ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقاش

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة إسماعيل فتح الرحمن وراق(إسماعيل وراق)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2004, 10:11 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا (Re: إسماعيل وراق)

    9. بين الشورى والديمقراطية:
    الشورى هي المبدأ الديني المنصوص عليه في القرآن لتحقيق مشاركة المسلمين فيما يليهم من أمور وأمرهم شورى بينهم. وقيل أنه استشارة أهل الرأي ثم اتباع ما يشيرون به. ولكن اختلف حول هذا الأمر هل الشورى معلمة؟ أم ملزمة؟ ومن هم أهل الرأي؟.
    أقول: الشورى هي إشراك الآخرين في الأمر الخاص والعام، إنها مبدأ المشاركة، وهي مبدأ خلقي سياسي كالعدالة، وهما ضمن مبادئ أخرى يمثلان منظومة مبادئ الإسلام السياسية، كالوفاء بالعهد، والقيادة الرشيدة، والرعاية الاجتماعية، وهلم جرا.
    لا معنى للشورى إذا لم تتوافر معها ثلاثة أسس مساندة لها هي:
    • الحرية: إذ لا فائدة من شورى مكرهين مرعوبين. الحرية التي تكفلها نصوص إسلامية ناصعة:  لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ  . إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر. فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ .
    • منع الانفراد بالسلطة أو باتخاذ القرار والتزام ولي الأمر بتداول الأمر بينه وبين الآخرين.. قال النبي : "ثَلَاثَةٌ لَا تَرْتَفِعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ شِبْرًا" منهم "رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ" . وتدل السيرة النبوية على أنه كان أكثر الناس استشارة لأصحابه "وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ مَشُورَةً لِأَصْحَابِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ " َ. ويروي الإمام أحمد أن النبي  قال لصاحبيه أبي بكر وعمر رَضِي اللَّه عَنْهمَا "لَوِ اجْتَمَعْتُمَا فِي مَشُورَةٍ مَا خَالَفْتُكُمَا" .
    • الاعتراف بمشروعية تعدد الآراء والتعددية الاجتهادية. قال : "َاسْتَفْتِ نَفْسَكَ" إلى أن قال: "وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ" وقال " إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ"
    الخلاصة: أن ولاية الأمر العام في الإسلام تقوم على الشورى على نحو ما قال عمر (رض): " مَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُبَايَعُ هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا" . وأن على الحاكم أن يمارس الشورى في كل أمره. قال أبو بكر (رض): "وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني" .. هذا مناخ فيه المخاطبون أحرار.
    الشورى كمبدأ سياسي لاختيار الحاكم ولإدارة الشأن العام مورس ثم اختفى وصار فريضة غائبة. يروي الدارمي عن أن الحاكم الأموي سليمان بن عبد الملك مر بالمدينة وسأل عن كبار التابعين فقيل له عن أبي حازم فلقيه، وسأله عن أمور شتى حتى قال له "َمَا تَقُولُ فِيمَا نَحْنُ فِيه"؟ِ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوَ تُعْفِينِي قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ لَا وَلَكِنْ نَصِيحَةٌ تُلْقِيهَا إِلَيَّ قَالَ: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ آبَاءَكَ قَهَرُوا النَّاسَ بِالسَّيْفِ وَأَخذُوا هَذَا الْمُلْكَ عَنْوَةً عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا رِضَاهُمْ حَتَّى قَتَلُوا مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً فَقَدِ ارْتَحَلُوا عَنْهَا فَلَوْ أُشْعِرْتَ مَا قَالُوا وَمَا قِيلَ لَهُمْ" . لقد صار نظام الحكم في عهد بني أمية ثم بني العباس نظاما سلطانيا شبيها بما كان عليه نظام الحكم البيزنطي والفارسي. قال المغيرة بن شعبة لمعاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية: "لقد رأيت ما كان من سفك دماء واختلاف بعد عثمان. وفي يزيد منك خلف فاعقد له فإن حدث بك حادث كان كهفا للناس وخلفا منك. فلا تسفك دماء ولا تكون فتنة" . وأخذت البيعة ليزيد بوسائل صورها ابن الأثير في ذكره لمجلس معاوية مع زعماء القبائل. قال يزيد بن المقفع في المجلس:" أمير المؤمنين هذا " وأشار إلى معاوية،" فإن هلك فهذا " وأشار إلى يزيد. ثم قال: "ومن أبي فهذا" وأشار إلى سيفه. فقال له معاوية: "اجلس فإنك سيد الخطباء"!! .
    هذا النهج الوضعي طبع نظم الحكم في البلدان الإسلامية على طول التاريخ مع استثناءات قليلة:
    • معاوية الثاني خلع نفسه ليبايع غيره.
    • عمر بن عبد العزيز خلع نفسه من بيعة الإكراه وبويع اختياريا.
    • المأمون حاول تعديل التسلسل الوراثي بأخذ البيعة لعلي الرضا بعده كمحاولة للمصالحة مع الشيعة ولكن خطته أجهضت.
    • الأباضية منذ القرن الثامن الميلادي إلى القرن الخامس عشر اختاروا أربعة وثلاثين إماما منتخبا.
    هذه الاستثناءات التاريخية بسيطة، والحقيقة هي أنه مع وضوح مبادئ الإسلام السياسية وواجبية الشورى، غابت الشورى عن نظم الحكم في البلدان الإسلامية. على المستوى النظري صور الماوردي في الأحكام السلطانية نهجا لولاية الأمر يقوم على شورى أهل الحل والعقد . لكن نظريته لم تعرف طريقها إلى الواقع. أما النظرية الشيعية فهي تعتبر الأئمة المعصومين مختارين إلهيا وطاعتهم واجبة دينا .
    في واقع الحال غابت الشورى من ولاية الأمر وصارت ولاية الأمر للمتغلب على شفرات السيوف وأسنة الرماح، فقتل الأخ أخاه كما فعل المأمون بالأمين ، وقتل الابن أباه كما فعل المنتصر بالمتوكل وقتلت الأم ابنها كما فعلت الخيزران بالهادي .. إلى آخره. حتى قال الشهرستاني صاحب الملل والنحل: "وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة، إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الإمامة" .
    تكاثر الفتن وسفك الدماء جعل بعض العلماء يقولون بالاستغناء عن الإمامة نفسها. قال هشام بن عمرو الغوطي : "إن الإجماع ضروري لهذا الأمر. وما دام الإجماع محال. فلا داعي أن نحتكم لأمر مثير للفتنة". وتمنى أبو بكر الأصم أمنية مماثلة قائلا: "إذا تكافَّ الناس عن التظالم استغنوا عن السلطان".
    الشورى وأخواتها المساعدة مبادئ سياسية إسلامية سميتها فرائض الإسلام السياسية . الشورى نص قرآني يتلى وتذكر معه الأحاديث النبوية المطالبة به، ولكنه انقطع من الواقع الممارس في البلدان الإسلامية قبل أن تمسها الفتوحات الغربية. إن الصدمة التي هزت المجتمع المسلم باختلافات الصحابة الدامية حول ولاية الأمر وما صحب الفتنة الكبرى من نزاعات صارخة أفضت إلى العهد الأموي، ثم نزاعات العهد الأموي، وما انتهى إليه من صراعات أدت إلى العهد العباسي، ثم صراعات العباسيين وما صحبها من نزاعات أدت إلى ميل رأي عام كبير في ديار الإسلام يفضل الاستقرار الذي يحققه المتغلبون على أية نزاعات تلهبها المبادئ السياسية السامية كالشورى والعدالة.

    الديمقراطية:
    باستثناء تجربة أثينا القديمة، فإن الحكم في العالم القديم قام على الوراثة والاستبداد. النظام السياسي الأوروبي الحديث نشأ مع صلح وستفاليا، ثم الثورتين الأمريكية والفرنسية ما أسفر عن نظم دستورية نيابية مؤسسية تقوم على فصل السلطات، صاحبتها الثورة الصناعية في بريطانيا. كل ذلك أدى للدولة الوطنية والنظام الديمقراطي والنيابي والنظام الرأسمالي الحديث. واجه النظام الديمقراطي التحدي الفاشستي ثم التحدي الشيوعي الذي انتهى في 1991م. أهم إنجازات العقل والتجربة السياسية الغربية هي: الاعتراف بحقوق الإنسان الذي تطور عبر درجات، التداول السلمي للسلطة، القوات المسلحة المنضبطة الخاضعة للقرار المدني، وتحقيق معادلة تعايش بين الدين والسياسة.
