مدرسة شندي الثانوية الأهلية

Quote: سلامي وتحاياي للجميع، اتفق بداية مع قاله ود البشرى وأبو تقى حول مقترح تناول البوست لشندي وضواحيها.... ذلك ان تاريخ المدينة وحاضرها يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالمناطق والقرى المنتشرة حولها... ويمكن القول أن لهذه الضواحي دور رئيسي في صياغة هوية هذه المدينة ماضياً وحاضراً، ولولاها لما كانت شندي التي نعرف. ليس ثمة شك يا حليل ربوع شندي.... ولكن دعونا هذه المرة أن نخرج مؤقتاً من توثيق تاريخها الثر ونسيجها الإجتماعي الفريد ومعالمها وملامحها وشخصياتها وظرفائها الى تناول أكثر حقبها ظلاماً وقهراً. لا يختلف إثنان حول حقيقة أن أكثر حقب السودان ظلاماً وقمعاً وفساداً وعنجهية بدأ في 30 يونيو 1989 ولا يزال جاثماً على الصدور حتى هذه اللحظة، وشندي بالطبع ليست استثناء. فالقاسم المشترك بينها ومختلف بقاع الوطن هو مصادرة إنقلاب المشروع الحضاري المشؤوم لحرية الجميع وأذاقتهم مرارة التنكيل والقتل والذل والقهر والتشريد والعوز. سلّط نظام الجبهة على مدينة شندي مجموعة أطلق يدها في "إعادة صياغة" مدينة شندي (على غِرار إعادة صياغة المجتمع السوداني) بما يتوافق مع مشروعهم الحضاري الفاشل. ففي غفلة من الزمن باتت هذه المجموعة –غالبيتها من معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية بمدارس شندي الثانوية- تتحكم في مصائر الجميع وبات أعضاؤها يصدرون قرارات الإحالة للصالح العام وأوامر الإعتقال وتعليمات الذل والتخويف، بل بات من المألوف مشاهدة بعضهم بعد إنقلاب 30 يونيو 1989 يمشون في خُيلاء داخل مباني جهاز الأمن، التي كانت جزءاً من مباني رئاسة شرطة شندي، في أوقات كانوا من المفترض أن يكونوا خلالها داخل الفصول يدرّسون طلابهم. هذه المجموعة من قيادات تنظيم الجبهة بمدينة شندي-بالإضافة الى بعض كوادره الوسطية- كانت هي المسؤولة عن إصدار قرارات إعتقال كثيرين وتشريد كثيرين غيرهم من الخدمة لما يسمى بالصالح العام. اما صبية الجبهة في مختلف الأحياء، فقد عملوا في ما يسمى باللجان الشعبية وكانوا يرفعون تقارير يومية لهذه القيادات تُتّخَذ بناء عليها قرارات مداهمة المنازل ليلاً بواسطة عناصر الأمن. احتلت قيادات الجبهة هذه في وقت لاحق بعد الإنقلاب، ولا تزال، مواقع قيادية في أجهزة ومؤسسات تنفيذية في المدينة رغم انه ليس لدي أي منهم أدنى مؤهلات حتى لشغل صغار موظفين فيها. وفي خضم أجواء القهر والتنكيل والإعتقالات والتشريد التي خلقها هؤلاء وكانوا مهندسيها ضد كافة منافسي الجبهة السياسيين قبل إنقلاب 30 يونيو، باتوا بعبعاً مخيفاً، خصوصاً وان عناصر الأمن وصبية الجبهة في اللجان الشعبية بمختلف أحياء المدينة يأتمرون بالفرمانات والفتاوى والتعليمات التي يصدرها هؤلاء. مورس فساد واسع النطاق خلال السنوات التي تسلطت خلالها عناصر الجبهة هذه على مقدرات ومصائر الناس وأثرت غالبيتهم بين ليلة وضحاها. مفارقات التاريخ وغفلة الزمن التي سلّطت نظام الجبهة "الإسلامية" على رقاب السودانيين هي ذات مفارقات التاريخ وغفلة الزمن التي سلطت أتباع الجبهة "الإسلامية" من أساتذة اللغة العربية والتربية الإسلامية بمدارس شندي الثانوية (منهم من لا يميّز بين الهمزة على السطر والهمزة على الياء، واقسم إنني أقول هذا الكلام حقيقة وليس استخفافاً) وغيرهم من أتباع الجبهة الآخرين الذين يعرف القاصي والداني من أهل المدينة "أخلاقهم وتاريخهم وفسادهم". إلا ان هؤلاء (ومنهم من أصبح صاحب متاجر وأعمال تجارية في سوق المدينة ولم يكن لديه حتى يوم 30 يونيو 1989 سوى مرتب معلم بالمرحلة الثانوية) أصبحوا أصحاب سلطة وبطش لا يتورعون في الفتك بكل من يتحدث، بل ويهمس، عن الثروة التي هبطت عليهم بين ليلة وضحاها. لي عودة، مع الود، ع ع