جرت دمعة من مقلتيىَّ ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2004, 10:08 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... (Re: Abdel Aati)

    تأملات سوسيولوجية فى بعض قضايا التغيير داخل الحزب الشيوعي السوداني

    الجزء الثاني

    ۱- جذوة التغيير:-
    ما تبدى لي، في مطلع ِ التسعينات ِ من القرن ِ الماضي،محضُ فرضيةٍ هائمةٍ على وجهها مُعناةٍ بلهيب الشكِ، مُضناةٍ بهجر اليقين، مُشرعةِ المنافذِ والثغور – دون رقيبٍ من احكامٍ مسبقةٍ – لإستقبال أكثر من إحتمال، مفتوحةِ الافقِ على اكثر من خانمةٍ ومصير، عندما تهاوت أنظمة الحكم الشمولي فى اوروبا الشرقية ( بفعلِ " تسوس" قاعدتها أكثر من ضرباتِ معاول الأعداء )، وتداعت لها بالإنهيار والسقوط لواحق " المبنى "، إمتداداته وتوابعه فى جغرافيا العالم الثالث، ما كانت تعرفُ – وقتذاك – بالإسم الرنان لكنه مُلفق، الجذاب لكنه غامضُ ُ ومُلغز، الملهب لأخيلةِ الفقراءِ وأشواقِ المحرومين لكنه مُهوم فى الغمام وميثولوجي، القادر على الهتافِ والدعايةِ والإستقطابِ لكنه " رهابيُ ُ " مُضلل ،المُنتج فى تاريخه القصير فيضاً من ( الكلام ) الوفير لكنه فى واقع الأمر لم ( يقل ) شيئاً ولم (يفصح )، الواصلِ الى سِدرة منتهاه يابس العود، منخور الجذور، قتلته شرور نفسه وسيئات اعماله وتناقضاته الداخلية وأزماته المستحكمة قبل ان تكيل له الضربة القاضية وتطعنه الطعنة النجلاء وترديه قتيلاً مؤامرات أو إنتفاضات أو حروب اهلية طاحنة: ( بلدان التوجه اللارأسمالي ) – مابدا – آنذاك – محضُ فرضيةٍ إستحال، بعد اعوامٍ من الملاحظة والدرس ِ، آخذا هيئةً الإستنتاج: ما تزال جذوة التغيير متقدةً – تحت رماد الإستالينية والجمود – فى قواعد الحزب الشيوعي السوداني. ليس هذا الإستنتاج بصادرٍ عن ( واهمٍ ) يحلم بالقيامة ينفخ صورها حيوية البعث بين الأطلال، ولا عن ( عشمان ) ينتظر حدوث الخوارق والمعجزات وعودة الروح إلى ركام الخرائب. سندي: طوفان الكتابة النقدية ( تتدرج فى سُلم النزعة النقدية ( criticism ) تبعاً لقدرا ت وآفاق ومواقع مصالح كاتبيها ) التي غمرت وثائق الحزب الشيوعي وطفحت خارج المجرى الرئيسي لمطبوعاته شاقة ً طريقها إلى وسائط الإعلام، منذ أن فتحت أبواب " المناقشة العامة " مؤذنة ً ( ببداية أفـول ) عهد الجمود والإنغلاق الفكري وهيمنة " المقد سا ت "، ( وبدء تخلق ) جينات عهدٍ مغاير سماته الأساسية هي: المكاشفة ، الشفافية ، دمقرطة الحياة الحزبية، تحرير العقل من سلطة الدوغما، فَك أسر اللسان، دك حصون المحرمات، " علمنة " صورة الحزب بمعنى كشف وإزاحة الغلالة الميثولوجية التى ظلت تلفح وتحجبُ " عادية "ا لصورة و " دنيويتها " وإنتمائها لهذا العالم طيلة ما يُقارب الستين عاماً، فك إرتباط الحزب نهائياً وتحرير برنامحه من ربقةا ليوتوبيا، إستبعاد الشق النبوئي والغير علمي للماركسية ورد الإعتبار الكامل لمنهجها السوسيولوجي، الإنفتاح الجسور على منجزات مدارس وتيارات فكرية داخل وخارج " البيت " الماركسي كان الإقتراب منها فى الماضي، دع عنك توظيفها فى الفهم والتحليل والتفسير والتنبؤ الإجتماعي، يُعد إثماً وإنحرافاً عن الصراط المستقيم وجريمة ً تثير الريبة والظنون وتفتح أبواب جهنم: تتطلب سرعة فى التدخل، تقتضي قوة فى الردع والقمع، تستوجب تطبيق أقسى أنواع الجزاءات والعقوبات!

