* * مساعد رئيس الجمهورية:د.نافع: يشتم العلماء...ويكذب القرآن الكريم **

Quote: السودانى العدد رقم: 752 2007-12-18 رؤى بأية حال عدت يا عيد عبد الرحمن الأمين كُتب في: 2007-12-18 [email protected] أزف عيد الفداء العظيم، عيد أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وسنة نبيه الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما شرع عيد الفداء لتأكيد معاني التضحية والإيثار والامتثال لله رب العالمين. ولكن كثيرين درجوا على التعامل مع هذه السنة النبوية المطهرة، ليس من باب أنها شعيرة دينية، وإنما من باب الوجاهة الاجتماعية، ولاجل ذلك يثقل عليهم أن يستوعبوا التعامل معها من باب المندوبات، ويعز عليهم أن يتنازلوا عنها لأنها أدخل في باب الوجاهات. وقد أزف عيد الأضحى المبارك، ولم يجد الناس من يهديهم في حيرتهم، ومن يقطع شكهم بيقين، ومن يؤكد لهم أنهم إذا ما ضحوا هم في سلام آمنين، بل أن التحذيرات والتوجيهات، التي صدرت من اللجنة المشتركة المكونة من وزارة الصحة والثروة الحيوانية، هي أدخل في باب التحذيرات والمخوفات، فالإعلان الصادر حذر من التعامل مع الحيوانات غير المفحوصة وخارج المراكز البيطرية، وطالب بضرورة دفن الدماء ومخلفات الأضاحي، واتخاذ الحيطة والحذر في تقطيع اللحم، والتأكد من طهيه جيداً، وفي حالة الجراح ضرورة التماس المطهرات، والتوجه إلى أقرب مركز صحي في حالة الشعور بأي أعراض مرضية، أرأيتم تحذيراً وتخويفاً أكثر من هذا، ومع ذلك فالثروة الحيوانية تدعو الناس للأضحية. ورجال الدين التبس عليهم الأمر، ولم يدروا بأي شيء يقطعوا وبأي فقه يفتوا، وبدا الأمر، فغاية ما استطاعه الشيخ عبد الجليل الكاروري أن يدعو الناس للتضحية بـ(إذا قال باع فاضبحوه)، مع أن رجال الثروة الحيوانية أنفسهم، أكدوا أن الحيوان (حتى في حالة الإصابة)، ربما لا تظهر عليه الأعراض السريرية. هذه الأزمة التي ضربت السودان وأهله، كشفت عن خلل أساسي وعن ثغرة رئيسية، وهي أننا لا تنبع أسلوب التنسيق ولا المشورة العلمية، ولا الانتهاء إلى رأي علمي يقيني، يجتمع عليه أهل البيطرة وأهل الصحة وأهل الدين، وأس القضية، إن العلماء باتوا يكتمون الشهادة وهم يعلمون، ويأخذون بمبدأ التقية خشية السلاطين، بل وعلى وجه أدق فإن المصلحة الاقتصادية، هي التي دفعت للمداراة والتغطية والتعمية، ولو على حساب صحة المواطنين . ثم هناك حذر توخاه كثيرون، فالأضحية هي شعيرة دينية، ومن ثم وقع في روع كثيرين، أن ملامسة القضايا الدينية أمر ينبغي توقيه وعدم القطع فيه، حتى ولو تعلق الأمر بمصائر الناس وأقدارهم، حتى ولو كان في الدفع والقطع ما يرفع الأخطار عنهم، هذه القضية تكشف عن مؤشرات مهمة، أولاها ضرورة إعادة تكوين مجلس الإفتاء حتى لا يصبح قاصراً وحكراً لعلماء الدين، وإنما ينبغي أن يضم في عضويته، علماء في مختلف التخصصات، لمقابلة قضايا الحياة وتشعباتها، ومجابهة الإشكالات الصحية والقطع برأي فيها. وأمر آخر أن الجدل الذي ثار (وعم القرى والحضر)، كان يتطلب تدخلاً من أعلى المستويات، ليطمئن الناس على وجه من الوجوه، تلك مسؤولية وطنية ومسؤولية دينية ومسؤولية أخلاقية، ذلك أن الذين سيقبلون على الأضحية سيقبلون متوجسين متخوفين، والذين سيقاطعون، سيقاطعون من باب (استفت قلبك وان أفتوك وأفتوك) إذن في الحالتين فإن المواقف ستتخذ من وجهات نظر شخصية، بعد أن غابت رؤية الدولة ووجهة نظرها، وبعد أن تخلت عن مسؤوليتها، وتركت الناس يقدرون من تلقاء أنفسهم، ولكن حسبهم أنهم اجتهدوا، بعد أن خلت الساحة من كل المسؤولين والمجتهدين.