حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة)

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 09:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2008, 07:25 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) (Re: Abdel Aati)

    الباب الثالث
    تركة الحكومات الأوتقراطية
    السودان الحديث ابتلي بثلاثة أنظمة أوتقراطية أسست بثلاثة انقلابات عسكرية (58-1964م) – (69-1985م) – (1989-…)
    الأوتقراطية الأولى (58-1964م)
    قام النظام الأوتقراطي الأول في السودان إثر انقلاب جنرالات تم بالتعاون مع رئيس الوزراء في ذلك الوقت السيد عبد الله خليل. ولم تكن لذلك النظام أيديولوجية سياسية معينة فكون أوتقراطية عسكرية بسيطة ولكنه لم يكون حزبا للجيش ولم يقم دولة بوليسية.
    وأصل نشأة الانقلاب بدأت عام 1958م حينما انتاب حزب الأمة –صاحب الأكثرية النيابية- القلق من عدم الاستقرار السياسي في السودان، فقد كانت هناك صعوبات بين شركاء الائتلاف القائم وقتها بين حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي. وبينما كان السيد عبد الله خليل رئيس الوزراء والأمين العام لحزب الأمة من أنصار استمرار هذا الائتلاف وتقويته، كان السيد الصديق المهدي رئيس الحزب يرى إن استقرار السودان سوف يتحقق بصورة أفضل إذا تم الائتلاف مع الحزب الوطني الاتحادي برئاسة السيد إسماعيل الأزهري. وقد بدأ أعضاء حزب الأمة في البرلمان في جمع إمضاءات لمساندة تغيير الائتلاف. وكان رئيس الوزراء والذي كان ضابطا سابقا في الجيش قد ناقش قبل ذلك في مجالس حزب الأمة القيادية إمكانية تسليم السلطة للجيش تجنبا لعدم الاستقرار المتوقع ولتتم كتابة الدستور في جو بعيد عن المناورات الحزبية. وقد ناقشت قيادة حزب الأمة هذا الخيار ورفضته. وبينما تطورت الاختلافات في حزب الأمة حول مع من يتم الائتلاف، ونشأت تكتلات متنافسة، قام رئيس الوزراء –في غياب رئيس الحزب بالخارج- بعقد صفقة مع القيادة العليا بالقوات المسلحة للاستيلاء على السلطة وتعليق الدستور وإجراء إصلاحات معينة وإدارة البلاد على أساس مؤقت. وإذا كانت هذه تقديرات رئيس الوزراء فإن قيادة الجيش كان لها تقديراتها وخطتها الخاصة. وقد قام القادة العسكريون في القيادة الشمالية والشرقية بما يشبه الانقلاب الذي أمكن معالجته بمساومة مع القيادة العليا للجيش كان من نتائجها أن تحول الاستلام المؤقت إلى استيلاء على السلطة وتسمية أنفسهم "ثورة". وبالرغم من أن نظام نوفمبر 1958 لم يكن له برنامج سياسي سوى إدارة البلاد وحفظ القانون والنظام إلا أنه في سبيل ذلك علق الحريات الأساسية وأنكر حقوق الإنسان المتعارف عليها عالميا ووضع أقاليم البلاد تحت إمرة القادة العسكريين الإقليميين. وفي الجانب الآخر فقد فوضوا بعض السلطات المحلية والإقليمية لمجالس الحكم المحلي ومجالس المحافظات، وقاموا بتعيين وزراء من التكنوقراط في الوزارات الفنية كالزراعة، المالية، الصناعة، التعليم، الصحة..الخ. وسمحوا للأعمال أن تسير سيرها الطبيعي.
    لقد كان الخطأ الأكبر الذي وقع فيه النظام الأوتقراطي الأول –بالإضافة إلى تعليق الحريات الأساسية وإنكار حقوق الإنسان- هو سياسته نحو الجنوب.