    ۲-( النقد): منظور فلسفي:-
    ( النقد ) – فى عمق مدلوله الفلسفي – إنجازُ ُ مُكرمُ ُ من إنجازات عـقـل " الأنوا ر " وفتحُ ُ مبارك من فتوحاته العديدة الجليلة، يتسامى بقامته إلى مقا ما ت كشوفٍ أخر دشنها إنسان " عصر الأنوار " وصارت ضمن العتاد الفكرى لإنسـان العصـر الحـديث، منها: بزوغ فكـرة " التقدم " " الإنسية " (Humanism (، مفهوم الزمن ا لخطي واللامتناهي، فكرة " المستقبل " ككينونة قائمة بذاتها، كبعد مستـقـل للزمن، لا كهاوية قادرة على ابتلاع العالم برمته ولا كمنحدرٍ للتاريخ ولا كنهاية لمسيرة القوافل على رمضاء " الخطيءة الأصلية " ولا كنسخة مكررة لصورة " الماضي الذهبي " وهي تعتلي منصة التاريخ من جديد، ولا كمصدر للخوف من المجهول ولا كمنبع للإحسا س بالعجز وفـقدان ا لقدرة والحول إزاء سطوة ماوراء الفيزيا، بل كأفق ٍ مفتوح الأبعاد زاخر بالإمكانات ينتظر ( يد ) الإنسان و(عقله). وكمحفز ( للفعل الإيجابي ) من اجل إعادة " صياغة " العالم وتغييره، إعادة إكتشاف الإنسان لذاته، ولقدراته الكامنة وإمكاناته المقـموعة و إحتلاله لمنزلةٍ جديدة فى ( مملكة الوجود ) تقـلب ( نظام العالم ) وترا تبية العصر الوسيط رأساً على عـقـب، الأمر الذي يدفعه للتمرد على الطبيعة ساعياً للسيطرة عليها و إخضعها لأهدافه وتسخيرها لمصلحته.

    ( النقد ): مفخرة العقل، زينته، وسامته الصبوحة، صفية المقرب، حارسة الأمين، أ نيس خلوته، عزاء وحدته، جليسه الصلوح، سلاحه البتار – لا يصدأ – ضد هيمنة الدوغما وإستبدا د القداسة، تاج عزته وضياء هامته المهيـبة وهو يحتسي أنخاب إنتصاراته فى إحتفال نرجسي الطابع، ثم " يُصنم " ذاته ويخر ساجداً أمامها مستغرقاً فى طقوس عبادة لا تنقضى ! ( هذه النرجسية، هذا التصنيم (Fetishism (، وهذه العبادة للذات تفتح الباب على معترك فلسفي متقد الأوار لا تهدأ قعقعة أسيافه المتبارزة حيناً إلا لتدوي من جديد)
    هل من قبيل الصدفة يا ترى ، أن يُحظى ( الـنقد ) بإحتلال تلك المكانة المرموقة والمميزة فى أسفار العديد من ورثة أمجاد العـقـل الأنواري – على سبيل المثال لا الحصر. نقـد العقل الخاص لكانت، العنوان الفرعي لمؤلف راس المال ونقد فلسفة الحق عند هيجل لكارل ماركس؟
    هذا عن ( النقد) مُعرفاً بال ، محروساً بمتاريس الأ قواس، مُحبراً ومسطراً با لبنط العريض، اما النقد المجرد من الأ لقاب والأوسمة والإمتيازات، فى صيغـته النكرة، فى المفهوم اليومي المتداول، فلا محل له من الإعراب فى جملة هذا القول!

