|
القاهرة (زاهلة ) مما رأيت والالسن معقودة بأكتمال الهلال بدرا
|
القاهرة ... أكتظت المقاهي بالرواد وهم يقرقرون الشيشة ويحتسون أكواب الشاي والقهوة (بالمناسبة موعد المباريات الهامة موسم رابح جدا للمقاهي هنا وعلي الجالس ان يطلب شيئا نظير مشاهدته) وفي ظنهم بأن فريق ال90% من المصريين سيواصل اكتساحه المعهود لكل فريق واجهه ويلتهم الهلال كلقمة سائغة أخري .. وبمأ أنني هلالابي لدرجة الجنون فِأنني عادة ألهي نفسي بعدم متابعة المباراة رغم أني قد اكون دافعا ثمن مشاهدتها وأحاول أن أمر علي المحطات الاخري حتي لااري الهلال لاقدر الله مهزوما .. وكنت اتجول بين تلك المقاهي الكثيرة المنتشرة علي قارعة الطريق .. وعندما توقفت عند احداها رأيت داريوكان قافزا الي اعلي محرزا هدفا جميلا صرخت بهستيريا وعندما رأيت العيون شاخصة تحولت للقهوة الاخري وعندها شهدت هدف كرنقو ومنها (جري) للبيت حيث حضرت الهدف الثالث ( حيا ) وكمياه مرت بحواجز من الاسفنجات المنظمة كان الزحام من علي المقاهي قد أختفي فجأة ..ثم سمعت نقاشا جانبيا ( فيها أيه يعني ماهو برشلونه نفسه انغلب) الاهلي يتسيد الساحة المصرية وكما سبق القول بأن تسعون في المائة من مشجعي كرة القدم في مصر يميلون للاهلي ولكن الشئ الذي لايعرفه المصريون بأن كرة القدم في السودان تتطور تطورا مذهلا وفي اقل من ثلاث اشهر يطيح الهلال بأندية القمة المصرية وكان بأمكان الهلال ان يخرج علي الاقل متعادلا من مباراة القاهرة لولا الظلم التحكيمي البائن وقد تجلت روعة الهلال بوجود نزاهةتحكيمية أعترف بها طاهر ابو زيد محلل الايه ار تي ...لم يكن أكثر المتشائمين في الاهلي يتوقع أن يخسر فريقهم بهذا الكم كما لم يكن اكثر المتفائلين في الهلال يعتقد بأن فرقتهم بقادرة علي انزال مثل هذه الهزيمة بهذا الفريق (المرعب) ولكن ثمة ملاحظة ربما فاتت علي الكثيرين ..بأن الأهلي في عده التنازلي بعد أن أتخم بالبطولات ومباراتهم امام الاسماعيلي فيما سمي بمباراة السوبر ظهر الاعياء والتوهان علي معظم لاعبيه ثم انكشف اكثر امام الترجي والذي احرز فوزه الوحيد في هذه البطولة امام الاهلي نفسه وحتي مباراته الدورية الاولي امام المصري أكدت بأن العد التنازلي لهذا الفريق قد بدات مع بلوغ مانويل جوزيه اقصي درجات الغرور وكأني به يقول كما قال هرقل يوما ( أهناك اله غيري)..ثم وهم عقدة التفوق للفرق المصريةأمام نظيراتها السودانية اصابتهم في مقتل .. فعصام الحضري اللاعب (الجاهل) أستعدي لاعبي الهلال عليه لدرجة أنه اثار حفيظة لاعب خلوق كهيثم مصطفي في المباراة الاولي ثم انه تلفظ بعنصرية ضد بقية الفرقة وكان علي الاتحاد الدولي ان يوقفه نهائيا في زمن تحاول الفيفافيه محاربة هذه العنصرية من الملاعب.. غير أن الهلال في امدرمان كان شيئا اخر .. لم اشاهد في الاونة الاخيرة مباراة في كرة القدم بهذه الروعة والجدية والاتزان والالتزام باللياقة الاخلاقية والبدنية ... كان شوطا تجلت فيه كرة القدم برونقها وحلاوتها خالية من التزمت والعصبية... كان هو السودان تجلي في ابهي صورة له .. والهلال هو السودان مدرسة في التفاني ومجلس في الوطنية ..المصريون زاهلون مما رأوا وصامتون عن القول غير أن (الزمالكاوية ) يرددون بتشفي ها انتم تشربون من نفس الكاس .. وفي حقيقة الامر وقبل المباراة وأثناء زيارتي للمتحف القومي في ميدان التحرير كان احد الحراس يجادلني قولا بأن الاهلي فائز علي الهلال في الخرطوم وقد توعدته شرا واجاب قائلا ( هو أنت فاكرنا الزمالك ولا أيه ) وسأمر عليه غدا خصيصا ... وهاهو الاهلي يلحق بالزمالك كما سيحلق المريخ الاسماعيلي بهم أنه عام الرمادة لكرة القدم المصرية امام صحوة مارد جبار اسمه الهلال أسمه المريخ .. اسمه السودان ... وماهنت ياسوداننا يوما علينا
|
|
|
|
|
|
|
|
|