رسائل كثيرة امتلأ بها بريدي الالكتروني، نقل فيها مرسلوها مشاعر الشكر والامتنان علي مقالي السابق مهمة في السودان.
في الوقت الحالي أقضي اجازتي في الاردن وآخر مرة اطلعت فيها علي بريدي الالكتروني كانت قبل السفر بساعتين أي منذ حوالي ثلاثة أسابيع.
قررت طوال تلك المدة أن انقطع عن الكومبيوتر والانترنت طوعا وأجلس في عزلة عنهما طلبا للراحة والابتعاد عن أرق العمل والتعامل معالوسائل الالكترونية، وأعتقد أن الخلوة والاعتكاف حق مشروع، ولولا وثيقة مهمة كنت بأمس الحاجة إليها موجودة في بريدي الخاص لما اضطررت لإنهاء قطيعتي مع الانترنت لأن أحد الزملاء تبرع مشكورا وأرسلها لي.
وما أن فتحت بريدي الخاص حتي انهالت علي رسائل من السودان أغرقني فيها مرسلوها بالشكر والثناء علي المقال السابق.
أنا لم أكتب المقال طمعا في مدح او ثناء من احد، ولكني كتبته انطلاقا من الحس العروبي الذي يسري في شراييني.
كم أسعدتني تلك الرسائل فهي لم تخرج إلا من أناس أحبوا العروبة كما أحببت، بل إن منهم من عرض علي استضافتي في الخرطوم، وهذا غير مستغرب عن أهل السودان الكرماء طالما تجري فيهم النخوة العربية مجري الدم في العروق.
دروس كثيرة تعلمتها من مهمتي الصحفية والانسانية في السودان والي الآن ما زلت أتعلم من أناس ضربوا أروع الأمثلة في الصبر علي الابتلاء، بل إني ومن خلال إقامتي القصيرة في السودان كونت علاقات طيبة مع أناس هم في نظري أروع ما جادت بهم الانسانية علينا.
وحينما علموا أنني كتبت مقالا عن السودان اتصلوا بي مسرورين من المقال يطالبونني بالمزيد.
السودان يا بلد الخير والعطاء ويا بلد العز والشموخ ويا بلد اكتوي بنار الحروب ويا بلد ضمد جراحه بنفسه ويا سلة غذاء العروبة عشقتك وعشقت ترابك وعشقت العزة من أهلك.
كم أحببت السودان وأهله الطيب وكم أحببت نيلها وكم أنعشني هواؤها الخريفي، وكم أسرتني ابتسامة السودانيات وهن ذاهبات الي العمل او من صادفتهن في محل إقامتي وتبادلت معهن التحية وباللهجة السودانية التي تعلمتها من زملائي.
إن أهل السودان شعب ودود طيب ومتسامح ويقبل الآخر من دون عقبات بل إنك حينما تخاطبه تجد جوابا مهذبا يحملك علي أن تعشق الأرض التي أخرجتهم.
للسودان وأهله خصوصية عندي لاعتبارات عدة أهمها أنهم نبض العروبة وأنها باقية في القلب أبد الدهر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة