علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 02:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-07-2007, 03:38 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب (Re: Ahmed Abdallah)

    please read what Fathi Aldaw has written about the behavior of alitihady in the case of austaz Ali Mahmoud Hasaneen

    لوغريثمات» السياسة السودانية!

    فتحي الضو
    [email protected]

    الحرية لا تتجزأ، ومن البديهي ألا يعتقد أحداً ممن كابد السجون أن هناك ما هو أشقّ علي النفس من الإعتقال والحرمان من الحرية، والانسان كما نعلم خُلق في الأصل حراً، وكرمته جميع الديانات السماوية صوّناً لحريته، بل إتخذت منها مرتكزاً أساسياً في شرائعها، ولهذا لا غروّ إن كانت الحريات العامة بالقياس نفسه، غايةً أساسية في جميع الدساتير والقوانين الوضعية، سواء تلك التي تواصت عليها الأنظمة الديمقراطية أو نقيضها الذي تصنعه الأنظمة الديكتانورية، مع الفارق أن التجارب أثبتت أن الأخيرة هذه لا تأبه كثيراً حتي بالذي تخطه بيدها وتقِره بإرادتها، ذلك ببساطة لأنها لا تقدم عليها بدوافع مبدئية، ولهذا ليس غريباً أن تُمزقها بلا حياء، كلما تعارضت مع إستمرارية سلطتها، أو تشابكت مع مصالحها، أو شكلت تهديداً لوجودها.

    بيد أنّ صنيعها هذا كان دوماً المحرك الحقيقي في إنبعاث الثورات والإنتفاضات والهبات الشعبية، بهدف إسترداد الشعوب لحرياتها المسلوبة، فقد يمهل الناس السلطات الجائرة بعض الوقت، لكنهم - وفق الحتمية التاريخية - لا يهملونها كل الوقت، ومع ذلك ما من نظام ديكتاتوري إلا وإرتكب الخطيئة المتوارثة نفسها في تقسيم الناس إلي أخيار وأشرار، بزعمه أن الأخيار هم الموالين الذين يدورون في فلكه، والأشرار هم المعارضين الذين يخالفونه الرأي، وتبعاً لذلك يقوم بتجزئة الحريات التي لا تتجزأ، فيسبغها علي من والاه، ويحرمها من عارضه.

    ومن هذه الزاويا يمكن النظر أيضاً لدستور نيفاشا (2005)، فعلي الرغم مما أعتراه من خللٍ إجرائي تمثل في صنعه وإجازته وفرضه من قبل شريكي إتفاقية السلام علي الأمة جمعاء، إلا أن شأنه شأن كثير من الدساتير المحترمة، فقد أفسح أبواباً واسعة للحريات العامة، لكن تبقي المفارقة المحزنة في التطبيق علي أرض الواقع، والذي جعله سجيناً مثله مثل الحريات التي يدعو لها، جراء ترسانة القوانين الشمولية التي تحاصره، مما شكّل عائقاً أمام أي تحول ديمقراطي حقيقي!

    عليه، صنّفت التجربة أهل الإنقاذ في مصاف المخلصين للقاعدة الذهبية التي تؤكد غلبة الطبع علي التطبع، وسيناريو ما يسمي (المحاولة التخريبية) يعد نموذجاً ماثلاً، فبموجبه إعتقلت الشهر قبل الماضي، وتحديداً يوم 14/7/2007 السيد مبارك الفاضل وآخرين من حزبه (الإصلاح والتجديد)، وكذلك اللواء محمد علي حامد (أبو العوض) وبعض الضباط المعاشيين، وألحقت بهم بعد نحو إسبوعين السيد علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، وكان هؤلاء قد أضيفوا إلي مواطنين تصدوا لكشف ملابسات مذبحة كجبار المأساوية، أطلق سراحهم لاحقاً، وآخرهم د. محمد جلال هاشم بعد أكثر من شهرين قضاها في السجون.

    طالما أن أهل الإنقاذ مسكونون دوماً بهواجس التآمر، لا أظن أن أحداً مضي في تفسير السيناريو إلي أبعد من كونه هدف إلي صرف الأنظار عن أزمة السلطة التي يمسك بتلابيبها المؤتمر الوطني، ومن واقع ما يعيشه الناس ليس سراً أن هذه الأزمة إتخذت في الآون الأخيرة أشكالاً متعددة منها المرئي وغير المرئي، وقد زادت الطبيعة عليها بما هو أسوأ، وبمنهجهم الغوغائي لا يجد المرء حرجاً إن قال أنها (تآمرت) مع ما هو كائن أصلاً، ونعلم أن البعض منهم ودّ لو قلنا عنها (إبتلاء)، هذا المصكوك البوهيمي الذي دأبوا علي تسويقه كلما جنحوا لتفسير كُربه من كُربهم رزؤا بها البلاد، فيحيلونها إلي رب العباد.

