|
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر (Re: محمد مكى محمد)
|
* رؤية قرنق لمستقبل السودان من خلال أداة منهج التحليل ا لرياضي:
* منهجية د.قرنق:
بمقارنة بسيطة لكل ما كتبه القدماء والمحدثين حول السياسة في السودان نجد أن كل هذه الكتابات لم تخرج عن قالب نمطي يستند على المنهج الوصفي/التحليلي، والذي وبقدرما يتميز بدقة السرد للوقائع، غير أنه من جانب آخر ضعيف في عملية التحليل(التفكيك وإعادة التركيب). إذ يغلب عليه طابع الترتيب الزمني التتابعي (الكرنولوجي) للوقائع بهدف تكوين "بنية كلية" لهذه الأحداث، تمتد خطياً لتربط هذه الأحداث مع بعضها البعض، على أساس تسلسل زمني مغلق بنقطتي بداية ونهاية. وهو الأمر الذي يؤثر في الناتج النهائي للتحليل. ولشرح هذه النقطة فلنتخيل الأحداث المتتالية الآتية: الواقعة (أ) حدثت في العام الأول، والواقعة (ب) في العام الثاني ... الواقعة(س) في العام (ن). فأول ما يبداء به المنهج الوصفي/التحليلي رحلته هو وصفه للوقائع [أ، ب، ج.....]، ـ كحوادث مجردة في التاريخ، مثال أن الملك فلان غزا المملكة العلانية في يوم كذا ـ يلي ذلك ترتيبها تصاعدياً أو تنازلياً مع أحداث أخرى سابقة ولاحقة لها، وليس بالضرورة أن تكون جميعها ضمن نفس الحقل الإجتماعي/السياسي/الإقتصادي، بمعني؛ أما أن يبدأ من (أ) إلى (س) أو العكس بحسب الأسبقية الزمنية للواقعة المعنية. هنا تتكون بنية عامة يمكننا أن نضعها في شكل المجموعة التالية: مجموعة ص = ** أ، ب، ج، د، .....س**، حيث تقوم العلاقة الداخلية هنا بين عناصرها، على الترابط الزمني الكرنولوجي الذي يشدها مع بعضها البعض، فالزمن هو معيار القياس هنا لأن الحدث كذا أسبق للحدث كذا. وبالتالي فإن أول ما يسقط من تحليل هذه البنية هو شبكة العلاقات التي شكلت كل حدث على حدا في إطاره التاريخي وحقله الإجتماعي(ونقصد بشبكة العلاقات هذه العوامل الإجتماعية، السياسية، الإقتصادية، الإثنوغرافية، الثقافية، الدينية...إلخ والتي تشكل ملامح وأبعاد حدث ما في الزمان والمكان المحددين تاريخياً). وهو مايعطي في نهاية المطاف نتائج قد لا تعكس بدرجة كبيرة أبعاد كل حدث ضمن سياق المجرى العام لحركة التاريخ. ولأن هذه الأحداث جميعها مربوطة بتسلسل زمني في البنية الكلية التي تم تشيدها، فإنها تعطي تفسير "تراكمي" للتاريخ، يضعف الرؤية العامة لمجموع الأحداث بخلفياتها ومسبباتها، ويؤثر على الإستنتاج النهائي لحقبة تاريخية قد تكون طويلة ومؤثرة بما يكفي في حياة وتطوّر شعوب بأكملها.
غير أننا نجد في كتابات د. جون قرنق منهجية مختلفة بالكامل عما ذكرناه آنفاً في تناول الأحداث، إذ يدخل منطق التحليل الرياضي في كتاباته، وهذا إتجاه جديد في قراءة وتفكيك الواقع الإجتماعي، يرتفع درجة أعلي في سلم التجريد. بمعني أنه يحوّل الوقائع الإجتماعية إلى رموز رياضية تتصف بدرجة كبيرة من المرونة تمكّن من رؤية العلاقات الداخلية لهذه الأحداث، وإستقراء المستقبل على أساس ما قد يفرزه هذا المنطق. ويكمن الفرق مابين إتجاه د. قرنق في طريقته هذه والطريقة الكلاسيكية، في أن الرؤية العامة التي تتشكل نتيجة للبنية التي يشيدها (هو) للأحداث من الرموز الرياضية، تمتلك قدرة أقوى على الإظهار والكشف عن شبكة العلاقات الداخلية مابين عناصر هذه البنية، سواء أن كانت لعناصر مجموعة مستقلة، أو عند ربط عدد من المجموعات مع بعضها البعض. والملفت للنظر هنا، أنه ليس بالضرورة أن يكون العامل الزمني الكرنولوجي هو الخيط الذي يشد عناصر كل مجموعة على حدا، والمجموعات مع بعضها البعض بشكل متزامن لتشكيل البنية الكلية النهائية، بل قد تكون حزمة عناصر مختلفة ومتباينة تشبه النسيج العنكبوتي. ولتوضيح ذلك فنرى المثال التالي:
فإذا إفترضنا أن (ص) تمثلها المجموعة التالية، ص={أ،ب ،ج، د ،....س**، فإن العلاقات التي تجمع هذه العناصر قد تكون العلاقات الإقتصادية أو الإجتماعية أو السياسية أو الإثنوغرافية أو كلها مجتمعة/ متزامنة داخل سياق الحدث التاريخي.
