والله يا الزومة تستاهل يشلخوك و يلصقو ليك طابعة بوستة ويرجعوك البلد!!

Quote: بين قوسين الشيوعيون والإحباط عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-08-28 لعل الكثير منا يظنون ويصدقون النظرية الشائعة عن أن نشاط الحزب الشيوعي السوداني قد بدأ في السودان في منتصف الأربعينيات، وارتباط ذلك بالفترة التي كان الأستاذ عبد الخالق محجوب يدرس فيها بمصر، وكيف التقى بالشيوعي المصري اليهودي (هنري كوريل)، وكيف تم تجنيده هو وبعض من (الرفاق) الى صفوف الحزب الشيوعي، وكيف طلب منهم اليهودي المشبوه السفر الى السودان لنشر الأفكار الشيوعية... الخ (السيناريو) المعروف والذي كنت من ضمن الذين يؤمنون به. وبالرغم من ذلك فقد كانت لديّ نظرية تقوم على ركيزة أن الشيوعيين، وبعد كل هذا (النضال) والجهد المبذول والآمال التي عقدتها الشيوعية العالمية على هذا البلد وخططهم لتحويله الى (مخلب قط) للوثوب الى بقية دول العالمين العربي والإسلامي من أجل نشر الشيوعية، وفي ضوء الفشل الذريع و(قبض الريح) البائس الذي حققه الشيوعيون، فإن الرفاق هنا في الداخل وسادتهم من مخططي الحركة الشيوعية في الخارج لا بد أن يكونوا يشعرون بغير قليل من الحقد على هذا البلد المؤمن الذي استعصى عليهم وسفّه أحلامهم وقتل خيرة قادتهم وجعل (أفكارهم) التي كانت في يوم من الأيام أفكاراً جاذبة لملايين الشباب في العالم لكنها في السودان صارت (أضحوكة) ومصدراً للتندر والسخرية!. ولقد بنيت نظريتي هذه على أساس الفكرة السابقة، القائلة ببداية النشاط الشيوعي في منتصف الأربعينيات، حتى قرأت مقالة كتبها الأستاذ محمد خير البدوي في عدد (الجمعة) من هذه الصحيفةـ وهو العدد االمميز الذي يشرف عليه (الجنرال) أحمد طه. المهم في الموضوع (ان لم تخني الذاكرة) ان الأستاذ البدوي، وهو الإعلامي والمؤرخ والأديب، قد ذكر أن أول منشورات شيوعية قد تم توزيعها في السودان في العام 1920 أو في العشرينيات، وأرجو أن أتمكن من الرجوع الى ذات العدد للتأكد من المعلومة بشكل دقيق والتعرف على الإطار الذي كتب فيه الأستاذ البدوي هذا المقال ومعرفة الظروف التي تمت فيها عملية توزيع المنشورات الشيوعية في ذلك الوقت المبكر لأن المسألة (ان صحت) تحمل دلالات مهمة، وربما تشكف حقائق تاريخية مهمة عن علاقة الشيوعية بالسودان وبالتالي (آمال وإحباط) الشيوعيين، ذلك لأن الثورة الشيوعية قد نجحت في السيطرة على روسيا في العام 1917، وإذا ثبت أن الشيوعيين قد وزعوا منشورات في السودان في العام 1920 فمعنى ذلك أن أول بلد فكر فيه (البلاشفة) ووضعوا عينهم عليه لنشر الشيوعية هو السودان، بل ان هذا يعني أنهم فكروا في نشر شيوعيتهم في السودان حتي قبل العديد من دول أوروبا الشرقية والتي اجتاحتها الجيوش الحمراء الشيوعية بعد ذلك بوقت طويل. غير ان هذا، وأياً كان الأمر، يثبت نظرية (الحقد الشيوعي) على هذا البلد، بل ان نظرية (العشرينيات) تعمق من نظرية الحقد الشيوعي وتجعل التفكير فيها وفي مظاهرها التي نراها الآن أمراً بالغ الأهمية، لدرجة يجب أن تتولاه جهات (أمنية) عليا!. وإليكم مظاهر هذا الإحباط والحقد الشيوعي: ان الشيوعيين قد تفرغوا الآن تماماً لحبك الدسائس والمؤامرات وإثارة الفتن والقلاقل، فـ(أصابع) الشيوعيين موجودة في جسم كل حركات التمرد التي نشأت في السودان في الآونة الأخيرة، سواء في الجنوب أو الشرق أو الغرب، وليس خافياً على احد التغلغل الشيوعي في تنظيمات الحركة الشعبية وغيرها من الحركات المسلحة. ولقد استطاعت (الكوادر الشيوعية) ان تتبوأ مناصب وزارية من خلال (حصان طروادة) تلك الحركات، ولا استبعد دخولهم (القصر الجمهوري) عبر واحد من تلك الأحصنة! انها أماكن لم يكونوا في السابق يحلمون أن (يمروا بجبنها)! انظروا الى الفتن في كجبار والمناصير وفي الاتحادات المهنية والطلابية... انظروا الى كل هذا لتدركوا ما يمكن أن يفعله الحقد والإحباط، ثم ضعوا خطة للتعامل مع الحقد الشيوعي الأسود الدفين.