    نصت الاتفاقية الأنجلو-مصرية 1953م على إعطاء حق تقرير المصير للسودان على أن يتم عبر الاستفتاء الشعبي. وحينما ناقشت الأحزاب السياسية السودانية إمكانية إعلان الاستقلال بمرسوم برلماني بدلا عن الاستفتاء ساند ممثلو الحزب الليبرالي (حزب الجنوب) هذا التحرك واشترطوا في المقابل أن يعطى الجنوب وضعا فيدراليا في الدستور. وقد تم وعدهم بواسطة حزب الأمة وآخرين باعتبار وضع الجنوب الفدرالي عند كتابة الدستور. ولما وقع انقلاب نوفمبر وضع نهاية لكتابة الدستور ولذلك الوعد، هذه إحدى النتائج السلبية.
    حل الانقلاب البرلمان وأطاح بالحكومة المنتخبة وحل الأحزاب السياسية، وفي كل هذه المؤسسات كان للجنوب تمثيلا. بعد الانقلاب أسكتت هذه الأصوات، هذه نتيجة سيئة ثانية.
    كان تكوين المجلس الأعلى للقوات المسلحة –الجسم الحاكم- خاليا من أي مشاركة للجنوبيين الذين اقتصر تمثيلهم على مقعد وزاري واحد –على ضعف المنصب الوزاري في النظم العسكرية- شغله السياسي الجنوبي المخضرم السيد سانتينو دينق. وكان ضعف التمثيل الجنوبي في الحكم الأوتقراطي سيئة ثالثة قادت لغيرها، إذ تزايد خروج السياسيين الجنوبيين إلى المنفى وكونوا مع آخرين الاتحاد الوطني السوداني الأفريقي (سانو) وجناحه العسكري (أنيانيا). لتبدأ صفحة دامية في صفحات التاريخ السوداني إذ لم يعرف السودان قبلها عنفا بين شطري البلاد إلا تمرد أغسطس 1955م.
    قبل فترة الحكم الذاتي (1954م) دار جدل كثير في مجالس حكومة السودان حول الحاجة لتدابير خاصة تحمي المصالح الجنوبية في فترة الحكم الذاتي المتوقعة وإن لم يتم تقرير شئ محدد، و حينما تم الانسحاب البريطاني صارت عملية السودنة عملية لإبدال البريطانيين بعناصر سودانية شمالية، و اختلط الحكام الجدد مع التجار الشماليين – ( الجلابة ) – الذين سيطروا على النشاط التجاري في الجنوب . وفي ذلك الوقت كانت القيادة الجنوبية للجيش تتكون من المجندين المحليين بينما كانت الأغلبية الساحقة من الضباط من الشمال . و في 18 أغسطس 1955 م رفضت بعض الفرق الجنوبية في توريت إطاعة بعض التعليمات الإدارية العسكرية و تمردت و قتلت جملة من الضباط الشماليين و العديد من الإداريين الشماليين، وكثيرا من التجار وعائلاتهم. وانتشر التمرد في المدن والحاميات الأخرى، وفيما بعد سحق التمرد وألقي القبض على كثير من الفرق الجنوبية المشاركة وتمت محاكمتها وعقابها.
    وفي مارس 1963م كان مقررا أن يحضر الجنرال عبود رئيس الطغمة العسكرية افتتاح منظمة الوحدة الأفريقية بأديس أبابا، وكإجراء لحسن النوايا أعلن العفو عن الفصائل الجنوبية التي كانت في السجن بعد تمرد 1955م، ولم يكن ذلك العفو ضمن سياسة أوسع بل كان حدثا معزولا، إذ اتسمت سياسة النظام تجاه الجنوب بالقمع والحرمان من حقه في التمثيل السياسي، واتخذت سياسة تثاقف متسلطة High-handed acculturation، لذلك لم يكن مستغربا أن تلتحق الفصائل التي أطلق سراحها بأنيانيا، وأن تستعر المقاومة العسكرية.