    ۳- النقد (صادراً) عن (الذات) أو (قادماً) من (وراء الأسوار):-
    لا خير إلا فى الاختلاف والتمرد والمروق، لا شر مستطير أكثر من ا لتماثل والتماهي والقولبة لأنها دليل معية وتصعير خد وإحناء هامة، هوان تبعية، مسخ للتفرد، ذ ل وعبودية!. النقد ينبوع نعمة لأ طوفان نقــمة وبخاصة الذى يصدر عمن لحقتهم صفة " متمردي الحزب " !. أن تاريخاً بدون إنتفاضات، بدون تمرد بدون متمردين هو تاريخ ساكن، جامد، لا روح فيه ولا حياة ... إنه تاريخ بلا لأحداث، بلا وقائع، بلا اسماء ( سوى أسماء القادة )، بلا بشر ( سوى صُناع القرار) ... هو تاريخ بلا فحوى وبلا صيرورة !
    لا جناح ولا خطيئة ولا نقيصة فى إكتساب فضيلة الإنصا ت بإهتمام وتركيز للنقد الزي يأتي الحزب الشيوعي من خارجه. غيا ب النقد، نفيه، تهميشه، تجاهله وقمعه تحت أية ذريعة أو مسوغ، تسييد منهج " سد الإضنين " لا يعني شيئاً آخر سوى إنقطاع اسباب صلة الحزب الشيوعي بالبيئة المحيطة بـه الأمر الذى لا محالة مؤد للإصابة بالعمى وفقدان القدرة على الإستجابة وموت الحواس يعـقـبه موت الجسد.
    لا تهملُ " جردة ا لتحليل حتى زلك ا لنقد الصادر عن اولئك الذين يقض الوجود الرمزي للحزب الشيوعي سكينة مضاجعهم والذى – للمفارقة – يُصيب الماء الوفير فى طواحينهم السياسية من حيث يدرون أ و لا يحسبون، والذي يشكل غيابه غياباً لمورد هام للإستثمار السياسي رخيص الكلفة، سريع النتائج، عالي المردودية يُسخر – دونما جهد يذكر – للدعاية والاستقطاب وتجيش العواطف وخندقة الغرائز، وعن آخر يمثلُ نشاط الحزب الشيوعي – سرياً كان أو علنياً، متسارع الوتيرة أو بطيئها – عقبة فى سكة احزابهم وهي تبحث عن امكانية التمدد وتنشد موارد الإنتشار، أولئك الذين يريدون تشيد صروح أمجادهم السياسية على حساب ما يصفونه ببطء عجلة التجديد داخل الحزب الشيوعي و إتخاذها مسارا لا يستصوبونه، ناظرين إلى ما يحد ث داخله من (أريكة) المتشفي و ( علياء ) المتكـبر المختال، موجهين خطابـهـم له من ( منبر ) الواعظ العارف/ المُمسك بخيوط الحقيقة، المملوءة جنباته نبوغاً وحكمة، فصاحة ً وبلاغة ً، ساعين – فى سَمت الناصح الشفوق – تحديد الشروط والـكيفية والوتيرة التى يجب على الحزب إتباع " وصفتها " إذا ما كان راغباً حقاً فى التغيير، حتى يصير بوسعه " الإرتقاء " الى مصاف " نموذج " بعـينه يعـشعش في أذهانهم، إن أراد لحاله صلاحاً ولجهده فلاحاً ولحياته " إمتداداً " في المستقبل ( بعبارةٍ ثانية: أن يقوموا هُم " بعجن " الحزب وتشكيله من جديد وفق تصورهم وهواهم نيابة عن عضويته !!)، أولئك الذين يبدو الحزب الشيوعي فى نظرهم عجوزاً أثقـلت كتفيه اعباء الـكهولة، برحـت " ضميره السياسي " أوزار الماضي وخطاياه، شل قواه عنت الحاضر وغاب عن ناظريه ملمح المستقبل فلم يعـد يعرف لقدميه موطئاً ولا لحركـته إتجاهاً، أ و " ضهباناً " ضاع فى " صقيعة " السياسة متخبطاً فى متاهاتها، يتوسل الآخـرين أن يمنحوه "عُكازة " الرشاد.
