعور الدجال! ففزعت، وخرجت حتى دخلت خيمة لهم، يوقدون فيها، وكان في مائتيها زعفران، فأقبل النبي (ص) فلما رأتاه استضحكتا، وجعلتا لا تستطيعان أن تكلماه، حتى أومأت إليه، فذهب حتى قام على باب الخيمة، فقالت: يا نبي الله! خرج الأعور الدجال؟! فقال: لا، ولا كان قد خرج! فخرجت، وجعلت تنفض عنها نسيج العنكبوت»(30) . - لا بد أن نلاحظ هنا جملة «كانت من أحسنهن حالاً».

    وتقول رواية أخرى، نقلاً عن عائشة: «أتيتُ رسول الله (ص) بحريرة، طبختها له، فقلت لسودة، والنبي (ص) بيني وبينها: كلي! فأبت، فقلت لها: كلي، وإلا لطخت وجهك! فأبت، فوضعت يدي على الحريرة فطليت بها وجهها، فضحك النبي (ص)، ووضع فخذه لها، وقال لسودة: ألطخي وجهها! فلطخت وجهي، فضحك النبي»(31) . - لا بد أن نلاحظ هنا أيضاً فرق السن المفترض بين الاثنتين.

    صراعات لا بد منها:

    رغم أن سودة كانت من حلف عائشة، فهذا لم يمنع الأخيرة أن تكيد لها وتضايقها - لكن ليس بأسلوب تعاملها مع الحلف المعادي. يحكي أحد المصادر أن عائشة «سمعت سودة تنشد: عدي وتيم تبتغي من تحالف. فقالت عائشة لحفصة: ما تعرّض إلا بي وبك يا حفصة، فإذا رأيتني أخذت برأسها، فأعينيني! فقالت: فأخذت برأسها، وخافت حفصة، فأعانتها. وجاءت أم سلمة، فأعانت سودة. فأتى النبي (ص)، فأُخبر وقيل له: أدرك نساءك يقتتلن! فقال: ويحكن! مالكن؟ فقالت عائشة: يا رسول الله، ألا تسمعها، تقول: عدي وتيم تبتغي من تحالف؟ فقال: ويحكن! ليس عديكن ولا تيمكن؛ إنما هو عدي تميم وتيم تميم»(32) .

    لا يبدو أن سودة استطاعت أن تنجو من براثن أسطورة المغافير الشهيرة. ففي إحدى نسخ الأسطورة، نجدها مستهدفة من عائشة وحفصة: «كان رسول الله (ص) يشرب عند سودة العسل، فدخل على عائشة، فقالت: إني أجد ريحاً! حتى دخل على حفصة، فقالت له مثل ذلك، فقال: أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه! فنزلت: «يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك»» (33) .

    نسخة ثانية، أكثر أهمية، تقدّمها لنا عائشة، التي تقول: «كان رسول الله (ص) يحب الحلوى ويحب العسل. وكان إذا صلّى العصر، دار على نسائه، فيدنو منهن. فدخل على حفصة، فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك، فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل، فسقت رسول الله (ص) منه. فقلت: أما - والله - لنحتالن له!!! فذكرت ذلك لسودة، وقلت: إذا دخل عليك، فإنه سيدنو منك، فقولي له: يا رسول الله! قد أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا! فقولي له: ما هذه الريح؟ وكان رسول الله (ص) يشتد عليه أن يوجد منه ريح. فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل. فقولي له: جرست نحله العرفط. وسأقول له ذلك. فقولي له أنت يا صفية. فلما دخل على سودة، قالت سودة: والله الذي لا إله إلا هو، لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي، وإنه لعلى اللباب، فرقاً منك. فلما دنا رسول الله (ص)، قلت: يا رسول الله، أكلت مغافير؟ قال: لا! قلت: فما هذه الريح؟ قال: جرست نحلة العرفط. فلما دخل علي، قلت له مثل ذلك. ثم دخل على صفية، فقالت له مثل ذلك. فلما دخل على حفصة، قالت: يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟ قال: لا حاجة لي به! قالت: تقول سودة: سبحان الله، والله لقد حرمناه!! قلت لها: اسكتي»(34) .

    أسطورة المغافير، رغم تبعثرها في معظم زوايا التراث الإسلامي، مخترعة في اعتقادنا، للتغطية على القصة الحقيقية الكامنة خلف سورة التحريم، والتي سنناقشها لاحقاً في فصل «عائشة ومارية».



    ج

    عائشة... وحفصة



    كانت حفصة بنت عمر بن الخطاب أقرب نساء النبي إلى عائشة، وإحدى أهم ركائز حزبها. لكن يبدو أن محبة النبي لها لم تكن بقدر محبته لنسائه الأخريات.واحتفاظه بها ضمن نسائه، على ما يبدو، كان فقط لانها ابنة الرجل القوي، عمر بن الخطاب. وذكرها القليل نسبياً في التراث الإسلامي، ارتبط على نحو شبه مستمر بقصص مؤامراتها مع عائشة ضد النبي أو ضد نسائه الأخريات. وإذا ما تجاهلنا أسطورة المغافير الشهيرة، فإن نصوص تفاسير سورة التحريم تتضمن أكثر الإشارات إلى حفصة في التراث الإسلامي، حيث الكلام عن تكليف الله «عائشة وحفصة بالتوبة»(35) ، بعد الذي بدا منهما حين اكتشفتا أن النبي يضاجع مارية القبطية، جاريته، في فراش حفصة.(لا يوجد اتفاق شامل في المصادر الاسلامية حول ما اذا كان فعل المضاجعة حدث في فراش حفصة أم في فراش عائشة) - والقصة ستناقش في فصل «عائشة ومارية».