    اتسم الجنوب بوجود مكثف لبعثات التبشير المسيحية منذ الاستعمار وكان على رأس تلك المؤسسات رجال دين أوربيون، اتهمتهم الطغمة الحاكمة بإغواء و مساعدة المقاومة المسلحة التي تقودها حركة انيانيا فقررت طردهم جماعيا في مارس 1964 م – و حين ازداد الوضع تدهورا لجأت الحكومة لخيارها الوحيد الذي درجت علي اتخاذه : العمل العسكري – و في أبريل 1964 م أصدرت كتيبا بعنوان ( مسألة جنوب السودان ) أوضحت فيه أن المشكلة في جوهرها مشكلة سياسية اقتصادية ثقافية و لا يمكن حلها بأسلوب عسكري ، و أنه يجب أن تتم مناقشتها علي نطاق واسع و بحرية تامة لإيجاد حل مناسب لها. و قد رأت السلطة الحاجة لنقاش واسع للمشكلة و تم تعيين لجنة قومية لتفعل ذلك و سمحوا ببعض إجراءات النقاش الحر حول المشكلة كموضوع قومي . و كما هو متوقع في مثل هذه الظروف فقد تجاوز النقاش النطاق و عجت الجامعة بتجمعات و مجموعات النقاش و كانت خلاصة الرأي بشأن المشكلة تأييدا لوجهة النظر القائلة باستحالة وخطأ الحل العسكري . و استحالة التوصل إلى حل في غياب الحريات الأساسية . لقد قادت مشكلة الجنوب إلي النظر إلى المرض لا العرض و اتجهت الأبصار إلى المطلب القومي: الديمقراطية . عند هذه النقطة تحركت الطغمة العسكرية لقمع النشاط السياسي بجامعة الخرطوم و قاد القمع العنيف للحشد الذي يناقش القضية إلي مقتل أحمد القرشي طه في 21 أكتوبر 1964م و الذي أصبح النقطة المفضية للانتفاضة و التي أطاحت في النهاية بطغمة نوفمبر .
    الأوتقراطية الثانية (69-1985م)
    فتح نظام مايو – النظام الاوتقراطي الثاني – صفحة الأنظمة الشمولية المشؤومة، وذهب تطارده اللعنات على سنته البائسة كأول نظام شمولي في السودان الحديث. كان انقلاب مايو انقلاب عقداء ساندته التنظيمات العقائدية اليسارية: الشيوعيون والناصريون. أما الناصريون فكان وجودهم محدودا في المجتمع السوداني: حفنة من المثقفين وضباط الجيش الذين تربطهم بأجهزة المخابرات الناصرية الروابط. وأما الحزب الشيوعي السوداني فقد كان تنظيما جيد التأسيس، واسع الحضور في قطاعات المجتمع السوداني الحديثة ونقاباته واتحادات مزارعيه، بل كانت له قاعدة شعبية أتاحت لأمينه العام السيد عبد الخالق محجوب مقعدا برلمانيا مركزيا في أم درمان. ومهما كانت وجاهة الأقوال حول موقف الحزب الشيوعي من الانقلاب، فمن المؤكد أن الشيوعيين وتابعيهم من اليسار السوداني منحوا النظام الجديد سندا سياسيا قويا. وإذا تبعنا لسان الحال ونحينا جانبا لسان المقال فإن مشاركة الشيوعيين لذلك الانقلاب تجلوها الحقائق التالية:
    1. كان الكادر العسكري للحزب مشاركا في الانقلاب وأصبح قادتهم أعضاء في مجلس قيادة الثورة.
    2. في 25 مايو والانقلاب في مهده، قررت اللجنة المركزية للحزب المشاركة في حكومة الانقلاب مما جعل مشاركتهم سياسة رسمية للحزب.
    3. أصبحت واجهات الحزب الشيوعي: اتحاد النساء السوداني، واتحاد الشباب السوداني وغيرهما.. المنظمات المدنية المساندة للنظام الجديد.
    4. كانت سياسات النظام الجديد الداخلية والخارجية نسخا كربونية من برنامج الحزب الشيوعي.
    5. الخبرات المستخدمة في هندسة الدولة الشمولية كانت مجلوبة من مصادر شيوعية على نمط دول شرق أوربا ومن الناصرية.
    6. أصبح الراعي السوفيتي للحزب الشيوعي السوداني هو الأب الروحي للنظام الجديد.
