|
الحزب الشيوعي بين العلمانية والاسلامية : فكر مشوش وممارسة مهتزة
|
بخصوص الحزب الشيوعي ؛ فانى ازعم بان موقفه من مسالة الدين غامض وضعيف ؛ فهو من جهة يتبنى منهجا ماركسيا ؛ وهو بالضرورة منهج يتنائى عن الاديان ؛ وهو من الجهة الاخرى يتحاشى اعلان العلمانية ؛ وقد يبدو ذلك خوفا من الدعاية المضادة؛ ويبدو لى ان جزءا كبيرا من سيكلوجية الحزب الشيوعي تلعب فيها حادثة معهد المعلمين العالى دورا رئيسيا ؛ اذ اجبروا من ذلك الوقت على الدفاع ؛ فلا هم بنوا تيارا علمانيا صلبا ؛ ولا هم اقنعوا الناس بانهم ليسوا ضد الدين
ولكى لا القى الكلام على عواهنه ؛ فانى اذكر لك مثالين : الاول هو طرح الحزب الشيوعي بانه ضد الدولة الدينية ؛ وقد كتبت فى هذا الصدد مقالا فى 1988 نشر بجريدة الميدان ؛ وكان ردا على مقال للاستاذ الحاج وراق ؛ وقد اوضحت انه ليست هناك ؛ بالمعايير العلمية دولة دينية ؛ وانه هناك دولة ديمقراطية او ديكتاتورية ؛ وان الاصوليين يخاتلون عندما يزعموا بانهم يبنوا دولة دينية ؛ وان الحزب الشيوعي عندما يثول انه ضد الدولة الدينية ؛ فهو ينجر الى مفاهيمهم ؛ ثم يخسر ؛ لان الجماهير تظنه يقف ضد الدين ؛ ما دام يرفض الدولة الدينية
من الجهة الاخرى ؛ نجد محمد ابراهيم نقد يصرح ؛ بانه ليس ضد قوانين الشريعة ؛ اذا ما اتت من البرلمان ؛ وفى الحقيقة فانه ليست هناك قوانين للشريعة او غيرها ؛ بل هناك قوانين منسجمة مع الدسنور ؛ واخرى ضده ؛ قوانين متقفة مع مبدا المواطنة ؛ واخرى ضدها ؛ ولو جائت اى قوانين معادية للدستور وخارقة لحقوق المواطنة ؛ لوجب الوقوف ضدها ؛ سواء تسترت بالشريعة او الشرعية الثورية ؛ ولو اتت من البرلمان ؛ غليس البرلمان فوق الدتور ؛ وانما العكس هو الصحيج
اضافة الى ذلك ؛ فان الحزب الشيوعي السودانى ؛ فى فترة الديمقراطية الثالثة ؛ قد بنى جزءا كبيرا من دعايته وطرحه ؛ ضد تراجعات الصادق المهدى ؛ على اطروحات ..الصادق المهدى نفسه ؛ من مرحلة سابقة . وقد كان الاستاذ الجاح وراق ؛ المتخصص فى هذه القضايا وقتها فى الميدان ؛ لا يكل عن تذكير الصادق بما كتب ؛ وبما قال ؛ ومما لاريب فيه انه كان يمثل وجهة نظر الحزب ؛ بما اتيح له من امكانيات الكتابة ؛ ولقد رددنا عليه فى وقتها بان هذا اسلوب ضعيف ؛ حيث يمكن للصادق ان يقول انه راجع اقواله ؛ وطورها ؛ ولا يجب ان تكون اقوال الصادق السابقة او اللاحقة هى المرجعية ؛ بقدر ما تكون فى تطوير خطاب مستقل ؛ يواجه خطاب الترابى والصادق ويهزمهما ؛ الا ان المشكلة لم تكن مشكلة الحاج وراق ؛ بقدر ما كانت مشكلة عدم وجود هذا الخطاب المستقل فى تكتيك الحزب ؛ لا فى هذا المجال او غيره
وقد تكون قد لاحظت ؛ ان الحزب الشيوعي ؛ لم يعلن قط انه حزب علمانى ؛ فى نفس الوقت الذى كان يتخبط فيه فكريا ؛ بتبنى ايدولوجية شيوعية ستالينية ؛ ليس لها انعكاس او معرفة بها حتى فى حدود عضويته ذاتها ؛ وقد قالت فاطمة احمد ابراهيم ان نقد قال لها ؛ ان الحزب اخذ 20% من الماركسية ؛ فمن اين يا ترى اخذ هذه ال80% الباقية ؛ اننا نزعم ان هذه ال80% فارغة ؛ ولم يستطع الحزب ان يقدم فيها اى حصاد فكرى
