* * مساعد رئيس الجمهورية:د.نافع: يشتم العلماء...ويكذب القرآن الكريم **

Quote: السودانى العدد رقم: 752 2007-12-18 فرقة التحري:مشاهدات من داخل الميدان (السلخانات) تحرى فيها: ياسر الكردي- حسن أبوضلع *عزوف بائن عن شراء خروف (الضحية) *عجائب ومصائب بمسالخ الذبح.. فمن المسؤول؟؟ عجيب أمر هذا السودان، فهو في حالة تسليم وتسلم مستمرين، حرب تسلمه إلى حرب، وكارثة تسلم أخرى، وهكذا، إلى متى؟ العلم عند الله تعالى، فبعد ان جابت الحروب كل أركان البلاد، أبت الكوارث والمصائب إلا ان تكون حاضرة انفلونزا طيور، يعقبها سحائي، تتبعه فيضانات،تلحقها حمى نزفية، وهي المحطة التي يقف فيها (قطار) السودان الآن، ولسوء الحظ أتت في وقتٍ قاتل بكل المقاييس، حيث عيد الفداء..(السوداني) هذه المرة خرجت في جولة ميدانية ليست لها علاقة (بتنظير المسؤولين) الذي يذكرنا دائماً بفزورة هل انجبت البيضة الدجاجة ام العكس هو الصحيح؟؟.. جولة طفنا خلالها على مراكز بيع الخراف، للوقوف على القوة الشرائية في ظل اخبار النزفية التي لم تنقطع ابداً، وكذلك لمعرفة الآلية التي تتم بها عملية الذبح داخل المسلخ حتى مرحلة عرض اللحوم للمستهلك، بغض النظر عن الأوبئة والأمراض التي لا حديث للناس الآن سواها، فتعالوا نرى ماذا يجري هناك..؟! (عين الشيطان) اكثر من خمسة مراكز توقفنا عندها، وقبل ان نصل إلى أماكن تجمع (البهائم) تتم عملية المطاردة من قبل اصحابها، والكل يحلف بأغلظ الإيمان ان (بهائمه) خالية تماماً من النزفية وحمى الوادي المتصدع بل انها مبرأة من كل عيب، هذا المشهد تكرر في كل المراكز التي طفنا عليها نتيجة لكساد تام يخيم على هذه المراكز، لدرجة ان أحدهم قد نفد صبره فخاطبنا قائلاً (يا جماعة كدي إنتو افتحوا خشمكم وقولوا اي سعر، خلونا نقد عين الشيطان).. وللحقيقة لابد من ذكر شيئين هما، طوال تجوالنا على كل تجمعات البيع لم نلحظ (بهيمة) يظهر عليها المرض بأعراضه الظاهرية (إسهاك، قئ، حمى، سائل مخاطي من الأنف، وقفة غير طبيعية للحيوان)..كما لم نلحظ ايضاً اي إقبال على الشراء، مما يدلل على أنه كلما اقترب موعد العيد،إرتفع تيرمومتر هواجس النزفية. برك المسالخ.. الجزء الثاني من جولتنا خصصناه لزيارة مسالخ الذبح، للوقوف على طبيعة العمل هناك، حيث زرنا مسلخين أحداهما (خاص)، والآخر حكومي.. في المسلخ الخاص وجدنا جيشاً جراراً من البشر، بعضهم يذبحون، وآخرون يقومون بعملية السلخ وغيرهم (يوضبون) اللحمة، وينظفون (العفشة)،ويحملون البهائم بعد تجهيزها على ظهورهم إلى عربات النقل، وملفت جداً للانتباه ان كل هؤلاء بمن فيهم الاطباء البياطرة والفنيون والتقنيون لم يلتزم ولاحتى واحد منهم بإرتداء ادوات السلامة من (جوينتات) وغيرها مما يحميهم ويحمى المستهلك من احتمال نقل امراض عبر هذه اللحوم، اما أرضية المسلخ فحدث ولا حرج، مجموعة من (الحفر) يختلط فيها الدم والروث بالذبيح والرؤوس والجلود و(العفشة)، في