    كان هناك تناقض أساسي بين الشيوعيين وبين حلفائهم في نظام مايو، فقد رأى نميري –وشايعه الناصريون وشجعوه- في نفسه "ناصرا سودانيا" عقمت من بعده السياسة السودانية. وفي الجانب الآخر فقد كانت للحزب الشيوعي نفس النرجسية والتمحور حول الذات، وكان مصرا على تأكيد ذاتيته التي أراد لها أن تسود أداء النظام، واعتبر الحزب مشاركته للنظام طورا من أطوار نموه السياسي، لذلك لم يكن هناك مهرب من الصدام بين هاتين النظرتين المنكفئتين على الذات، وجاءت تلك اللحظة في يوليو 1971 حينما انتهى فشل الانقلاب الشيوعي إلى مذبحة رهيبة حاقت بقادة الحزب مذكرة إياهم بالوحشية التي مارسها النميري مع معارضي النظام والتي سبق أن أطلقوا عليها تعبير العنف الثوري- ولات حين تذكر!.
    تشمل تركة النظام الأوتقراطي الثاني خمسة مناحي هي:
    أولا: فتح النظام الفصل الأول من التاريخ الدموي في السودان الحديث، وشمل القمع بلا رحمة المعارضة في الجزيرة أبا وفي ودنوباوي، ولاحقا طال الحزب الشيوعي.
    ثانيا: أقام الدولة الشمولية الأولى في السودان ووضع أدواتها وهي:
    • أيديولوجية رسمية تنفي الآخر ولا تحتمل المنافسة. حزب متحكم يقمع كل المخالفين. دولة بوليسية تحميها آلة أمنية ضخمة لا تحكمها قيم أخلاقية ولا قانون طالما أنها تحطم أعداء النظام. تسييس مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لصالح السياسات الحزبية للنظام وحزبه الوحيد. ثالثا: أدار النظام الاوتقراطي الثاني الاقتصاد بصورة غوغائية أورثت البلاد عددا من التركات الاقتصادية بيانها كالآتي: قبل انقضاض النظام المايوي على السلطة كان الاقتصاد السوداني مختلطا: قطاع عام بلغ من الجدوى ما مكنه أن يساهم بأكثر من 40% من الإيرادات الحكومية من فائض أرباحه، وقطاع خاص بلغ من جدواه أنه يساهم بأكثر من 60% من صادرات البلاد. فلما جاء النظام الجديد وسع القطاع العام عبر إجراءات التأميم والمصادرة، ووضعه تحت إدارة محاسيبه من السياسيين الحزبيين الذين حطموا جدواه، واستمر هذا الطور من الإدارة الاقتصادية عامين (69-1971). الطور الثاني استمر عقدا من الزمان (72-1982م) .. هذا الطور تنزلت عليه بركات اتفاقية السلام 1972 وفيه دخل النظام سياسة التحرير الاقتصادي ورفده الغرب ودول الخليج العربي بمساعدات تنمية بلغت 8 بليون دولار بالتمام، وفي هذا الطور أصبحت الإدارة الاقتصادية أكثر عملية فتم بناء عدة مشاريع للتنمية والبنيات الأساسية كما تم اكتشاف البترول في عام 1980. الطور الثالث: (82-1985م) في هذا الطور ارتد النظام إلى النظريات في إدارة الاقتصاد ولكنه اندفع هذه المرة في اتجاه أيدلوجي معاكس نحو السياسات الاقتصادية الاسلاموية. فبحلول عام 1982 فشلت سياسات النظام الاقتصادية وكل المساعدات الاقتصادية الخارجية في تحقيق تنمية مستدامة، وأبعد من ذلك فقد هبطت قيمة الصادرات السودانية في أيام النظام الأخيرة إلى نحو 300 مليون دولار وهو نصف ما كان عليه الحال في الستينيات. وانقلبت أرباح وفوائض الموازين المالية الداخلية والخارجية عجزا سنويا مستمرا بين 40% إلى 45%. وفي عام 1983 عدلت الحكومة قانون البنك