* * مساعد رئيس الجمهورية:د.نافع: يشتم العلماء...ويكذب القرآن الكريم **

Quote: زهير السراج كُتب في: 2007-12-12 [email protected] * انكشف المستور، وقطع المعمل المرجعي بجنوب أفريقيا بوجود حمى الوادي المتصدع في البلاد، فهل تستمر وزارة الثروة الحيوانية في انتهاج سياسة التعتيم، وعلى مَنْ؟! * ذكرت في مقالة سابقة أن وزارة الثروة الحيوانية نفت على لسان وكيلها في أحاديث إعلامية، وجود المرض في السودان، وأكد ذلك وزيرها أمام المجلس الوطني ومجلس الولايات!! * ذلك (النفي) لم يكن مسنوداً، للأسف الشديد، بأي معلومات أو نتائج نهائية تؤكد أو تنفي وجود المرض، بل تفاجأ به الكثيرون، خاصة أن الأعراض الاكلينيكية وحالات الموت والنفوق في الإنسان والحيوان، والنتائج المبدئية التي توصل إليها المعمل المركزي للأبحاث البيطرية بسوبا، وهو المعمل المرجعي البيطري بالبلاد، وبه العديد من الخبراء والاختصاصيين المؤهلين للعمل في أي مكان في العالم، تشير إلى وجود المرض، كما أن الحديث عن وصول نتائج من المعمل المرجعي بجنوب أفريقيا تؤكد عدم وجود المرض، لم يكن صحيحاً. فالمعمل لم يستلم العينات إلا يوم 27/11/2007م، بعد ظهور ذلك الحديث في أجهزة الإعلام، ولم يرسل النتائج المبدئية التي أشارت إلى وجود بعض العينات الموجبة، إلا في يوم 30/11/2007م، بينما قام بإرسال النتيجة النهائية في يوم 3/12/2007م (الثالث من ديسمبر)، وهي التي قطع فيها بوجود الفيروس في (ربع) العينات التي أُرسلت إليه بواسطة وزارة الثروة الحيوانية، وعددها اثنان وثمانون عينة فقط، أي أن نسبة الاصابة من واقع العينات المرسلة (25%) (خمسة وعشرون في المائة) وهي نسبة مرتفعة تحتم اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية كثيرة لمنع انتشار الفيروس وارتفاع نسبة الاصابة، وتهديد حياة الإنسان والحيوان، والإضرار باقتصاديات البلاد! * أهم هذه الإجراءات والتدابير، نقل المعرفة إلى المواطنين العاملين والمتعاملين مع الثروة الحيوانية، وغيرهم للمساهمة بالسلوك الصحيح في مكافحة المرض وحماية أنفسهم وثروتهم الحيوانية إذا كانوا من أصحاب الثروة الحيوانية أو المنتفعين منها!! * للأسف الشديد لم يحدث شيء من هذا، وظلت الوزارة تنكر وتنفي وجود المرض، حتى بعد استلامها للنتيجة المبدئية لفحص العينات، بل وبعد استلامها للنتيجة النهائية التي قطعت بوجود المرض!! * أحد كبار المسؤولين بالوزارة ذكر في تصريحات صحفية بعد استلام النتيجة المبدئية، أن نسبة الاصابة لا تتعدى واحداً من مائة في المائة (0.1%)، بينما لم تذكر النتيجة أي أرقام، وإنما أشارت إلى وجود بعض العينات الموجبة.. نفس هذا المسؤول قال في برنامج تلفزيوني إن عدد العينات التي أرسلت للفحص أربعمائة عينة (400)، وهو حديث غير صحيح، إذ أن العدد لم يزد عن إثنين وثمانين عينة فقط (82)!! * هذا العدد الضئيل من العينات يقودنا إلى سؤال في غاية الأهمية هو.. (أين ذهب علم الاحصاء الوبائي؟).. إذ لا يمكن ولا يجوز من الناحية العلمية الاعتماد على نتائج هذا العدد الضئيل من العينات في القطع بأمر في منتهى الخطورة، وهو نفي أو تأكيد وجود وباء حمى الوادي المتصدع! * لو كانت الوزارة طالب أو طالبة ماجستير أو دكتوراة واعتمدت في أطروحتها على هذا العدد لاستخلاص النتائج، لسقطت بامتياز كبير، دعك من موضوع مثل وباء حمى الوادي المتصدع، يقرر مصير الإجراءات التي يجب أن تتبع لحماية حياة الإنسان والحيوان، ويبدو أن هذا هو السبب الذي جعل المسؤول الكبير بالوزارة يخجل من ذكر العدد الحقيقي للعينات التي أرسلت للفحص!! * الآن.. حصص الحق، فماذا تفعل الوزارة؟!