|
Re: قرشي يكتب .... خادعـةٌ وداعــةُ السماءِ في كادوقلي وتوجد صور (Re: شوقي مهدي مصطفي)
|
ثم انعقد اجتماع اللجنة الأمنية بكادوقلي وبحث إمكانية تفكيك معسكر الدبب لكنه لم ينجح، ويشير أحمد سليمان قور إلى أن اللجنة الأمنية كانت تعلم مسبقاً بأن هنالك لجنة من الجيش الشعبي داخل معسكر الدبب مهمتها تنظيم القوات ودمجها في الجيش الشعبي ورفع التمام لقيادة الجيش في جوبا قبل أن تغادر تلك القوات إلى جنوب 1/1/1956. أما في منطقة ابو مطارق بجنوب دارفور التي تضم قبيلة الرزيقات فإن الأحوال الأمنية لا تقل اضطراباً عن باقي أنحاء الولاية. فقد تحرّكت لجنة من الجيش الشعبي إلى هناك وقبل عودتها إلى المجلد تم اعتراض مجموعة من ضباط الجيش الشعبي بواسطة القوات المسلحة وحاولت منعهم من دخول المدينة. لكن المحاولة لم تنجح وبعد وصول الضباط إلى منزل قائد الجيش الشعبي تمت محاصرة المنزل بالآليات الثقيلة لمدة ساعة إنهار بعدها الحصار بعد أن تنامى إلى سمع المحاصرين نبأ تحركات الجيش الشعبي لفك الحصار بالقوة، إلا أن تحريك الآليات سبب إزعاجاً للسكان وشكل إخلالاً واضحاً بالأمن. وبعد قدوم لجنة الجيش الشعبي من ابو مطارق في يوم الخميس 7/9/2007م تم منعهم من دخول مدينة المجلد بواسطة دبابات واستمر احتجازهم حتى يوم السبت إثر احتواء الموقف بصدور قرارات من مفوضية وقف اطلاق النار تقضي بأن يعود المحتجزون الى معسكر الدبب على أن يغادر الجيش الشعبي كله إلى جنوب الحد الفاصل 1/1/1956. لكن قضية القطاع الغربي التي يبدو انها وجدت حلاً لها بقرارات مفوضية وقف إطلاق النار سالفة الذكر ما زال الطريق أمام تسويتها بشكل نهائي يبدو مفخخاً، فالمسيرية وعلى لسان أحمد سليمان قور يؤكدون أن لا أحد يستطيع أن يمنعهم من دخول أراضيهم أو حتى يفرض عليهم الشروط التي سيدخلون بها دون أن يوضح قور الكيفية التي سيدخلون بها وهل سيدخلون كمواطنين يضعون اسلحتهم على مشارف الدبب ام سيدخلون كجنود؟ لكنه يكتفي بالقول «إذا أراد المؤتمر الوطني أن تنسحب تلك الجيوش إلى جنوب الحد الفاصل عليه أن يسحب كل قواته الموجودة في الجنوب إلى شمال ذلك الخط». هذه الوضعية القلقة لحركة الجيوش تحدث في ولاية تعاني أصلاً من إزدواجية في الإرادة السياسية وتشوب الحياة فيها الحساسية الأمنية حيث لا تستطيع الشرطة أن تبسط سيطرتها على كل الولاية خصوصاً المناطق المعروفة باسم مناطق الحركة. وقد تضافرت عدة عوامل لترسم المشهد المغاير لتلك اللوحة الجميلة التي تغطيها السماء الوادعة في مدينة خارجة لتوها من الحرب. علي جمعة السنقادي الذي مثل دائرة كادوقلي في انتخابات الشعب أيام الرئيس الأسبق جعفر نميري يرى أن من تلك العوامل أشياء مضرة يفعلها المركز تتمثل في انسلاخ قبيلة وانضمامها إلى حزب معين، هذا إلى جانب الاندفاع التلقائي الشعبي في الولاية صوب الحركة الشعبية. ويحمّل عمر فضل رئيس اللجنة الأمنية بالولاية شريكي الحكم مسؤولية الانفلات الأمني، منبهاً إلى أن الإرادة السياسية لكليهما لا تعطي الوضع الأمني الأولوية، بل إن هنالك أيدٍ خفية لهما تسعى لاستثمار الوضع المتفجّر أصلاً من أجل التعبئة السياسية. ويفصل عبد الفتاح تية ذلك النشاط الخفي الذي أشار إليه رئيس اللجنة الامنية بالتدخل لتعيين قيادات للإدارة الأهلية من قبل الحركة الشعبية في حين احتضن المؤتمر الوطني القيادات القديمة، وأشار عبد الفتاح إلى نماذج بعينها تمت في قبائل معروفة ولقيادات معروفة، الشيء الذي قاد إلى انقسام القبيلة واقتتالها فيما بينها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|