ان قضية الدين ؛ هى من الاهمية بمكان ؛ بحيث لا تترك للفقهاء ؛ او للاحزاب الاسلامية ؛ وهنا تترائى عدة استراتيجيات للتعامل مع قضية علاقة الدين بالسياسة ؛ منها التالية :
1- تثوير الدين ؛ فيما اطلق عليه اسم اليسار الاسلامى ولاهوت التحرير 2- تثوير المجتمع ؛ عن طريق تعميم القيم المدنية ؛ وربطها بالتغيير الاقتصادى والقانوتى والاجتماعى 3- الحجر على الدين ؛ واقصائه من الحياة العامة ؛ مع عدم التعرض لمقدساته 4- التعايش مع الدين ؛ وعدم اتخاذ اى موقف سلبى او ايجابى ضده
ويبدو لى ؛ ان الحزب الشيوعي قد اختار الاخيرة ؛ ولكن نسبةللاسقاطات التاريخية ؛ وعدم وجود خط ثابت موحد للحزب واعضائه ؛ فان خياره هو الاسؤا ؛ ومن ذلك انك تجد بين الشيوعيين من يصلى ويصوم ؛ ومن يحهر بالحاده ؛ ويغيب صوت الحزب بينهما ؛ وقد ذكرت فى اسئلتى للاستاذة سعاد ؛ ان الحزب لم يطرح العلمانية كقيمة اصيلة ؛ بل تذرع دائما بالوحدة الوطنية ؛ كما يبدو ان الحزب مقتنع بنظرية الفسيفساء الثقافية ؛وان كان لا يعلن ذلك او لا يدريه ؛ وهى نظرية سلبية وقد تم التخلى عنها فى العالم اجمع ؛ لانها لاتؤدى الى بناء امة ؛ وانما هى محاولة لاقصاء الحراك الثقافى ؛ وهى محاولة فاشلة ؛ وقد ثبت فشلها فى لبنان مثلا ؛ البلد الذى ارتفعت فيه دعواها باعلى الاصوات
اننى لا يمكننى ان ادافع عن انعدام وجود موقف للحزب الشيوعي من قضية الدين ؛ ولا عن التخبط الفكرى الذى يركبه فى هذه الناحية ؛ والذى يؤدى الى اساءه فهم موقفه الغامض ؛ والذى لا اعتقد ان قيادات الحزب نفسها تفهمه ؛ واشير اليك الى انه رغم مرور خمس وحمسين عاما على قيام الحزب ؛ فليس له وثيقة او كتيب منفصل تناقش مسالة الدين والسياسة
عادل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحزب الشيوعي بين العلمانية والاسلامية : فكر مشوش وممارسة مهتزة | Abdel Aati | 09-28-03, 06:48 PM |
Re: الحزب الشيوعي وقضية الدين: فكر رصين وممارسة شجاعة ومتماسكة[/B] | Sidgi Kaballo | 09-29-03, 03:16 AM |
Re:الموقف من العلمانية والدولة المدنية الديمقراطية كما عبر عنه نقد | Sidgi Kaballo | 09-29-03, 03:21 AM |
Re: Re:الموقف من العلمانية والدولة المدنية الديمقراطية كما عبر عنه نقد | ABU QUSAI | 09-30-03, 09:49 AM |
Re: Re:الموقف من العلمانية والدولة المدنية الديمقراطية كما عبر عنه نقد | ترهاقا | 09-30-03, 10:39 AM |
Re: Re:الموقف من العلمانية والدولة المدنية الديمقراطية كما عبر عنه نقد | اساسي | 09-30-03, 10:56 AM |
Re: الحزب الشيوعي بين العلمانية والاسلامية : فكر مشوش وممارسة مهتزة | Sidgi Kaballo | 09-30-03, 04:56 PM |
Re: الحزب الشيوعي بين العلمانية والاسلامية : فكر مشوش وممارسة مهتزة | منذر نقدالله | 10-05-03, 07:58 PM |
Re: الحزب الشيوعي بين العلمانية والاسلامية : فكر مشوش وممارسة مهتزة | Abdel Aati | 10-05-03, 08:55 PM |
Re: الحزب الشيوعي بين العلمانية والاسلامية : فكر مشوش وممارسة مهتزة | sentimental | 10-06-03, 08:37 AM |
|
|
|