    سفارة الدولة (الإمبريالية) التي سبق وأن بشرها أهل الإنقاذ (بدنوّ عذابها) ألقمت أحد المُتنطعين بياناً، بعد أن زجّ بها بدايةً في السيناريو المفترض بغرض التضخيم، إذ نفت السفارة الأمريكية في الخرطوم (السوداني 17/7/2007 ) علاقتها بالأمر وأرجعته إلي أصله «نحن لا نعلم ما إذا كانت هذه المؤامرة حقيقية أم لا، ولكن هذا الأمر يُلهي عن التحديات الحقيقية التي يواجهها السودان، وأهمها معاناة الملايين الأبرياء في دارفور، والبطء في الإيفاء ببنود إتفاقية السلام الشامل، لكننا في نفس الوقت ننفي مطلقاً وجود أي علاقة لنا بهذه المؤامرة المزعومة»، ومع ذلك يفترض أن يبدي أهل الإنقاذ إرتياحاً للبيان، ليس لأنه نفي صلته بالأمر ولكن لأنه تواضع وحصر أزمات السلطة في قضيتين فقط ، علماً بأنه ولو قدر لأحد الرازخين تحت سطوتها حصر بلاياها ورزياها في العقدين المنصرمين، لجاء بما هو أشد وطْأً وأقوم قيلا!

    بدايةً في سياق السيناريو يبدو - بما يدع مجالاً للشك - أن السلطة إنتخبت أولئك النفر من السياسيين والعسكريين لإلباسهم فرية التآمر تلك، بهدف كشف حالة العجز والضعف المزرية التي تعيشها القوي السياسية بشكل عام، والقوي الحزبية ذات الصلة بالمعتقلين بصفة خاصة، ولم يخب ظنّها في ذلك، فقد ذاب حزب السيد مبارك (الإصلاح والتجديد) في الظلام بمجرد إعتقاله، وإكتشف الناس أن الحزب هو عبارة عن مكتبه الذي دأب علي تدبيج البيانات نقلاً عن أسرته، وعزّت علي حزب السيد حسنين (الاتحادي الديمقراطي) حتي تلك البيانات، والقليل الذي صدر من تصريحات كان مبعثه درء الحرج عن الحزب العتيد، والذين كان اللواء حامد يحمل قضيتهم ممن أُحيلوا (للصالح العام) لاذوا بصمت القبور، بإستثناء زميل لهم إستشعر محنتهم من خارج الحدود (العميد محمد احمد الريح) وصاغ بياناً يتيماً وقعه نيابة عنهم، توعّد فيه اهل النظام بلغة يعتقد أنهم يفهمونها، أما زميلنا د. هاشم فقد كشفت محنة إعتقاله عوراتنا، نحن الذين نعد أنفسنا ضمن زمرة (القوي الحديثة) التي ينتمي لها صدقاً، وإن كانت أحق بعدئذٍ بنعت (القوي الصامتة) كما يحلو للبعض أن يسميها أحياناً!

    كانت تلك ظاهرة جديرة بالتأمل، لا أعتقد أن أحداً من الناس سمع يوماً بحزب يُعتقل رئيسه وأمينه العام، ولا يُري لهذا الحزب أثراً يدل علي وجوده، في حين الطبيعي أن يكون الحدث مصدراً لإشعال (الحمية السياسية) في أروقته، ومحرضاً في متابعة قضية معتقليه بشتي الوسائل والسبل المشروعة، كذلك لم يسمع الناس بحزب يقبع نائب رئيسه في السجون، ومع ذلك تسير الحياة في جنباته كما العهد به (بلا ريث ولا عجل)، أما القوي السياسية الأخري فإن تقاعسها عن واجبها التلقائي أثار أسئلة مدهشة في الدور الذي ينبغي أن تلعبه حيال قضية الحريات، ومما زاد الأمر غرابةً تعامل بعضها مع القضية بمنطق اللامبالاة، وآخرين منهم جنحوا للثأر في إطار المسكوت عنه في الممارسة السياسية السودانية، وبالنسق نفسه وجدت فئة ثالثة في (الشماته) داءً ودواء. فهل ثمة أسباب يمكن للمرء أن يستجلي بها ما وراء هذه الظاهرة الشاذة؟

    يبدو - والله أعلم – أن هذه القوي إستبقت النظام نفسه وحاكمت حاضر السيد مبارك بماضيه، فبالنظر لسلوكه السياسي المثير للجدل، لم تكن جسوره عامرة مع غالبية هذه القوي حين إعتقاله، بل ربما مهشمة مع بعضها تهشيماً كاملاً، فكلنا يعلم أن السيد مبارك عندما ظهر للمرة الأولي في المسرح السياسي السوداني، دخله مُستوزراً في الديمقراطية الثالثة، وتنقل في وزارات التجارة والصناعة والداخلية بخفة الفراش، رغم تهم الفساد التي إقترنت بسيرته، وعزّ عليه محوها، أضافة إلي أنه لم ينجز عملاً باهراً يجعل صورته تلتصق بمخيلة الجماهير، كما أنه علي المستوي السياسي حُمّل بعض تبعات الإنقلاب الذي أجهض الديمقراطية، وزاد عليها البعض بإستنهاض علاقاته الباطنية مع الإنقلابيين أنفسهم، وأنه كان من الذين إستهتروا بالنظام الديمقراطي للدرجة التي تواطأ فيها بسيناريو لإنقلاب مع أحد قادة الجبهة الإسلامية، وتلك روايات وثقنا لها في موقع آخر، ولم يستطع لها نفياً!.