    ضج القرن العشرين بالاضطرابات ثم انتهى إلى أهمية الحكم الصالح وأفضل وسائله الديمقراطية كما جاء في إعلان الأمم المتحدة للألفية الثالثة. ولكن البلدان الإسلامية التي غيبت الشورى قبل الاتصال بالحضارة الغربية، غيبت الديمقراطية بعده، دفعها لذلك: النظم الأوتقراطية الحاكمة- العزوف الغربي عن الديمقراطية خارج الغرب- موقف بعض الإسلاميين العدائي تجاه الديمقراطية- وزهد الصفوة في البلدان العربية في الديمقراطية.
    أخفقت نظم الوصاية الاشتراكية والقومية والإسلاموية التي فرضت نفسها بالقوة، وتعددت اعترافات مختلف الفصائل في الآونة الأخيرة برجحان الديمقراطية. أما مواقف الغرب فإنها خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م تحولت وأظهرت العديد من المقالات فكرة أن الإرهاب ينمو في ظل القهر والقضاء عليه يتطلب الإطاحة بالطغاة.
    المجتمعات العربية تعاني من كساد اقتصادي مظاهره ارتفاع نسب النمو السكاني مقارنة بالاقتصادي- بلدان النفط ريعية الاقتصاد- وارتفاع نسبة الأموال المغربة. وتوجد مظاهر اجتماعية سالبة مثل تهميش النساء والشباب والعطالة والتطلع الكبير للهجرة للغرب.. هذه المؤشرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية السالبة تهدد السلام الاجتماعي.
    نشرت منظمة الأمم المتحدة للتنمية تقريرا عن التنمية البشرية في الشرق الأوسط في عام 2002م، وآخر في عام 2003، هذان التقريران وضعا نظم الحكم العربية من حيث توافر الحكم الصالح بمقياس ديمقراطي في خانة الإدانة. أربع مقولات تدفع هذه الإدانة هي:
    المقولة الأولى: مقولة هجومية ترى أن الديمقراطية جزء من غزو فكري وثقافي دخيل. وهي مرفوضة إسلامياً بل الدعوة إليها دعوة للخروج من الدين. هذا هو موقف حركات الغلو الإسلامي التي صار يمثل صوتها الأعلى جماعة القاعدة وطالبان .
    المقولة الثانية: مقولة تبريرية ترى أن الديمقراطية لا تناسبنا. وعندنا الشورى وهي أفضل منها وأكثر ملائمة لأحوالنا. هذا ما تقول به أكثرية نظم الحكم في البلدان العربية.
    المقولة الثالثة: مقولة اعتذارية ترى أن الديمقراطية غير مجدية في مجتمعات جاهلة ومسكونة بالولاءات الطائفية والقبلية فهي لا تفهم معنى الديمقراطية وتسوقها ولاءات وعصبيات موروثة. وبلداننا محتاجة لنظم حكم مستقرة وفاعلة لتحقيق أهدافها الوطنية مثل التنمية، والتحديث، والعدالة، والتأصيل. هذا ما تدفع به النظم الانقلابية التي تفرض وصاية يسارية (التنمية، والتحديث، والعدالة.) أو نظم يمينية (التأصيل، والتنمية.)
    المقولة الرابعة: مقولة هجومية أخرى فحواها أن الديمقراطية زائفة. فلا أحد يستطيع النيابة عن أحد. والتكتل الحزبي يمزق الشعب. والمطلوب هو أن يحكم الشعب نفسه بنفسه مباشرةً والتخلي تماماً عن آليات الحكم التي تتطلبها الديمقراطية كالنيابة وحرية التنظيم السياسي وغيرها.
