على القنصلية السودانية العامة بجدة إثبات العكس...!!!

Quote: اليكم لذوى الحقائب الدبلوماسية ..!! ** ما أن تطأ قدميه صالة المغادرة الا ويلتفت فؤاد المغترب السوداني الي أرض الوطن محدقا فيها ومن عليها ناسا وأحوالا، وهكذا يبقى حال فؤاده محدقا الي أن يصعد الجسد طائرة أو باخرة راحلة به ، تاركة الفؤاد في حال التحديق في الأرض والناس والحياة هنا .. وتهبط الطائرة هناك أو ترسو السفينة ، يهبط منها الجسد ثم يدخل الي المدئن الغريبة حزينا محروما من فؤاده الذي يظل هنا محدقا في الأرض والأهل والأشياء .. ربما لكل الناس ، ولكن لأهل بلدى ريادة في الارتباط بديارهم وقضايا أهلهم، ريادة لا تخطئها عين، تتجلى في روابطهم واتحاداتهم وجمعياتهم ، في تلك الكيانات يجدون وطنهم البعيد عن أعينهم ، وبتلك الكيانات يصنعون حب الوطن والأهل والقيم ، حبهم لوطنهم يظهر في ترابطهم وتآلفهم ، وحبهم لاهلهم يظهر في تراحمهم و تواصلهم ، وحبهم لقيمهم يظهر في تسابقهم بالأموال والأفكار الي ما فيه خير آلهم وذويهم .. هكذا السودانى أينما يكون حين يخرج - مكرها - باحثا عن الكسب الحلال ...!! ** نعم لكل قاعدة شواذ، ولكن التاريخ يشهد بأن الجالية السودانية كانت ولا تزال هى نموذج الطهر والنقاء في كل مدائن العالم حتى ارتقت الي درجة أن تضرب بإخلاصها ووفائها الأمثال والحكم ، حيث ظلت تزين جيد المنافي بكريم الخصال المستمدة من قيم شعب وطنه ، وكانت ولا تزال خير سفير لوطنها وشعبها ، تمثلهما خير تمثيل ويتشرفان بتمثيلها ، لم تخطئ جالية سودانية ما في مكان ما وزمان ما في حق وطنها ولم تسئ لكرامة شعبها .. هكذا أبناء وطني بمختلف ألوان طيفهم السياسي والثقافي، ويكفى أن يكون أحدهم سودانيا في الغربة فتطغى سودانيته على حزبه وقبيلته ، وبهذه السودانية اجتمعت قلوب السودانيين في الغربة على قلب رجل واحد ينبض بحب كل الوطن ، اذا اشتكى مدينة أو قرية في الوطن يتداعى لها سائر القلب بالقلق والحزن النبيل.. ويخطئ من يظن بانه يستطيع مصدرة حق القلق من قلب أبناء بلدي في الغربة ، ويخطئ من يسعى لمنع الحزن عن التوغل في نفوسهم، ويخطئ فادحا من يعمل لفصل مشاعر أبناء الوطن عن الوطن .. وهنا مربط فرس قضيتنا ..!! ** بتحفظ يقتضيه احترامنا لقوانين الآخرين نرسل لسفير ما - والعاملين معه - في بلد غير بعيد ، نرسل اليه رسالة مقتضبة فحواها .. السفير يجب أن يكون سفيرا للوطن وليس لحزب أو حركة أو جماعة .. ويجب أن يكون راعيا امينا لرعاياه وليس محرضا أو واشيا عليهم .. ويجب أن يكون حاميا لهم ومدافعا عن حقوقهم وليس قاطعا لمصادر رزقهم .. ويجب أن يكون لسان حال كل مواطن سودانى أبعده الفقر والحرب عن سودانه .. ويجب أن يتذكر أن المغترب السودانى أصيل فى قضايا وطنه ومؤرقات شعبه ، مساهما بالرأى ومشاركا بالمال والنفس اذا اقتضى الأمر .. اذ ليس من العدل الا يحزن اذا حزنت دياره ، والا يصرخ اذا صرخت دياره ، والا يفرح اذا وجد الفرح الى قلب وطنه سبيلا .. على السيد السفير والعاملين معه الا ينسوا أو يتناسوا بأن المغترب الذي يدفع لاحتياجات وطنه وشعبه ضرائبا ورسوما وتبرعا يحق له أيضا أن يساهم في احتياجات شعبه ووطنه بالفكر والرأى .. ومثلما يدفع مالا لوطنه يجب أن يدافع عن مواقفه الوطنية .. والحكومة لا تسقطها ندوة عابرة في بلاد بعيده تناقش قضية دارفور ، ولاتسقطها سرادقا في المنافى لتقبل العزاء في ضحايا كجبار ، ولاتسقطها جلسة سودانية في مقهى خارج الحدود تناقش الوضع السياسي الراهن ... هؤلاء يا سيدى اغتربوا عن آلهم وذويهم بحثا عن الرزق ، فكن لهم ( صليحا ) وليس عليهم ( رقيبا ) .... واذا دعتك قدرتك الى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ...والتاريخ الذي لايرحم يراقب و.... يوثق أيضا صحيفة الصحافة السودانية الطاهر ساتي عمود اليكم