|
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل (Re: Abdel Aati)
|
أما محاولته للاستدلال على "تدّين" أهم ثلاث دول علمانية، بالإشارة إلى كنكردات (عهود) الدولة الفرنسية مع الكنيسة الكاثوليكية، وظهور الصليب في العلم البريطاني، ووجود اللوبي اليهودي ووجود النص "توكلنا على الله" في الدولار، فهي من جانب تلغي إطلاقاته في (طرد، إلغاء، ..) ومن جانب آخر تؤكد أن من يتابع الشكلانية تفضي به إلى السذاجة. فالحقيقة أن الدين في هذه الدول المذكورة قد وُضِع في حدوده بفعل السيرورات التاريخية والتحولات الاجتماعية التي أدت إلى ترسيخ العلمنة وفصل الدين عن الدولة وتجاوز الأشكال الاستبدادية في أنظمة الحكم إلى غير ما رجعة، وأن الدين بعد هذا (التحديد) الطويل، سلّم وتحول إلى مواطن عادي ضمن مواطني الدولة وليس الدولة أو فوقها. وهذه قيمة لم يفهمها المنظرون الإسلاميون بعد. وأن هذه الأشكال/الأدوار الرمزية، مجال الدين الحقيقي، التي ذكرها الصادق المهدي تنتمي إلى حقيقة أخرى، هي أن (الدين)، في المجتمع البرجوازي/الرأسمالي، بالفعل، "بنية فوقية". وأن "البنية التحتية" التي هي علاقات الإنتاج هي المهيمنة في بنية الدولة، لذلك لا يستطيع الدين أبدا أن يدّعي أنه الدولة ـ فهو يعرف قدر نفسه جيداً.
ومشكلة الفكر الإسلامي عموماً أنه لم يتم حتى الآن تشكل بنى إجتماعية قادرة على إعادة طرح (الإسلام) خارج سياق بنية العشيرة الأبوية الاستبدادية وعلاقات الإنتاج الريعية الخراجية. أي أن التنظير في هذا المجال يتكل على "ينبغي"، وحتى على مستوى "ينبغي" هذه، تظل المشكلة في السودان أن مسئولية الرفض تقع على عاتق الدين (المختار) الإسلام وعلى الثقافة المختارة الإسلاموعربية، وفي الإثنية المستعلية المسيطرة الإسلاموعروبية التي يمثل الصادق المهدي نموذجها الأصيل. فهي الجهة التي تناقض شروط "ينبغي" التي يحاول الصادق المهدي أن يقنعنا بها عن طريق التقريرية الإعتباطية. ثم يأتي بعد ذلك ويطالب أن لا يحاكم الإسلام والعروبة! والسؤال هو: لماذا يحاكم الإسلام والعروبة في السودان؟ فبالإضافة لما ذكرنا سابقاً فالمحاكمة ليست فقط بسبب ممارسات الإنقاذ التي يريد الصادق المهدي أن يجعل منها كبش فداء، بل بسبب ممارسات الصادق المهدي وأسلافه أيضا. وثم أنه ليس فقط لأن الإسلام إسلام والعروبة عروبة، ولكن لأنهما ـ بكل بساطة ـ يحكمان الناس وبالقوة، وبالتالي، على الحاكم أن يتوقع المحاكمة من المحكومين. وهذه بديهة، فالناس في زامبيا أو نيكاراقوا لا يحاكمون الإسلام ولا العروبة. ولكن ـ من جانب آخر ـ فمستجدات العصر هي التي صارت تحاكم كل شيء.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:09 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:10 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:13 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:14 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:16 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:17 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:18 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:20 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:21 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:23 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:24 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:25 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:25 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:26 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:28 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:29 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:30 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:30 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:31 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:33 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:33 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:34 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | AnwarKing | 05-11-04, 05:21 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | AnwarKing | 05-11-04, 03:25 PM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 08:52 PM |
|
|
|