منظرٍ تشمئز منه النفس عن تناول اللحوم حتى ان لم تكن هناك أمراض، ولن نزيد لأن الصور أصدق أنباءً من القلم. (العفشة) داخل المسلخ على مسؤولية....... في مكانٍ كبير مخصص لها (ترقد) على الأرض كميات مهولة من (الكروش)، والامعاء وتوابعها مما يعرف (بالعفشة) ، وبما انها مفروشة على الأرض فهي لاتسلم من (العوم) في مياهها، بل حتى استاذنا المصور البارع يحيى شالكا لم يسلم منها، فقد ذهب لإلتقاط صورة ليجد نفسه داخل (وحل) هذه المياه. بالقرب من (كميان) العفشة توجد براميل مفتوحة مليئة بالمياه لعملية النظافة، حيث تنبعث من هذه المياه روائح نتنة، مما يؤكد ان عملية الغسيل كلها تتم بماء واحد فقط لايتم تجديده كل مرة كما ينبغي، إذاً ارضية المسلخ مذبح من الدماء ومياه (العفشة) وما شاكل ذلك، ولأننا وقفنا على كل شبر في هذه الأرضية، فقد طاردنا الذباب حتى داخل العربة بل ظل متابعاً لنا من داخل المسلخ حتى وصولنا مقر الصحيفة!! ثلاجات تبريد وتواصلت الجولة الميدانية، حيث دلفنا إلى احد المسالخ الحكومية التي تتبع إلى وزارة الثروة الحيوانية، وان كان أفضل حالاً من سابقه، إلا اننا لا نستطيع ان نقول انه ممتاز ولا حتى جيد، حيث يشوبه كثير من القصور في عملية النظافة عموماً، أذن لنا فني التبريد بزيارة ثلاجات حفظ اللحوم، ودخل معنا إلى الجزء الخاص بحفظ لحوم الضأن. والتي تتم بطريقة رائعة جداً في درجة حرارة هي المطلوبة بلاشك والدليل منظر اللحوم..في (الهنقر) المجاور مباشرة توجد ثلاجة حفظ لحوم الابقار وشتان مابين المكانين،فالأخير تستقبلك فيه رائحة كريهة منذ مدخل الباب، وحتى منظر اللحوم المعروضة ليس طيباً، باستفسارنا عن اسباب ذلك عرفنا ان لحوم الضأن يتم تصديرها للخارج ولذا لابد ان تكون عملية الحفظ ممتازة، بينما تنعدم هذه الميزة في لحوم الابقار ولهذا لايتم الاهتمام بها كثيراً. عربات نقل (كاشفة) ونحن وقوف خارج أحد المسالخ اذا بعربة بوكس( بك أب)، مفروش على ظهرها (مشمع) بلا ستيك، ربما تكون الأرض اكثر نظافة منه، جاء شابان من داخل المسلخ يحمل كل منهما خروفاً على ظهره، واحدهما (سيجارة) على فيه، ذلك بثقة مفرطة وكأنه يحمل (حجراً)،وهكذا حتى إمتلأت العربة بالخراف وإمتلات الخراف بدخان السجائر، لتكون نهاية المطاف إمتلاء بطون (الاكالة) باللحوم ودخان السجاير معاً، فهنيئاً مريئاً لـ(الاكالة)..تلك اشارة اما الاخرى فهي ان هذه العربات (المكشوفة) الحال، تقطع الفيافي والوديان لتصل من اماكن الذبح (المسالخ) إلى امكان العرض الأسواق للاستهلاك وبين هذا وذاك تمتلئ بالاتربة ودخان العوادم والسجائر وكل ماتجود به طبيعتنا (الخلابة).. كل ماذكرنا آنفاً (كوم) وبعبع حمى الوادي المتصدع التي تصيب الحيوان فتسبب الحمى النزفية للانسان (كوم) آخر.. ولذا فالحذر ثم الحذر ثم الحذر، لان الوقاية خير من العلاج..واخيراً اللهم نسألك ان تجعل هذه آخر كارثة في بلاد الكوارث..آمين يارب.