|
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة (Re: إسماعيل وراق)
|
عزيزي اسماعيل وراق
اعبر مجددا عن اعجابي بهذا السرد الرصين عن حياة الشيخ اسماعيل اب رادعة
الذي اضاف الكثير واعطي صورة حية للاثر الذي تركه الشيخ على اهل المنطقة
وقد فاتني ان اشكرك على الاشارة الى بوست " شفرة دافنشي او في انتظار المجدلية"
واسمح لي ان اعيد ما جاء بالبوست عن الشيخ اسماعيل :
* * *
" اما مصادر الهام عبد الحي ، صوفية منفتحة على الميثلوجيا والارث الانساني المشترك . وقد اوجد عبد الحي شخصية صوفية إسلامية تلتقي عندها جميع هذه المصادر الشعرية وهي شخصية الشيخ الصوفي السناري ، اسماعيل صاحب الربابة الوارد ذكره في كتاب طبقات ود ضيف الله . ومن محاسن الصدف الان القصيدة محل الحديث ، عنوانها : ( الشيخ اسماعيل في منازل الشمس والقمر) . ديوان (حديقة الوردة الاخيرة ) يتكون من عدة اقسام ، القسم الاخير من الديوان يحمل عنوان : " حياة وموت الشيخ اسماء صاحب الربابة " ويتالف من قصائد طويلة كل قصيدة تتالف من قصائد قصيرة او سوناتات . القصيدة الاولى : " الشيخ اسماعيل يشهد بدء الخليقة " والقصيدة الثانية : " الشيخ اسماعيل في منازل الشمس والقمر " والتي تتكون من عدد من السوناتات منها : سماء الجسد ، وسماء الخيال ، وسماء الكلام .
ويضع الشاعر في مقدمة هذه القصائد نبذة تعريفية نثرية عن الشيخ اسماعيل عن وظيفته الرمزية في شعره تقول :
" الشيخ اسماعيل صاحب الربابة ذات الانغام السحرية التي يفيق لها المجنون ، وتذهل منها العقول ، وتطرب لها الحيوانات والجمادات . عاش في سنار القديمة . ولعله النموذج الاسطوري الاول للشاعر السوداني، النموذج المتجدد عبر العصور : تاريخه ومستقبله في ذاته ، ارضه سماؤه ، اسماؤه افعاله . تتحدد طفولته بطفولة الكون ميلاد الحضارة ، التي يشهد حيويتها وشيخوختها وتجددها ، ويعيش نظامها الكوني الهائل في وجدانه الشاعر، المتحد بصورته ، وثقافته بداءة . ذلك المركز الذي يجمع في نفسه دائرة التاريخ الزماني والروحاني للانسان . "
وما يميز نصوص محمد عبد الحي الشعرية كونها ، مترابطة ، متواشجة وينتظمها خيط شعري وفكري واحد او يكاد . لذلك افضل طريقة لقراءة شعر ه هو ان نقرأه كوحدة عضوية متكاملة تفسر بعضها بعضا. وهذا ما عبر عنه محمد عبد الحي نفسه ، في كتابه ( الرؤيا والكلمات ) بقوله : " علينا أن ننظر لشعر الشاعر في مجموعه ونقرأه في تكامله نحو نظام لغوى جمالي ، وكأننا نقرأ قصيدة واحدة متصلة ، ليست فروعها إلا مراحل في طريق الكشف . ومهمة الناقد أن يستخلص العناصر التي تتكون منها وحدة الرؤيا " (1) ولعل هذه الفرضية النقدية لا تنطبق على شعر شاعر مثلما تنطبق على شعر محمد عبد الحى ذاته . فوحدة الرؤيا المبثوثة في دواوينه الشعرية تجعلنا نحس ونحن نقرأ قصائده وكأننا نقرأ قصيدة واحدة متصلة الحلقات .
يقول عبد الحي في مقطوعة : " سماء الخيال " التي توقف عندها الاستاذ كمال الجزولي :
الجسد لغة أولى. الجسد حنجرة اللاشيء الجسد قلب الفراغ الجسد مرآة الكواكب
الوردة الالهية تتفتح في رحم العذراء قيثارة الله تغني في اللغة العربية .
قول عبد الحي : " الجسد مرآة الكواكب " ،مستمد من عنوان القصيدة " الشيخ اسماعيل في منازل الشمس والقمر " . فالكواكب عند الصوفية ، منازل او مقامات عرفانية و معارج تترقى فيها الذات في العوالم. والتعبير ، فيه استدعاء لقول احد الصوفية مخاطبا الإنسان : " وتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر " . اي ان الانسان يظن انه مجرد كائن صغير ولكن في حقيقته مستودع انطوت فيه اسرار جميع الكواكب والكائنات والمعارف . كأنما الإنسان هو المرآة التي تعكس أسرار الوجود . وهو ما عبر عنه محمد عبد الحي في المقدمة التعريفية بالشيخ اسماعيل : " ..المركز الذي يجمع في نفسه دائرة التاريخ الزماني والروحاني للانسان ." وفي الحديث القدسي " كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني " . كأنما الخليقة مرآة الخالق .
اما قول الشاعر :
الوردة الالهية تتفتح في رحم العذراء قيثارة الله تغني في اللغة العربية .
