|
Re: عادة مرضية سودانية بامتياز (Re: الطيب الشيخ)
|
السلام عليكم الأخ الطيب الشيخ شكراً للمقال الجميل أرى إن هذه الحالة التي أسميتها مَرضية ، حالة متوارثة من قديم الزمان ، ولا أعرف تعليلاً لها وقد كنت أظن أن الناس كلهم مثلنا يعرفون تفاصيل جغرافيتنا وتاريخنا ، حتى اختلطت بالشعوب الأخرى وأكتشفت إنهم – باستثناء قليل ساعود له فيما بعد – لا يعرفون عنا حتى ولا القليل الذي كنا نحسبه معروفاً بالبديهة والمصيبة أنهم لا يبدون أدنى إهتمام بمعرفة هذا المجهول وقد كنت في اول الأمر أبذل مجهوداً كبيراً في تعريفهم ببلدي واستعين في ذلك بالأطلس لأبيّن موقع السودان والخرطوم والنيلين .... الخ فيفاجئني هذا الذي كنت أشرح له بسؤال على شاكلة : يعني عندكو في الخرطوم عمارات؟ أو مثل ( يعني شوارع الخرطوم مافيهاش اسود ونمور ؟ ) فيحبطني وبتكرار الإحباط امتنعت تماماً عن الشرح وأوقفت حماستي الزائدة لتعريف من لا يريدون المعرفة أقول ... هنالك بعض الاستثناءات القليلة ، فالصوماليين لديهم إلمام كبير بالسودان ، كما أن بعض الإسلاميين أظهروا اهتماماً كبيراً بما يجري في السودان بعد رفع الشعارات الكثيرة في السودان عن الإسلام والشريعة وما إليها. أرى وكاجتهاد لتعليل الظاهرة أن المجتمع السوداني في مجمله مجتمع بدائي تتمثل معظم نشاطات إفراده في الزراعة والرعي وهذان المهنتان توفران قدراً كبيراً من أوقات الفراغ ، كما إن انعدام وسائل الترفيه الأخرى في المناطق الريفيه عدا الراديو ساعد على إلمام الناس بما يجري خارج السودان خاصة وإن الحياة التي يعيشونها تنعدم فيها الإثارة والأحداث المفاجئة فهي حياة روتينية تجبر الناس على البحث عن الإثارة في مكان آخر. والاهتمام بالراديو والكتاب ( وهما نافذتي الناس في السودان للمعرفة) هذا غالباً ما يورث لأبنائهم كما إنها تصير عادة تكبر مع الطفل لا أظن أن هذا سيستمر ، نظراً لاتجاه الناس نحو حياة المدن بما فيها من توفر مصادر الترفيه الأخرى مع قلة الزمن المتاح ولهاث الناس وراء لقمة العيش التي لم تدع لهم زمناً لسماع الراديو وقراءة الصحف بل هي عنوانين يلتقطونها التقاطاً. ........... يحكي أحد أصدقائي وهو من أحد قرى الشمالية ، انه يذكر وهو طفل صغير دون السابعة أن والدته أرسلته للدكان ، وعندما دخل الدكان وجد صاحبه - وهو رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب- يبكي بكاءً مراً فرجع وأخبر والدته التي أسرعت إلى صاحب الدكان وفي ظنها أن قريباً له قد أصابه مكروه وكانت المفاجأة أن صاحب الدكان كان يبكي حزناً على موت جمال عبد الناصر. والأمثلة كثيرة كالعزاء الذي أقيم لموت الليدي ديانا وغيرها... إما موضوع دارفور فيستدعي مداخلة أخرى ........................ وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
|
|
|
|
|
|
|
|
|