د. بشير عمر وبروفيسور عز الدين في ندوة سياسية كبرى بالرياض عن دار فور

Quote: بيان صحفي من حزب الأمة القومي .. أمانة سودان المهجر حول يوم التضامن مع دار فور لقد حققت بلادنا في تاريخها القديم والحديث إنجازات فريدة في السبق الحضاري والتعايش السلمي بين الثقافات و الإثنيات المختلفة، فتلك الإنجازات كانت نتاجها ثورة تحريرية كبرى في نهاية القرن التاسع عشر، واستمرت إنجازات شعبنا وتحققت في التاريخ الحديث الإرادة السودانية والسيادة الشاملة لأرض المليون ميل مربع. ولكن هناك عدة عوامل أقعدت أهل السودان عن النهوض بوطنهم وأدت بعد ذلك لتردي السودان كله وهي: الأيدلوجيات الواهمة و الديكتاتوريات الباقية والحرب الأهلية الضروس. إن ما يحدث في بلادنا اليوم هو امتداد طبيعي لإخفاقات الأنظمة الشمولية فلقد بدأت مايو تلك التجاوزات وأكملت الإنقاذ ما بدأه مايو فشهدت البلاد أسوأ الإخفاقات وتردي الأوضاع في كل المجالات وخاصة فيما يتعلق بالظلم والتجاوزات الإنسانية ووصلت الحرب بالبلاد لمأساة حقيقية تنذر بانهيار البلاد وتمزيقها. ومن نتائج تلك الأزمات والكوارث تطل أزمة دار فور برأسها كنتاج طبيعي لتلك الإخفاقات والتجاوزات و جميعنا يدرك ويعي تاريخ دار فور السياسي والإنساني الناصع، فلقد لعبت دارفور دوراً عظيماً ومشرفاً في تاريخ بلادنا على مر العصور فكان لها السبق في ثورة التحرير الكبرى في نهاية القرن التاسع عشر و ساهمت وساهم أبناؤها مساهمة فاعلة في وحدت السودان والذود عن أراضيه وتنميته في المجالات المختلفة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. وللأسف الشديد أن تلك المساهمات والتضحيات قوبلت بعدم الاهتمام بإنسان دار فور وبالقطع ذلك النهج تضرر منه كل الشعب السوداني في غربه وشرقه وجنوبه وشماله، ولكن ما يحدث اليوم هو استهداف حقيقي لتلك البقعة المباركة من بلادنا وحيث لا ذنب لشعبها المتضرر على المستويين القاتل والمقتول اللهم إلا لأنهم ينتمون لذلك التاريخ الناصع وجاء من يكافئهم عليه بإثارة الفتن بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي الذي ظل محافظا ومتماسكا بالرغم مما يحدث من إشكالات أحيانا حيث كانت تعالج وفق أعراف و مواثيق جاءت من صلب تراب دار فور العميق ومن إرثها العريق. نحن في أمانة سودان المهجر بحزب الأمة القومي السوداني نعلن وقوفنا بحزم متضامنين مع أهلنا في دار فور في كل ما ألمّ بهم من قتل وتشريد وتهجير و نؤمن إيماناً قاطعاً بأن هناك إشكالات حقيقية لإنسان دار فور تتمثل في التنمية والأمن و الاستقرار، ومن هنا تعلن كل فرعياتنا وجماهيرنا بالخارج تضامنها الإنساني والإعلامي والسياسي مع أهلنا في دار فور و نناشد كل أهلنا في الداخل والخارج أن يعطوا هذه القضية الاهتمام اللازم وبخاصة في إطارها الإنساني، مع إيماننا الكامل بأن الأزمة سياسية في المقام الأول ويجب أن تعالج في هذا الإطار ولكن قبل ذلك كله يجب أن نتكاتف جميعاً لمعالجة المشكل الإنساني لأن ما يحدث في دار فور هو مسئولية كل سوداني شريف. وعليه نؤكد لجماهير شعبنا بأننا سنتحمل مسئوليتنا في إطار البعد الإنساني لمساعدة أهلنا في دار فور الذين يواجهون أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق و نناشد الجميع في تحمل مسئولياتهم التاريخية في ذلك. و إننا ندين ونستنكر كل التجاوزات التي تمثلت في القتل والتشريد والحرق وإبادة الأبرياء و نحمل حكومة الإنقاذ المسئولية الكاملة في ما آلت إليه الأوضاع في هذا الجزء العزيز من الوطن وذلك بسعيها المتكرر لإثارة الفتن العرقية بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي وتعاطيها مع الأمور على حسب أغراضها السياسية الأمنية الآن لقد ظهرت مستجدات خطيرة ستزيد من حجم الأزمة ورقعة الحرب الأهلية بالتالي حجم المعاناة الإنسانية إذا لم يتم