في أمسية أقامها منتدى السودان الثقافي بجدة، عادل الصديق يتألق ونخبة من معجبيه يهدونه عودا فاخرا

Quote: جاءتْ عزائمُ للشاعر ابراهيم محمد أحمد المك وعْــدتْ ( عزائمُ ) بالـمُثُولِ على مشارفِ شوقنا الدفـاقْ أنهلُ فيضها الرقراقِ من ظمأ .. ولا أرجو ارتواءْ وعـدٌ من المطرِ المُسِحِ ..وصافناتِ الريحِ .. والسحبِ المبشر سندساً يخضرُ من فيضِ العطاءْ دفءٌ .. وأحضانُ الملاذِ تهيأتْ .. والشوقُ ملتحفاً أكفَ البرقِِ مستبقاً بواكيرَ الشتاءْ هذي بشاراتُ الإيابِ .. تهامستْ تلك العيونُ المترعاتُ صبابةً، والمبصراتُ على عُروش الصبرِ،نافذةَ الترقبِ والرجاءْ والوجدُ يبدو في العيونِ معذباً.. قد ضَمَّـهُ الشفقُ الحزينُ تلطفاً .. ويَبُثُهُ شجنُ الغروبِ إلى تباريح المساءْ قلبي تفرقَ في ثنايا السُحبِ مرتقباً سَنا الفجرِ البديعِ وطيفها،ينداحُ مؤتزراً أمانينا ويأذنُ باللقاءْ فحشدتُ نفسي في مُقام حُضورها، أُخفي لواعجَ شوقيَّ الغلابِ.. يفضحني فؤادي حينَ يجْهرُ بالـنداءْ جاءتْ (عزائمُ ) تحتَ جُنحِ الليل تخطـو، في حنينِ الوجـِد تــبدو، في ارتعاشاتِ التجلي والتفردِ بالبهاءْ جاءتْ (عزائمُ ) نجمةً شهباءَ ترقبُ بارتياحٍ بوحَ عاشقةٍ تحدقُ في سكونِ الليِل..تومضُ بالتعففِ والحياءْ ثم يُوذنُ أنْ يباركَ وصْلنا سعدٌ يحلُ على مضاربِ عشقيَّ الأبدي يُدنيها فتحنو في ســـخاءْ جاءتْ ( عزائمُ).. والفراشاتُ الأنيقةُ حَوْلها .. عطرُ الربيعِ دِثارُها وإزارها.. ووشاحُها العزُ المبطرُ بالمقاماتِ الرفيعةِ كـبرياءْ كفي تطاولَ نحو هاماتِ النخيلِ وكلِ أزهار القَرنفَلِ والجبالِ الشامخاتِ أشُدها للإنحـاءْ **** جاءت ( عزائمُ ) من بعـــيدْ في لفيفٍ من شفيفِ النورِ والوهج البديع يزُفها فرحُ الدروبِ الضاحكاتِ تفيضُ بالنبأ السعيدْ تهفو وترنو للفؤادِ بمقلتينِ من الحنانْ وراحتينِ من الأمانْ ... ثم تدنو وهي تهمِسُ مقطعينِ من النشيدْ ولكِ البِشارةُ ملءَ كفيا ترانيمُ الحروفِ بكل أغنيةٍ تنام على شفاهِ العابرينَ الليلَ للفجر الجديدْ لكِ صادحاتُ اللحنِ من أناتِ أوتاري وشدوي وارتحالي في شهيقِ الحرفِ ملتاعاً وفي نسجْ القصيدْ جاءت لتمشي في شفاهِ الناسِ أغنيةً، وفي الأحداقِ أُْمنيةً .. تخطو رويداً بين نبضيَّ وانفعاليَّ والـــوريدْ ****** اليوم نفرحُ بالإيابْ.. جاءتْ (عزائمُ) من شهيقِ البحرِ منْ همسِ الضْفافِ ،ومن أنينِ الشوقِِ في ليلِ الاماسي الموحشاتِ ومن غُلالاَتِ الضبابْ نشوى تعانقُ باسقاتِ النخلِ .. والنيلِ الذي قد عادَ من منفاهُ في ليلِ العتاميرِ البعيدةِ والمفازات اليبابْ رَحْلاً سكبنا من مُتونِ الشعرِ ننثُرَهُ على جُدران بهوها بالتيمن آملين، وقاصدين نباركُ الوجدَ الـمُذابْ في مثلِ هذا اليومِ من عامٍ مضي كنا افترقنا ( ياعزائمُ ) موقنين بأنه عامُ الرمادةِ والعـذابْ ثم تُهنا في تفاصيل الفِراقِ الـمُرِ ملتاعين نسأل ككَ صبحٍ عن تباشيرِ التلاقي والإيـابْ كمْ تغشَتني النسائمُ يا(عزائمُ ) في لياليَّ الرتيبةِ وهي تسألُ في انكسارٍ عن أمانينا الـمُهذبةِ العِـذابْ ؟ كنتُ أصرِفُها لأغزلَ من نسيج الحُلم أرتقَ وصْلنا المأمولَ ضرباً من خيالٍ،أو جُنونٍ .... ثم أودِعهُ السرابْ !! حُبي تفيأ ظلَ صبري .. هازئاً من شُحِ أعوامي العجافِ على مواجِع وحْشتي والاغترابْ لكنني متفائلٌ ومؤملٌ .. مستشرفٌ زحفَ الصباحِ على حوالك ظُلمتي فجراً حفياً (يا عزائمُ ) بالإيابْ ***** عادتْ ( عزائمُ) والنضارةُ والبريقْ .. كنا افتقدنا في رَحِيلكِ مُقلتيكِ ...وخُصلتيكِ... وعِطْركِ المشبوبِ بالولهِ الموشي بالدعاشِ وبالرحيقْ حولي صحابٌ هائمونَ ومترفونَ بعشــقهم، مستبشرونَ بفيضِ وصلٍ يزدهي القاً ندياً .. نبـْعهُ دفءُ العشيرةِ والصــديقْ جاءوكِ من فجٍ عميْقْ ... جاءوكِ من صمتِ الهمومِ الكالحاتِ المثقلاتِ، إلى رحابةِ مقلتيكِ لينتقوا أنشودةَ الفرحِ الطليقْ جاءوا خفافاً ... حين شقوا في دياجير السكونِ متاهة الحزنِ المقيمِ إلى لقاكِ .. ويمموا وهجَ الطريقْ حيوا طلائعَ سعدَكِ الميمونِ إذ فرِحوا بتلك المكْرُماتِ تناثرتْ عطراً على رملِ الدروبِ بخطوكِ الطلِقِ الرشيقْ **** جئنا نحييك ( عـوافي ) يا (عوافـي) كُنا نُرَّجيكِ،ونسألُ يا ( عزائمُ ) عنكِ أسرابَ الحمائمِ ، والعصافيرِ الطليقةِ ،والقوافلِ في سُراها... والمدائنِ ،والمـرافئ.. ولكمْ نَـذرنا عندَ عودتكِ الـمُهيبةِ ننتقي شدواً حميماً من خبايا الوجدِ في الشعر الـمُنمقِ لونُهُ فرحُ القوافـيْ ونجئُ نحملُ وعدَك الميمونَ أنْدَى ما يكونُ ... بشارةُ الوعدِ الحبيبِ منْ الخريفِ إلى متاهات الفيافي الآنَ عدتِ إلى مُقامك في شِغافِ القلبِ آمـــنةً ... قلبي ملاذَك بالمـودةِ والسكينةِ والتصافي فتخيري لحناً وقافيةً.. تبشرُ بالربيع العذبِ ..بالأحلامِ أمنيةً... يُناديها يبابُ العمرِ في صمتِ المنافي ثم اسكبي في مقلتيَّ.. عُصارةَ الشوقِ العنيفِ، صَبابةَ الحبِ العفيفِ ورددي أنشودةَ الحُلُمِ الربيعيِ الخرافي **** ***** عِطرٌ خُزاميٌ يفـوحْ .. هذي طَلائعُ حُسْنِها الأخاذِ تسبِقُ خَطوها في نفحةٍ عُلويةٍ ومواكبُ الإشراقِِ بالأُفـقِ تلوحْ فهمستُ بوحَ َالشعرِ أنشدُ يا (عزائمُ ) حينما استهواني متكأٌ على هدبيكِ ناشـدني بحُبُكِ أنْ أبـوحْ وهتفتُ : أني حين أدلفُ بابَ حُجُبِ العِشقِ ابلغُ مُرتقاكْ مسالماً... والقلبُ يشهقُ أنةَ المجروحْ ويفيضُ وجهُك بالحبورِ بشاشةً حتي يُضاءَ بنورهِ في عتمةِ الليلِ المعسعسِ في المغاويرِ السحيقةِ والسُفوحْ هذا البهاءُ الثرُ ما حبُلتْ به أرضٌ هُنا .. من رحمِ ذاك الغيبِ جاءتْ وجْهُها البدريُ مؤتلقٌ صبوحْ جاءتْ لتسكنَ مقلتيَّ ومُهجتي تمشي رويداً في زوايا خاطري .. حباًً تسربلَ أضلُعي جسداً و روحْ وتحيكُ لي من رِتَقَـةِ الصبرِ الجميلِ وسادةً من عِشقها يغفو عْليها هُنيهةً قلبي يُهدهدهُ الطُمـوحْ قلبي ملاذَكِ يا ( عزائمُ ) والهمومُ نوازلٌ فيهِ.. وفيهِ رُْغْم ضيقِ الهمِ مُتَسعٌ لهذا الحبِ والشوقِ الجَمُـوحْ .. (جدة 5/2005م)