عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 05:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-27-2003, 10:12 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    من هو عبدالله القطي:

    لقد تعرفت علي عبدالله القطي عن قرب؛ ولمدة تقارب العامين؛ كنا نلتقي عدة مرات في الاسبوع؛ وقد ظننت للحظات اني من اقرب الناس اليه؛ كما لا بد قد ظن كذلك العشرات من اصدقائه وزملائه؛ فقد كان الرجل حميما حفيا باصدقائه؛ وكان قلبه الكبير يسع الجميع؛ ويجد كل شخص فيه لنفسه موضعا.
    وقد انقطع تواصلنا حينا عندما ذهبت للدراسة الجامعية بالخرطوم في عام 1985؛ ثم لما حبستني الظروف عامين في مكان واحد لم يكن منه فكاك؛ حيث زارني عبدالله فيه عدة مرات؛ ثم تواصلت لقائاتنا في صيف عام 1988؛ وان بوتائر اقل هذه المرة؛ حتي سفري بنهاية ذلك العام خارج السودان؛ وهجرتي عنه التي لا تزال مستمرة الي اليوم.
    ورغم انني لم ار عبدالله طوال ال15 عاما الاخيرة؛ ولم نتخاطب الا عبر رسائل قليلة تبادلناها؛ ومكالمات اقل؛ الا اني علي قناعة راسخة؛ باننا لو التقينا غدا؛ قسنواصل الحوار كما لو كنا قد افترقنا بالامس. اذ ان هناك من البشر؛ ممن نصل معهم لمرحلة من القرب؛ بحيث ان اي بعد لاحق؛ ليس بقادر علي اضعاف تلك الصلة؛ او كما قال مصطفي سيداحمد؛ انه لا المسافة ولا الخيال؛ لا تبعد الانسان عن الاخر؛ اذا اصبح هو منه؛ واذا اصبح هو هو.
    وقد وقع في يدي؛ في منتصف التسعينات؛ عدد من مجلة الطريق؛ التي تصدرها رابطة الديقراطيين السودانيين في المانيا؛ وكانت منشورة به رسالة من محمد احمد بعطبرة؛ الي صديق بالمانيا؛ وما ان قرات سطورها الاولي؛ حتي عرفت كاتبها؛ وقلت هذا عبدالله القطي؛ متجسدا ليس في لحم ودم؛ وانما في حروف وكلمات؛ وان كاتبها لا يمكن ان يكون عداه. وقد كان ان علمت فيما بعد؛ انها كانت كما توقعت؛ رسالة منه الي جمال خليل.
    جعلني هذا القرب من عبدالله الذي كان؛ والذي يكون؛ ازعم باني قد عرفته علي حقيقته. ليس حقيقته التي كانت في اذهان من حوله عنه؛ بل حقيقته التي كانت مختبئة وراء الحجب؛ والتي كان في نبله وحسن بصريته يخفيها عن الاخرين؛ وربما عن نفسه؛ اذ انها حقيقة الذات البشرية بكل غناها وتعقدها؛ وضعفها وقوتها؛ و سلبيها وايجابييها؛ اذا كان يمكن اطلاقا معرفة تلك الذات.
    كان عبدالله بلا شك انسانا عصاميا؛ علم نفسه بنفسه؛ ولم تقدم له لا المدرسة؛ ولا الكبار من العائلة؛ ولا الحزب الذي انتمي له؛ هذا الفيض من المعرفة؛ ومن حب المعرفة؛ ومن الركض ورائها؛ الذي تميز به. لقد كان بهذا المعني استاذ نفسه؛ وتلميذها في آن.