اشارة الى الشيخ اسماعيل الذي " تتحدد طفولته بطفولة الكون ، ميلاد الحضارة ، التي يشهد حيويتها وشيخوختها وتجددها ، ويعيش نظامها الكوني الهائل في وجدانه الشاعر، المتحد بصورته " كما جاء بمقدمة القصيدة . السطر الثاني يؤكد هذه الاشارة الى الشيخ اسماعيل . فقد كانت له قيثارة/ربابة يغنى عليها كما استبدت به الحال والنشوة . كذلك جاء في سيرته بكتاب الطبقات، انه تكلم في المهد . فهو هنا يتماهي مع المسيح . والعذراء هنا ليست بالضرورة إشارة الى عذراء بعينها ، وإنما رمز عام الى سر الحياة الذي أودعه الله في المرأة /الأرض. في السوناتا التي تسبق " سماء الخيال " مباشرة واسمها "سماء الجسد " يقول:
الأفعى المتوجة تبكي بدمعها اللؤلؤي وهي ترقص أمام النار . ايزيس ،وعبلة وبرسفوني ، عشتار ،تهجة ، وليلى مريم ،وعائشة ،وغلواء . منقارها يقطر حليبا .
تهجة هي معشوقة الشيخ اسماعيل او هي الرمز الانثوي الذي وظفه في الاشارة الى مواجده الصوفية . والاشارة الى مريم التي " يقطر منقارها حليبا " يستدعي قول القرآن الكريم مخاطبا مريم : " يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح " . وكلمة الله فعل وخلق . وهذا معنى قول الشاعر : " الجسد لغة اولى ". اي انه كلمة الله التي ألقاها الروح القدس الى مريم العذراء . بهذا المعنى المسيح/ الكلمة ، هو الوردة التي تتفتح في رحم العذراء . وقد جاء في الإنجيل انه عند ولادة المسيح ظهرت النجمة الشرقية (الزهرة ) كعلامة على ساعة مولده كما هو مذكور في الكتب السابقة له . وهنا تتماهي الوردة بالنجمة (الزهرة ) . اذن الوردة هنا تشير في هذا ، السياق التاويلي ، إلى المسيح ، لا إلى امرأة تطلع من نسله هو نفسه ، كما تزعم جمعية سيون .
والوردة كذلك رمز صوفي يشير الى الذات الالهية المطلقة . والاشارة الى الذات المطلقة باسماء مؤنثة مثل ليلي وسعاد ، معروفة في المواجد الصوفية . وعن رمزية الوردة يقول محمد عبد الحي في كتابه الرؤيا والكلمات : " في الأدب الصوفي لم تزل قصة الوردة التي يسقيها البلبل ، عاشقها من دمه رمزا من رموز الحب وقوة الجمال ، أنها قصة فناء الروح ، العندليب العاشق في وردة المحبوب – كاحتراق فراشة الروح في نار الجمال الجوهري " .
ويجسد عبد الحي ، ذلك شعرا ، في قصيدة " في الحلم رأيت سعدى وحا فظ " من ديوان (حديقة الورد ) :
النار وطن العشاق يتفتح في قلب الظلمة في شجيرة الليل حيث السمندل والفراشة شئ واحد زهرة نارية في الليل الأبدي ..
واحتراق السمندل أو فناء العندليب العاشق في نار الجمال الجوهري إشارة إلى فناء الروح أو الذات الشاعرة في عشق أصلها الإلهي الذي انفصلت عنه بالسقوط في الزمن بالتجربة ، وحلمها باستعادة الاتصال والاتحاد بعالمها الفردوسي الأول . وقوله : " الزهرة النارية في الليلي الأبدي " فيها ظلال من قوله: " الوردة الإلهية تفتح في رحم العذراء " فالليل الابدي اشارة الى رحم الحياة واصل الوجود . والنار ترمز في الأدب الصوفي إلى تجلى الذات الإلهية : " فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ، أنس من جانب الطور نارا، قال لأهله امكثوا أني أنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون فلما أتاها نودى من جانب الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة المباركة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين " القصـص 29 – 30 " .انتهي .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-08-07, 11:25 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-08-07, 11:28 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-08-07, 11:50 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-08-07, 11:54 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | مجاهد عبد الرحمن | 08-08-07, 11:51 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-08-07, 11:59 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | محمد صلاح | 08-08-07, 12:08 PM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-08-07, 12:14 PM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | عاطف عمر | 08-08-07, 12:52 PM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-08-07, 01:24 PM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | حمزاوي | 08-08-07, 01:30 PM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-08-07, 01:34 PM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | مجاهد عبد الرحمن | 08-09-07, 10:24 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 07:05 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-12-07, 08:50 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | Agab Alfaya | 08-18-07, 07:12 PM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | إسماعيل وراق | 08-18-07, 09:16 PM |
Re: الشيخ اسماعيل في منازل الشمس والقمر | Agab Alfaya | 08-19-07, 07:08 PM |
Re: الشيخ اسماعيل في منازل الشمس والقمر | إسماعيل وراق | 08-19-07, 09:16 PM |
Re: الشيخ اسماعيل في منازل الشمس والقمر | عبدالله الشقليني | 08-19-07, 09:56 PM |
Re: الشيخ اسماعيل في منازل الشمس والقمر | Agab Alfaya | 08-23-07, 07:27 AM |
Re: الشيخ اسماعيل في منازل الشمس والقمر | إسماعيل وراق | 08-26-07, 07:36 AM |
Re: الإبحار في محيط صاحب الربابة.. الشيخ إسماعيل أبو رادعة | Agab Alfaya | 08-23-07, 07:37 AM |
|
|
|