    يبدو أن مشاكل حفصة مع النبي كانت كثيرة، حتى أنه طلّقها - على الأرجح - أكثر من مرة. فيقال إن عمر «دخل على حفصة، وهي تبكي. فقال: ما يبكيكِ؟ لعلّ رسول الله (ص) طلقك؟ إن كان طلقك مرة ثم راجعك من أجلي! والله لئن طلقك مرة أخرى، لا أكلمك أبداً»(36) . ويؤكد القرطبي أن النبي « تزوجها ثم طلقها »(37) . وتقول رواية أخرى، إن النبي طلّق «حفصة، فأتت أهلها، فأنزل الله تعالى: «يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن» [طلاق1]؛ فقيل له: راجعها، فإنها صداقة قوامة، وهي من أزواجك ونسائك في الجنة»(38) .

    يبدو أن مشكلة حفصة، كانت عائشة: فقد أرادت أن تلعب في حياة النبي ونسائه دور عائشة، دون أن تمتلك ما يؤهلها لذلك. وكما أشرنا، فقد كان عمر، أبوها، يقول لها: «لا يغرنك حب رسول الله عائشة وحسنها أن تراجعيه بما تراجعه عائشة»(39) ؛ أو: «لعلك تراجعين النبي بمثل ما تراجعه به عائشة؛ إنه ليس لك مثل حظوة عائشة، ولا حسن زينب»(40) .

    قليلة جداً هي الأخبار حول علاقة عائشة بحفصة: إذا ما استثنينا قصة مارية. من ذلك، ما قالته عائشة: «أهديت لحفصة شاة، ونحن صائمتان، ففطرتني، فكانت ابنة أبيها. فلما دخل علينا رسول الله (ص)، ذكرنا ذلك له، فقال: أبدلا يوماً مكانه»(41) . ومرة أخرى، «دخلت حفصة على عائشة، زوج النبي (ص)، وعلى حفصة خمار رقيق، فشقته عائشة، وكستها خماراً كثيفاً»(42) . - ولا نعرف إذا كان ذلك يوحي برقة الدين عند حفصة: أم بشيء آخر!!

    رغم العلاقة الحميمة الشهيرة التي ربطت عائشة بحفصة، فقد كان لا بد من حضور غيرة الأولى، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالتنافس على قلب النبي: «قالت عائشة: كان رسول الله (ص) إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة على عائشة وحفصة، فخرجتا معه جميعاً. وكان رسول الله (ص) إذا كان بالليل، سار مع عائشة يتحدّث معها، فقالت حفصة لعائشة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك، فتنظرين وأنظر؟ قالت: بلى! فركبت عائشة على بعير حفصة، وركبت حفصة على بعير عائشة، فجاء رسول الله (ص) إلى حمل عائشة وعليه حفصة، فسلّم ثم سار معها، حتى نزلوا وادياً، فافتقدته عائشة، فغارت، فلما نزلوا جعلت تجعل رجليها بين الأذخر، وتقول: يا ربّ، سلّط عليّ عقرباً أو حية تلدغني؛ رسولك ولا أستطيع أن أقول شيئاً»(43) .
                  

العنوان الكاتب Date
الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 03:51 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 03:55 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 03:57 PM
      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 03:58 PM
        Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:00 PM
          Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:01 PM
            Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:06 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" jini12-18-07, 04:06 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:09 PM
      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:10 PM
        Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:12 PM
          Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:14 PM
            Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:15 PM
              Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:17 PM
                Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:19 PM
                  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:20 PM
                    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:23 PM
                      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:25 PM
                        Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:34 PM
                          Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:36 PM
                            Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-18-07, 04:38 PM
                              Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Adil Isaac12-18-07, 05:39 PM
                                Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" عمار عبدالله عبدالرحمن12-18-07, 08:35 PM
                                  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" نيازي مصطفى12-18-07, 08:54 PM
                                    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 02:16 PM
                                  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 02:11 PM
                                Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 01:54 PM
                              Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 01:46 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" د.أحمد الحسين12-20-07, 07:32 AM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 02:43 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" ابوالقاسم ابراهيم الحاج12-20-07, 01:01 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" عمار عبدالله عبدالرحمن12-20-07, 02:37 PM
      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" ابوالقاسم ابراهيم الحاج12-20-07, 05:01 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" HOPEFUL12-20-07, 02:56 PM
      Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Faisal Al Zubeir12-20-07, 03:59 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Sabri Elshareef12-20-07, 04:52 PM
    Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Faisal Al Zubeir12-20-07, 05:29 PM
  Re: الكتاب الذي منع في السودان وسجن على أثره مصريان "أم المؤمنين تأكل أولادها" Sabri Elshareef12-20-07, 07:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de