    ما هي حقيقة هذه المقولات؟

    المقولة الأولى: الهجومية
    من حيث المبدأ فإن رفض المفاهيم والنظم بحجة أنها آتية من مصادر غير إسلامية موقف ينافي مبادئ الإسلام والتجارب الإسلامية التاريخية. قال تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ وقال: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ومنذ الصدر الأول استصحب المسلمون نظماً وممارسات وافدة مثل استخدام النقود، وسك العملة، وجباية الخراج، وتدوين الدواوين.
    وفي هذا الصدد قال بن قيم الجوزية:" قال الشافعي لا سياسة إلا ما وافق الشرع. قال ابن عقيل : " السياسة ما كان فعلاً يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يصنعه الرسول ولا نزول به وحي. فإن أردت بقولك إلا ما وافق الشرع أي لم يخالف ما نطق به الشرع فصحيح. وإن أردت لا سياسة إلا ما نطق به الشرع فغلط، وتغليط للصحابة. فقد أحرق عثمان المصاحف وكان رأياً اعتمد فيه على مصلحة الأمة." ومضى يشجب هذا التضييق ويرمي أصحابه بأنهم "جعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد، محتاجة لغيرها، وسدوا على نفوسهم طرقا صحيحة من معرفة الحق والتنفيذ له. "
    قال المستشرق البريطاني الضليع مونتجمري واط: إن الكيفية التي استصحب بها الإسلام حضارات الشرق الأوسط القديم طريقة مدهشة معجزة لأنه استطاع أن يستصحبها وأن يهضمها وأن يثري بها فكره وثقافته .
    لكن الفرق بين اليوم والأمس هو أن المسلمين كانوا يستصحبون ثقافات أمم مغلوبة. واليوم نحن بصدد استصحاب ثقافة أمة أو حضارة غالبة.
    إن التعامل مع الحضارة الغربية يتعدى مجرد قضية التواصل الحضاري ويثير سلبيات مرتبطة بالتعامل بين الإسلام والغرب.
    وبصرف النظر عن السلبيات القديمة المتبادلة مثل الحملات الصليبية، وما جرى في الأندلس، وفتح القسطنطينية، والحرب الدينية والثقافية الباردة المستمرة بين الطرفين. أقول بصرف النظر عن تلك المنازلات التاريخية وما ترسب بعدها في العقول والقلوب من تنافر فإن العصر الحديث جاء بأسباب جديدة للتنافر.
    عندما أزمع الحلفاء إبرام اتفاقية فرساي بعد الحرب الأطلسية الأولى، وعلم جان سمتس بمحتوياتها. قال للويد جورج رئيس وزراء بريطانيا:"إن اتفاقية مثل هذه سوف تؤدي لحرب أخرى بعد جيل من الزمان." واقتنع لويد جورج بالحجة. وكتب مذكرة لزملائه قال فيها:" إن الغزو والظلم الذي يصحب انتصاراتنا لن ينسى وسوف تكون له عواقب وخيمة" هذه المذكرة سربت للرأي العام وثار ضدها 200 من نواب البرلمان البريطاني. ووقف إلى جانبهم اللورد نورثكليف صاحب جريدة التايمز، وأنذروا لويد جورج في برقية نشرتها التايمز فوراً جاء فيها: "إننا نعارض أية محاولة لتخفيف شروط السلام." فتراجع لويد جورج. وأبرمت اتفاقية فرساي بشروطها المجحفة. فكانت البذرة الأولى التي فرخت النازية فالحرب الأطلسية الثانية. إن غرور المنتصرين الفائق وظلم المهزومين المبالغ فيه ولد إحساسا بالإهانة والإذلال ومهد للنازية وحماستها الانتقامية.
    إن معاملة الغرب للمسلمين عامة وللعرب خاصة سلسلة من إهانات أسوأ من "فرساي" لذلك فرخت غضباً هو الكامن وراء حملات الاحتجاج الواسعة النطاق.
    إن رفض الظلم واجب وكذلك الاحتجاج عليه. ولكن المهم ألا تكون وسائل الاحتجاج من النوع الذي يأباه الشرع، ولا من النوع الذي يهزم مقاصده ويأتي بنتائج عكسية.
