|
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! (Re: Abdel Aati)
|
و من عنفوان الستينيات و التحدى الفكرى وجرأة الاسئلة تخطى الدكتور جون قرنق عتبة كبيرة من عتبات عقدة الدونية التى رسختها مؤسسات المركز الحاكمة فى ان الجنوبيين تنحصر مطالبهم فى حدود الجنوب و إن القضايا القومية من اختصاص اخرين بعينهم و عبر الدكتور جون قرنق هذا الحاجز عبورا معرفيا، فكريا، و سياسيا و طرح رؤية بديلة و مغايرة فى اكبر تحدى فكرى و سياسى و واجهته المؤسسة الحاكمة منذ استقلال السودان و ما قبله. فى احدى المرات قرنق " ان المهمش الذى يقبل بالعيش فى ظل الدولة السودانية الحالية ولا يتمرد عليها هنالك ظل من الشك حول انسانيته" فى اقوى عبارة تحريض من الممكن ان تقع عليها عين مهمش او تسمعها اذنه!! وصل والتر رودنى الى لندن فى 1963 بعد حصوله على منحة من كلية الدراسات الافريقية و الشرقية بها وعكف على الفراغ من رسالته للدكتوراه حول تاريخ العبودية و المستعبدين فى ساحل غنى العليا و هى دراسة دقيقة اعتمدت على المراجع الموثقة لتجار العبيد البرتقاليين فى انجلترا و البرتقال و اثناء الدراسة مثل ما فعل انتا ديوب الذى تحول الى عالم للغويات تعلم والتر رودنى اللغتين البرتغالية و الاسبانية و مع معرفته للانجليزية و الفرنسية اصبح عالما للغويات و تمكن من الحصول على درجة الدكتواره فى التاريخ و لم يتجاوز الرابعة و العشرين عاما من عمره و قد قامت مطبعة جامعة اكسفورد بطباعة رسالته تحت عنوان " تاريخ ساحل غنى العليا 1504 – 1800" و هى فترة متزامنة مع فترة السلطنة الزرقاء فى السودان و رسالته تحدت كثير من المسلمات حول التاريخ الافريقى واضافت نظرة و اسس جديدة لتاريخ المهمشين و المتطهدين. و فى قراءتى لكتابة هذه المقالة فى مكتبة جامعة ولاية ايوا-امز- ومن ملاحاظاتى عبر الاحتكاك اليومى فى الولايات المتحدة الامريكية و متابعة مختلف وسائل الاعلام و الحوارات مع المتطلعين و بنظرة عاطفة و ايجابية لتاريخ الافارقة السود الذين ساقتهم الاقدار للامريكيتين و جزر الكاريبى لابد لى من ان أنحنى اعجابا لهذه المجتمعات و بالرغم من اقتلاعها المؤلم من مجتمعاتها الاصلية و زراعتها مثل المحصولات التى سيقت للقيام بانتاجها ومع اقتلاعهم من جذورهم الثقافية و الانسانية و القهر المرير الذى تعرضوا له و لكنهم نهضوا من جديد محاولين خلق هوية خاصة بهم فى المجتمعات التى عاشوا بها وسعوا لاكتشاف مواطن قوتهم المختزنة فى بقايا الذاكرة و الجينات و استخدام مهاراتهم لاثبات الذات فى الرياضة و الموسيقى و الرقص وغيرهما وعملوا على البدء من جديد فى تكوين ثقافاتهم و هويتهم الخاصة مقدمين تضحات كبيرة و لاتزال اقسام واسعة منهم تعانى التمزق النفسى و الانسانى و تكتفى بالجلوس فى الرصيف و الهامش و مع ذلك نهض العديدون من جديد ورفضوا تقبل الثقافات و المماراسات السائدة و هاهى روزا بارك فى ديسمبر 1955 تخالف( قانون جيم كرو) و تاخذ مقعدها فى البص لتفسح مقعدا اخر لاحقا لكوندليزا رايس مهما يكن من موقف البعض الذين يرددون ان هذه المواقع غير فاعلة، و النساء المهمشات يعجزن عن الوصول لمثلها فى بلدان افريقيا الام. المكان مسرح فورد بالعاصمة الامريكية واشنطن امسية الجمعة 14 ابريل 1865 و ابراهام لنكولن الرئيس الامريكى منهمك فى متابعة العرض المسرحى و خلفه انجازات عريضة بعرض الحياة و طولها و لم يكمل الاربع سنوات من فترة رئاسته و قد غير الولايات المتحدة الى الابد و كسب حرب اهلية كاملة و نجح فى مناورات شرسة مع اصدقائه و اعدائه و كان الدعاء دائماَ ان ياخذ الاله بيدك مع اصدقائك ام اعدائك فانت كفيل بهم. كسب ابراهام لنكولن معركة توحيد الاتحاد و التى كانت السبب الرئيسى فى الحرب مع الجنوب رغم ان التاريخ قد خلد ابراهام لنكولن فى سياق قضية و مرافعة اخرى وهى تحرير العبيد و ابراهام لنكولن فى البدء مع موقفه الصارم ضد الرق الا انه لم يكن من دعاة إلغائه الفورى و كان مع التخلص منه بالتدريج و حاول ان يساوم مع الجنوب فى ذلك و ان المقتولة لا تسمع من يصيح ( المقتولة ما بتسمع الصائحة) فان الجنوب الذى كان يريد الحفاظ على علاقات بالية و يخرج من الاتحاد ولم يرى بوضوح ان الشمال الصناعى و القوى الصاعدة فى داخله لن تسمح بذلك و ان سيلها جارف و اخطأ الجنوب و اصاب ابراهام لنكولن و كسب التعديل الثالث عشر