    تغيير الحزب الشيوعي – هيكلاً وفكراً – هو ملك لأعضائه وأنصاره ومؤيديه لا ينازعهم فيه مُنازع. إن التغيير المنشود ليس هدفاً فى ذاته حتى لا تلحق بالحزب " وصمة " الركود والتخلف عن ركاب العصر، ليس مجارة لموضةٍ رائجةٍ أوصرعةٍ فكريةٍ سائدة، ليس محاكاة لمثال أو نموذج داخل السودان أو خارجه، ليس تشبهاً بأحزاب سبقته وتقدمت عليه فى هذا المضمار، حتى لا يفـوته قطار الزمن المُتعولم، ليس ركضاً بهدف نيل إستحسان خصم أو محبة عدو حتى يبدو الحزب أوسم طلعةً وأخف ظلاً وأعذب قولاً وأكثر مقبولية، وأخيراً، ليس سعياً وراء مرضاة أحد، كائناً من كان، حاكماً أو محكوماً ! هو أي الـتـغـيير – تعبير عن اعتما ل حوجة باطنية ضاغـطة، لا مفر ولا مهرب من الإستجابة لها وتلبية مطالبها مهما علا سقـف تلك المطالب، فى " مشوار " لا تبين نهايته، هذا إذا كانت له نهاية ً أصلاً: شاق، عسير، مضني، الهدف من قطعه وتحمل مشاقه هو بناء حزب سياسي راسخ البنيان، قادر على الإجتهاد، مُشرع الأبواب والمنافذ للوافدين، ينعم من يستظلُ بظله فى خلاء السياسة بغذاء الروح والعقل معاً ويتنفسُ من تضمهم هياكله التنظيمية هواء الديمقراطية والانفتاح والعلنية وحرية تساجل الأفكار دون حجر او قيد.

    ٤- هل هو حقاً موسم هجرةٍ إلى اليمين؟:-
    ليس الحزب الشيوعي " يثرب " الجديدة يستجيـرُ بحمى مضاربها الفارون من ضيم أهل " مكة " ! إنه ليس " حـادي الركـب " فى مسـيرة الـقوافل نحـو " الجمـهورية الفاضـلة " ، ليس " طليعة " عمال السودان وكادحيه، ولا " قدوة " مجتمعه ولا " المرشد الحكيم ". إنه حزب "عادي " مثله فى هذا مثل بقية الأحزاب والتنظيمات التي تعج بها ساحة العمل السياسي فى السودان لكنه حزب يساري دون أن يعني هذا إحتكاره لليسارية ( ( Leftismأو تمثيله لها. ليس فى مقدور الحزب الشيوعي أو أي تنظيم آخر تمثيل اليسار فى السودان لا لان اليسار مشتت تنظيمياً، منقسم على ذاته، متعارك إديولوجياً والخصومات والعداوات والخلافات بين عشائره اشد وأنكى وأكثر عمقاً من خلافاته مع فِرق وطوائف وأحزاب اليمين فحسب، بل ولأن اليسار فى السودان من العسير تحديده إذ لا تستوعبه بأكمله أحزاب أو تنظيمات قائمة بل هو " كوكبة " رؤى وأفكار وأفعال سياسية تدور فى فلك مشروع التحديث الشامل ومحاولة اللحاق بركب العصر دون ان تدفع الفئات الضعيفة إجتماعياً والواقعة فى أ دني سُلم المداخيل والثروة كافة أعباء وتكاليف تنفيذ مشروع التحديث. " اليسارية " – حسب هذا المفهوم – تخترق بنية المجتمع السوداني الهجينة التكوين من اقصاها إلى أقصاها ومن أدناها ألى أعلاها – بكافى عناصرها المتعايشة والمتصارعة، بطبقاتها الحديثة وتكويناتها الما قبل الرأسمالية، بمدنها المُستريفة وريفها المتمرد ... الخ.