    الاحتجاج على سياسات الدول الغربية الظالمة ومقاومتها المشروعة ينبغي ألا تعمينا عن منجزات الحضارة الغربية واستصحاب النافع منها لأنه إذا كان لتلك المنجزات قيمة موضوعية فإن رفضها يجعلنا نحن الخاسرين.
    الإسلام يجيز استصحاب النافع من التراث الإنساني، "الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها" . وهيمنة الحضارة الغربية ورفض ظلاماتها ينبغي ألا تحملنا على مقاطعة عمياء لها. المقاطعة العمياء للحضارة الغربية انقطاع من تيار حي في حضارة الإنسان وانكفاء يحيط صاحبه بقوقعة مميتة.
    هذا علاوة على ما سنتطرق له لاحقا من أن هذه المنجزات الإنسانية التي بلورتها الحضارة الغربية الحديثة قد اعتمدت فيها على إرث حضاري متنوع كانت الحضارة الإسلامية من أهم روافده.

    المقولة الثانية: التبريرية:
    نعم الشورى مبدأ سياسي عظيم كالعدالة. ولكن العدالة لا تتحقق إلا عبر مؤسسات القضاء المستقل. فما هي المؤسسة المماثلة للشورى؟ كل الحديث عن أهل الحل والعقد وعن استشارتهم حديث عام لذلك الذين ينادون بأفضلية الشورى يجدون متسعاً للمناداة بها دون الالتزام بضوابط معينة.
    الديمقراطية تتفق مع الشورى في نقاط عديدة: منع الانفراد بالحكم، وإيجاب حقوق للإنسان، واحترام سيادة القانون وغيرها من المبادئ ولكن مع الاتفاق في هذه الأشياء فالديمقراطية ملحقة بها آليات ومؤسسات لتطبيق تلك المبادئ وهذا ما لم يتحقق للشورى. هنالك نوعان من الناس يحرصون على مقولة أن الشورى والديمقراطية مختلفان اختلافاً جوهرياً:

    النوع الأول: الذين يخافون الديمقراطية وآلياتها الملزمة ويريدون أن يواصلوا الانفراد بالحكم تحت راية الشورى التي لا تلزمهم بمؤسسات وآليات محددة.

    النوع الثاني: علمانيون يرون أن الإنجازات الإنسانية أغنت عن المفاهيم التراثية ولذلك علينا أن نأخذ بالديمقراطية وكفى فالشورى في نظرهم نمط تقليدي تجاوزه الزمن وأتى بمفهوم محدد هو الديمقراطية وآلياتها وهي ثمرة التطور الإنساني وعن طريقها يمكن للمجتمع أن يقرر ما يشاء في حياته العامة والخاصة.
    المنادون بالشورى الحريصون على نفي الديمقراطية يقبلون هذا المنطق ويقولون أنه من عيوب الديمقراطية أنها تتيح لأصحاب الأغلبية البشرية حرية بلا سقف مما يتيح لهم تعطيل قطعيات الشريعة وإبطال دور الدين في الحياة العامة.
    ولكن لا توجد ديمقراطية تعمل دون سقف. فالديمقراطية حيثما وجدت يصحبها توازن ويضبطها دستور وقوانين وتهيمن عليها حقوق مستعلية إلى درجة التقديس، كالسيادة الوطنية، وحقوق الإنسان، والحقوق الدينية، والحقوق الثقافية، وهلم جرا. لا توجد في العالم ديمقراطية سائبة سادرة متفلتة ولا توجد إلا في خيال غلاة العلمانية وغلاة الإسلاموية. فالديمقراطية الممارسة في الواقع توجد دائماً مسترشدة بقيم وثوابت المجتمع.