صحيح إن هذا النوع من الترتيب أو فلنقل الإنشاء الهندسي/الرياضي للأحداث يخضع للمنطق الرياضي، والذي قد يختلف الكثيرين معه على أساس أن القوانين الرياضية لا تنطبق على العلوم الإنسانية(بناء على أن لكل حقل من العلوم منهجه الذي يشتق منه). لكن وعلى الرغم من أننا قد لا نتمكن من دحض هذه المقولة إذا إستندنا على هذه المناهج التي تطرحها العلوم الإنسانية بشكل عام (أي من داخلها) والتي من ضمنها المنهج الوصفي التحليلي، إلا أنه وبنفس القدر لا يمكننا إستبعاد المنهج الرياضي من حقل العلوم الإنسانية، خاصة عندما نتعرف على الطريقة الحديثة التي أصبحت تفكر بها الرياضيات، والتي فتحت مجالاً أصبح يتسع يوماً بعد يوم لتجد العلوم الإجتماعية لها مكاناً فيه بدرجة من الدرجات. ذلك لأن موضوع الرياضيات لم يعد قاصراً على الإرقام أو المقادير القابلة للقياس أو تلك "الحقائق البديهية"، بل أصبح موضوعها العلاقات، أو بمعنى أدق "البنيات" . فعلي سبيل المثال لم يعد بذي أهمية أن كانت المجموعة {س** التي تحتوي على {أ، ب، ج....ن** تمثل أرقاماً مجردة أو حجارة أو بشر أو حدث، بقدرما الأهم هو رؤية شبكة العلاقات التي تربط ما بين هذه العناصر. وهو ما يجعل منهج التحليل الرياضي يقترب من المناهج الأخرى المستخدمة في الحقل الإجتماعي.
منقول من صفحة السودان الجديد/عرض خالد الطيب
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-10-07, 02:27 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | سلمى الشيخ سلامة | 09-10-07, 02:52 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | د.محمد حسن | 09-10-07, 02:58 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | osama dahab | 09-10-07, 07:38 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-10-07, 03:32 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | سلمى الشيخ سلامة | 09-10-07, 03:57 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-10-07, 03:41 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-10-07, 04:49 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-10-07, 05:03 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | bent-elassied | 09-10-07, 05:24 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-10-07, 06:11 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | osama dahab | 09-10-07, 07:22 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | رأفت ميلاد | 09-10-07, 08:00 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | mohamed osman bakry | 09-10-07, 08:31 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | osama dahab | 09-10-07, 08:53 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | رأفت ميلاد | 09-10-07, 09:48 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد على طه الملك | 09-10-07, 10:00 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | Abdel Aati | 09-10-07, 10:06 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | خالد الطيب أحمد | 09-10-07, 11:19 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | mohamed osman bakry | 09-10-07, 11:29 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-11-07, 00:37 AM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-11-07, 10:14 AM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | رأفت ميلاد | 09-11-07, 12:13 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | Sadig Sati | 09-11-07, 02:31 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-11-07, 01:56 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-11-07, 02:21 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-11-07, 02:33 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-11-07, 08:24 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-12-07, 11:27 AM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-12-07, 04:59 PM |
Re: لا للسودان القديم ولاللسودان الجديد..نعم للمتحضر | محمد مكى محمد | 09-14-07, 08:46 PM |
السودان الجديد ... صلابة الأسئلة ، وسيولة الآيدلوجيا | محمد جميل أحمد | 09-14-07, 10:24 PM |
|
|
|