الجماهير الهلالية تقف خلف فرقها بحماس كبير وحب أكبر، ومن الحب ما أضر في بعض الأحيان!"الصورة لجماهير الهلال وقد أشعلت النار فرحاً بأحد انتصارات فريقها"
تجري مباراة الهلال والأهلي على خلفية أحداث نقلتها بعض الصحف عن اعتداء بعض جماهير الأهلي -خارج إستاد القاهرة- على
العربة التي كانت تقل لاعبي الهلال بعد انتهاء مباراة 22 يونيو الماضي، فضلاً عما ورد عن مشاحنات وصلت حد الاشتباك
بين بعض لاعبي الهلال مع بعض لاعبي الاهلي، وهي أنباء ضاعفت -بلا شك- من حجم التوتر والتحفز الذين
يصاحبان الجماهير الهلالية التي تحلم برؤية فريقها ظافراً بالكأس الغالية.
مباريات الفرق السودانية مع نظيرتها المصرية تحظى باهتمام جماهيري كبير، هذا شأن مباريات فرق الدول المتجاورة،
وإذا أضفنا لهذه الحقيقة حقيقةً أخرى، وهي أن هذه المباراة -بالذات- ستشكل خسارة الهلال لها -لا قدر الله- ضربة
قاضية لمساعيه في الترقي لنصف النهائي، فإن الخلاصة ستكون "إن الانفلات الجماهيري وارد الحدوث"،
وهو أمر لن يضر أحداً سوى الهلال نفسه، لأنه هو من سيعاقب إن أخطأت جماهيره.
لا أحد ينكر على الجماهير الهلالية حبها لفريقها وتنميها انتصاره دوماً، لكن هذه الجماهير المحبة كادت أكثر من مرة
أن تورد معشوقها -الهلال- موارد الهزائم والعقوبات المشددة في عدد من المباريات الإفريقية والعربية، حتى أن
الاتحاد العربي عاقب الهلال باللعب بعيداً عن إستاده نتيجة لشغب جمهوره أثناء مباراته مع الرجاء المغربي في
نصف نهائي البطولة العربية للعام الماضي "قرأت قبل يومين أن الاتحاد العربي تراجع عن قراره"، وفي مباراة
الهلال مع أسيك بأمدرمان سقط أحد اللاعبين العاجيين متأثراً -فيما يبدو- بإصابة لحقت به جراء جسم ألقي
عليه من المدرجات، وقبل ذلك تناقلت وسائل الإعلام أن الجماهير السودانية "الهلالية" اعتدت
على العربة التي كانت تقل لاعبي الترجي بعد مباراتهم مع الهلال.
وإن كان تدخل "الأجاويد" كما قرأت قد جعل الاتحاد العربي يرفع عقوبته عن الهلال فإن هذا ليس وارداً مع الاتحاد الإفريقي الذي
يتعامل بصرامة -مطلوبة- حيال هذه التصرفات، وقد سبق له أن عاقب الإسماعيلي المصري بأن يلعب 7 مباريات إفريقية بعيداً
عن ملعبه بعد أحداث الشغب التي تلت انتهاء مباراة الإسماعيلي وأنيمبا النيجيري في نهائي دوري الأبطال عام 2003.
قلت لصديقي -الهلالابي- إني معجب بفريق أسيك العاجي، لأنه لعب مع الهلال كرة قدم نظيفة بأمدرمان، ثم أحسن وفادته في
أبيدجان كما نقل الإعلاميون المرافقون لبعثة الهلال، ولعب معه -مرة أخرى- كرة قدم نظيفة بملعبه فلم نشهد للاعبيه
ولا جماهيره خروجاً عن الروح الرياضية. الأهلي لن يأتي لأمدرمان ليخسر، وقد يفوز وهو أهل لذلك، ومن حق
لاعبيه وأفراد بعثته أن يفرحوا بفوزهم الذي لا أتمناه بطبيعة الحال، ومن واجبنا -كمستضفين- ألا
نغمطهم حقهم هذا، أما الشغب والعنف فستكون عاقبته وخيمة، ووقتذاك لن ينفع الندم.