    المقولة الثالثة : الإعتذارية
    هؤلاء يقولون: الديمقراطية في الغرب سبقها تكوين أفق سياسي محدد هو الدولة الوطنية، وسبقها تمكين اقتصادي حققته الثورة الصناعية، وسبقها بلوغ درجة عالية من محو الأمية وانتشار التعليم، وهي جميعها عوامل أدت لانحسار الولاءات الموروثة وفتحت الطريق لنجاح الديمقراطية. أما في بلدان " العالم الثالث" فإن الدولة الوطنية كوعاء للممارسة السياسية ما زالت هشة تتنازعها ولاءات أوسع من الوطن كالولاء للأمة، وولاءات ضيقة جداً كالولاء للطائفة أو العشيرة. وما زالت هذه البلدان غاطسة في مستنقع الفقر وشعوبها جاهلة أمية. لذلك فإن هذه المجتمعات غير مستعدة للديمقراطية ولا تناسبها إلا نظم حكم أبوية ترعاها حتى تتسق الديمقراطية في مستقبل بعيد. هذه الحجة استخدمتها انقلابات عسكرية استولت على السلطة وفرضت سلطتها بالقوة منفردة أو متحالفة مع تيار فكري شمولي يساري أو يميني أو قومي.
    هذه الأطروحة كامنة في مبررات كثير من النظم العربية, ومن فرط ما استخدمت في السودان جعلته أشبه بحقل تجارب عرف النسخة اليسارية منها والنسخة اليمينية. إن حالة التردي التي آل إليها السودان الآن بعد أن خضع لحكم استبدادي في 75% من عمر حياته المستقلة تعود بلا نزاع للشمولية والأيدلوجية بوجهيها اليساري واليميني.
    أصدرت في عام 1989م كتاباً بعنوان "الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة". استعرضت في الكتاب أداء ثلاثة نظم ديمقراطية وعمرها القصير وأداء ثلاثة نظم دكتاتورية وعمرها الطويل، وقارنت بينها، وقدمت الدلائل على أن النظم الديمقراطية مع هشاشتها كانت أفضل أداءاً في معالجة قضايا الوطن والمجتمع من النظم الديكتاتورية. وأوضحت كيف أن النظم الديمقراطية عجزت عن الدفاع عن نفسها لالتزامها بحقوق الإنسان وسيادة القانون، بينما النظم الدكتاتورية استطاعت حماية نفسها مهدرة سيادة القانون وحقوق الإنسان. وأوضحت أن النظم الديمقراطية سمحت بالتطور السياسي بحيث كان أداؤها صاعداً من التجربة الأولى، صعوداً للثانية، فالثالثة . ولكن النظم الديكتاتورية منعت التطور السياسي لذلك كان أداؤها متدنياً من الأولى تدنياً للثانية، وتدنياُ للثالثة.
    إن أقوى دليل على بطلان الحجة الإعتذارية هذه هو التجربة الهندية. الهند مع فقرها وتنوع ولاءاتها الموروثة بصورة مبالغ فيها، مارست تجربة ديمقراطية ناجحة، بينما تردت الباكستان في ظلمات الانقلابات المتكررة ونشهد اليوم دلائل متكررة لجدوى الديمقراطية فأكبر دولتين في أفريقيا وهما جنوب أفريقيا ونيجريا ديمقراطيتان. وتقف تجربة إندونيسيا- وماليزيا وبنقلاديش في آسيا، والسنغال وبنين في أفريقيا دليلاً على أن البلدان الإسلامية تستطيع أن تمارس الديمقراطية.
    المقولة الرابعة: الحجة الهيكلية
    هذه تعتبر أن النيابة التي تقوم عليها الديمقراطية مسألة زائفة, وأن التكتل الحزبي الذي يوجبه التنافس الديمقراطي مسألة ممزقة للشعوب. والبديل الصحيح لهذا التزييف هو أن يحكم الشعب نفسه بنفسه مباشرة.
    في نطاق قرية محدودة رقعةً وسكاناً وإذا لم توجد اختلافات فكرية بين سكان القرية، فإن هؤلاء يمكن أن يستغنوا عن التحزب وأن يحكموا أنفسهم حكماً مباشراً. أما في نطاق وطن مترامي الأطراف كثير السكان فإن النيابة هي الآلية الوحيدة للمشاركة في الشأن العام. كذلك إذا وجدت في المجتمع تعددية فكرية وهي ظاهرة لا يخلو منها مجتمع فإن الحزبية هي الوسيلة الوحيدة لتنظيم التنافس بين الجماعات المختلفة. إن المجتمعات البشرية سوف تظهر فيها حتماً ثلاثة أنواع من الاختلافات:
    • اختلافات موروثة دينية وقبلية وهي أكثر شيوعاً في المجتمعات التقليدية.