المركزي ليسمح بتجاوز الانضباط المالي واتجهت نحو الاقتراض غير المحدود من النظام المصرفي وطبع النقود. وابتدأ مسلسل الانحدار في قيمة العملة الوطنية و"تقزم" الجنيه الذي كان يساوي 330 سنتا فوصلت قيمته إلى 14 سنتا في عام 1985. وأصبحت التنمية معتمدة على العون الخارجي بعد أن كانت تعتمد على فائض الميزانية قبل الانقلاب. واحدة من التركات المحزنة للنظام المايوي هي الدين الخارجي المتنامي والذي بدأ ب 8 بليون دولار ونما بسعر الفائدة المركب بمعدل بليون دولار سنويا حتى بلغ اليوم (يناير 1999) 20 بليون دولار. وأطلت ظاهرة مدمرة جديدة ولدها غياب المحاسبة مع السلطة المطلقة التي تتيحها الدكتاتورية لمنسوبي النظام- تلك الظاهرة هي الفساد الذي أصبح قاعدة في العهد المايوي بينما كان استثناء فيما سبقه من عهود. التركة الرابعة: التعامل مع الإسلام والشريعة الإسلامية كأداة لإكساب النظام شرعية لا يمتلكها ولإرهاب الخصوم. كان إمام الضلالة، والرائد الأول في هذا المجال هو الجنرال الباكستاني ضياء الحق، بينما كان النميري هو أول سوداني في العصر الحديث يسلك هذا المسلك، وذلك حينما رأى أسس شرعيته تنهار الواحدة تلو الأخرى، فقد أقام نميري شرعيته على استغلال الاشتراكية، ثم اتجه إلى الاعتماد على الوحدة الوطنية كما حققتها اتفاقية 1972، وفيما بين 72-1982م أهدر نميري كل ما أنجزه. وقاده حسه الانتهازي، مع تباشير الصحوة الإسلامية في الداخل والخارج، إلى امتطاء جواد الإسلام. فخلف للسودان تركة إسلاموية انتهازية مخزية. التركة الخامسة المهمة: الحرب الأهلية: ومن السخرية المرة أن ما تم الترويج له كأبرز إنجازات النظام المايوي، الأداء الاقتصادي واتفاقية السلام- ارتدت لتشكل أسوأ مخلفات النظام: الكارثة الاقتصادية، وكارثة الحرب الأهلية. في بدايته، كان النظام المايوي أعرجا من الناحية الإثنية إذ كان كل أعضاء مجلس قيادة الثورة من الشمال، وبمبادرة من الحزب الشيوعي عين النظام القيادي الشيوعي السيد جوزيف قرنق ليكون مسئولا عن شئون الجنوب، فقام بإصدار سياسة للجنوب حوت تسع نقاط اتسمت بالوعي السياسي. وتم وضع تلك السياسة في أضابير النظام الخلفية لحين تسوية الصراع الناشب بين نميري والحزب الشيوعي، وبعد الأحداث الدموية في يوليو 1971 ساهمت عدة عوامل في تهيئة الجو لتنفيذ سياسة سلمية تجاه الجنوب، فمن جهته احتاج نميري لقوى بديلة تسنده وفي الجانب الآخر كانت القوى الغربية وحلفاؤها في المنطقة في تشوق لمكافأة نميري على بطشه بالشيوعيين، فتم التوصل إلى اتفاقية سلام وقعت في 1972 بعد مفاوضات سلام تمت بأديس أبابا بوساطة فعالة من الإمبراطور هيلاسيلاسي ومجلس الكنائس الأفريقي وضعت حدا للحرب الأهلية على أساس من الحكم الذاتي الإقليمي للجنوب، وانبنت في جوهرها على نتائج الجهود التي قامت بها النظم الشرعية السابقة وعلى وجه التحديد قرارات مؤتمر المائدة المستديرة وتوصيات لجنة الاثني عشر ونتائج مؤتمر الأحزاب السودانية . 