    غير أنه حينما إنفض سامر النظام الديمقراطي، إنتظم في النشاط المعارض في الخارج وتولي منصب الأمين العام للتجمع الوطني، وقد أجتهد ما وسعه في إزالة تلك الصورة الكئيبة، لكن نسبة لمنهجة المعروف في الممارسة السياسية، نكص علي عقبيه وغادر وكر التجمع بخصومة فاجرة، قاد لواءها في الحزب وإستمال فيها رئيس الحزب نفسه بعد أن أوقعه في حبائله، وفي ضوء ذلك عادت كوادر الحزب للداخل إبتغاء المشاركة في السلطة، ولكن الحزب أو رئيسه إختلطت عليه حسابات البيدر والحقل، ولم تتسني المشاركة وفقاً لما رمي له السيد مبارك، وكان ذلك مدعاة له في أن يفتعل ما هو مُتأصل في الحزب منذ تأسيسه، إذ أخفي دواعي طموحه في المشاركة تحت ذريعة عدم ديمقراطية رئيس الحزب مرةً، وجلوسه المستدام علي سدة الرئاسة مرةً أخري، كما إتهمه بتوريث عائلته الكريمة بالتصعيد المفاجيء، ورغم أن لا جديد فيما قال، إلا أنه بدأ كمن إكتشفها للمرة الأولي، وصدقه آخرون وساروا خلفه في الإنقسام الشهير، وبهم شارك السلطة التي تفضّلت عليه بمنصب شرفي كمساعد لرئيس الجمهورية، لكن ما لبثت أن لفظته بعد أن - قضت وطرها - كما يلفظ الجائع النواة بعد إلتهام ثمرتها، والمفارقة أن (الكوادرة المجاهدة) علي حد تعبيره قلبوا له ظهر المجن أيضاً، ولم يجتهدوا كثيراً في المفاضلة بينه والمناصب التي هبطت عليهم!

    بعد أن إنقسم عن الحزب القديم وتخلي عنه مناصريه في الحزب الجديد، لم يجد السيد مبارك الذي أدمن الصراع شيئاً يصارعه، فوقف في مفترق الطرق، وتلك فرصة لاحت لدهاقنة الحلول الرضائية (الأجاويد) فنشطوا في إتجاه الصلح بينه وبين الحزب القديم، وفي خضم ذلك حدث الإعتقال، وعليه سواء تعاملت القوي السياسية مع قضية إعتقاله بمنطق اللامبالاة أو الثأر أوالشماتة، يبدو أن تلك هي الخلفية التي ظللت هذه المواقف مع تباينها، وإتكأت عليها وإن عزّ ذكرها!

    بشىء من التفاصيل، من الواضح أن حزب الأمة القومي وزعيمه تعاملا مع قضية إعتقال السيد مبارك بلا مبالاة هي أقرب للثأر، بدليل أن الحزب إكتفي ببيان مقتضب من بضعة سطور بداية إعتقاله، ولم يتعد البيان إدانة الفعل بعموميات يمكن ان تصدر عن أي ناشطٍ، ثم أثار قضيته بتعميم أيضاً ضمن أنشطته الأسبوعية يوم 8/8/2008 في ندوة بمقر الحزب، خصصها للحديث عن (الديمقراطية وأزمة الحريات) وهو أمر حتي لو عدّ إيجابياً فلن يتعدى صيته جغرافيا الدار، ودون ذلك غطّ الحزب في نوم عميق مما يدل علي منهج (الثأر) الذي ذكرنا، علماً بأنه لو قام الحزب بتفعيل قدراته وإبتكر آليات سياسية وإعلامية، تهدف لإطلاق سراح جميع المعتقلين وعلي رأسهم السيد مبارك، لربما كان يمكن أن يجني الكثير من وراءها، علي الأقل التأكيد علي أن الحزب مهموم حقاً بقضية الحريات العامة والديمقراطية، والإيحاء بأنه إستن سُنةً حميدةً في أدب الخصومة، ولربما إنعكست الخطوة أيجاباً في رتق ما تمزق بين أبناء البيت المهدوي!

