سؤال : كيف تتذكرون الوطن ؟؟ ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 09:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2007, 07:42 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
سؤال : كيف تتذكرون الوطن ؟؟ ...


    سؤال: كيف تتذكرون الوطن؟؟....

    من وقائع الهوان، التي تعتيرني، في الغربة، ملكة "التذكر"، كيف أتذكر وطني، كيف تتذكرون الوطن؟؟، أحس بأنها ملكة ناقصة، ضيقة، إضيق من إطار الوطن، ناهيك عن جوهرة، لا تخزن ما جرى، كل ما جرى وغاص في الماضي من احداث وانفعالات، كما ينبغي، كيف اتذكر الوطن كله، صورته، ذاته، جلاله، فالذكرى قوى دفع، لسهم الزمن من الماضي للحاضر، للغد، ينسج الغد، من حرير اليوم والأمس، بل والأمس البعيد، ومن هنا يأتي الاعتداد بالتراث، والأطلال، والأيام السالفة،...

    صورة وطني في ذهني باهته، أحس بأن مرآة التذكر لم تعكس حقيقته، جوهره، كما ينبغي، حين تعجز عن عكس صورته "كماهو" ... هانذا اتذكر الوطن، الخرطوم، لا... الحركة الوطنية، لا، طفولتي، .... اخواتي... أريد صورة في ذهني تصهر كل شئ، تصهر التاريخ مع الحياة ، مع والفرح والمجد القديم والاخفاق، صورة تجسد معنى الوطن، صورة تعيد لي (الماضي)، كما أحس بالحاضر، بل أبهى، وقد ابتعد عن أرنبة الأنف، كي يرى بصورة صادقة، ومحايدة، وتحليلية، كي أحس به، ليس على مستوى الحاضر، بل الآن، كيف حال وطني، كله، أهله، النائم منهم، والصاحي، الحرامي، والبسيط، أحاول تقمصهم، الاقتراب من ذواتهم، بل أكون هم، وهيهات، تفر الذكرى، ويفر الخيال، ويتركوا الذهن حزينا، منكسراً، عاجزا...
    أحيانا، أحس بأن ذكريات الطفولة أكثر انصافا، وقربا من قلب "مفهوم الوطن"، وشاعريته، أحس بأني والوطن شئ واحد، نبض واحد، في الصحراء، كما في الغابة، لي علاقة حميمة، وجدلية، مع دينق، مع آدمو، مع الشرق، مع أمي، مع احلام المتصوفة، وقدراتهم في بلوغ الاستحالة "الواقعية"... مع أحلام الطفولة، والتي كانت تتخذ شكل الممكن، والمقدور عليه، قبل أن تسافر للاستحالة، و(ياخي مستحيل)، حين مضى "الاكسير"، وخاتم المنى، بعيدا، عن متناول القلب الطفولي العظيم..

    أحيانا، أحاول التحايل على التذكر، فأشغل اغنية وطنية، مثلا (معبد القدسي، وداعا، بصوت حنان النيل)، أو أنا سوداني "للعطبرواي، وأحيانا، (وطن النجوم، حدق اتعرف من أنا)، لا أكذب، تجعل الاغنية صورة الوطن قريبة من التصور الحقيقي للوطن، تغدو احاسيسي شبه ناضجة عن الوطن، بل يحصل سكر موقت بكيان الوطن، وحبه، كل ذلك تحت ضرب طبول الاغنية، ولحنها ومعانيها، ولكن ايضا تفشل، في عرض صورة الوطن في الخيال كما هي، أنحن نتصور اشياء ضامرة، بعيدا عن الأصل، أنحن نتصور أوهام،..

    أحس بأن عملية التذكر أكبر من صور ذهني الحاضرة، التذكر إدراك لقوى فكرية وروحية ونفسيه، تصيغ جينات خيالي، وقدرة حواسي على تمثل الماثل، وهضمه، وتوظيف " قوى دفع الماضي"، كي اجري مع تيار "وعي الماضي"، وعثراته، وهفواته، و"بركته"... كما هو، وليس كما يتراءى لي..

    شلال الزمن يمضي، في طريقه القديم، نحو الغد، والغد ينسج في غياب "جزئي لعيون الحاضر، والماضي"، هناك من يرون ذلك، ولهم الحق (لا انكر شئ على الإطلاق)، بحواس كل يوم اشك في قدراتها، وجهلها، وعلى رأسها (ملكة التذكر)، أو قل غريزة التذكر..

    قرأت، وشاهدت بعض المحاولات "الدينية، والعلمية"، لاستدعاء الماضي "مثل التنويم المغناطسي، أو الخشوع، أو جلسات التأمل"، كي ترى شريط نفسك (في كل حيواتها، وماضيها العريق)، امامك، متخذا من وصية العالم/العارف "من لا يعرف من أين جاء... لا يعرف إلي أين يسير"، ...

    من أين جئت.. (ماهي رسالتي)، التي أرسلت لجلبها من دكان الحاضر والمستقبل، أذكر في طفولتي بأني كنت كثير النسيان، حين أرسل لجلب (الباكنبودر)، فأنسى الأمر، وأعود للبيت بشئ غيره، أو ألعب في الشارع، وقد (نسيت مهتمي)، تماما....