19فيما بين 80-1983م دفعت نميري عدة عوامل للتنكر لاتفاقية السلام وقذفت بالسودان في أتون الحرب الأهلية التي أصبحت أخطر بما لا يقاس من تلك المنتهية في 1972. تلك العوامل هي: الدكتاتورية: فالدكتاتورية بطبيعتها لا تسمح بتقاسم السلطات ومن بديهياتها أن تسير السلطة من أسفل لتستقر في أعلى الهرم كما يجري الماء في بديهيات الطبيعة من الأعلى للأسفل! وعلى هذا النحو كان نميري كثيرا ما يسلب سلطات وصلاحيات المجلس التنفيذي للجنوب ويؤثر على انتخاب رئيسه، وحينما عارض المجلس قرار بناء مصفاة البترول في مدينة كوستي بدلا عن مدينة بانتيو رأى نميري أن المجلس قد تعدى الحدود فاستمع إلى رأي جنوبي ذي مصلحة –الجنرال جوزيف لاقو- وانتهك الاتفاقية بمرسوم متغول وقسم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم. بالرغم من أن التوجه الغربي لنميري ساعد في التوصل إلى اتفاقية 1972م إلا أن الانحياز للغرب جاوز المدى ليرتبط باستراتيجيات الغرب في شمال أفريقيا والبحر الأحمر وقام حلف مضاد وموالي للشرق ضم ليبيا وأثيوبيا واليمن الجنوبي وتم التوقيع عليه في عدن.. هذا الحلف أعطى حماية إقليمية ودولية لمعارضي نظام مايو. العامل الثالث الذي عمق تلك الحرب هو ذلك الانقلاب الأيديولوجي الثقافي الذي دخل فيه نميري في سبتمبر 1983م، إذ زود الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان بمبررات إضافية لمواصلة القتال بضراوة فائقة أحدثت نقلة نوعية في الحرب الأهلية في السودان يمكن تلخيصها في الآتي: في الحرب الأولى: لم يزد عدد مقاتلي أنيانيا عن 3000 مقاتل ولم تقع في أيديهم أي حامية عسكرية أو مدينة ولم يتمكنوا من عرقلة السكك الحديدية والطرق البرية والنقل النهري. وقد طفت الجنوب كله –كرئيس للوزراء – مستعملا السكك الحديدية والطرق البرية والمراكب والطائرات بدون أي موانع، ولم يكن لهم سند إقليمي أو دولي واضح ولم تتعد أسلحتهم النوع الخفيف. وفي المقابل: في حرب الجيش الشعبي لتحرير السودان: استطاع الجيش الشعبي حشد عدد من المقاتلين بعشرات الآلاف بتدريب وتسليح متقدم، واحتلوا منذ البداية مدنا وحاميات عسكرية وعطلوا مشاريع التنمية وقطعوا الطرق البرية والسكك الحديدية وعطلوا النقل الجوي، ومنحهم التعامل الأحمق والانحياز السافر الذي تورط فيه نميري- حلفاء إقليميين ودوليين. استفاد نميري من تحضيرات الديمقراطية الثانية ومن ثمار تحطيمه للشيوعيين في إنهاء تمرد محدود ولكن نظامه الاستبدادي طعن الوطن في مقتل وأضاع فرصة السلام التاريخية وأورث البلاد حربا أهلية جعلت السؤال الأول حول السودان: يكون أو لا يكون!. جاء انحدار وسقوط نظام مايو في أبريل 1985م على النحو التالي: دفع القمع الوحشي والاضطهاد الذي تعرض له الأنصار في أعقاب مجزرة الجزيرة أبا وودنوباوي في مارس 1970م آلاف الأنصار للهجرة إلى أثيوبيا مترسمين خطا الإمام الهادي (في هجرته في مارس 1970)، بينما هجرت قيادات عديدة الوطن وكونوا في المنفى الجبهة الوطنية المعارضة، منهم: الشريف حسين الهندي –الرجل الذي أصبح زعيما للحزب الاتحادي الديمقراطي بحكم الأمر الواقع بعد وفاة السيد إسماعيل الأزهري في 1969م- والدكتور عمر نور الدائم- والذي كان وقتها الرجل الثاني في قيادة حزب الأمة- والسيد عثمان خالد –ممثل جبهة الميثاق الإسلامي في الخارج. وفي