    • اختلافات فكرية وحتى داخل المنظومة الفكرية الواحدة اختلافات بين محافظين ومعتدلين وتقدميين .
    • اختلافات طبقية.
    لا سبيل لإلغاء هذه الاختلافات إلا بإلغاء الحرية.
    الديمقراطية وآلياتها هي وسيلة لإدارة هذه الاختلافات بوسائل سلمية. إن التعددية الحزبية نتيجة حتمية للحرية ولا يمكن إلغاؤها إلا بالقوة.
    صحيح ينبغي تنظيم الحرية لكيلا تؤدي للفوضى. وهذا يعني ضرورة ترشيد التعددية. كما يمكن تقصير ظل النيابة بوسائل مختلفة بين النائب وناخبيه.
    إن للديمقراطية بحق عيوباً كثيرة ولكن عيوب البدائل المتاحة لها كلها أفدح. "الديمقراطية أسوأ نظام حكم إذا استثنينا النظم الأخرى البديلة."
    مقاربة ومقارنة بين الشورى والديمقراطية
    بين الشورى والديمقراطية عوامل مشتركة أهمها:
    • كلاهما يوجب اعترافاً بكرامة الإنسان ويكفل حقوق الإنسان. حقوق الإنسان في الإسلام تنطلق من قوله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ. ، وقوله: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ وتبدأ من المهد حيث يولد في عش الزوجية المفروش بالسكينة والرحمة والمودة وجوباً، إلى مثواه الأخير حيث يشيع في جنازة مهيبة: "إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا لَهَا" ، إلى الصلاة على الميت ودفنه بطريقة تستر جثمانه. وفي ما بين المولد والدفن للإنسان حق الحياة، وسلامة الجسد، والحرية، والمساواة في المعاملة، والملكية الخاصة، وحرية الضمير، وسماع أقوال المدعي والمدعي عليه قانوناً وبراءة المتهم حتى تثبت إدانته، وأن لا عقاب بلا سابق إنذار، وحمايته من التعذيب، وحق التنقل، وحق اللجوء.
    • كلاهما يمنع الانفراد بالسلطة.
    • كلاهما يوجب احترام استقلال القضاء وسيادة حكم القانون.
    مع هذه العوامل المقاربة هناك قطعاً اختلاف بحيث يمكن القول: أن الشورى مماثلة للديمقراطية ولكنها ملتزمة بسقوف كما أن الديمقراطية مماثلة للشورى ولكنها مرتبطة بآليات تطبيقية. بل أقول إن التأقلم الثقافي يوجب على الديمقراطية أن تراعي سقوف الشورى. وأقول أن الجدوى التطبيقية توجب على الشورى استصحاب آليات الديمقراطية. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
    ولكن مع هذا اللقاح بين المفهومين فبالإشارة للتجربة الغربية تبقى ثلاثة خصوصيات يوجبها الالتزام الإسلامي هي:
    أ‌- حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وإن تطابقت إلى حد كبير في الحالين فإنها في المفهوم الإسلامي تستند إلى جذور روحية وخلقية تعطيها قدسية وعمقاً إضافياً.
    ب‌- التوجه الإسلامي يراعي التربية الروحية والخلقية على الصعيد الفردي، ويهتم بالرعاية الاجتماعية والعدل والتكافل وبنهج موزون يصون الإنسان والحيوان والنبات والجماد. وهي معان ٍ لا يلتزم بها النهج الغربي الفردي. ولكن الفكر الغربي المستنير لا يغفلها.
