|
Re: حياة السر مديح (Re: فتحي البحيري)
|
لا-سورة البدء
1
قلت لخيرالله بن جمال الدين ذات محو : ما بلغ من طمأنينتك بربك وأنسك إليه يا صاحبي؟ قال : ما ضاقت الأشياء والأرض ، وأعمالي وغفلتي ، بي ، قط إلا وجدت بابه فاتحا من سدرة البدء . قلت : زدني ، وكيف؟ قال : ذات كون ، وليس بجيبي ما يسد رمق الليلة ، ولا بليلتي ما يفض بكارة السر الندي ، ولا بحزني طعم روح ، ولا بروحي يقظة تسترني أمامي ، أجاءني الضيق إلى جوف المدينة هذه ، وفرغت من أفكار التخلص وخطرات الخلاص بسهوة عارمة وشهوة ضارمة لليلى ، وما كانت معي .... فقلت : أطلت بذكرك الأشياء ولم تأت له فقال : صبرك يا صاحبي
2
في تينك الأيام من أبريل أربعة وتسعين وتسعمائة وألف لمولد عيسى عليه وعلى أنبياء الله ، والسر مديح ، وذرية آدم الخيرة الصلاة ، مات ولم يتم لنا حاجاته ، لم يقل شيئا ، ولم ترزق (الفتيحاب) منه سوى محمد ، ثم (عوض السر مديح) ، بعد وفاته ، عليه وعلى أنبياء الله وذرية آدم السلام ، بخمسة أشهر ونصف 3
قلت لمالك الحلبي : مادة الانسان طين ، وطينك أسود ، وماء الحب يغسل أدران الجفاء قال : ليست اللغة الغرور هي الوفاء قلت : لكن قال : اكتفاء
4
صبرك يا صاحبي !!
5
مدثر حاج علي يكتب في غرفة الجالوص بركن بيت أمه الشرقي قصة صاحبي ، روح السر مديح حامت حولنا ، أجلتني ذكرياتي فجأة عن أم (عون) ، سميت ابني الثالث منها (بعد ذلك بخمسة أعوام ونصف ) بعون الجزيرة ، لا بعون هذه البلاد ، فدخلت غرفة الرواية صائحا في الراقد على بطنه يكتب : كيف تكتب قصة صالحين بحال أهل النار؟؟
6
اكتفيت من العشاء ، لليلتين بقيتا من ديسمبر السابع والتسعين وتسعمائة وألف على ميلاد مسيحها عليه وعلى محمدنا ألف صلاة وسلام ، في بيت تشلسي بنت سيمون بالقارة السيدة الجديدة بكوب حليب ... وحسب. ونمت على مواعيد حضرة لم تأت ...
7
وقال السر مديح : لليلى وخير الله شأن في السماء قلت : يزعم الذوب في الله وتستعبده صبية لا بشيء سوى جسمها !! قال : لو أننا زوجناهما قلت : كيف؟؟؟ قال : قل لي : كيف وجدت سلمى !!؟؟؟
8
ولأم عون ، وأم سري أنا ، وأم التاية ، رحمة الله مثلما هي على السر مديح وكل العالمين
9
كان مدثر يهذي ، مثل سر مديحه ، ورهطه ، وزوجتي ، بطوباوية الشعراء أيام الطلب ، كانوا يفتأون يذكرون أشياء غريبة ، لا توجد في خاطري ، وكنت أدعو إلى الهدى والجدوى ، كانت الجدوى مادية بحتة عندي ، كنت أتجر بالسوق وأربح ، وكنت أستمتع بكوني ، لا همو ، من يكفل أيامهم غالب الوقت وليلاتهم وما كان أبخسها عندي : خمسة وعشرون من عشرة آلاف من دخلي سقفها ، لا خمسة وعشرون من ألف . ولكنني كنت أراهم أكثر مني متعة .... وغنى .
10
... صبرك يا صاحبي !
11
كنا في حياة السر مديح نحيا أعمق من هكذا ، ربما أنه الحزن ، وربما أنها الغربة ، لا ، ربما ، شكا أكيدا ، هي الزلزلة!!!
12
قلت لخالد الريح : هل تظنه يواقعها حقا قال : من؟؟ قلت : ليلى قال : من ؟؟؟ قلت : خير الله بن جمال الدين قال : ما أجملها قلت : من ، ليلى ؟؟ قال : لا ، مواقعة خير الله لها قلت : تعرف ؟؟ قال : لا ، بالطبع قلت : آآ.
13
وأغمض عين قلبي كلما تذكرت سمتها ، أنف روحي وكوني كله ، ما أحسنها من صورة ، ما أجمله من سمت !! 14 وتقول ليلى : هو الأسود المنحول لكن حبه نور بعرض السماءِ ويقول خير : هي المتروكة في العالمين وربي قالها لي ، وانتمائي والسر مديح مشغول بأشيائه التي لم يتمها لنا ومدثر حاج علي يكتب قصة راقدا على بطنه وسلمى ، أم عون ، تصر على التاية اسما لبنتها مني ، أول بطن لها مني وأنا أوافق ، لا أوا فق . 15 كنت ، في حياة السر مديح ، صاحبا له غيره ، وها أنذا بعده نفسه ، تبا له حيا وآه منه ميتا!! 16 سماني أبي عبد الجبار الجيلي عبد الجبار : قالتها سلمى : عبده ، وقالتها شلسي : جابار . لم يعط أبي اسمي أي معنى سوى الامتداد ، أرادني ، وحسب ، امتداد أبيه بعده . اما المرأتان فما كان منهما إلا أن ملأتا حروف ما نادتاني به محبة وقصدا ورؤية . فلماذا يحذفني السر مديح ، رحمة الله عليه وعلى آله ورهطه وصحبه ، جدا هكذا ، أنا غيره لازلت ، اسما ورسما وذاتا وجسما ، ويله ، مات ليخذلني ويمحوني ... إذن . 17 قلت لخيرالله بن جمال الدين ذات صحو : أطلت بذكرك الأشياء ولم تأت له؟ قال : صبرك يا صاحبي ، لم تكن معي ، وراودتني شهوتي ، فانزلقت توا إلى حيث أرجو أن تكون ، وجدتها في أخمص حفلة ما بها من قبح ولا بها من مجون ، قلت تعالي نأنس في بيت كذا وكذا ، أهلك في العرس ولا يدرون ، قالت ويلك يا مجنون قلت قضاءا يكون وما ثم شيء بنا مغبون قالت خير الله بن جمال الدين يخزي ربه بي؟؟؟ قلت : وكيف الله يخزى بالأحبة والمحبة قالت : فإذا وضعت ماءك بي ؟؟؟ قلت : لا يفضحنا الله أرجو قالت : تعلمني أحبك وأدري أنك لا تسرق لقمة ، قلت : ما ذقت خبزا غير صالح قالت : أبي في مكان كذا فاته وقل : أمكنني الله من الصبية غيلة وأبيت ، جئت إليك تأمرني وتأجرني
|
|
|
|
|
|
|
|
|