    والآن، نسيت رسالتي، لم أعد أذكر شئ، (وإن كان هناك حنين داخلي، أو قل ضوء، بل صوت يحثني للمضي لذلك الشي، والسهر على اكتشافه)، ولذا تجي ممارسة الكتابة، كمعراج لذلك الشئ الخفي...

    نعم اذكر اشياء عن وطني، خارطته كالقلب، مجده، رجاله البسطاء، ولكن الصورة في ذهني ناقصة ناقصة مبتورة، مشوهة، (ليس تشويه سياسي معاصر)، أقصد مفهوم "الوطن"، كتجلي في النفس، كما تتجلي عبقريات آخر في الحس والتذوق، على خارطة الجسد..
    نموذج، حاليا أحاول تذكر (أخي الراحل)، عبدالعزيز، شخص فريد، صوته، بشاشته، حبه الاصيل للادب، نقاشي معه عن الروس، والفرنسين الجدد، آلان روب، وبورخيس، ولكن الصورة شائهة، هذا ليس آخي، أقصد في ذاكرتي، كم ناقصة هذه الملكة، كيف اطورها، حتى أرى أخي كما هو، بل كما اشتهي، أهي الجنة، حين تتعالى ملكة التذكر، وأختها ملكة الخيال..
    تجربتي مع التذكر، تتخذ ايقاعات مختلفة، من وقت لآخر، حينا، يبدو الوطن كله، ماثلا في تلك الصورة الذهنية، بصورة من الصور، وحينا تبدو المعاناة لوحدها، وحينا يبدو شكل طروب، فكيف استخلص من هذه الصور، صورة الوطن، وهذا يقود للمعضلة الكبرى (الواقع كما هو، والوعي به)،..... وهنا تتدخل الحواس كمعيار...

    كان الله في عوني، غير قادر على تذكر الوطن، على الإطلاق.. لا اكذب، هناك فترات صغيرة، أضيق من (الفيمتوثانية)، بل بكثير، أحس بومض ما، بصورة للوطن كله، كله، ما كان وما سيكون، ولكنها صورة ذهنية اسرع من البرق، تمر، تاركه خلفها حيرة كبرى، ودهشة أكبر، وليس قادر على اجترارها، وإعادتها لإطار الذهن، كي أتأمل صورة وطني..

    اغرب الاشياء، ان الجينات تتذكر طريقها، فالانف تم تشكيله، والساق، والجمجمة، بخريطة سير واضحة، من الحيوان المنوي والبيوضة، وهكذا سارت تلك الجينات، سواء في ظلمة الرحم، أو خارجه، حتى اكتمل الشكل الإنساني المعروف، وقد نفذت الجينات الوصية، وسارت في خريطة طريق تعرفها هي، رسمتها اقدار ووقائع قديمة، قديمة (لا أذكرها، كحال وطني اليوم)..
    تذكر امي، روحها "ذلك الدفء العظيم"، ولاشك صنو التذكر هو الخيال..
    كيف اتخيل وطني، هناك خيالات كبرى "سياسية"، ودينية، وفكرية، فنقد يتخيل السودان المقبل، وكذا الشهيد جون قرنق، وكذا الاستاذ محمود، وكذا الصادق، والترابي، الجميع يتخيل الوطن (بريشة وأقلام مغروسة في عقولهم، وقلوبهم)... للخيال علاقة جدلية بالتذكر، بالذكرى، بتاريخنا القديم كله، بوقائع الحياة الماضية، ....

    تمارين التركيز، محاولة ترك الذكرى تسير بيدها، كما هي، تعتني بنفسها، كسحابة في سماء الخيال...

    بربكم، كيف تتذكرون الوطن، وهل الصورة عندكم كاملة، وواضحة، وجلية، بحيس تحسون بالمريض بالمستشفى، وتحسون برمال الصحراء، وتحسون بالاشجار المحيطة بجوبا ورمبيك، وبالمقابر، وباللذة المحرمة ببيوت العاهرات، وبأنفاس الذكر في خلوات الثلث الاخير، أي تحسون بالوطن كله، ما كان وما سيكون، أم أن ملكة التذكرة ضامرة، مثلي..

    أم الصورة شائهة، مثل صورتي، ومبتورة، ومع هذا اتكلم عن "معنى الوطن، وسره، و دفقه، وغده الباسم"..

    فعملية التذكر، على مستوى الوطن، أو النفس، تجلي الكثير من الغموض للنفس واننفعالاتها، وخجلها، وقوتها، فصدى التربية ينعكس على مرآة اليوم، بصورة من الصورة..

    كيف اتذكر وطني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كما هو... وليس كما يتراءى لي...


    خواطر كتبت صباح اليوم، وعلى عجل، وبدون مراجعة، وأنا أحاول تذكر وطني كله، وليس صورة من هنا، وهناك،... وأحسست بالعجز، تماما...26/7/2007م
                  

العنوان الكاتب Date
سؤال : كيف تتذكرون الوطن ؟؟ ... عبدالغني كرم الله بشير07-26-07, 07:42 AM
  Re: سؤال : كيف تتذكرون الوطن ؟؟ ... adil amin07-26-07, 08:13 AM
    Re: سؤال : كيف تتذكرون الوطن ؟؟ ... عبدالغني كرم الله بشير07-30-07, 09:47 AM
  Re: سؤال : كيف تتذكرون الوطن ؟؟ ... قرشـــو07-26-07, 08:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de