في ندوة حزب الأمة بالرياض .. دكتور مادبو .. السودان وتداعيات السلام.

Quote: الدكتور مادبو والرؤى الصائبة هارون علي/الرياض [email protected] رغم الغضب الجيني الوراثي الذي يحمله أغلب أبناء الغرب من الجيل الحالي تجاه حزبي الأمة والإتحادي الديمقراطي "الأوصياء القدامى للسودان" إلا أن هذا ليس مبرراً أن نحمّل هذين الحزبين أوزار الأنبياء الجدد (الإنقاذيون) الذين تسلقوا سدّدة الحكم في غفلة من الزمان ، إنتهت بتفرق شيعتهم وكذب نبوتهم المنبوذة التي أساءت إلى الإسلام ، وسرت ديدانهم تنهش ما بقي من كيان إجتماعي وسياسي لأهل السودان كقطر جامع لأهله دون إستعلاء هوية أو عرق . قد برع الدكتور أدم موسى مادبو بالتخدير الموضعي لهذا الفيروس من الغضب لمن حضر شامتاً ومشمراً لساعد الجد كعهدنا دوماً ، لجر كل محاضر إلى فخ الأسئلة التعجيزية (البيضة الأول ولا الجدادة) فيسقط المحاضر لنرضي غرورنا الداخلي ونهتف [أوف أمانة ما وقع راجل] وهكذا تدور دوائر المغالطات السياسية الجوفاء وعقد الوطن ينفرط أمامنا حبة بعد حبة دونما عمل فكري وحوار جاد وهادف يدفعنا أدباً للإستماع للفرقاء ، ومن ثم الرد بالحجة البائنة ، ولكننا عادة ما تسبقنا الأحكام المسبقة وتحاصرنا المخيلة بمواقف وأخطاء النخبة السياسية التي لن تبعث حتماً ولم نتحرر من قيودها طالما لم نستقوى بالإبداع الفكري الذي يقبل الآخر دون إقصاء وينتقد دون إستعلاء . أجاد وأفاد الدكتور مادبو وشخّص الداء برؤيته الصائبة وما بقي إلا الدواء لنعالج رجل إفريقيا المريض حقاً من الضمور والتفتت ، فما ندري أدابة الأرض تأكل ما بقي من عصا الإنقاذ المتكي عليها أم الشعور بمأزق الوطن يدفعنا إلى النفخ بنفس واحد فيسقط خيال مآتة ويحيا الوطن وتعود الطيور المهاجرة إلى وطن ما بقي فيه سوى الزغب الصغار وتحيط بهم الجوارح والثعالب من كل صوب . قضى العالم داروين معظم وقته يبرهن للعالم بأن أصل الإنسان كان قرداً لعقول لم تستوعب ونفوس لم تصدق !! وكانت ندوة الدكتور مادبو لإستراحة النخيل في الرياض جب وجبر لبعض الهنات والجراح لمن سبقوه في هذه الإستراحة تحت مظلة حزب الأمة الذين لم يجدوا حرجاً من إستصحاب بعض البراهين المادية وأدبيات تفرق أكثر مما تعزز وحدة المصير ووحدة الوطن . نتفق مع حزب الأمة أو نختلف ، ولكن يظل هم الوطن الواحد الذي نشعر فيه بالإنتماء دون إقصاء أو إستصغار هو الترياق الشافي الذي نصبو إليه ... نكبر للدكتور تواضعه الجم وغزارة علمه السياسي ، فلم يتطاول ولم يهاتر أو ينافق أو يزايد ويعلق ما له في مشجب الآخرين !! ولم يستصحب قرداً ليبرهن رؤاءه بل أستصحب سماحة أهل السودان فكراً وعقيدة ومسؤلية غير مجزأة أو مبتورة ... وقال ما له وما عليه في حق الوطن لحظة تحزّبنا ... وتجزأنا ... ثم إحتربنا ... ونافقنا والآن نصتف متفرجين على المأساة وعلى المأتم القادم والمنتظر ... فهل بقي بالمآقي من هتون !!! إبن الناظر وبحكمة الإدارة الأهلية - رحم الله أمرى عرف قدر نفسه - لم يسئ لغيره إلا من بغى وإعتدى ... الدكتور مادبو صدق مع النفس ؛ قدم كشف حساب وهو رجل معروف بمواقفه المشهورة وصفاء روحه وتسآل عن عدم وجود أهل السلطة في الندوة فهو لم يراهم !! ولكني أقول لهم حضروا وهم يرتدون جلباب حزب الأمة وعيون بعض المتحذلقين المأجورين !! وفي نفس لحظة الندوة كان مبارك الفاضل ينشر بعض من غسيل (حزب الفتات) على قناة العربية مع حسن معوض وغث من الحديث يتناثر هنا وهناك ...!! أهم النقاط في محاضرة الدكتور لمن فاته الحضور أزمة الحكم في السودان في عهد الإنقاذ وتتلخص في الآتي: 1- نظام شمولي رفع شعارات وحقق نقيض ذلك . 2- إنقلب كل مشكل الجنوب فأجج الأزمة بربطها بالدين وتقرير المصير الذي سوف يؤدي حتماً إلى الإنفصال . 3- رفع المعاناة عن المواطن، حدث ولا حرج! نأكل مما نزرع ، لم نجد شيئاً نأكله سوى الشعارات ، نلبس مما نصنع !! 4- توحيد أهل السودان: الحاصل تفتيت القوى السياسية وإنقسام النظام نفسه ونقض الإتفاقيات والمواثيق فأصبح السودان مرهوناً بالإنتداب الأممي فالقوات الإفريقية ليست من دنقلا !! 5- تطبيق الشريعة ...؟؟؟ نقيض ذلك السودان مقدمة الدول الأكثر فساداً إقتصادياً وإدارياً في العالم !! 6- الأراضي: تنازلات عن كل الأراضي السودانية (حلايب ، فشكة ، مثلث كينيا).دارفور: الإنقاذ تتحمل الأسباب وهنالك ستة أسباب أفرزتها سياسة الإنقاذ مما قادت إلى الحرب: 1- سياسي: التعدي على الديمقراطية وإتباع سياسات وقرارات غير مقبولة ومؤتمرات مرفوضة . 2- أمني: حدود دارفور مفتوحة مع دول الجواروعدم وجود قوات نظامية لتأمين الحدود ودخول قبائل من دول الجوار لإمتلاك أراضي الغير. 3- خدمي: هنالك شبه مجاعة بدون وجود أي خدمات. 4- إقتصادي: أفرغ دارفور من كل مشروع إقتصادي وتنموي (ساق النعام ، غزالة جاوزت ، غرب السافنا ، مشروع جبل مرة وجمارك مليط) وتجيير وقلب المطارات لتحسب من إنجازات الإنقاذ وكذلك جامعة الفاشر . 5- قبلي: الإعتداء على الحواكير ودعم المليشيات 6- التهميش السياسي: عندما يكون الوالي من أبناء دارفور لا يجد أي معينات أو دعم مالي من المركز لتسيير العمل في ولايته بالإضافة إلى المحسوبية والمحاباة السياسية . هارون علي [email protected] المملكة العربية السعودية الرياض