    في سياق ردود فعل القوي السياسية، هناك من حبّذ السير في طريق ملتوٍ أعقد مما ذكرنا في التعامل مع قضية مبارك، وذلك بإستثمار المحنة في إتجاه آخر نتيجة مواقف سابقه بين الطرفين، فقد ساءنا بعد أن علمنا ممن نثق في صدقه ولا نكذب له أمراً، أن قيادياً سياسياً أرسل في اليوم التالي للإعتقالات رسولا برسالة خاصة لأحد قيادات المؤتمر الوطني، وفحواها أنه يُعضّد الحيثيات التي ذكرتها السلطة، وقال لهم أنه يمتلك نفس المعلومات، ولم ينس أن يُذكّر رسوله بالتأكيد علي أن حزبه يدين الإنقلابات، والأمر لا يحتاج لتفسير خاصة من قبل الذين ظلوا يتابعون الحراك السياسي بصورته البائسة خلف الكواليس وداخل الصوالين المغلقة، فالقيادي الذي صمتنا عن ذكره خشية التجريح، تعامل مع القضية بمنطق (الشماتة) غير المحمودة في السياسة، ورأي في محنة مبارك ما يمكن إستثماره لإزاحته من المسرح السياسي، إن لم يرغب في إزاحته من مسرح الحياة بأكملها!

    صحيح أن السيد مبارك الفاضل بشخصيته المثيرة للجدل، لم يترك صفحة بيضاء إلا وسوّدها بمواقفه الميكافيللية المتقلبة مع معظم القوي السياسية، والصحيح أيضاً أنه يتجه حيثما تتجه مصالحه الخاصة، لا يهمه أن خسر صديقاً أو كسب عدواً، لكن غير الصحيح بالطبع أن يكون ذلك مبرراً للامبالاة أو الثأر أو الشماتة؟ وحتي إن إستعضنا عن هذه المعايير الخشنة بالقول أن حالة العجز التي تعيشها القوي السياسية هي السبب، يكون حينئذٍ صمتها إقتناعاً بالدعاوي التي ساقتها السلطة وجعلت منها مبرراً لإعتقاله!

    من جهة أخري، إن كان لهذه القوي السياسية موقفاً مسبقاً من قضية مبارك بخلفيته المذكورة أعلاه، فما بال السيد حسنين، فهو كما نعلم طيلة مسيرته السياسية التي ناهزت نصف قرن، ظلّ مُنافحاً عن الأنظمة الديمقراطية ومناهضاً للأنظمة الديكتاتورية الثلاث، والتي جاءت للسلطة بإنقلاب عسكري في سودان ما بعد الإستقلال، وجراء ذلك نال نصيبه من السجون والمعتقلات، وإن كان السيد مبارك يرأس حزباً صاوياً فإن السيد حسنين نائب رئيس حزب، يضفي عليه منسوبيه من الصفات ما لا يحصي ولا يعد، وإن كان مبارك قد طالته بعض التهم السابقة فلا يمكن لأحدٍ أن يسوق ذات التهم عن حسنين، وأخيراً إن كان مبارك قد أحرق مراكبه مع معظم القوي السياسية بفعل منهجه المعروف، فعلي العكس تماما ظلت الجسور بين حسنين والآخرين ممدودة وعامرة وقوية.

    الحزب الاتحادي الذي يتبوأ حسنين فيه موقع نائب رئيسه لم يخب ظن السلطة أيضاً، فكالعهد به أهمل الفروض وإنهمك في النوافل، فالحزب دون سواه من القوي المعارضة التي كانت منتظمة تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي، إستمتع بغالبية المزايا والغنائم - مع بؤسها- تلك التي تكرم بها أهل المؤتمر الوطني علي التجمع الوطني بعد ما سمي بإتفاق القاهرة، وبموجبها دفع بناشطيه نحو دهاليز السلطة المظلمة، شراكةً في جهازيها التنفيذي والتشريعي، والأخيرة هذه يتولي فيها السيد علي أحمد السيد رئيس لجنة المصالحة الوطنية! وقد إستكثر الحزب التضحية بتلك الغنائم البائسة أو حتي التهديد بفض الشراكة، وفضّل عوضاً عنها التضحية بالسيد حسنين.

