مشاكـل ناس الـديـش.. و الـبـولـيــص..في السـودان ..بين المهـنيّـة و التحـرّش..

Quote: ياخي انحنا عندنا فكره سيئه عن البوليس, وأنا شخصيا باعتقد إنها مجرد مبالغات سودانيه. فأرجو منك محاولة تصحيح الفهم والتقويم

يعني من أسرة شرطـيّـة عريقة
لكن الفرق بين زملاء الوالد و عسـاكري..كالفرق بين القوة الشرائية للسيد جنيه السودان سنة خمسين و الدينار السوداني الحالي!!
و من هنا جاءت المفارقة
قال الراوي إن البوليص قد (باظ) يوم أن قال القائد (ضـم في الوسـط)
و لها قصة
كان زمان العمل في الشرطة مجزي..و شروط الخدمة رائعة..كانت الوظائف بالدولة عمومآ محترمة و البوليس خصوصآ كثير الميزات، لذلك كان طبيعيآ أن يتقدم لها أفضل الناس و يتخير منهم رجال المعاينات أفضل المتقدمين، كان المطلوب تقديم صحيفة سوابق جنائية و بحث ميداني يقوم به ناس المباحث عن المتقدم. و مع سوءة الحال و بالتحديد في أواخر عهد سيء الذكر نميري بدأت تظهر في الشرطة نماذج سيئة و صارت المهنة طاردة و لم يعد يتقدم لها رجال محترمون كما في السابق و نافسها الإغتراب فسافر أفضل الشرطيين للخليج.
قيل إن واحدآ من الكومندانات كان محتاجآ لقوة من الشرطة أيام حملات تفريغ العاصمة المعروفة بالكشات، و كان كلما جمع المتقدمين للوظيفة في حوش المباحث و أطلق فيهم عساكر المباحث المحترفين الممتازين وسط طوابير المتقدمين، يستخرجوا من الطابور أكثر من نصفه من النشالين المعروفين و أصحاب السوايق المتباينة. و لما تكرر المشهد و لم يجد سيادتو رجالآ محترمين يرغبون في مهنة بلا ميزات جاء الى الطابور و نظر في النصف الذي أخرجه رجال المباحث و قال قولته الشهيرة:
ضـم في الوســط
بمعنى آخــر
أدخلوها بسلام آمنين
فدخلت للشرطة يومها أرتال من أصحاب السوابق ليقوموا بتنفيذ الكشّـات
لكنهم احتفظوا بوظائفهم حتى بعد ذهاب مهدي مصطفى الهادي و النميري
و صاروا أسماء في حياتنا
نماذج غريبة على هذه المهنة .. يراهم المواطن كل يوم..تطغى أفعالهم السيئة على أفعال الشرطيين الممتازين الآخرين..و لا ينفع معهم الصمت الرسمي! فهم معروفون لدى الجميع..منهم من يبيع العرقي المقبوض معروضات..و منهم من يبيع البلاغات..و منهم من يرتشي في المرور و المخالفات ..و منهم من يسألك عن جيبك المنتفخ و حكاية أنوار الخطرات طافية ليييييه؟ و أمور (اللّـبـط) المعروفة لجماهير الشعب لا يجدي معها صمتنا عنها.
لكن بالمهنة رجال يسدّون عين الشمس شرفآ، و هم الغالبية، لكن فعل الأقلية ينتشر لسـوءته، و بالمهنة رجال تعجبهم التضحيات، ضباطآ و عساكر..أمثال مولانا اللواء شرطة العادل العاجب..و هو حين كان نقيبآ فتح بلاغ ضـد نفسـه لدخوله بالخطأ في طريق اتجاه واحد!! كان خارج السودان و حين عاد كانت إدارة المرور قد قامت بتغيير شارع ما الى اتجاه واحد، فدخل فيه و هو لا يعلم الى أن لاحظ سير العربات كلها باتجاه واحد، فما كان منه الا أن استدار و ذهب لادارة المرور و حكى للشاويش النبطشي و أمره بفتح بلاغ ضد نفسه في أول سابقة من نوعها..حاول البواليس الموجودين تخفيف الأمر على جنابو و أن عذره هو غيابه عن السودان فقال لهم بلهجة آمرة:
الجهل بالقانون لا يعفي من العقوبة
و دفع الغرامة من حر ماله القليل
و مثله قليل
لكنه موجود
تحياتي و نتمنى أن تتحسن شروط الخدمة للبوليس و لكل الخدمة العامة بشقيها المدني و العسكري

.