DKEEN (يتمخطر) بمكتبته بسودانيز أون لاين ........ مبروك

Quote: حتى خلت المنازل من ساكنيها فلا تكاد تجد هاتفاً ثابتا يعمل.. وأُكلت اموالُ ُ بالباطل، وذهبت فضائلُ الأعمال، وقل المعروف بين الناس فتكثفت ظلمات الانفسِ إلى ظلماتٍ تغشت الابصار والبصائر، طبقاتٍ فوق طبقات.. وظُلم الناس ظلماً عظيما.. فخرجت دعوات المظلومين وشواهد الاحوال في ثلث الليل مثقلة بالانات والبكاء والتضرع من ارض الخرطوم إلى سماوات الله .. وتصاعدت اليها كما مشاهدِ العارف محي الدين بن عربي .. وجرت نحو السماءِ جريانِ النيلِ في فصولِ الخريف عند محطة ود الماحي .. فصعد اول ما صعد من ليل الخرطوم الظلم وشهدت له الاحوال،ثم صعدالذل فشهد له الاضطرار، وصعد القهر فشهد له اليتامى، وصعد التسول فشهد له السوق العربي، وصعدت الرشوة فشهد لها القطاع الحكومي، وصعد الخوف فشهد له البوليس في الشوارع، وصعد الضنك فشهد له الإعراض عن ذكرِ الله، وصعد الفُـسقُ فشهدت له الشقق المفروشة، وصعد النزوح فشهد له الاجتياح، وصعد الندب وشهدت له الارامل، وصعد بيع الذمم فشهدت له عمارة ساجدة، وصعدت قلة الحيلة وهوان الناس فشهدت لها الامراض، وصعد التشرد فشهدت له دارفور، وصعد زيف المصالح فشهدت لها اعمال قادة الحركات المسلحة، وصعد النهش في الاعراض فشهدت له قوالات ومقالات، وصعدت النجاسات فشهد لها فيضان النيل، وصعد الفقر المدقع فشهدت له مخصصات أولى الأمر، وصعدت مسؤولية الراعي فشهدت لها قوات الامم المتحدة، وصعد اكل مال الناس بالباطل وشهدت لها جهاز شؤون المغتربين، وصعد الضيم وشهدت له جباية المحليات، وصعد ظلم ذوي القربى فشهد لها النوبيين .. فما تزال البلايا تتصاعد والشواهد تترداف ثقيلة تنوء بحملها السماوات حتى فُــتح لها ابواب تقبل الدعاء مُـشرعاتٍ بلا حُجب .. فإذا ماهمَّ الله بأخذ البري بذنب المسي، والقاصي بذنب الداني، والرعية بذنب الراعي، والغرير بفعائل المترصد القاصد، ودارفور باعمال مسلحيها، والحِـلة بذنب المحلية .. حتى اذا ما كل ذلك ...إذا ببهاء الطلعةِ وحسنِ الصورةِ وصفاءِ الفؤادِ يصعدون مصاعد السماء على مهل..جليلاتُ ُ يُـضئن بحُـسنهن ليلَ الصعود الداجي، ويُـزلن بصفائهن آثار غواشي الذنوب العالقة بين السماء والأرض .. فاذا بالموكلين بالشواهد عند أبواب التقـبُـل يسالونهم : من يشهدُ لكم من ارضٍ يُـوشك الله ان يحِـق بأهلها العذاب من أفعال مترفيها؟!