    ربما لا يعلم البعض أن العلائق بين السيد الميرغني رئيس الحزب ونائبه حسنين، ليست بذاك البهاء الذي يحاول فيه بعض المريدين تسويقه في الصحف، فالسيد حسنين ظلّ متمرداً بإستمرار علي هيمنة رئيس الحزب، ولعل كلاهما كان يري في الآخر (عدواً ما من صداقته بدٌ) علي حد تعبير المتنبي، وللذين يريدون الإستدلال بنُذرٍ من هذا الإفتراض المهول، ليس مطلوباً منهم نبش تاريخ بعيد، عليهم فقط العودة لملابسات إستقالة حسنين من المجلس الوطني، حيث لن يجرؤ رئيس الحزب علي القول أن السيد حسنين أحرجه شخصياً بخروجه من المجلس الوطني، وفي هذا الإطار يمكن للمراقبين أن يقرأوا فحوي الرسالة التي أرسلها السيد الميرغني للسيد أحمد أبراهيم الطاهر رئيس المجلس، والرسالة للذين لم يقرأوا صحف 20/8/2007 لم تتحدث عن ملابسات إعتقال نائبه أو المطالبة بإطلاق سراحه أو حتي تقديمه لمحاكمة طبيعية، بل كانت تتحدث عن مبادرة سيادته لجمع الصف الوطني، ولكي يسلمها الطاهر لرئيس الجمهورية! وقد لا يُخفي علي الذين يعلمون منهج زعيم الحزب لماذا خصّ برسالته تلك رئيس المجلس الذي كان سبباً في إستقالة حسنين بفضل إجراءاته التعسفيه ضده شخصياً وفق ما ذكر في حيثيات إستقالته، وبعيد عن كل هذا هل يستقيم عقلاً أن يظل السيد محمد عثمان الميرغني في صمته المحفوف بالقداسة، ونائبه معتقل في السجون، فإن لم تكن تلك هي الشماتة فكيف هي إذاً؟!

    الأنكي أن تنقل الصحف (31/8/2007) بعد أكثر من شهرٍ (لا مجال للتذرع بإجراءات السلطة)، زيارة وفدٍ رفيع المستوي ضم السادة أحمد علي أبوبكر نائب رئيس المكتب التنفيذي، هشام البرير (المراقب العام)، حسن هلال عضو المكتب التنفيذي، إلتقوا حسنين في صومعته التي لجأ إليها طوعاً للتأمل!، (لايحسبن أحداً أن هذه الملزمة للسخرية) ذلك لأن غرض الزيارة وفق ما ذكرت الصحف «نقل الوفد لحسنين متابعة الميرغني لقضيته والإستعداد للدفاع عنه في إطار الإلتزام الحزبي نحو منسوبيه» لكن أحداً لم يقل أن حسنين فضّل البقاء في صومعته بعد سماعه تلك الرسالة التي تزمع الإستفادة من تقنية العصر حتي مع الذين يقبعون خلف القضبان!

    أجهزة الحزب التليد سواء في الداخل أو الخارج لم تجتمع مرة بكامل عضويتها (للتنديد) بإعتقال نائب رئيس الحزب، أو التعبير عن غضبها ببيان قوي، وعوضاً عن ذاك قُدر للمراقبين أن يروا القيادات (التاريخية) بقضّها وقضيضها تتدافع بالمناكب في مطار الخرطوم يوم 24/8/2007 لإستقبال عبد الله نجل السيد الميرغني، وحتي عندما تواصلت إحتفالاتهم في (جنينة السيد علي) إبتهاجاً بعودة الإبن من منفاه الإختياري، لم يجرؤ لسان علي ذكر محنة نائب رئيس الحزب في منفاه الإجباري، لربما خشية أن يفسد علي المحتفلين بهجة يومهم ذاك!.

    السيد حاتم السر يحاول أن يسجل وجوداً بين الفينة والأخري بتصريحات يحاكي بها صولة الأسد، ففي (الصحافة 16/8/2007) تحدث عن ما يراه هو ولا يراه الناس فـ «شدّد علي سعي الحزب الإتحادي الديمقراطي لتوفير الغطاء القانوني والغطاء الحزبي اللازمين للدفاع عن نائب رئيس الحزب إلي أن يتم إطلاق سراحه» الغطاء القانوني الذي يشير إليه السر تمثل في زميله علي السيد الذي رغم رئاسته لجنة المصالحة الوطنية في المجلس الموقر، إلا أنه وزميله الآخر المعز حضرة يشكوان مر الشكوي من السلطات التي حرمتهم مجرد الإستمتاع بطلعة الرجل السبعيني في معتقله، فما الشىء الذي يروم له السر من فاقده؟.

    أم المهازل في ردود الفعل تمثلت في ذلك البيان المقروء في (الصحافة 9/8/2007) عن جهة في الحزب أو مشتقاته تسمي (لجنة المتابعة) ولا يدري المرء ما الذي تتابعه هذه اللجنة؟ هددت فيه اللجنة المذكورة أهل النظام بقولها أن «الوضع بشكله الحالي يدفع بالحزب إلي زلزلة الأرض تحت أقدامهم» وذلك يذكرنا بالقصة التي يتداولها الخيال الشعبي حول ذاك (الهزبر) الذي تدرّع بسكين حول (ضُراعه) وقد سُئل عن إستخدامها ذات يوم وهو في خضم معترك شخصي، فقال أنه قد إدخرها (لليوم الأسود)، والمقولة نفسها هذبها وشذبها مقال الناطق الرسمي السيد السر(الصحافة 9/8/2007) قال فيه بلسان حال صاحب السكين المذكور «أحمّل الحكومة كامل المسئولية القانونية والأخلاقية والسياسية لجميع التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن إستمرار الإعتقال دون وجه حق»!