    كما ان عبدالله الذي تجاوز اصوله القروية؛ وصعوباته الحياتية؛ وشظف العيش والالتزامات الاجتماعية والاسرية المتعددة؛ ليس برفضها بل بالتعاطي الايجابي معها ؛ ثم ايجاد الوقت بعد ذلك للقراءة والاطلاع ؛ وممارسة العمل العام؛ والالتقاء بالاصدقاء والزملاء؛ ونقل جزءا من معرفته وتجاربه و روحه اليهم؛ واختلاس لحظات الفرح الصغيرة في جلسات بسيطة؛ في اماسي عطبرة الخالية من الفرح؛ قد كان بكل ذلك نموذج المثقف الشعبي بلا منازع؛ والانسان الملتصق بالجذور؛ والمتطلع مع ذلك الي رحاب الانسانية السمحاء؛ والي قمم حياة الفكر والروح العالية.
    رغم كل ذلك ؛ فانني انظر الان بعد مرور السنين؛ ومن علي البعد الذي يعطي مساحات رؤيا اخري؛ واتسائل هل كان عبدالله متفوقا علي عصره؛ كما رايناه؛ وهل كان متحررا من واقع المثقف اليساري السوداني؛ العائش في مدينة ظلت رغم تمدنها قروية؛ وتحت ظروف كانت رغم مقاومته لها؛ ضاغطة لا بد عليه؛ و هل تحرر من كل الواقع وهذه الظروف؛ بكل ما فيها من تناقضات ونواقص؛ رايناها كما وصلت الينا في سيرة التجربة الماساوية لشخصية كان عبدالله مغرما بها؛ وهو معاوية محمد نور؟
    وهل كان عبدالله موسوعيا في معارفه؛ كما ظنناه حينها؛ ام كان موسوعيا بالنسبة لنا فقط؛ ونحن الذين خرجنا بالفتات من العلم والثقافة؛ والذين اخذناهما من مدرسة مجدبة؛ وعاقرناهما في مدينة فقيرة؛ في بلد يعيش علي هامش العالم؛ تحت شمس ديكتاتوريات قاحلة؛ وفي ظل مجتمع تقليدي خلاسي؛ جعلت الاولي كل همها محاربة العلم والثقافة؛ ثم قام الثاني بدوره بتعطيل روح كل تجديد وتمرد؟
    انني ازعم اليوم ان عبدالله بقدر ما كان متميزا ونبيلا؛ بقدر ما حمل العديد من تناقضات المثقف السوداني؛ وبقدر ما حمل من تناقضات ذاته؛ والتي تسخر من موسكو؛ رغم تعلقها بالشيوعية؛ حيث اذكر حديثه الساخر اللاذع عن الواقع السوفيتي؛ حينما ذهب في عز البروستريكا؛ مندوبا لحضور كورس تدريبي علي تعليم الماركسية هناك؛ حيث رأي في البريترويكا روبابيكا؛ وحيث من وسط مباني موسكوالشاهقة؛ وساعاتها التي هي في كل مكان؛ والتي كانت من الاشياء القليلة التي اعجب بها؛ هفت الي كتاحات عطبرة نفسه
    كان عبدالله انسانا اصلاحيا؛ وذو روح مسالمة؛ ورغبة في التطوير والتقدم؛ ولكن ليس في اطار انقلابي؛ او مصادم للمجتمع؛ وانما في اطار اقناع الاخرين بقوة المثال؛ وبمخاطبة الانساني في ذواتهم؛ وبتطوير مواقع العلم والثقافة والابداع فيهم. وهو بهذا المعني كان متقدما بسنوات ضوئية طويلة؛ علي اطروحات وممارسات ورموز الحزب الذي كان عضوا فيه؛ والذي ارتبط العديدين به بسبب من مثاله؛ والذي اعطاهم تصورا نبيلا عن الانسان اليساري؛ لم يجدوا له تجسدا بمثل هذا الوضوح ؛ وبمثل هذا الجمال؛ الا في شخص القطي.
