كلمة حق: حـلم (الجوعان) عـيش.. وحـلم (المغـترب) بيت

Quote: العدد رقم: 198 2006-05-25 كلمة حق حـلم (الجوعان) عـيش.. وحـلم (المغـترب) بيت إسماعيل وراق * للإنسان (حاجات) ضرورية في الحياة لا غنى عنها، هذا ما اتفق عليه علماء الاقتصاد بمختلف مدارسهم، (السكن، المأكل والملبس)، ثالوث ذكرني بمطالبنا الأساسية حين كنا طلاباً بجامعة الخرطوم (سكن، إعاشة، ترحيل).. والشاهد أن حكومة الإنقاذ في بداية عمرها كشرت أنيابها ضد (الجميلة ومستحيلة)، هكذا كانت تسمى، وآلت على نفسها تجريد طالب الجامعة من حاجاته الأساسية التي ظل يتمتع بها، وهو حق طبيعي مكفول للجميع أو هكذا ينبغي أن يكون، الغريب في الأمر أن هذا التعدي الجائر أتى في ظل إدارة وزير استمتع بحقه كاملاً غير منقوص إذ درس في كليتين مختلفتين (كلية العلوم ثم الآداب).. ولست أدر ما حال الجامعة ونظيراتها الآن. * ورد أول اعتراف بصك دولي صريح بالحق في السكن بالفقرة 1 من المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقد نصت هذه المادة على أن: (لكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية له ولأسرته وخاصة المسكن...) والشاهد أن الإسلام قد سبق ذلك النص كثيراً، ولكن من الذي يفهم النصوص ومن يقوم بتطبيقها. * في سوداننا الحبيب وبعاصمتنا (القومية)، سعر الأرض السكنية قطعة من جهنم ومترها أغلى من لندن والرياض، المواطن البسيط الذي يتقاضى راتباً محدداً لا يفكر البتة في إمتلاك قطعة تأويه وأطفاله، هذا حلم بعيد المنال، بقدر ما يشغل باله كيفية الحصول على لقمة عيش حلال يطعم بها أسرته الصغيرة. * مثل انجليزي يقول (الجندي المحترف إن لم تشغله شغلك)، هذه سياسة حكوماتنا (الرشيدة) عبر الزمان والأخيرة أشد حرصاً على تطبيق هذا المثل الشهير بل زادت عليه (كرماً وفضلاً منها) سياسة جوع كلبك يتبعك فصار المواطن مهموماً بأمر معاشه وقوت يومه أكثر من تفكيره في حاجاته الأخرى (مسكن، ملبس) ناهيك عن التفكير في أمور أخرى.. الحلم فقط انحصر في أكل العيش ولا شئ سواه. * المغترب السوداني الطرف الأضعف دوماً في المعادلة ظل يلهث خلف الدولار والريال من أجل لقمة عيش كريمة وحياة شريفة وتوفير مأوى يستظل به من هجير الزمن الأشتر ولكن دون جدوى، فإذا أردنا تطبيق سياسة العودة الطوعية للمغترب السوداني والاستفادة من طاقاته وجب على المسؤولين تسهيل بعض الأمور الأساسية منها توفير مسكن أو قطعة أرض ويكون ذلك عن طريق طرح خطة إسكانية ليس بالضرورة أن تكون في ولاية الخرطوم، فكثير من المغتربين يحلمون فقط بامتلاك قطعة أرض في أي بقعة من بقاع الوطن.