|
Re: الشيوعية و البوتقة و مزرعة الحيوانات (Re: محمد فرح)
|
البوتقة:
1/ التعصب الدينى: اختار ميلر مكان و زمان المسرحية بعناية فائقة , فكانت بلدة سيلم (فى ماساشوستش) فى القرن القرن السابع عشر, و التى تعتبر فيها الكنيسة و الحكومة شيئا واحدا, و يتميز الدين فيها بصرامة واضحة من قبل طائفة البيوريتان التى تنتمى الى البروتيستانت. لذلك كانت حرية الفرد و خصوصيته ملك مشاع للجميع . بكل بساطة يمكن القول انه يتم تمحيص اعمال الفرد و ارجاعها ام الى الله او الى الشيطان. و فى الفصل الثالث يقول دانفورث – قائد المحاكمات – (اما ان يكون احدكم مع هذه المحكمة او ضدها). و هنا يتضح التعصب الدينى فى المحاكمات القسرية التى اجريت بتهمة السحر و الشعوذة.
2/ الهيستيريا: ظهر تاثير الهيستيريا التى اصابت المجتمع واضحا و جليا, الشئ الذى ادى الى تفتيت نسيج المجتمع , فانعدم المنطق تماما و صار الناس يتشككون بجيرانهم و يظنون بهم الظنون من محالفة الشيطان و قتل الاطفال و ما الى ذلك. فسرت الشائعات سريان النار فى الهشيم و طفت الاحقاد على السطح, فكان اتهام ابيقيل (احدى اهم الشخوص) اليزابيث بروكتر - زوجة بطل المسرحية جون بروكتر – بممارسة السحر و الشعوذة فقادتها الى السجن. و تمكن توماس بوتنام الثأر من فرانسيس نيرس باتهام زوجته ان نيرس بقتل اطفاله . فالهيستيريا قادت الكثيرين للانتقام تحت ستار تنقية المجتمع.
3/ السمعة: فى بلدة سيلم الصغيرة , كان للسمعة اثرها فى منح الافراد مكاناتهم الاجتماعية, لذا حينما حلت الكارثة كان جل مايحاول الفرد فعله هو عدم المساس بسمعته. فانتشر الخوف اثر ذلك , و ليس هذا فحسب بل تبرأ الكثيرون من اصدقائهم و من كانت تربط بينهم اواصر صداقة و محبة حتى لا تحوم الشبهات حولهم. و من اشد المتاثرين كان جون بروكتر – بطل المسرحية – فمنذ بداية المسرحية كان بامكان بروكتر ايقاف الاحداث بتقديم شهادته ضد ابيقيل و لكنه خشى على سمعته لاسيما وانه كان يمارس الجنس معها . و فى ختام المسرحية قام بروكتر بدور بطولى بعد ان رفض ان يدلى بشهادة كاذبة ليبقى على حياته , ففضل الموت على المساس بسمعته و هنا يصرخ قائلا فى وجه دانفورث : ( لقد منحتكم روحى فاتركوا لى اسمى).
نواصل
|
|
|
|
|
|