|
|
 Re: 30 يونيو ليلة الأسى وانبثاق نهر الطغيان (Re: kofi)
|
كنا ليلة الخميس التاسع والعشرين من يونيو فى الاذاعة
خرجنا بعد منتصف الليل باتجاه ( الترحيل ) بعد ان قمنا بتسجيل برامج يوم الجمعة الصباحية ( صباح الخير ياوطنى ، المفكرة ، اصداء تسعة وتمانين )
المكان خارج الاستديو
كان محتشدا بناس يلبسون الزى العسكرى
يقفون فى جماعة ملتفين حول امر حديث ما
كان رفقتى الفنيين والمذيعين واستاذنا صلاح الفاضل
تساءلنا فى صمت عن هوية هؤلاء الناس الذين يجيئون ليلا فى للاذاعة ؟
لم نكن نملك اجابة بالقطع
فى الصباح ادرت مؤشر الراديو على اذاعة امدرمان لاتابع برامج كنا قد سجلناها ليلة البارحة
لم ياذن لى الجهاز ان استمع
تساءلت وشقيقى الذى لم تاته عربة الترحيل حيث كان يعمل فى قسم الاخبار وكان المفروض ان يكون فى الاذاعة الخامسة صباحا ( الافتتاح)
انتظرنا حتى حان موعد دخول احد الضباط الذى يبدو انه كان صغير السن ولم يكن يدرى كيف يتعاطى مع المايكرفون ، فصوته احيانا كان قريبا واخرى بعيدا
حتى كان ان حل من يفك ذلك الطلسم ويقول انهم جاءوا لانقاذ البلاد مما كانت فيه ؟؟؟؟
يوم السبت الاول من يوليو مضينا باتجاه الاذاعة جاءنا العميرى عليه الرحمة ومقولته الاشهر ( الناس ديل اخوان مسلمين ومافى زول عندو مصلحة انه المؤتمر الدستورى ما ينعقد الاهم وانا زاتى ماشى خالى ليهم البلد ) وخرج ولم نره بعدها الى الابد
كل يوم كما تفضلت نرى خللا كل يوم يزداد غبننا وكل يوم نرى انهيارا لا يعدله انهيار
فمن اين نبدا سيرة الانهيار؟
من معاهد التربية التى تم تجفيفها وتحويلها الى معسكرات للدفاع الشعبى ؟ ام من بخت الرضا التى انهارت ؟ وانهار معها التعليم ؟ من الجامعات التى غدت كالسيوبر ماركت ؟ فى كل زاوية ؟
من انهيار وزارة الاشغال الاكثر حيوية فى ترميم المبانى الحكومية والشوارع التى باتت كلما عبرت نقطة ماء تحولت الى بركة ؟ والوزارة بكاملها (الت) الى احد قادة المؤتمر الوطنى يفعل ما يشاء بدون رقيب او حسيب ؟ من اين نبدا ؟
من الاجهزة الاعلامية التى غدت اسما تجاريا مسجلا لهؤلاء الناس وتدنى مستوى الخدمات فيها والبرمجة والى اخره ؟
الرصد يطول والالم يحز فى النفس وكل يوم نزداد يقينا ان ما من انقاذ تم ولن يتم
بل انك تتحسر على اللغة التى حاولوا الى عربنتها فى الجامعات وفى المرحلة الابتدائية بادخالها بكثافة اضرت وتلك المرحلة التى تم ردمها الى الابد بتحويلها الى ثمانية فصول ليخرج التلميذ صفر اليدين من تعليم لا يعرف فيه حتى ابسط قواعد التعليم فى تلك المرحلة ؟؟؟
على صعيد اخر انظر الى اللاجئين والى تسميات جديدة دخلت قاموسنا ونحن الذين كان الواحد ان تم نقله من مدنى الى الخرطوم يعدها غربة ، الان انظر الى كم المهاجرين والى كم دولة تحولوا ؟
انظر الى الحروب التى نشبت والتى لم تكن الا مؤشرات والقائمة ستطول فى امر الحروب والاحتراب والسعى الى فصل هذا الاقليم وذاك
وسنرى تشظيا اكبر لو صار الامر بمعدله الراهن
ولا نملك سوى ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
سلمى الشيخ سلامة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست