* * مساعد رئيس الجمهورية:د.نافع: يشتم العلماء...ويكذب القرآن الكريم **

Quote: السودانى العدد رقم: 750 2007-12-16 مناظير هرب النمر.. هرب النمر! زهير السراج كُتب في: 2007-12-16 [email protected] * عادت وزارة الثروة الحيوانية الى ممارسة لعبة النفي مرة أخرى بالتصريحات التي نفت فيها خلو البلاد من مرض حمى الوادي المتصدع اعتماداً على النتائج الأولية التي توصل اليها المعمل المرجعي بجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى ملاحظات خبيرين أحدهما من الفاو، والثانية من مسؤولة الخدمات الوقائية السابقة بجنوب أفريقيا، قاما بزيارة المناطق المتأثرة بالمرض في البلاد، وأدليا ببعض الآراء حول الأعراض التي رأياها في الماشية واستبعدا ان تكون أعراض حمى الوادي المتصدع حسب تصريحات الوكيل! * اعتماداً على هذه التصريحات فقط، وليس على ما هو متوفر لدي من معلومات يعلمها الجميع، أستطيع القول بملء الفم وبالصوت العالي ان السيد وكيل وزارة الثروة الحيوانية، إما أنه لا يعرف شيئاً عن علم الوبائيات، أو أنه يدلي بمعلومات غير صحيحة البتة (ولا أريد ان أقول كاذبة).. استغل فيها عدم إلمام القراء بعلوم الطب البيطري والمصطلحات المستخدمة في المعامل الطبية، لمحاولة نفي وجود المرض، فأثبت بدون ان يشعر العكس!! * أي طالب ثانوي اتيحت له فرصة الاطلاع – ولو من باب المطالعة – على منهج العلوم الزراعية أو البيطرية الذي أقحمته وزارة التربية والتعليم في المقررات الدراسية للمرحلة الثانوية، يعلم ويفهم أنه لا يمكن لأي شخص أو جهة الاعتماد على نتائج (الفحوصات الأولية) في تأكيد نفي أو وجود المرض.. ولا بد من انتظار نتيجة الفحص النهائية التي تظهر عادة بعد بضعة أيام (حسب طبيعة المرض ونوع التشخيص المستخدم) من ظهور النتيجة الأولية، لتأكيد النتيجة الأولية أو نفيها، لسبب في غاية البداهة.. هو ان نوع التشخيص أو الفحص المستخدم لاعطاء النتائج الأولية يكون في الغالب غير كافٍ لإعطاء التشخيص الدقيق، لعدم حساسيته وارتفاع نسبة الخطأ فيه، أو يعطي نتيجة تشترك فيها عدة أمراض تسببها ميكروبات متشابهة.. وبالتالي لا بد من اللجوء الى وسائل تشخيصية معملية أكثر دقة لإعطاء النتيجة المطلوبة بالتأكيد أو النفي، ومن ثم إعلان خلو منطقة، أو إثبات وجود المرض فيها! * أهمية التشخيص المبدئي تكمن فقط، في إعطاء صورة أولية يتلمس بها الطبيب أو المعمل الطريق الذي يقوده الى التشخيص النهائي، وطبيعة الإجراءات التي يجب ان يلجأ إليها لابتدار المعالجة ووقف انتشار المرض، وليس لتقرير الحالة النهائية، وهو ما يعرفه أي شخص لديه بعض الإلمام بعلم الأمراض أو الوبائيات. * وعليه، فأن يخرج وكيل وزارة الثروة الحيوانية على الناس بتصريحات بتلك الجرأة عن وباء مثل حمى الوادي المتصدع له خطورته على الإنسان والحيوان واقتصاديات البلاد، اعتماداً على النتيجة الأولية للفحوصات، فهو خطأ مهني وعلمي ضخم، لا يمكن تجاوزه، أو السكوت عنه، خاصة لشخص يجلس على قمة الجهاز الفني لوزارة تعتمد طبيعة عملها، أو (يجب) ان تعتمد على قاعدة علمية راسخة، وليس على البيانات الأولية والتكهنات. * ولم يكتف الوكيل بهذا الخطأ، بل أردفه بآخر أكثر بشاعة، عندما أشار لملاحظات خبيرين حول أعراض المرض، ونفيهما للمرض من واقع هذه الأعراض، الأمر الذي اعتمد عليه الوكيل في تبشير الناس بخلو البلاد من (حمى الوادي المتصدع)، وإصدار فتواه العلمية بممارسة الذبيح بشكل عادي خلال أيام عيد الأضحى المبارك.. وهو أمر خطير ومزعج ومحير، فكيف يعتمد السيد الوكيل على ملاحظات وآراء خبيرين مهما بلغت درجة علمهما وخبرتهما، لإصدار مثل هذه الفتوى العلمية الخطيرة خاصة ان مرض حمى الوادي المتصدع قد يكون بدون أي أعراض في الماشية في أغلب الأحيان! * ثم يختتم الوكيل تصريحاته ويبدو ان ذلك من وخز الضمير الذي يشعر به للمعلومات غير الصحيحة التي أدلى بها، بالقول ان الوزارة ستعلن النتائج النهائية فور وصولها من جنوب أفريقيا.. فإذا كانت النتائج لم تصل، والعالم كله يعرف انها وصلت وأكدت وجود المرض، فلماذا يتعجل الوكيل إصدار الفتوى التي تبيح إهدار دم الضحايا، وتعريض الناس للخطر قبل وصول النتائج النهائية؟!