آمنة بنت وهب ... إلى الرفيق الأعلى

Quote: انفاس وا حزني عليك! عادل سيد أحمد كُتب في: 2007-08-27 بريد إلكتروني: [email protected] { ماتت العظمة .. وماتت صاحبة أجمل شلوخ(مطارق).. كُنّا ، حينما نجلس معها .. كانت أصغرنا في الروح ، وأكبرنا في الفهم .. تحدثك حديث العلماء .. يحيطها التواضع .. وتنبع منها رشاقة الكلمة ودفء الحنان. { سودانية أصيلة .. متدينة بدون «ايدولوجيا» .. في وجهها ملامح العروبة .. وفي دمها حضارة النوبة .. ولم أسمعها يوماً تتحدث بلغة «القبليات والجهويات».. { الرزاق لم يرزقها بالولد .. ولكني أحسست بـ«أمومتها» ، كأعظم ما تكون الأم.. كانت ، بحق .. الأم لكلّ من تعرف .. ومن لا تعرف .. حتى الكمساري في «الحافلة والأمجاد» .. كانت تحسّ بأنه ابنها.. { كانت مواصلة جداً لرحمها .. فتحدثني عن أنني اليوم «بايته مع أختي في العمارات» .. ثم تأتيني أحياناً ، وفرحة الدنيا لا تسعها بالقول :« أنا مسافرة لأختي في لندن».. وأعظم فرحة شاهدتها على وجهها يوم أنْ قالت :« أنا ماشة عُمرة رمضان .. وسأقضي شهور مع أختي بالمملكة».. { كانت في خُلُق الصحابيات .. ونُبل أعظم النساء ممن عرفهم تاريخ الإنسانية.. تكتب بأحرف من نور .. وتسكب بدم عزيز .. فهي كانت مؤمنة برسالتها من أجل الإنسان.. والسودان.. { لقد ماتت أمي وأختي وصديقتي وحبيبتي «آمنة بت وهب» .. بعد أنْ حجزت مكانتها في تاريخ الإنسان .. { أبكيك يا أعزّ الناس.. وأسكب الدموع ، من القلب والعين .. يا أنبل الناس.. ولا أملك إلا الرضا بإرادة الله.. لماذا مشيتي .. ونحن لم نملأ عيوننا منكِ .. ولماذا رحلتي .. ونحن أحوج ما نكون إليكِ الخرطوم بدونك .. ضهبانة ، وتفتش لواحات عيونك، باهت لون جبينا .. تتعشم تصادفك نبراتا الحزينا ..تسألني الشوارع عنك وعن مكانك .. جلسات الحياري منتظرين أوانك). { كانت تعشق الدنيا ، بضحكتها المميزة .. وتتحسب للآخرة ، بوقارها الرفيع .. ولم أرها .. إلا بالثوب الأبيض .. إنها جيل قديم متجدد .. وعنيد متفرد .. محتشمة بلا حجاب .. وخجولة بلا تكلف.. كانت رؤوفة «تدي للجيعان لقيمة .. وتدي للعطشان جقيمة .. وتكسي في الماشين عرايا». دمعتها قريبة.. مع أنّ شخصيتها صلبة وقوية ..!. { إلى جنات الخلد : آمنه بت وهب.. ولاحول ولا قوة إلا بالله