    علي صفحات الصحافة 22/8/2007 أيضاً أطلّ السيد فتحي شيلا نائب الأمين العام للحزب أو هكذا نظن، بمقال من شاكلة مايقول عنه عوام أهل السودان (دخلت نملة وخرجت نملة!) ليحدث الناس عن جدوي أو عدم جدوي الشراكة مع الحزب الذي يعتقل نائب رئيس حزبه، وتحذلق بعبقرية فيما خلص إليه أن الشراكة ممكن ولكنها «كتجرع السم لن تتم إلا لضرورة ووفق ثوابت الإتحادي الديمقراطي»، والثوابت التي عناها وعدّدها هي «الحرية والديمقراطية ونبذ العنف وصيانة حقوق الإنسان والوفاء بالعهد والميثاق» فتأمل! ثمّ أطل مرة أخري علي القراء (الصحافة 30/8/2007) ليحدثهم بسياحة فكرية عن السلام والديمقراطية في جزأين، ويتجرد ضمن سبع أسباب عدّها من منغصات عدم إستمرار النظم الديمقراطية ويعزيها إلي «عدم المؤسسية والممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب»، وفي نصيحة أخري ثمينة يذكرنا بأنه «لابد من أعادة هيكلة الأحزاب السودانية في عملية أشبه بإعادة التكوين بصورة ديمقراطية صحيحة»، ولابد أن القارىء قال مثلنا (ومنّا إلي حزبه العريق)، ولكن طالما أنه وجد في الكتابة ملاذاً آمناً يقيه نوائب الدهر، ليته إستذكر نائب رئيس الحزب بمقالٍ آخر، وليس بتظاهرة يصل دويها إلي سد كجبار!

    يبدو أن منطق السلطة مع الأثنين هو ذات منطقها مع اللواء محمد علي حامد، فرغم علمها أنه يرأس لجنة تتولي مسئولية إنصاف الجيش الجرار من زملائه الذين فصلتهم الإنقاذ إلي (الصالح العام) إلا أنهم بدورهم أيضاً لم يخيبوا ظن السلطه، فأكدوا لها أن اللواء حامد الذي يدافع عن حقوقهم لا بواكي لهم، حتي وإن تراءي للناس أنهم قوم مختلفون عن متقاعسي القوي السياسية بإعتبارهم تشربوا بقيم الجندية النبيلة، والتي تأتي الشجاعة والشهامة والوفاء في صدارتها، لكنهم لاذوا بذات الصمت البليغ! وهو ذات الصمت الذي لاذوا به يوم أن فصلتهم السلطة نفسها ذلك الفصل التعسفي الجائر، قدموا لها يومذاك خدهم الأيمن لتصفعهم عليه، وهاهم في واقعة إعتقال زميلهم الذي نذر نفسه لإسترداد حقوقهم السليبة، يقدمون لها خدهم الأيسر بكرم حاتمي، دونما أنّة تبترد في جوفهم، أو أُفٍ يطفئون بها نيران الظلم المستعر في دواخلهم!

    من المؤكد أن (قياس البواكي) هذا أيضاً هو ما بَنت عليه السلطة تقديراتها يوم أن أقدمت علي إعتقال د. محمد جلال هاشم، ولكن حتي وإن أسلمنا جدلاً بأن عصبة المعتقليين المذكورين أعلاه، أرادوا منازلة السلطة بالسلاح، فالموسي أن جريرة د.هاشم أنه شاء مقارعتها بالرأي والحجة والمنطق، وفي كل هو لا يتدرع (بكلاشنكوف) أو يمتطي ظهر دبابة، فسلاحه الأثير إلي نفسه هو القلم، ولا نعتقد بأننا نكشف لها عن مكنون سرٍ عظيم، فذلك ما تعلمه جيداً وتعلم أيضاًً أن إعتقاله قد يفتح لها أبواب جهنم إن إستثار حمية (القوي الصامته)! بل بالمنطق القبلي المعلول الذي تحاول السلطة تسويقه في جهاز الدولة الباطني، هي تعلم كذلك أن الرجل سليل قوم يمكنه أن يباهي بهم عين الشمس، ولكن فيما نظّن بغير إثمٍ أن ما حرضها في بناء تقديراتها في إعتقاله، - رغم علمها بما نعلم - إن صمت الفئة المعنية سيظل سرمدياً، وأن قومه المذكورين أناس مسالمون، منذ أن أفسحوا الطريق لدين عبد الله إبن السرح لكي يتعايش سلماً مع دينهم الموروث جنباً إلي جنب، كما يتعايش الذئب والحمل!