    ليس الحزب الشيوعي " عُمُودية " الثوريين فى السودان، لا مَسيدهم الطاهر ولا مزارهم المقدس! ليست عضويته " حراس " نقطة المرور وخفر التفتيش الإديولوجي للعابرين من أرض حزب غلى آخر ومن إنتماء قديم إلى هوية سيا سيةٍ حديدة! ولهذا فإن وصف التاركـيـن صفوف الحزب الشيوعي ممن كتب عليهم خُطى الإلتحاق بأحزاب سياسية ناشئة بالمهاجرين نحو اليمين، فيه – بدءاً و إنتهاءاً – إمتثالُ ُ وخضوعُ ُ لمشيئة عادة مزمنة آ ن أوا ن طلا قها طلاقاً بائناً تتمثل فى إستراد قوالب التصنيف الإديولوحي الجاهزة والمريحة لأذها ن مستخدميها، من غياهب ذلك الماضي المُثقل بالإستالينية والجمود ونصب " المشانق الفكرية " للخصوم والمنقسمين والمفصولين!
    فى إعتقادي، أنها ليست بهجرة إلى اليمين بل نحو آلهة جديدة أ ينع شباباً وأوفر صحة ً تُعبَد بدلاً عن سابقاتها التي بدت الآن لعيون المهاجرين قديمة، شائهة، مرهقة، فاقدة الحول والقوة فلُعنت ورُجمت ثم نُبذت!
    لن يعجز المتامل في طريقة هولاء المهاجرين فى المناداة والتهافت والتداعي وبث " النباء اليقين " ونشر أ خبار الإكتشافات السياسية الجديدة التى تتنزل عليهم برداً وسلاماً، والمتفحص للغتهم المُشبعة بآيات التوقير لقادة الأحزاب الجديدة الناشئة وطريقتهم فى الاستشهاد – بمناسبة وبدون مناسبة – باقوال هؤلاء القادة- لن يعجز عن رؤية ملامح " موسم حج ٍ جديدٍ " لمزارات جديدة مقدسة. إنه " نص " مُسودن ومُحدث ( ( modernized لدراما " السياسة المُتدينة ": مسرحية محفوظة، قديمة قدم تاريخ قوامه دينامية علاقة القُرب والنأي، التباعد والتماس ،المودة وا لبغضاء، التعا يش السلمي وا لتنازع الملتهب، الخضوع والتمرد، المعاشرة والتسري، المصاهرة والطلاق وهكذا دواليك، ما بين الأحبة الأعداء: السياسة والدين! – مسرحية تُمثل فصولها كاملة ً من جديد على مسرح عالمثالثي، أبطالها وشخوصها والقائمون على أمرها – هذه المرة سودانيون مهمومون بمشاغل العمل السياسي، قطعوا مشوار التحرر حتى نصفه فقط ثم نكـصوا على أعـقابهم صاغرين: أعلنوا التمرد على آلهة قديمة، رجموها فى البرية حتى تنفق من ا لجوع والعطش أو تـفـترسها الوحوش والهوام، تمردوا على تلك الآلهة دون أ ن يتمردوا - وهذا هو المهم – على مفهوم " الربوبية السياسية ".
    إنها محنة " العـقـل السياسي " المؤمن ومأزقه المقيم: يتزمر من ضعف وفـشل الآلهة القديمة لكنه لا يشــقي ولا يكدح ولا يقدح للمعرفة زناداً، فاقـد لزمام المبادرة، عاجز عن إجتراح ( الأ فعا ل )، يتطلع نحو السماوات ا لبعيدة عَـل الموائد العامرة بالخير والرفاه تتنزل منهم فيطعم، ينتظر قدوم ( الخلاص ) من رحم الغيب لا من ( ذاته ) و ( أفعاله )، لا يَحملُ العـيش حُراً ولا يقوى على البقاء وحده دون آلهةٍ يمجدها ويتـقـرب اليها زلفى. أما آلهته فتعيسة المصير، كئيبة النهاية تراجيد يتها: يلتهمها إذا ما الم به الجوع كافر، يلعنها إذا ما أحـسـت بالتعب والفتور، يحتـقـرها إذا شاخت، يرميها بعيداً إذا ما فشـلت !. إنه – وللمفارقة – أعمق تد يناً وهو"يكـفـر "، اكثر ورعاً وهو " يلعـن "، أكثر تقد يساً وإيماناً بالأ لوهية السياسية وهـو " ينتـفـض " ضد الآلهة..! أقصى درجات " ا لفـعـل السـياسي " المُستـقـل لديه هو أن يختار خندقاً في صراعات الآلهة. إنه النتاج الأكثر بؤساً لبنيةٍ إجتماعييةٍ بطريركيةٍ قاهرة: مُفلحةٍ وخصيبة الرحم عندما يكون عليها إعادة أنتاج " الأ فـراد "، عاجزة وعـقـيمة حين يتعلق الأمر بإنتاج شخصيات (personalities (
    الإستثناء الأوحـد – مصحوباً بالتحـفـظ – في خضم هذا البحر من ا لتماثـل والتطا بق والمودلة والإستنساخ هو جُزُر معزولة يشغلها " الشماشة " و " المنبوذون " !

