|
رحـم اللـه... عـلي الـنمـيـري مدير جـهاز أمـن نـميـري، "واذكروامـحاسـن مـوتاكـم".. ولـكـن!!!
|
نـعـي صـغـيـر نزل بتاريـخ اليـوم (السـبت 25 أغـسـطس 2007 ) بـجـريـدة "الرأي الـعام " يـنعي فيـهاالـدكتور حـسـن مـكي الفقـيـد عـلي الـنـميـري الذي كان يشـغـل فـي سـنوات السـبعينيات " حـتـي عـام 1977". لـمـع اسـمـه مباشـرة بعـد نجـاح انقـلاب مـايو 1969 وكـلفه نـمـيـري وقتـها بتأسيـس جـهاز مـخـابرات قـوي علي الـنمـط الأوربـي،
طـور جـهاز الأمـن بـمسـاعـدات وخـبـرات مصـرية وأرسـل بعـثات الـي مصـر والمانياالـديقـراطـية ومـوسـكـو. واسـتعان أيـضـآ بـضـباط ذي رتب عـاليـة فـي القـوات الـمسلـحـة.
بعـد فـشل انـقلاب هاشـم الـعـطـا " يوليو 1971" بـطـش بالشـيوعييـن الـديـمقـراطـييـن بـصـورة وحـشـية، وكان مشهـورآ وطـوال حـكمـه بالعـجـرفة و" الـعـنطـزجـة!!" ويـمـيل دومـآ للأسـتفـزاز وتـحـقير الاخـرييـن.
كان مـهابآ من كل الوزراء والـمـسـوؤليـن الـحـكومـييـن ويعملون لـه الف حـسـاب. بسط نفـوذه علي الاجـهـزة الأعـلامـية وراقـب بشـدة عـمل الـصـحافييـن. وشـدد عـلي وجـودالأجـانب وخـاصـة الأثـيـوبييـن. كان لـه حـضر فـي أحـداث " الـجـزيـرة أبـا" 1970، واحـداث " يـوليـو 1976 " وبــطـش وقـمع بلا رحـمـة بالـمعتقلييـن بعـد فشـل الـمـحاولة.
وبعـد الـمـصالـحة الـتي اجـراها النـميري مـع المعارضـة، اجـري نميـري تـعـديـلآ فـي جـهـاز امـنـه وعـزل عـلـي الـنميري من منـصـبه كـمديـر للجهـاز وعـيـن اللواء عـمـر مـحـمـد الـطـيب مـكانه. كانت احـدي شـروط ادة الـمـعارضـة للعـودة للسـودان تغييـر عـلي الـنميـري الـذي اذاقـهـم وذويهـم الـوانآ مـن " الـوقـاحـات "الغـيـر مـقبـولـة فـي العـرف السـوداني.
رحـــــم الله علــي النمــــيري. -------------------------------- " الرأي العام "
السبت 25 اغسطس 2007
د. حسن مكي
الناس يذهبون الى الله سبحانه وتعالى بأعمالهم لا بألقابهم ، ونحسب على النميري من الذين أحسنوا صنعا في هذه الحياة الدنيا . تعرفت عليه في طهران في سنة 1979م والثورة الإيرانية في أشد أوجها وطلب مني أن أسكن معه وقضيت معه شهرا كان من أجمل سنين حياتي وكنا نتدارس فيه القرآن والتفسير مع الأنس الجميل ، وتوثقت صلتي به لدرجة أن طلبت منه الإنضمام الى الحركة الإسلامية وتقبل ذلك ثم توثقت صلاته بالإسلاميين وإختار في آخر أيامه أن يشتري بيتا جوار المسجد فكان رفيق المسجد ورفيق المصحف .
كان قليل من الناس يعلم أن على كان مديرا للمخابرات وأنه إستقال منها بعد العام 1977م حينما طلبت منه السلطات محاصرة قادة الجبهة الوطنية وتعقبهم ولم يكن لهذا العمل يتوافق مع مزاجه وخلقه ودينه فأبى وقدم إستقالته للرئيس النميري حينها ومع ذلك ظلت علاقته بالنميري طيبة في ساعات الرخاء والشدة . وكان دائما مايردد لي بأن النميري صاحب مبادرات وقدرات.
وحينما جاءت ثورة الإنقاذ في 30 يونيو كلفني من كلفني بأن أتصل به ليكون وزيرا للداخلية ، وحينما ذهبت وعرضت عليه العرض ضحك قائلا: (ياحسن وزير الداخلية لابد أن يكون من ذات المدرسة ويكون رفيقا للرئيس البشير ويستطيع أن يدخل عليه في ساعات نومه وراحته وأنا لا أملك هذه المميزات) فرفض العرض ولكنه مع ذلك أسهم في مواقع متعددة في التدريب والمهام الأخرى ثم عمل وزيرا للدولة بالخارجية ثم سفيرا للسودان بنيروبي فكان نعم الوزير ونعم السفير وكان كثيرا ما يفرح بالكتب الإسلامية وغيرها التي كنت أرسلها له بنيروبي ومنزله .
رحم الله على ، لقد كان عسكريا نموذجيا وسودانيا صميما وكان سفيرا كريما وشجاعا ومتواضعا . رحمه الله وأسكنه الجنة وجعل البركة في ذريته وأبنائه وحفدته وإخوانه .
(إنا لله وإنا اليه راجعون).
|
|
|
|
|
|
|
|
|