    رغم هذا وذاك؛ فان عبدالله كان يفضل ان يمضي مع حلمه الذي كان؛ وان يدفع من اجله التضحيات؛ عن ان يجعل من وعيه ومن مثاله طريقا للتغيير في الآليات والظروف التي تغير الظروف؛ واعني هنا طريقا للتغيير في المؤسسة السياسية؛ ورفض تقديس الفرد؛ ومقاومة ضغوطات العواطف. كان عبدالله علي سبيل المثال؛ يحكي عن كيف كان عبدالخالق محجوب يرفض تقديس الشيوعيين له؛ ويروي عن ذلك قصصا وحكايات؛ كانت تؤدي في المحصلة الي تكريس منهج التقديس؛ وكان عبدالله يبدو وكانه يقدس عبدالخالق؛ في كل ما يحكيه عنه.
    كان تميز عبدالله كامنا في ذاته؛ وفي شخصيته؛ وفي نبله؛ وفي بساطته؛ وفي صبره علي مكاره الايام؛ وفي كبريائه وهو يرسف في قيود الفقر ومصاعب الحياة؛ ولم يكن التميز فيه مؤسسيا اذن؛ ولم يكن التميز فيه قطعا بسبب الفكر الذي انتمي له؛ او الحزب الذي ارتبط به. كان يمكن لعبدالله ان يكون جمهوريا؛ او ناصريا؛ او اتحاديا؛ او سلفيا؛ ثم كان سيكون في كل ذلك؛ نفس الانسان النبيل؛ ونفس الشخصية الآسرة الجذابة؛ والصديق المخلص؛ والانسان الرقيق الخجول.
    اليوم لااعرف هل لا يزال عبدالله حسنا بصريا في عطبرة؛ ام هو يجهر بما لا يعجبه؛ ولكني اعلم انه لا يزال ذلك الانسان البسيط النبيل؛ الذي يعطيك اخر ما عنده؛ وهو لا يملك شيئا.. لا اعلم ان كان عبدالله لا يزال ناشطا سياسيا؛ ام قد ضربه الوهن ؛ وارهقته الاحلام المضاعة محمولة كالجبال علي الكواهل منذ عقود؛ ولكني اعلم ان ارتباطه بالانسان ثابت لا يزال..لا اعلم ان كان عبدالله اليوم علي اتفاق مع خياراتي – وانا احد تلاميذه- في الفكر والسياسة والحياة؛ ولكني اعلم تمام العلم انه يحترمها؛ ويحاول ان يدرك مغزاها؛ وانه لا ينظر اليها نظرة المتطرفين والسطحيين والموتورين.

    وهذا هو عبدالله الحاج القطي؛ حسن البصري العطبراوي؛ كما عرفته.


    عادل عبدالعاطي
    21 اكتوبر 2003

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 02-17-2004, 04:09 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-27-03, 09:44 PM
  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-27-03, 09:46 PM
  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-27-03, 09:59 PM
    Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-27-03, 10:01 PM
      Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-27-03, 10:03 PM
        Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-27-03, 10:08 PM
          Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-27-03, 10:10 PM
            Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-27-03, 10:12 PM
              Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" رقية وراق10-28-03, 09:43 AM
                Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-28-03, 10:49 PM
                  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-29-03, 10:11 PM
                    Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" ابو جهينة10-30-03, 00:23 AM
                      Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-30-03, 01:26 AM
  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" أبو ساندرا10-30-03, 11:32 AM
    Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati10-30-03, 08:40 PM
  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" أبو ساندرا11-02-03, 12:17 PM
    Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati11-03-03, 00:26 AM
  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" أبوالزفت11-03-03, 08:30 AM
    Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati11-03-03, 03:13 PM
      Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" بكرى ابوبكر02-15-04, 04:23 AM
        Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati02-15-04, 04:39 AM
  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Khalid Eltayeb02-15-04, 12:12 PM
    Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati02-15-04, 01:24 PM
  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" بهاء بكري02-15-04, 07:14 PM
    Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati02-16-04, 01:08 AM
  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" tabaldy02-17-04, 02:47 AM
  Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Ibrahim Algrefwi02-17-04, 01:33 PM
    Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Alia awadelkareem02-17-04, 03:59 PM
      Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" Abdel Aati02-17-04, 04:13 PM
  comment Osman M Salih02-21-04, 10:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de