لماذا اجِد نفسى متعاطفا مع بشاشا ؟

Quote: الأخ العزيز أمين النصري لك التحية و الإحترام و كل عام و الجميع بخير و إنشاءالله يعم السلام و الأمن بدارفور و السودان أجمع . حقيقة ما تفضلت به من إفصاح عما يدور بدواخلك عن ظاهرة العنصرية بين السودانيين ليس تعاطفا مع بشاشا و لكنه بالأحري إعجاب بمواقف هذا الإنسان مع الحق و الحقيقة و المظلوم ... أنسان السودان ذلك الآخر . هذه هي بوادر نفس المرحلة التي أدت الي نيل زنوج أمريكا لحقوقهم المدنية و سود حنوب أفريقيا إستعادة آدميتهم . الذين يستميتون في محاربة بشاشا من الجلابة هم نفس طينة جورج والاس و الكوكلس كلان و الأفريكانا و بوتا . الذين ينصفون بشاشا من الجلابة هم آل كنيدي السودان و دي كيلارك السودان و الذين سيمكنون مارتن لوثر كنج و مانديلا السودانيين من نيل كل حقوقهم كاملة لينتشر العدل و المساواة ( علي الأقل أمام القانون ) . هذه الشراسة في المقاومة من الفئة المهيمنة ( الذين ورثوا الإمتياز بالميلاد و القبيلة ) هي بشارات إنجلاء ليل الظلم و العنصرية و الإحتكار الظالم للثروة و السلطة . المفارقة أننا نجد أكثر من يغالي في محاربة بشاشا من الجلابة هم من يقيمون في الدول العربية الإسلامية . و نجد أكثر الجلابة إعتدالا هم من يقيمون في الدول الغربية. و السبب هو: أن الذين يعيشون في الغرب رأوا مضار التفرقة العنصرية ( البعض خاض التجربة شخصيا ) و بمعرفة تاريخ هذه الدول أدركوا أن غياب العدالة يعني غياب السلام . مفارقة أخري ... أن البعض عندما يعجزه المنطق في الرد علي حقائق بشاشا ... يلجأ هذا البعض الي أسلوب الضرب تحت الحزام و التناول الشخصي و الهمز و اللمز . هذا ما يزيد بشاشا ألقا و قوة في منطقه و تناوله لأسباب علل السودان و الأمراض المزمنة التي تعصف بمجتمعه النخبوي . و ما يزيدهم وجعا أن كلمات بشاشا اللاهبة هي صادرة من زول منهم ... inside information أي لا يمكن الهروب من كلماته بإتهامه بأنه عب غرابي أو جنوبي أو نوباوي و لا يدرك شيئا عن مدي نقاء و أفضلية الدم الجلابي ( الوهم الكبير ) . حقيقة أخري ... أن بشاشا قد أخجلنا نحن أبناء الهامش ... و بالذات أبناء و بنات دارفور لأنه يقاتل عن قضايانا و بعضنا مسكون بعقدة الخوف من مواجهة الجلابي و مصارحته بمدي إجرامه في حق أهله منذ إرشاده لجيوش كتنشر و حتي إرتكابه للمجازر بدارفور. همسة في أذن فيصل الزبير عارف يا فيصل أن الظروف هي التي تجبرني أحيانا علي الكتابة بالإنجليزي ( حسب مكان تواجدي في اللحظة التي أري فيها مثلك يتقيأ عنصرية و بهتانا ) ... و ليست فلسفة أو فلقصة مني كما ألمحت في إحدي مداخلاتك ... و ما أريد قوله عنك و فيك و أي جلابي غيرك سوف لن تقف اللغة حاجزا دون الإفصاح به .. إن شاء الله .

اصلا ما بيرضى في اميرنا الكوشي ده اطلاقا.

يا محمد النصري امين وليس امين النصري.