عام 1972 كنت ما زلت رهن الاعتقال، ومن هناك أرسلت رسالة لدكتور عمر ليبحث إمكانية التعاون الليبي معنا، ونجح ذلك الاتصال، ووافقت ليبيا على مساندة الجبهة الوطنية ومنحتها التمويل والتسليح والتدريب. وحينما أجيز الدستور –الذي تضمن اتفاقية أديس أبابا 1972م- أطلق سراحي في مايو 1973 نتيجة لذلك. وما بين إطلاق سراحي في مايو 1973 وسبتمبر 1973 نظمت مع آخرين انتفاضة سبتمبر 1973 (شعبان) والتي قمعها النظام بقسوة شديدة وأبطل الحرية النسبية التي سمح بها بعد إجازة الدستور الجديد. ولتضييق نطاق القوى المشاركة في الانتفاضة والتقليل من شأنها ألصقها النظام بجبهة الميثاق الإسلامي. ومهما يكن من أمر فقد تم اعتقالي في ديسمبر 1973م مرة أخرى وأطلق سراحي في أبريل 1974. وسمح لي بمغادرة البلاد لأسباب طبية. وفي المنفى قمنا بتنظيم الجبهة الوطنية وبتنظيم مؤيدينا في قوة مقاتلة ذات كفاءة عالية قوامها من المجاهدين الأنصار مع بعض المجاهدين من جبهة الميثاق الإسلامي. وفي يوليو 1976 أعددنا انتفاضة مسلحة كادت تطيح بالنظام واستجاب لها نميري بقمع وحشي، وحينما انجلى الغبار أدرك أن المعارضة لها أنياب وقدرات سياسية، فاقترح مصالحة وطنية. ومثلما هو الحال في اتفاقية أديس أبابا 1972، لم تكن لنميري رغبة حقيقية في التنازل عن سلطاته، وأراد أن تقوي المصالحة الوطنية من شرعية حكومته، واكتشفنا هذه الحقيقة المحبطة بعد حوالي السنة، ولكن بقي من عملية المصالحة الوطنية أمران: هما عودة عدد كبير من قيادات المعارضة من المنفى للسودان بسلام، والأمر الثاني: منح هامش كبير من الحرية السياسية سمح بعقد انتخابات نقابية في جو من الحرية النسبية لا سيما وسط المهنيين (الأساتذة- الأطباء- المهندسين- الكتبة- المصرفيين، وهكذا) ووسط طلاب التعليم العالي. فشل السياسات الاقتصادية للنظام نتج عنه ارتفاع مخيف في معدلات التضخم وارتفاع في الأسعار بلغ 1000% في المتوسط بين 70-1980م.. هذه الظروف دفعت النقابات المكونة حديثا إلى نشاط نقابي مكثف. وأهم نزاع نشب بين الجسم النقابي والنظام بعد تلك التطورات هو نزاع النظام مع الجهاز القضائي، وما أطلق عليه نميري الثورة التشريعية في سبتمبر 1983م لم يكن إلا وسيلة لوضع القضاة في موقف دفاعي. وبعد فترة من التعبئة خرجت الاتحادات الطلابية المكونة حديثا وعلى رأسها اتحاد طلاب جامعة أم درمان الإسلامية للشارع مبشرة بانتفاضة أبريل 1985م. وبدأت النقابات المهنية وبخاصة أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسون والمحامون والصرافون في التظاهر ضد النظام، وقامت الأحزاب وخاصة حزب الأمة بقيادة وتنسيق هذه الأنشطة، والتحقت بالمظاهرات ونادت علنا بسقوط النظام وزودت الحركة بنص الميثاق الوطني للتحرير، وخاطبت علنا القوات المسلحة بمساندة مطالب الجماهير والإطاحة بالنظام المايوي وتمهيد الطريق للديمقراطية في السودان، وفي 6 أبريل 1985 قامت القوات المسلحة مجتمعة بالاستيلاء على السلطة وفتحت الطريق للديمقراطية الثالثة بعد فترة انتقالية مداها عام واحد.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    19 بشير، مرجع سابق ص 128.