    قلت لنفسي الإمارة بالسوء لو أنني كنت قد طالبت هاشم وحرضته بألا يخرج من معتقله، وأنا أنعم بعيش رغيد بجوار تمثال الحرية، أكون كمن حاكي (ماري إنطوانيت) في نصائحها غير الموفقة، ذلك لأن السجن مثل الصبابة لا يعرفه إلا من يعانيه، ولو أنني إستجبت لغضبتي المضرية وطالبته بعد الإفراج عنه، أن يرفع دعوي قضائية ضد السلطة التي إعتقلته دونما مسوغ موضوعي وأفرجت عنه دونما سبب مقنعٍ، أكون كمن إرتجي مطراً بغير مزنٍ، أو أحسن الظن بمؤسسات في دولة الغاب، هي من شاكلة الغول والعنقاء والخل الوفي!

    لكن لابد من القول أن الذين تعاملوا مع قضية المعتقلين بمنطق اللامبالاة مخطئون، وكذا حال الذين تعاملوا معها بمنطق الثأر والشماته وإن لم تقُل ألسنتهم، كذلك فإن الذين تظاهروا بالقول دون الفعل متقاعسون، فالقضية في المقام الأول قضية حريات والدفاع عن المعتقلين ليس حباً في سواد عيونهم، وإنما إنحيازا لقيم العدالة والحق، وتكريسا لمباديء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بل حتي وإن إعتقد البعض أن من بين المعتقلين من هو سيىء، فليس من الأخلاق في شىء المفاضلة بين سوءين، لأن النظام الذي يعتقله لم يجيء للسلطة عبر إرادة جماهيرية غالبة، وستظل شرعيته مجروحه وإن تفنن في إخفاء تجاعيدها بأدوات المكر والدهاء!.

    إن ما يعيب الممارسة السياسية السودانية إزدواج المعايير والكيل بمكيالين، وأعتقد أنه آن الآوان لشيء من الحقيقة والمصارحة، ولتكن مناسبة أعتقال هؤلاء السياسيين والعسكريين فرصةً للتطهر وإزالة ما علق بتلك الممارسة من شوائب، إبتغاء التصالح مع النفس والواقع، وعليه فإننا ندعو السيد مبارك بعد أن يفك الله أسره، أن يعلن للملأ بجرأة مفقودة في الحياة السياسية السودانية، حل حزبه المسمي بالإصلاح والتجديد، والتخلص من عبئه برمية في مزبلة التاريخ! لأنه ببساطه كائن غير مرئي، لا وجود له في المبتدأ والمنتهي!

    وعلي نفس المنوال، نتوقع أن يعقد السيد علي محمود حسنين مؤتمراً صحفياً فور إطلاق سراحه، ويعلن بشجاعته المعهودة التي حرضته في ركل جثة المجلس الوطني، وليقول للناس أنه لا يُشرفه بتاريخه السياسي الناصع أن يكون في قمة حزب عجز عن الوقوف إلي جانبه، وتخاذل عن نصرته في يوم كريهته، وليقل للناس أنه لا يُرجي ممن تقاعس عن قضية فرد أن يدافع عن قضية شعب بأكمله، وريثما يحدث ذلك علي الحزب الاتحادي نفسه، أن يكون أمينا مع جماهيره ويقول لهم بكل صدق وشفافية إنه حزب الطبقة الصامته في الملمات الناطقة في الغنائم والمسرات، وليقل لهم بصدق إن طاف عليهم طائف بمثل الذي حاق بنائب رئيس الحزب، فعليهم ألا ينتظروا منه فعلاً يرقي لدرجة البطولة، وليته يجعل من ما أدلي به ناطقه الرسمي السيد حاتم السر لـ (الصحافة 16/8/2007) شعاراً يهديه لهم متي ما طالت يد السلطة أحدهم «أن العدالة الإلهية ستأخذ مجراها دون إنتظار إذن من النيابة أو القضاء».

    علي اللواء محمد علي حامد وصحبه الذين تصدوا لمهمة إستعادة حقوق زملائهم، أن يستمروا في نفس نهج العلانية والشفافية، ويصدروا بياناً يوجهونه لجحافل المفصولين من زملائهم العسكريين، ويقولوا لهم أن الظلم الذي لاقوه من قبل أهل الإنقاذ يستحقونه تماماً، وهو أقل ما يمكن أن ينزل علي أحد يقبل الظلم للآخرين، وليبشروهم بطول مرقدهم وإجترار أحلامهم.