    ج- لقد أشرت كثيرا لحضور الدين في السياسة الغربية وفق معادلة تجعل للكنائس دورا غير مصدق به رسميا في قيادة المجتمع. ولكن من الجانب النظري، فإنه وفي إطار التجربة الغربية يقوم التعايش بين الأديان على أساس إبعادها من الشأن العام أي مساواة سلبية. في الإطار الإسلامي يقوم التعايش نظريا على أساس إيجابي لأنها تعبر عن قيم روحية وخلقية وتعبر عن غايات الحياة العليا وهي مسائل هامة لحياة الإنسان الخاصة والعامة. أي أن التعايش هنا يقوم على أساس إيجابي.


    يتبع..
                  

العنوان الكاتب Date
ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقاش إسماعيل وراق08-22-04, 03:31 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا حمزاوي08-22-04, 04:15 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا yagoub albashir08-22-04, 04:32 AM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 04:39 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا هاشم نوريت08-22-04, 04:41 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 04:47 AM
          Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 04:50 AM
            Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 04:56 AM
              Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 05:00 AM
                Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 05:05 AM
            Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا هاشم نوريت08-22-04, 04:58 AM
              Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 05:11 AM
                Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا هاشم نوريت08-22-04, 06:41 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا أحمد الشايقي08-22-04, 07:58 AM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا هاشم نوريت08-22-04, 08:42 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا محمد عبدالرحمن08-22-04, 11:38 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا saif massad ali08-22-04, 11:52 AM
          Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 10:03 PM
            Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 10:07 PM
              Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 10:11 PM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا حمزاوي08-22-04, 10:16 PM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-22-04, 10:19 PM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-23-04, 03:26 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-23-04, 03:35 AM
          Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-23-04, 03:43 AM
            Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-23-04, 10:40 PM
              Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-24-04, 01:25 AM
                Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-24-04, 01:36 AM
                  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا هاشم نوريت08-24-04, 05:28 AM
                    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا محمد حسن العمدة08-24-04, 07:18 AM
                      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-24-04, 07:41 AM
                        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-24-04, 07:43 AM
                          Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-24-04, 07:46 AM
                            Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-24-04, 10:30 PM
                              Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-24-04, 10:40 PM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا حمزاوي08-24-04, 10:52 PM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-25-04, 05:36 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-25-04, 06:24 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا degna08-25-04, 06:58 AM
          Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-25-04, 10:10 PM
            Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا هاشم نوريت08-26-04, 05:19 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا yagoub albashir08-26-04, 06:40 AM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا برير اسماعيل يوسف08-26-04, 07:46 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا الصادق خليفة08-28-04, 03:27 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-30-04, 01:07 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-30-04, 01:05 AM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-30-04, 00:58 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا yagoub albashir08-29-04, 08:57 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا أحمد الشايقي08-29-04, 03:14 PM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-30-04, 01:11 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا yagoub albashir08-29-04, 06:51 PM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا حمزاوي08-29-04, 10:56 PM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-30-04, 01:20 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-30-04, 01:42 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-30-04, 02:54 AM
          Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-30-04, 02:56 AM
            Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-30-04, 03:00 AM
              Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-31-04, 00:25 AM
                Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-31-04, 00:28 AM
                  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-31-04, 00:31 AM
                    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق08-31-04, 00:33 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا Shams eldin Alsanosi08-31-04, 08:28 PM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا عبدالله عثمان08-31-04, 09:16 PM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 01:38 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا Yasir Elsharif09-01-04, 02:17 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 02:46 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا yagoub albashir09-01-04, 03:41 AM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 05:56 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 06:31 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 06:42 AM
          Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 07:35 AM
            Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 07:52 AM
  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا Yasir Elsharif09-01-04, 07:27 AM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 08:04 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا Yasir Elsharif09-01-04, 09:42 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 11:42 AM
    Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا Habib_bldo09-01-04, 08:28 AM
      Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-01-04, 08:41 AM
        Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-02-04, 00:25 AM
          Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-03-04, 10:47 PM
            Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-05-04, 04:57 AM
              Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-05-04, 05:03 AM
                Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-05-04, 05:06 AM
                  Re: ورشة هيئة شئون الأنصار.. نحو مرجعية إسلامية متجددة.. دعوة للحوار والنقا إسماعيل وراق09-19-04, 03:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de