                  

العنوان الكاتب Date
حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:28 PM
  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:29 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:30 PM
      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:32 PM
        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:33 PM
          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:34 PM
            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:36 PM
              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:38 PM
                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:39 PM
                  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:40 PM
                    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:41 PM
                      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:41 PM
                        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:45 PM
                          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:47 PM
                            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:51 PM
                              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 07:54 PM
                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:00 PM
                                  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:02 PM
                                    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:03 PM
                                      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:04 PM
                                        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:06 PM
                                          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:07 PM
                                            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:08 PM
                                              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:09 PM
                                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:09 PM
                                                  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:12 PM
                                                    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:14 PM
                                                      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:22 PM
                                                        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:23 PM
                                                          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:25 PM
                                                            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:35 PM
                                                              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 08:46 PM
                                                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 09:01 PM
                                                                  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 09:18 PM
                                                                    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-09-08, 09:40 PM
                                                                      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 08:31 PM
                                                                        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 09:13 PM
                                                                          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 09:43 PM
                                                                            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 10:04 PM
                                                                              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 10:35 PM
                                                                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-13-08, 03:32 PM
                                                                                  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-13-08, 03:59 PM
                                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 08:07 PM
                        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) ثروت سوار الدهب04-09-08, 07:52 PM
                          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Mohamed Doudi04-09-08, 08:18 PM
                            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) عوض محمد احمد04-09-08, 09:30 PM
                              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) amir jabir04-09-08, 09:44 PM
                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 12:14 PM
                              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 12:13 PM
                            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 10:02 AM
                          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 09:53 AM
                            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) adil amin04-10-08, 10:09 AM
                              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 10:39 AM
                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد عادل04-10-08, 11:45 AM
                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد عادل04-10-08, 11:46 AM
                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 01:02 PM
                              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) amin siddig04-10-08, 11:34 AM
                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 12:01 PM
                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 12:42 PM
                                  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 01:34 PM
                                Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 01:07 PM
                              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Abdel Aati04-10-08, 12:59 PM
        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 06:30 PM
        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 07:07 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 06:03 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 06:14 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 07:25 PM
  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) kamalabas04-10-08, 12:31 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 01:09 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) خالد عويس04-10-08, 01:22 PM
      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد عادل04-10-08, 01:58 PM
        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) baha eassa04-10-08, 02:08 PM
          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 04:42 PM
          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Mohamed Doudi04-10-08, 04:46 PM
            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) عمار محمد حامد04-10-08, 07:29 PM
  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 04:59 PM
  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 05:21 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد عادل04-10-08, 05:27 PM
  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 05:38 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 07:07 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Balla Musa04-10-08, 07:29 PM
      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 07:36 PM
        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Balla Musa04-10-08, 07:51 PM
      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) عمار محمد حامد04-10-08, 07:36 PM
        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-10-08, 08:33 PM
          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد عادل04-11-08, 00:07 AM
            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) محمد حسن العمدة04-11-08, 04:30 AM
              Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) doma04-11-08, 07:24 AM
  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) ahmed haneen04-11-08, 08:18 AM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) إسماعيل وراق04-11-08, 09:14 AM
  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) ahmed haneen04-11-08, 10:39 AM
  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Tariq Sharqawi04-11-08, 10:52 AM
  Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) Tariq Sharqawi04-11-08, 11:07 AM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) doma04-11-08, 05:00 PM
    Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) doma04-11-08, 05:17 PM
      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) ثروت سوار الدهب04-11-08, 05:35 PM
      Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) عوض محمد احمد04-11-08, 05:52 PM
        Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) doma04-12-08, 05:21 AM
          Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) عوض محمد احمد04-13-08, 06:37 AM
            Re: حزب الأمة حصان طروادة الحركة السياسية السودانية (الجزء الأول والتكلمة) ثروت سوار الدهب04-13-08, 06:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de