اطلقوا سراح نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي

Quote: حول اعتقال الاستاذ علي محمود حسنين وصمت الاتحاديين د. علي بابكر الهدي/واشنطن [email protected] التصريحات التي أدلى بها الاستاذ حاتم السر المتحدث الرسمي بأسم الحزب الاتحادي الديمقراطي يوم أمس تصريحات قوية ومعبرة عن مدى الغضب الذي يحسه الاتحاديون على قيام جهاز الأمن باعتقال نائب رئيسهم الأستاذ المناضل علي محود حسنين ، إلا أنها للأسف قد جاءت متأخرة جداً ولا نزال في انتظار صدور بيان من مكتب الرئيس ومن المكتب التنفيذي في الداخل يستنكر ويدين ما حدث فلا يستقيم عقلاً أن يصدر الحزب البيانات لتأييد الحكومة في مواقفها وضد رغبة جماهير الحزب وكوادره بينما يتم تجاهل اعتقال نائب رئيس الحزب. هذا أمر غير مقبول وفيه تحقير لجماهير الحزب وكوادره المناضلة وعلى الاتحاديين أن لا يسكتوا عن قول الحق فالساكت عن الحق شيطان أخرس. هذا الموقف من قضية اعتقال الاستاذ علي محمود يعبر عن أزمة عميقة في هذا الحزب العريق فكيف يمكن أن نفسر اصدار هذه التصريحات بعد أكثر من 10 ايام على الاعتقال، كما يعبر عن أزمة أخلاقية وسط الكثير من قيادات الحزب وكوادره فكيف نفسر السكوت والصمت الرهيب حيال اعتقال نائب رئيس الحزب من قبل المكتب التنفيذي في الداخل وجميع لجان الحزب في الخارجز فباستثناء البيان الذي أصدرناه في الولايات المتحدة لم يصدر بيان من دول الخليج الذين عودونا على اصدار البيانات المؤيدة لسياسات وقرارات الحكومة خاصة لجنة الحزب بالكويت التي أصدرت بياناً لا يليق بنا كاتحاديين خصص للهجوم واغتيال الشخصية عندما قرر الأخ محمد المعتصم حاكم ترك الحزب بعد أن اصابه اليأس من امكانية الاصلاح وبعد أن صبر وصابر على الظلم وسوء المعاملة والتجاهل بسبب ارئه المخالفة ، والذي اختار ترك بعد أكثر من 30 سنة الانضمام الى الحركة الشعبية لتحرير السودان ولا أرى ماهى المشكلة في ذلك لكي يصدر الأخوة في الكويت ذلك البيان السخيف. ولماذا يخيم عليهم الصمت الأن والنظام قد اعتقل نائب رئيسهم. لقد نبحنا حتى بح صوتنا ونحن نناشد قيادات الحزب بالداخل والخارج بالانحياز لقضايا جماهير الشعب السوداني ووقف الاختراقات التي يقوم بها المؤتمر الوطني والذي يريد أن يجعل من حزبنا طوقاً للنجاة من محاسبة الشعب السوداني على جرائمه الممتدة طوال سنوات حكم الانقاذ. وطالبنا مراراً وتكراراً بالخروج من أجهزة النظام التشريعية والتنفيذية فقد أثبتت التجربة أن مشاركة الحزب مشاركة صورية ديكورية لم ولن تحقق شيئاً ، ويكفي للتدليل على ذلك أنه وبعد أكثر من عامين لم يتم الغاء أي قانون من القوانين المقيدة للحريات ، بل تواصل التضييق على الحريات حيث تتعرض الصحف للاغلاق بصورة مستمرة ومتكررة ، ويُعتقل الصحفيين ، وتُفض الندوات والتجمعات حتى بعد اصدار التصديقات لها في مخالفة واضحة وصريحة للدستور ، بينما يمارس جهاز الأمن القمع والارهاب ضد الموطنين بالاعتقال والتعذيب وقتل الابرياء كما حدث للمتظاهرين ضد اقامة سد كجبار على سبيل المثال. أعيد وأكرر ما سبق وقلته في هذه الصحيفة بأن هناك شبه اجماع بين الاتحاديين علي أن واقع الحزب الأن واقع مرير ومؤلم ومحزن