للدستور الامريكى الذى القى بموجبه العبودية الى الابد و حقق اكثر مما حدد من اهداف و حافظ على الفيدرالية و الاتحاد و كان يدرك ان العبودية بشكلها القديم قد اصبحت تكبل تطور الولايات المتحدة و خلده التعديل الثالث عشر للدستور الامريكى كما لم يخلده الحفاظ على الاتحاد الفيدرالى و الانطباع العام انه ينتمى الى الحزب الديمقراطى انما الصحيح انه ينتمى الى الحزب الجمهورى و يتواصل العرض المسرحى الذى يشاهده الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الامريكية و فجأءة خلف الرئيس يظهر جون وليكس بوث ثم يبدأ فى اطلاق النار على الرئيس الامريكى و يردى بطل الحرب الاهلية و محرر العبيد و المحافظ على الاتحاد الفيدرالى و الذى خاض غمار المناورات و دهاليز السياسة و الذى اتى من اسرة متواضعة وعمل فترة ساعى بريد و ترشح مرارا على المستويات المحلية و فشل و نجح حتى استقرت اسرته فى الينوى فى اسبرنغ فيلد و جذب الانظار و فاز من على تذكرة الحزب الجمهورى و جاء الى واشنطن على متن قطار و هاهو القطار يقل جسده المسجى من جديد الى اسبرنغ فيلد بعد ان اطلق ذلك المتعصب المهوس النار عليه و لم يرى فى ابراهام لنكولن اسهامه التاريخى فى تطور الولايات المتحدة الامريكية و هو الذى جعلها متحدة الا ان جون ولكس لم يرى فى كل ذلك سوى صورة الشر و يتحسر على العبودية و الجنوب السياسى المهترىء و ابراهام لنكولن الابيض قد وضع حدا لبعض من تملكتهم الغلواء من بيض الجنوب و قاد الترتيبات الجديدة و هنالك من يتشبث بالقديم فى بلادنا و لا يقل غلواء من بيض الجنوب و مع ذلك يتحدث عن وحدة البلاد و العباد و ظل حالنا هكذا منذ 1956 و لان لنكولن ينتمى لعصره عن جدارة فعل ما فعل و من الواضح ان انتماء المرء لعصره لا للعصور السابقة ليس بالامر السهل بل يكلف الدماء و الضحايا و ربما يكلف البلاد وجودها نفسه فى ان تكون او لا تكون فى مسرح شكسبيري و ليس من بين الحضور اباراهام لنكولن.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:36 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:36 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:37 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:38 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:39 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:40 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:40 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:41 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:42 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:43 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:44 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:44 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:45 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:46 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:47 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:48 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:48 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:49 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:50 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:50 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:51 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:52 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 05:16 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Deng | 07-07-07, 04:49 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 06:27 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | خضر حسين خليل | 07-07-07, 06:36 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | طلعت الطيب | 07-07-07, 07:32 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | عمر ادريس محمد | 07-07-07, 11:45 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Sabri Elshareef | 07-08-07, 00:20 AM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | somia gassim | 07-08-07, 01:43 AM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abureesh | 07-08-07, 02:23 AM |
|
|
|