كمال حسن بخيت يستنكر قبول السودان للقوات الهجين!!!

Quote: اندهشت من الترحيب السريع والمفاجيء الذي أطلقه الدكتور لام أكول وزير الخارجية عبرمؤتمره الصحفي الذي عبر فيه عن ارتياحه لقرار مجلس الأمن الأخير. حيرني.. في هل أنني أرى بعيون أخرى خلاف العيون التي يرى بها الدكتور لام أكول.. بالرغم من ان السيد وزير الخارجية اقرب مني في فهم الذين أصدروا هذا القرار والذين صاغوه قبل تقديمه للمجلس. وسؤالي.. هل قرأ الدكتور لام أكول فقرات القرار بعيون فاحصة وبتروٍ؟ وهل قرأ الدكتور لام أكول وكل الذين هللوا ورحبوا بالقرار بين السطور وفوقها وتحتها.. أم أن الدكتور أراد أن «يحل» البلد من التهديدات الأمريكية التي أخذت شكلاً مباشراً في الآونة الأخيرة؟ اتصلت بسفيرنا بالأمم المتحدة الأخ الصديق عبد المحمود عبد الحليم وابديت له مخاوفي من هذا القرار الذي في تقديري إن لم يكن أسوأ من القرارين السابقين اللذين تم تعديلهما.. فهو ليس أحسن منهما بكثير. في تقديري المتواضع ولاهتمامي «بالمكر» الأمريكي فإن بين بعض سطور القرار يختفي القرار «1706».. خاصة الفقرة التي تتحدث عن استعمال القوة في الدفاع عن النفس.. ومسألة الدفاع عن النفس يمكن ان تتم إذا حاول جندي سوداني.. أو مواطن سوداني من دارفورالدخول في حوار عادي مع احد جنود الهجين يمكن ان يزعم أنه حاول ان يعتدي عليّ واستعلمت القوة للدفاع عن النفس. ولو مرت مجموعة من مقاتلي الهجين بجوار قرية ورأت تجمعاً.. حتى لو لم يكن يهتف ضدها يمكن ان تطلق النار وتقول إنه دفاعاً عن النفس لأنهم كانوا ينوون الهجوم علينا، هذا أمر فضفاض جداً. ثم مسألة حماية المدنيين.. ايضاً يختبيء القرار «1706» أو البند السابع بين سطور هذه الفقرة.. لأنه يمكن أن تأتي مجموعة لقيادة قوات الهجين وتقدم بلاغاً كاذباً ضد القوات المسلحة.. وعلى الفور تقوم قوات الهجين بالهجوم على القوات المسلحة.. باعتبارها هددت أمن المدنيين. ثم ان القرار لم يحدد فترة معينة لبقاء تلك القوات في دارفور! والمعروف انه لم يحدث مطلقاً أن دخلت قوات أجنبية بواسطة الأمم المتحدة لدولة ما لحفظ السلام وخرجت منه «بأخوي وأخوك». السفير عبدالمحمود طرحت عليه كل مخاوفي من القرار ولأنني أعرف الجهد الكبير الذي بذله للتعديل حاول طمأنتي.. وأن اتفق معي في بعض مخاوفي. لكنه مثل وزير الخارجية يعتقد ان القرار جيد وليست فيه خطورة واضحة على السودان، بالتأكيد نحن ضد أن تكون هناك مواجهة بين السودان والمجتمع الدولي.. وأمريكا التي ترفع عصا الشرعية الدولية.. والتي هي ليست شرعية حقيقية ولا دولية.. وإنما لتخيف بها الدول التي يمكن ان تقول لها لا. في تقديري.. ان اهل الحكم في السودان قبلوا بهذه الصيغة لاعتبار أخف الأضرار القادمة.. والتي هددت أمريكا بها السودان بشكل واضح لا لبس فيه. لكننا نأمل ان تكون هذه القراءة للقرار الدولي نابعة من حرصنا على سيادة السودان وحرصنا على وحدته.. وأن ما عبر عنه الدكتور لام أكول هذا الرجل الذي أكن له تقديراً ومحبة خاصة.. ان يكون تقديره صحيحاً.. خاصة وأنه داخل المعمعة الدولية والقريب من المطبخ الدولي الذي يجهز الوصاية السريعة وحفلات العشاء .. والعقوبات والحرب للدول.. لكنني أوكد ان تقديري لهذا القرار هو تقدير يختلف تماماً عن تقدير كثيرين.. وقد اتفق معي حوله كثيرون من اهل الدراية بعد نشري لمقالي امس الاول الخميس.. ووصفي له بانه ينطبق عليه المثل الذي يقول «عماد الدين ازفت من اخيه» او أن الفرق بين احمد وحاج احمد «الطاقية» فقط. لذلك اكرر دعوتي التي اطلقتها يوم الخميس الماضي عبر هذا المنبر.. بان يتوحد اهل السودان حاكمين ومعارضين وحركات مسلحة وجالسين على الارصفة.. يقفون في خندق واحد.. ليكونوا سداً منيعاً ضد أي انفلاتات تحدثها قوات الهجين.. أو أية محاولة لولادة القرار سيء الصيت (1706) واستعمال البند السابع. هذا القرار في تقديري حالة تسلل واضحة لاحراز هدف باسم البند السابع وباسم القرار (1706) الذي يستعد الآن للخروج من غرفة الانعاش في اول اكتوبر المقبل. وحدة ابناء السودان جميعهم وبكافة احزابهم وبنياتهم السياسية هي التي تحمي السودان عن اطماع الامريكان وغيرهم من القوى المتربصة بهذا الشعب العظيم وبهذا البلد العظيم وبخيراته وثرواته الكبيرة في دارفور وغيرها، ويستهدف هوية السودان العربية والاسلامية. واقولها بوضوح اكبر.. ان هناك من يروج بحل مشكلة دارفور من خلال البوابة الإسرائيلية.. طبعوا العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني نحل مشكلة دارفور بالرغم من أن السودان لا يعتبر من دول المواجهة مع اسرائيل.. لكن لاسرائيل اهدافاً كبيرة في السودان، وهي عينها على بترول ويورانيوم دارفور وليس حبا في أهلها.. انتبهوا ايها الناس فان الخطر الاعظم قادم ويا أهل دارفور.. مواطنين وحركات رافضة للسلام.. توحدوا.. واجهضوا فكرة قوات الهجين قبل ان تصبح واقعاً.. والا ستكون قوات الهجين خلفكم ووحدة السودان امامكم.. وعليكم أن تختاروا .. والله الموفق وهو المستعان