    عثمان محمد صالح – هولندا
    فبراير ۲۰۰٤
    Email: [email protected]

    من بوست:
    حوارات عثمان محمد صالح حول الحزب الشيوعي السوداني

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 12-06-2004, 10:09 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 05:13 PM
  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... بارعة12-05-04, 05:33 PM
    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 05:51 PM
      Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 05:55 PM
        Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:00 PM
          Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:04 PM
            Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:07 PM
              Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:09 PM
                Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:14 PM
                  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:17 PM
                    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:24 PM
                      Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:28 PM
                        Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:37 PM
                          Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:43 PM
                            Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:45 PM
                              Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:52 PM
                                Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 06:58 PM
                                  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:00 PM
                                    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:04 PM
                                      Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:09 PM
                                        Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:13 PM
                                          Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:17 PM
                                            Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:22 PM
                                              Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:25 PM
                                                Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:29 PM
                                                  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:36 PM
                                                    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:39 PM
                                                      Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:43 PM
                                                        Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:51 PM
                                                          Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 07:55 PM
                                                            Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:01 PM
                                                              Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:08 PM
                                                                Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:14 PM
                                                                  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:18 PM
                                                                    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:24 PM
                                                                      Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:28 PM
                                                                        Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:32 PM
                                                                          Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:39 PM
                                                                            Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:48 PM
                                                                              Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:55 PM
                                                                                Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 08:59 PM
                                                                                  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 09:06 PM
                                                                                    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-05-04, 09:07 PM
                                                                                    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 09:49 AM
                                                                                      Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 09:55 AM
                                                                                        Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 10:00 AM
                                                                                          Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 10:05 AM
                                                                                            Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 10:08 AM
                                                                                              Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 10:27 AM
                                                                                                Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 11:07 AM
                                                                                                Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 04:16 PM
                                                                                                  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 04:22 PM
                                                                                                    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 04:27 PM
                                                                                                      Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 04:42 PM
                                                                                                        Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 05:00 PM
                                                                                                          Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 05:12 PM
                                                                                                            Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 05:25 PM
                                                                                                              Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-07-04, 04:06 PM
                                                                                                                Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-07-04, 04:20 PM
                                                                                                                  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-07-04, 04:32 PM
                                                                                                                    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-07-04, 04:35 PM
                                                                                                                      Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-07-04, 04:42 PM
          Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... صباح حسين12-05-04, 06:25 PM
            Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... سماح سيد ادريس12-05-04, 06:42 PM
              Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Shinteer12-05-04, 06:57 PM
                Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 09:28 AM
              Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 09:26 AM
            Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 04:31 AM
  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... عبدالمنعم عبدالله12-05-04, 06:57 PM
    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Marouf Sanad12-06-04, 09:04 AM
      Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 09:31 AM
    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 09:29 AM
  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Fadel Alhillo12-06-04, 10:01 AM
    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-06-04, 05:05 PM
  ما مر به عثمان لم يكن مقتصرا عليه وحده osama elkhawad12-08-04, 00:03 AM
    Re: ما مر به عثمان لم يكن مقتصرا عليه وحده Abdel Aati12-10-04, 06:14 AM
      Re: ما مر به عثمان لم يكن مقتصرا عليه وحده Abdel Aati12-10-04, 12:36 PM
  Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... محمد أبوجودة12-11-04, 04:18 AM
    Re: جرت دمعة من مقلتيىَّ ... Abdel Aati12-11-04, 10:06 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de