عـفواً سـعادة السفير .. لنا جـاليتنا وللمؤتمر الوطني جـاليته

Quote: جالية شعبية لا فوقية! صدر فرمان تشكيل الجالية السودانية بينما المجلس العام للجمعيات الخيرية يعد لحفل استقبال الأعضاء الجدد في السفارة السودانية، ولم يكلف من أصدروا الفرمان أنفسهم للاجتماع بهذا المجلس الذي كانوا يتغزلون فيه يوم أن كنا نقول لهم إنه لا يمثل الجمعيات تمثيلا حقيقيًا، لأنه ككل أشيائهم أتى من فوق، فكان ذلك الخطاب المقتضب الذي تلقاه أعضاء المجلس وهم يقومون بدورهم التشريفي هو جزاء سنمار. وبدا أن هناك من داخل المجلس من هندس لهذه الخطوة، لأن الجالية ضمت عددًا منهم، وهؤلاء لا شك، هم أهل الثقة الذين لا يمكن التفريط فيهم، ومن هنا جاء تشكيل الجالية بالطريقة الفوقية نفسها التي تشكل بها مجلس الجمعيات الذي لا يزال إلى اليوم يتمسك بأنه الممثل الشرعي والوحيد للجمعيات، وبالطبع غابت المعايير في هذا الاختيار، ومن ثم كان لا بد من الأخطاء الواضحة للعيان، من بينها تجاوز كيانات لها ثقلها، مع تمثيل ثقيل لكيانات هشة لا وجود لها على أرض الواقع، واختيار أشخاص لا علاقة لهم بالعمل العام، واختيار آخرين لا ثقل لهم وسط من يفترض أن يمثلوهم، ومع أن هناك من نبه في البداية_ وانا منهم _ إلى عدم جدوى بل خطورة مثل هذا العمل الفوقي الذي يزيد الجراح، ويشتت الشمل، إلا أن هناك أجندة قد وضعت لا يمكن الحياد عنها، ولا أدل على ذلك من أن الملتقى السوداني قاد محاولات التصحيح بالحسنى، ومن خلال قنوات رسمية، إلا أنها وجدت الصدود، ومن ضمن الحجج التي سيقت لتسويغ الفوقية أن اللجنة التي تشكلت ستضع النظام والدستور فقط، فهل هناك أخطر من هذا، فهي إذا كانت سترسم سياسة الجالية وأهدافها، فماذا سيفعل من يأتي وفقا لما رسمت، غير أن يسير حسب المرسوم الذي لن يحقق غير طموحات من أصدروا القرار، وتخيروا الأعضاء حسب هواهم. إننا لم نفقد الأمل بعد في أن يتم تصحيح هذا الوضع المؤسف بكل المقاييس، حتى تأتي الجالية محققة لطموحات الحادبين، لا لتطلعات ناس شال العظمة، والعظمة لله، وهذا لن يكون ما لم تكن هذه الجالية شعبية لا فوقية..وأعتقد أن تصحيح هذا الوضع هو أول ما يجب أن يقوم به السفير الجديد الأستاذ محمد الأمين الكارب الذي يجد حتى الآن الثناء ممن يعوفرفونه أو تعرفوا إليه مؤخرًا..