وموجع وقد آن الاوان لترك اليأس والاحباط الذي يلازم الاتحاديين وترك الفرجة اللامسؤولة ، وعدم السكوت علي العبث الذي يحدث باسم هذا الحزب العريق, والعمل علي تغيير هذا الواقع ، فقضية الوطن لا تقبل الحسابات والمساومات فهي قضية وطن تتأكل أطرافه وقضية شعب مقهور, جائع وضائع ولن يتخلي عنه ابناؤه إلا إذا استرد حقوقه كلها كاملةً غير منقوصة ، وهي ليست منحة بل هي حقوق تنتزع ووراءها مطالبون وشهداء ولذلك فانها لن تضيع. ونحن لن نترك الحزب للمتخاذلين ،المترامين علي السلطة ، المتهاوين تحت اقدامها ، فحزبنا هو حزب الحركة الوطنية, ممثل الجماهير السودانية الكادحة من زراع وعمال وحرفيين ومهنيين ومثقفين ومتعلمين وتجار ورجال الطرق الصوفيه وقد كان الحزب دوماَ اميناَ وحارساً علي مسيرة هذا الشعب ومساره ومحافظاَ علي مكتسباته الوطنية وظلت قيادته وجماهيره دوماَ متمسكه بمبادئ الحزب ومرتكزاته وعلي رأسها رفض الأنظمه الشمولية وعدم مهادنتها أو التعايش معها. وإذا كان البعض يظن أن أيام النضال قد انتهت وارتضوا لأنفسهم ولوطنهم القبول بسيطرة المؤتمر الوطني ومشاركته في جرائمه ضد الوطن والمواطن وضد قيادات الحزب وكوادره المناضلة أمثال الأستاذ علي محمود فاننا نحذرهم من مغبة ذلك فنحن لن نسكت أبداٌ عن قول الحق ولن نقف مكتوفي الايدي ونحن نري حزبنا يتلاشي بالتحالف مع المؤتمر الوطني ولن ننهي نضال 17 عاماَ بمبايعة البشير. لابد ان نقف جميعاَ ونواجه واقع الحزب بشجاعة, وعلي حقيقته, دون مواربة او ألفاظ منمقة فما يحدث عبث, وعجز عن التعبير عن ارادة الجماهير وتفجير طاقاتها, وهو إهدار متعمد وتشريد منظم لكل الشرفاء والمناضلين, ولكل من يحمل طاقة ويريد أن يوظفها لخدمة الحزب الذي هو الوطن مصغراَ وللوطن الذي هو الحزب مكبراَ. إن حزبنا يمر بأزمة عميقة كما فصلنا وقد علمنا التاريخ أن الأزمات تفرز مثقفيها وقياديها ولن يكون حزبنا استثناءَ , فليعمل مثقفوا الحزب ومتعلميه علي تغيير هذا الواقع بالأتفاق على تأييد ميثاق الشارقة والانطلاق لصياغة رؤية اصلاحية توحيديه لتجميع الاتحاديين حولها ثم العمل الجاد لتحويل هذه الروية الي برنامج سياسي يخاطب قضايا الجماهير، ويلبي طموحاتها أخذين في الاعتبار المتغيرات العميقة التي حدثت في بنية المجتمع السوداني, وكذلك المتغيرات الاقليمية والدولية وليصيغوا استراتيجية لعقد التحالفات الصحيحة مع القوي الوطنية الديمقراطية علي أساس برنامج التجمع والذي يشكل حلاَ واساساَ جيداَ لبرنامج انتخابي بعد تفصيله ليصبح مشروعاَ وطنياَ لقوي التجمع والقوي الآخرى التي تؤيد برنامجه مثل حركة حق وحزب المؤتمر. فهذا هو سبيلنا الوحيد لهزيمة مشروع الهوس الديني الذي جاءت به الحركة الاسلامية, وهذا هوالسبيل الوحيد لخلاص شعبنا الذي اصبح عارياَ, جاهلاَ, مريضاَ, مسجوناَ, ومذبوحاَ علي أيدي فئة ضالة فاسقة. ولتكن البداية فتح حوار عريض وعميق بين الاتحاديين حول أزمة الحزب ومشكلاته المسكوت عنها وممارسة النقد الذاتي الذي لن نتقدم من دونه فالوقت يمر والانتخابات على الابواب ولم يعد مقبولاً أن يكون حزبكم بهذه الحالة ينحدر ويتدهور وأنتم على الناصية تقفون وعلى المأساة تتفرجون ومن الله التوفيق