تداركها فضلا عن التدخل الدولي الذي أصبح واقعا في رقعة واسعة من بلادنا. سـياسـياً:- إن الموقف السياسي لا يقل أهمية من الموقف الإنساني، حيث أن الموقف الإنساني هو نتيجة حتمية للموقف السياسي لذلك نؤكد نحن في أمانة سودان المهجر بحزب الأمة القومي بأننا سنسعى بكل ما نملك لنساهم بدورنا في إطار البعد السياسي لمعالجة أزمات السودان المختلفة و بخاصة أزمة دار فور لوقف نزيف الدم في غربنا الحبيب و قد حدد حزبنا موقفه السياسي لما يحدث في دار فور وقدم مبادرات عديدة وحلول سياسية واضحة بل ذهب الى أكثر من ذلك حيث وقع اتفاقات مع حكومة الإنقاذ بهدف إيجاد لحل الأزمة وتطويقها إلا أن الإنقاذ كعادتها لا مصداقية لها و تتعامل مع الأشياء بأسلوب كسب الوقت فذهب كل الجهد الصادق أسراب الرياح إلى أن أتاهم الطوفان ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. ومع كل هذه الظروف نعمل بكل الوسائل المتاحة للمساهمة في حل أزمة دارفور وحيث لا يخفى عليكم بأن السودان يواجه مشاكل إنسانية وأمنية ضخمة ولا سيما في دارفور، والوضع في دارفور مرشح أن يخرج من السيطرة وبخاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها حكومة الإنقاذ، وعلى حكومة الإنقاذ أن تغير من نهجها وتعمل على معالجة إشكالات الواقع السوداني وعلى المستوى الواقعي لا نري غير حلاً واحداً بعد كل تلك المخارج التي أعطيت للإنقاذ في أن تنقذ نفسها مما هي فيه. لذلك نقول على الإنقاذ أن تبادر بتشكيل حكومة قومية من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والحركات المسلحة على أن تتحمل الحكومة القومية مسئوليها وتعمل على ترتيب الأمر السوداني وتتفق على إستراتيجيات قومية واضحة تكون ملزمة للجميع وفق آليات متفق عليها. وعلى مستوى دارفور ينبغي للحكومة أن تقوم بالآتي:- إعفاء كل الولاة الحاليين واستبدالهم بطاقم جديد يختار على أسس قومية مع مراعاة الكفاءة والقبول القومي. لجنة محايدة لتقصي الحقائق ذات صلاحيات لكي تتحرى حول انتهاكات حقوق الإنسان وتحديد مرتكبيها وتقيم حجم الضرر وإيجاد سبل ووسائل لتعويض المواطنين المتضررين ومحاسبة مرتكبيها على مستوى الدولة. جسم قومي أعلى لتنظيم الإغاثات حتى لا يصبح الأمر في يد الحكم والجلاد. يجب أن يضمن الجيش حماية المدنيين وأن يتمكن من فعل ذلك. يجب عقد مؤتمر قومي كامل التفويض لإيجاد حل جذري للمشكلة على أن يناقش المؤتمر المعني الأسباب الجذرية للمشكلة واقتراح الحلول الممكنة تحت المحاور التالية:- المحور السياسي. التنمية الاقتصادية الخدمات الاجتماعية. القضايا الإدارية. المسألة القبلية والإدارة الأهلية. القضايا الأمنية. كما أكد رئيس حزب الأمة وأمام الأنصار السيد / الصادق المهدي مراراً بأن الأوضاع السودانية حبلى بالأنفجارات الداخلية والخارجية وهي تستدعي مدخلا قومياً لمخاطبتها. فأننا نؤكد على ذلك ونقول قبل فوات الأوان وبالضرورة أن يؤكد الجميع على ذلك المدخل وفي مقدمتهم حكومة الإنقاذ التي رأى كثير من عرابها ذلك المدخل وفى مقدمتهم مستشارها السياسي د. قطبي المهدي الذي أوضح أزمة النظام والتحديات التي تحيط عنقه لذلك نقول لأهل الإنقاذ أن الأمر يستدعي مدخلاً يتبلور في حكومة قومية قادرة على خلق مناخ قومي جديد. مدخل باستطاعته توحيد صف إدارة أهل السودان، مدخلاً قومياً يكون قادراً على رفع المظالم ويعمل على وقف الأطماع الخارجية وفق رؤى متفق عليها. في الختام نذكر الجميع وأنفسنا في حزب الأمة وفى أمانة سودان المهجر بصفة خاصة بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي ونرى وطننا يتمزق وأهلنا ينزفون والسودان أصبح في أن يكون أو لا يكون فالأمر أصبح أكثر تعقيداً وبالتأكيد سوف تكون كل الخيارات مفتوحة أمامنا لمعالجة الأزمة السودانية والله من وراء القصد. أمانة سودان المهجر حزب الأمة القومي