|
المتهم محمد طه ...القاضي والجلاد الفكر التكفيري ..ماهو الحل ونحن في المهد؟ الجدال بالحسنى
|
لقد عوقب محمد طه على رأيه وأفكاره، ورأى قاتله بأن له الحق في أن ينفّذ حكم القتل بحقه على أساس ذلك. ولربما من أقدم على قتله قد يفكر في قتل اي شخص آخر طالما أنه أصبح القاضي والجلاد،فكيف لنا أن نجتث هذه الظاهرة (ظاهرة التكفير) وهي في مهدها بعيداً عن الجدل الفاحش الغير مجدي وبعيداً عن التشرذم والتشتت الذي نعيشه فهذا الموضوع يهمنا جميعاً كأبناء السودان فيجب أن نقف كلنا بصوت واحد في وجه هذه الجريمة التي لم نرى لها مثيلاً من قبل في بلادنامنذ المجزرة التي ارتكبها الخلفاوي إذا لم أخطئ في الاسم في المصلين بأحد مساجد الخرطوم ولقد لقى مصيره المحتوم حينذاك.
Quote: الفكر التكفيري خطير، ويصبح مدمّرا حين لا يكتفي صاحبه بإصدار الأحكام على الناس بالكفر والإيمان، ويتجاوز ذلك للعب دور القاضي والجلاد، وينفّذ أحكام القتل. وتكون الطامّة أكبر، حين يتم ذلك باسم الدين. وهو ما يتيح فرصة للمتربصين والحاقدين، لنفث سمومهم، والتصيد في الماء العكر، والادعاء بأن الإسلام يبيح القتل على الرأي والفكر والاعتقاد، مغمضين أعينهم عن قصد وسوء نية، عن حقيقة أن الإسلام كان صريحا واضحا حين قرر أن «لا إكراه في الدين»، وأن من «شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، وأن الثواب والعقاب على الكفر والإيمان هو عند الله في الآخرة. ويغفلون أيضا أن القرآن دعا المسلمين إلى محاورة غيرهم، ومجادلتهم «بالحكمة والموعظة الحسنة»، بالدليل والبرهان والإقناع، لا بالسيف والطلقات والقنابل. وانطلاقا من ذلك، حاور النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) غير المسلمين؛ لم يفرض عليهم الدين عنوة، ولم يعمل السيف فيهم قتلا لأنهم رفضوا دعوته وأصروا على الكفر، بل أمره ربه حين ييأس منهم أن يخاطبهم بالقول: «لكم دينكم ولي دين». والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو الاحرص على الإسلام من كل المتشددين والمتنطعين، كان يعلم من هم المنافقون المندسون في صفوف المسلمين-بأسمائهم- ويعلم مدى حقدهم وخطرهم على الإسلام، واختراقهم للمجتمع المسلم، وقيامهم بدور التخذيل والتثبيط وإثارة الفتن، لكنه لم يقتل أحدا منهم، رغم أن القرآن قرر أنهم أشدّ كفرا، و«في الدرك الأسفل من النار». الرأي يواجه بالرأي والحجة والبرهان. وحين ينفلت الأمر من عقاله، ويرى كل فرد أن من حقه أن يصدر الأحكام على الناس، وأن يأخذ الأمر بيده، وأن يكفّر الناس ويمارس بصورة فردية أعمال القتل بحقهم، تكون الفوضى التي لا يقرّها شرع ولا دين. ومثل هذه الأعمال لا تسيء إلا لأصحابها ومرتكبيها، وهم قلة محدودة للغاية. ويخطئ من يظن أنه يستطيع أن يستغلها فرصة للتهجم على الإسلام، الذين يدينون قبل غيرهم، أية ممارسات خاطئة تمارس باسم الدين. فليكن شعارنا الحوار والجدال بالحسنى في الخلافات والخصومات السياسية والفكرية في الداخل، والرصاص والجهاد والمقاومة والأسنّة المشرعة في الصراع مع المحتلين وأعداء الخارج. 1
|
|
|
|
|
|
|
|
| |