|
Re: الجـهــويـه والعـنـصـريـه الـنـبـت الشـيـطـانى لـلإنـقـاذ (Re: يسرى معتصم)
|
هذا ماأرسله لى صديقى أشرف البشارى عن مشكلة القبلية فى كسلا إتفق مع ما ذكر طالما كان يقود إلى نبذ الظاهرة التي تعمل جاهدة في ذج القبيلة في صراع هي أول الخاسرين فيه.... ولعلنا بذلك نعود للوراء كثيراً... إذ إجتهد المجتمع السوداني وكل الحكومات المتعاقبة كثيراً في الخروج من مخلفات الإستعمار ومراميه الخبيثة ولقد أخذ ذلك منا كثير من الزمن... حتى ترسخت مفاهيم القومية والطنية... وصارت القبيلة هي صانعة الإستقرار والأمن في كل المجتمعات... وتلاقح المجتمع حتى صار من النادر أن تجد شخصاً سودانياً ينتمي لقبيلة بعينها إنتمائاً خالصاً... فقد تصاهرت جميع القبائل في توادد وحميمية... وكانت كسلا مثال حي ومضرب مثل لهذا التفاعل الإجتماعي... حتى صار ساكني كسلا هم كسلاويين أكثر من أي إنتماء آخر...
إن مشكلة القبلية وما يدور حولها من تداول هي نتاج طبيعي لسياسة حكومة الإنقاذ في بدايات عهدها... فقد جاءت الإنقاذ بلا سند جماهيري يعينها في البقاء على حكم السودان الدولة مترامية الأطراف... وكان أن توجهت نحو القبائل لتسد بها الفجوة الجماهيرية التي تعاني منها... القبائل التي تتمركز في الأرياف.... وهذا ما إنتهجته في غرب السودان وجنوبه وشرقه... ولما كانت القبائل في شرق السودان تتداخل مع بقية قبائل السودان بصورة أكبر منها في القبائل الموجودة في الغرب والجنوب... كانت حدة تأثيرات ذلك في الشرق أقل منها في الغرب والجنوب.... إذ وصل الحال في الغرب لحرب أهلية طاحنة ما زالت تستعر.. وكذا الحال في الجنوب... إلا إنها لم تصل إلى هذه المرحلة في الشرق نسبة لإعتبارات كثيرة... أهمها تلاقح القبائل في الشرق وتداخلها عبر الحقب التاريخية.. وعدم وجود الفوارق العرقية بين القبائل التي تقطن المنطقة...
سيطر المؤتمر الوطني على أبناء القبائل في الشرق عبر المشايخ والبيوتات وبث سموم الضغائن التاريخية والعرقية وبأنهم مضطهدون من قبل أبناء الشمال في الشرق... علماً بأنه لا توجد أسرة من الشمال لم تختلط مع قبائل الشرق في تلاحم إجتماعي عفيف... مصاهرةً... مشاركة... جيرة... خوة.... وخلافه... وكان لبريق ولمعان السلطة والثروة التي صارت موضة سياسية ومفتاح للترضيات التي تحكم البلد الآن....
في المقابل آثر من لم ينالون حظهم المباشر من (الثروة والسلطة) التي تهبها الحكومة المركزية للجماعات والقبائل.. حمل السلاح (علي وعلى أعدائي).... وعندها إختلط الحابل بالنابل... وحتى هذه اللحظة لم يستبن العدو من الصديق... ومات من مات... وزرعت المراعي والمزارع والأودية بالألغام التي حصدت أرواح وأطراف العديد من الأبرياء الذين لم يفهموا اللعبة.... وتركت القبائل حرفها التاريخية وأصبحت كل القبيلة سياسية.. نصفها في المعارضة ونصفها الآخر في الحكم...
وهنا لا بد لنا من الإشارة إلى أنه لا يوجد صراع ولا عدم ثقة.. إنما هي حالة من حالات الإنفلات الذي تسببت فيه السياسات المتبعة من قبل الدولة في فترة من فترات التيه السياسي... وينبغي علينا الإنتباه والتريث وعدم ركوب الموجة التي قد تكبر وتقضي على الإرث الذي تكون كنتاج طبيعي لتلاقح شعب واحد لا تفرقه الجهوية ولا العنصرية ولا غيرها... وينبغي أن لا ننجرف خلف شعارات عفى عليها الزمن والإنسانية الحقة... عندها فقط نستطيع أن نعيش كما كنا ونستطيع أن نقدم لمنطقتنا وإنسانها ما يناط بنا....
الموضوع جد كبير.... ويحتاج منا لكثير من النقاشات الجادة التي إعتبرها أفضل من قتل الموضوع سكوتاً... وتساهياً....
البشاري
|
|
|
|
|
|
|
|
|