|
Re: حين يعتذر محمد طه محمد احمد عن اخطاء المستقبل البعيد مقال ل(د) عبد السلام نور الدين (Re: عبد الحميد البرنس)
|
إن "أسلوب تحويل الرأي العام" مسألة تبدو لي ليست ملازمة للأنظمة الشمولية كسلطة "الإنقاذ" فحسب, بل يتجلى نموذجها على أوضح ما يكون حتى في سياق الحياة السياسية في أمريكا كما تعكس جملة توجهات الإدارة اليمينية الحالية بقيادة جورج بوش, وهو ما وضحه في لقاء تلفزيوني في كندا المفكر الاقتصادي سمير أمين الذي أبان بالأرقام حقيقة عجز في الميزانية العامة لأمريكا كان ولابد كما حدث سيدفعها إلى غزو العراق, لكن ذلك كما نعلم تم تحت ستار كثيف من تضخيم العدو صدام حسين ومدى تهديده لمصالح وقيم الليبرالية في العالم, وبرغم من أن حديث أمين يذكرنا بمقولة ماركسية كلاسيكية تقول أن الحرب تشكل متنفسا للتناقضات الداخلية التي يمكن أن تنشأ في ظل نظام رأسمالي, إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تزال تستخدم مفردة مثل الإرهاب لا تفعل سوى صرف أنظار المواطن الأمريكي العادي وجعله في موقع استنفاري يقوده فقط إلى تدعيم الوجود السياسي لهذه الإدارة. ومأساة نظام شمولي مثل نظام الإنقاذ تكمن في آيديولوجيته الدينية, وهي آيديولوجية لا تسمح سوى بتصاعدها, إذ أن أي تنازل تقيمه في صراعها مع الآخر يعصف تماما بمصداقيتها على مستوى الأتباع الذين تم تغذيتهم وبإستمرار بأن ما يحدث ليس سوى استجابة وتطبيق لأحكام الخالق. ربما من هنا تنبع أهمية "أسلوب تحويل الرأي العام" بالنسبة لسلطة مثل "الإنقاذ" لا هم لها لخلفيتها الدينية سوى تغطية الخطوات التي تتراجع بواسطتها إزاء ضغوطات الآخر "الدنيوي". وسأعود (يامنصور) إلى مناقشة مساهمتك القيمة أعلاه على ضوء ما سبق.
|
|
|
|
|
|