    وليت الحركة الشعبية الشريك الصامت، تطلب منا صراحةً أن نعلق (نيفاشا) وتوابعها تمائم علي صدورنا تكفينا شر الخبث والخبائث، وليتها كذلك تقول لنا أن حالة الصمت التي تعيشها سيطول أمدها إلي أن يقضي الله أمراً كان مكتوباً علي جبين هذا الشعب المغلوب علي أمره في نهاية الفترة الإنتقالية، وذلك حتي يكف الناس عن بناء الامال العريضة وإنتظار الذي أثبتت تلك التجربة القصيرة أنه لن يأتي أبداً، وبالقدر نفسه فلتصارح القوي السياسية جماهيرها بحقيقة أمرها وواقعها، ولتقل لهم أنها ناضلت من أجل حفنة من المناصب والدولارات، وليت المؤتمر الوطني يريحنا من رهق الترقب والإنتظار، ويؤكد لنا بلا مراء أنه لن ينزع شموليته من جلده، ولن يقبل علي أي تحول ديمقراطي، إلا إذا ولج الجمل من سم الخياط!أأ

    وإن قيّض الله لدكتور هاشم أن يكتب شيئاً فليحدثنا عن ذلك الشيطان الأخرس الذي إستوطن في دواخلنا، وليكتب لنا عن عجزنا وعارنا وفحولتنا الزائفة، وإن جرت الحياة في دماء القوي الصامته، وتحركت ألسنتها وتحسست ما بيدها، فليس بكثير علينا بعد أن تنشر تخاذلها وإستكانتها أن تقول لنا الآن فقط رُفعت الأقلام وجفّت الصحف!

    أما أنت - عزيزي القارئ – ثِق أنه إذا لم تطالع شيئا مماثلا، وعوضا عن ذلك قرأت ذات يوم حديثا لأحد المعتقلين خارج السجون، يبشرك بالتحول الديمقراطي وهامش الحريات والمستقبل الواعد، أو آخر كان معتقلاً داخل السجون، خرج للتو وطفق يحدثك عن السلطة التي أحسنت وفادته إبان الفترة التي قضاها في ضيافتها، أو أشاد بالوقفة الصلبة التي أبداها حزبه وإرتعدت لها أركان السلطة، وتبعاً لذك قامت بإطلاق سراحه، فأعلم - يا رعاك الله - أنه النفاق السياسي الذي رُزئنا به، منذ ذلك التاريخ الذي أهدي فيه سليل الأمام سيف أبيه البتار، لحامي حمي الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس!!



    عن صحيفة (الأحداث)
                  

العنوان الكاتب Date
علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-05-07, 09:01 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-05-07, 09:02 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-05-07, 09:04 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ابراهيم عدلان09-05-07, 09:29 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-06-07, 04:51 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ahmed haneen09-06-07, 06:24 AM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-06-07, 06:48 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Elbagir Osman09-06-07, 04:51 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-06-07, 08:28 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب نصار09-06-07, 05:55 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب د.فاروق ابوكساوي09-06-07, 06:13 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-07-07, 08:51 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Elbagir Osman09-06-07, 06:17 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب عبدالعظيم عثمان09-06-07, 06:49 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ابن النخيل09-06-07, 09:10 PM
      Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ابوهريرة زين العابدين09-07-07, 02:20 AM
        Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Mohamed Moatasim09-07-07, 05:22 AM
          Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب هشام هباني09-07-07, 06:04 AM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-07-07, 08:39 AM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-20-07, 09:48 AM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Amjad ibrahim09-07-07, 03:38 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب محمد عادل09-07-07, 06:53 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب محمد ابو القاسم09-07-07, 05:52 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب محمد عادل09-07-07, 06:58 PM
      Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-13-07, 07:42 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ahmed haneen09-08-07, 06:21 AM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-08-07, 03:12 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب انعام عبد الحفيظ09-09-07, 08:31 AM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-11-07, 09:49 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ahmed haneen09-09-07, 09:22 AM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب شكرى سليمان ماطوس09-09-07, 09:51 AM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-09-07, 12:35 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-09-07, 12:36 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-09-07, 12:42 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-09-07, 06:42 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-10-07, 12:19 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-10-07, 12:22 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-10-07, 12:26 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب julia shawqi hamza09-10-07, 12:47 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-10-07, 12:29 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-10-07, 12:46 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب gamal elsadig09-10-07, 02:35 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-12-07, 06:44 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب انعام عبد الحفيظ09-10-07, 01:01 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب نادر الفضلى09-10-07, 07:09 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب عبدالعظيم عثمان09-10-07, 07:40 PM
    Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-11-07, 03:55 PM
      Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب shahto09-11-07, 09:52 PM
        Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب julia shawqi hamza09-12-07, 10:19 AM
          Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Ahmed Abdallah09-16-07, 04:16 PM
            Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب عبّاس الوسيلة عبّاس09-16-07, 06:22 PM
              Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ابن النخيل09-16-07, 08:05 PM
                Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب Raja09-16-07, 09:14 PM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب شكرى سليمان ماطوس09-20-07, 07:24 AM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب هشام المجمر09-20-07, 08:25 AM
  Re: علي محمود حسنين و رفاقه يتعرضون للتعذيب ماجدة عوض خوجلى09-20-07, 08:44 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de