حرام عليكم ..! أوجدوا طريقة لوقف مسلسل (أمير الشرق ) - نورالدين صلاح الدين

Quote: التلفزيــــون هــــل يدفـــــع فاتــــــورة أخطــــــاء أميــر الشــرق طارق شريف- الصحــافة ما زال المسير في المدينة الاستثنائية القاهرة يتواصل، نحن الآن في بيت العود، ها هو نصير شمه يسلم علينا ويدعونا للجلوس معه في مكتبه الأثري القديم.. الفكرة هي أن بيت العود سيحتوي التراث ويحتفي بالقديم ولهذا رفض نصير المقر الحديث بدار الأوبرا وجاء إلى هذا المكان الذي يطل على شرفات الأزهر الشريف وأسس بيت العود العربي، وهو فكرة وحلم راوده منذ أيام الدراسة.. نصير ما زال يحلم ببيت العود في الخرطوم ويراهن على النجاح من واقع معرفته بالتراث الموسيقي السوداني وزيارته للخرطوم. ودعنا الرجل المهموم بالموسيقى على أمل لقاء قريب في الخرطوم مع حفله القادم في المدينة. بعد لقائي مع نصير أجريت اتصالاً مع النجمة آثار الحكيم ورغم أن إجراء حوارات مع النجوم المصريين لم يكن من موضوعات الرحلة وأنا لا أحب الخروج عن الخطة المحددة للسفر، إلا أنني طلبت من آثار تحديد موعد لإجراء حوار استجابة لتكليف أستاذنا الدكتور بركات الحواتي، فالرجل كان قد زار القاهرة قبل شهور وعندما التقت به آثار في إحدى المؤتمرات وأصرت على الجلوس أمامه وهو يرتدي الجلابية السودانية المميّزة وقالت له إنها معجبة بالشخصية السودانية، وطلبت منه أن يجري حواراً معها وهنا شكرها الحواتي على شعورها الطيب تجاه السودان، وقال لها لست الشخص المناسب لإجراء حوار معك ولكنني أرشح طارق شريف لهذه المهمة ولم ينس أن يذكرها بالحوارات التي أجريتها مع نور الشريف والفخراني وايهاب توفيق، وعدد من النجوم. وعندما عاد الحواتي إلى الخرطوم روى لي الحكاية وأعطاني الرقم الخاص بآثار إلا أن ظروف سفرها إلى الاسكندرية حالت دون إجراء هذا الحوار، وأذكر أن آثار بدت سعيدة عندما أخبرتها عبر الهاتف أنني معجب بمسلسلها الأخير (الحب قبل المداولة). وبعد هذه المحادثة الظريفة عدت إلى النكد من جديد،وقفت على أطلال مسلسل (أمير الشرق) الذي يوثّق سيرة البطل عثمان دقنة وهو من إنتاج مؤسسة الفداء، ويعتبر من الدراما الهجين لمشاركة عدد من الكوادر السودانية المصرية فيه، ولست ضد التوثيق للأبطال ولست ضد الأعمال المشتركة، ولكني لا أقبل العشوائية في الأعمال الفنية لاسيما عندما يتعلق الأمر برمز سوداني مثل عثمان دقنة، ولم تكن الأخطاء الفنية التي يتخاصم عليها منتجو العمل ويلقون باللوم فيها على عبادي محجوب الذي يؤدي دور مساعد مخرج في العمل وليدة صدفة، والقصة بدأت منذ المراحل الأولى للعمل وتقديرات الميزانية الهائلة التي بلغت أكثر من مليون دولار، وهي ميزانية تستخدم في انتاج قرابة ثلاثة مسلسلات مصرية، ثم استمرت الأخطاء مع تحديد مكان التصوير فقد تم التصوير في القاهرة ولم يتم في مدينة سنكات مكان ميلاد عثمان دقنة، وذلك لا يعطي صدقاً فنياً للعمل، واستمر عدم الصدق الفني مع تقديم شخصية مختلفة عن صورة البطل عثمان دقنة، فالممثل جمال عبد الناصر الذي يؤدي دور عثمان دقنة في العمل أبيض اللون وعثمان دقنة صاحب سحنة داكنة تميل إلى السواد، ومن أخطاء العمل أنه يسير بلا رؤية، فقد جعل المبدعين السودانيين يؤدون دور الكمبارس وحتى عبادي محجوب الذي يستخدم شماعة للأخطاء هو مساعد مخرج ثاني، أما المخرج المصري توفيق حمزة فهو مخرج مغمور، وكان يمكن اختيار عبادي كمخرج أول للعمل واختيار بطل سوداني والذي نحتاجه من القاهرة هو التقنيات الفنية فقط ويمكن الاستعانة ببعض الممثلين المصريين لخلق حوار فني مشترك. والآن من يدفع ثمن هذه الأخطاء الفادحة هل يقبل التلفزيون السوداني بث العمل ويدفع فاتورة الأخطاء أم إلى أين سترسو سفينة أمير الشرق. ما زال الوجع مستمراً.. شكراً للسفارة السودانية بالقاهرة التي تحاول أن تمسح الصورة المشرقة التي رسمها الراحل أحمد عبد الحليم.. تيم التلفزيون الإعلامي الذي جاء لتغطية مهرجان الأوبرا ظل يبحث عن سكن لأكثر من نصف يوم واستنجد بالسفارة التي لم تحرّك ساكناً رغم أن هناك فاكساً وصلها من إدارة التلفزيون بموعد وصوله، ولكن هذه السفارة لا تتحرّك إلا في شأن المسؤولين الكبار، بالمناسبة أخبرني الدكتور الفاتح حسين أن الملحق الثقافي بالقاهرة أحمد عبد الرازق الذي يزور الخرطوم هذه الأيام كان يبحث عني ويريد أن يزورني بالجريدة ليرد على النقد الذي وجهته له شفاهياً، وأرجو من أحمد عبد الرازق المبتعث من التعليم العالي ولا علاقة له بالساحة الثقافية، قبل أن يرد أن يترك استقبال البعثات الرياضية وصلاح إدريس وجمال الوالي وتوثيق الشهادات، أن يقدم عملاً ثقافياً في السفارة.. أم هو ملحق ثقافي بلا ثقافة. وما بين الفرح والوجع انتهت رحلة القاهرة سريعاً وعدنا إلى الخرطوم وسوف أواصل المسير إن شاء الله إلى مدن أخرى.. لآن القارئ الجميل الذي يتابعنا باهتمام يستحق أن نقدّم الأخبار والحقائق له ولو في الصين .