|
|
 Re: رائد الأغنية السودانية محمد الأمين في حوار ساخن:الإعلام العربي مقصر ومبرراته غير مقنعه (Re: بكرى ابوبكر)
|
رائد الأغنية السودانية محمد الأمين في حوار ساخن:
الإعلام العربي مقصر ومبرراته غير مقنعه
حوار : سحر رجب
رائد الأغنية السودانية محمد الأمين
يعتبر الفنان الكبير محمد الأمين من رواد الأغنية السودانية الذي استطاع أن يضيف إلى كتاب الأغنية السودانية باعتماده على ثقافته الموسيقية, ومبدأ التطوير فى كل أعماله الموسيقية ، بالأضافة إلى إبداعه في العزف على العود واعتماد جميع فرقته الموسيقية على استخدام النوتة الموسيقية ، وتدرجه بالسلم الخماسي إلى السداسي والسباعي ، كما ينتمي الأمين إلى جيل الوسط الذي استطاع بجدارة أن يجمع بين التأصيل والتجديد فكان خير من طور الأغنية السودانية وكان معه هذا الحوار ....
* لأول مرة تغنى في الأوبرا رغم كونك رائد من رواد الأغنية السودانية . لماذا ؟
** هذا السؤال يسأل للقائمين على إدارة الأوبرا .. أنا بتردد على القاهرة منذعام 68 وحتى قبل المجيء إلى القاهرة كنا نستمع إلى ركن إذاعة السودان من القاهرة التي تحضر إلينا في الخرطوم وكان لديهم أستوديو في السفارة المصرية بالخرطوم وكنا نسجل لهم أعمالنا قبل أن تأتى إلى مصر ، وقمت بالغناء في أكثر من مكان .. مثل مسرح البالون ، ومسرح الجمهورية ، وكذلك في عدد كبير من الصالات الفندقية ، و الكازينوهات وكثير من الأفراح ولكن مسألة الأوبرا جاءت أخيرًا ، ورغم ذلك أنا سعيد جدًا بمشاركتي بالغناء في هذا المكان الراقي ، ويرجع الفضل لأبننا وصديقنا د. الفاتح حسين لأنه هو الذي أخذ موافقة الأوبرا بأن يشارك كموسيقى بأعمال موسيقية في هذا المهرجان منذ عدة سنوات سابقة ، ورأى أن يشارك معه مجموعة من الفنانين السودانيين واستطاع أن يقنع الأوبرا بذلك ، وشارك قبلي عدد من الزملاء مثل الفنان عبد القادر سالم ، والفنان أبو عرقي البخيت ، والفنان عصام محمد نور .. وأخريين ، وعدم مشاركتنا في الأوبرا وفى مناسبات كثيرة لها علاقة بهذه الجهات نفسها ونحن ليس لنا يد في هذا التقصير .
· هل جماهير الأوبرا تختلف عن بقية الجماهير التي تسمع لكم ؟
** مؤكد أن هناك فرق كبير بين جماهير الأوبرا وجماهير أي مكان آخر ، ففي الأوبرا يوجد جماهير أجانب بجانب الجماهير المصريين فهو مهرجان صيفي يقام كل عام ، أنا سعدت جدًا باستقبال الجماهير لي سواء كان في الأوبرا أو الإسكندرية أو قلعة صلاح الدين الأيوبي .
· يعتبر أنكم من رواد الأغنية السودانية ومن جيل الوسط .. جيل الستينات ، كيف استطعت أن تجمع بين التأصيل والتجديد ؟
** حقيقة الأمر عندما نقول جيل الرواد هو جيل قبلنا بكثير، ونعتبر أننا من جيل الوسط ، فعلا أنا بدأت نشاطي الفني في الستينات وهى فترة زاخرة في السودان بكافة الأنشطة الفنية والأدبية وحتى الرياضية ، وبدأت وكان لدي شيء من الثقافة الموسيقية ولا أستطيع أن أقول دراسة أكاديمية لأن المعهد الموسيقى لم يكن قد فتح بعد لأنه أفتتح في عام 1969م ولكن وجود الموسيقى العسكرية كان لها دور كبير في التطور الموسيقى وفهم الناس الموسيقى كعلم في السودان منذ الخمسينات ، كما درست النوتة الموسيقية من خلال علاقاتي الشخصية بالعاملين في الموسيقية العسكرية وبالتحديد في ود مدني في ذلك الوقت حيث كانت فرقة البوليس تسمى (موسيقى بوليس النيل الأزرق ) ومن خلال علاقتي بهم تمكنت من دراسة النوتة الموسيقية وبعد ذلك نلت شيء من الثقافة الموسيقية ، ومن المؤكد أن كل هذا كان له أثر ودور وإفادة فيما أقدمه من موسيقى وأعمال ، وأنني منذ البداية كان ديدنى وتفكيري والأشياء التي كنت أصبو إليها هو أن أقدم شيء يحمل سمات التطور بما أحمل ثقافة في هذا الجانب وأعتقد أنني إلى حد كبير نجحت في ذلك .
· الأغاني السودانية تعتمد على السلم الخماسي التي نستصعبها قليلا ولكن نتفاعل مع أغانيك بشكل جيد ؟
** هناك خلط بين الإيقاع والسلم ، الإيقاع هو الزمن أي الرتم ، والسلم يتعلق بالنغم .. وفيما يتعلق بالسلم الموسيقى فأغانينا وموسيقانا مميزة نظرًا للخلط الموجود في شعبنا السوداني الأفريقي العربي لأننا عندما نتحدث عن شعبنا .. نقول إننا شعب أفريقي عربي وهو خليط بين هذا وذاك ليس المهم مَن الأول ، وهذا الخليط له تأثير بالجانب العربي في كل مجالاتنا الحياتية فأصبحت موسيقانا فيها الخليط من العروبة والأفريقية ، الأفريقية طاغية بعض الشيء ، وهذا وضعنا في السلم الخماسي ، وأعتقد أن السلم الخماسي ليس طابع للموسيقى والأغنية السودانية بدليل أنني تدرجت في السلم إلى أن قدمت الأغاني إلى سلم موسيقى كامل ولم تخرج عن الطابع ولكن تطورت ، لأنني كما قلت منذ بدايتي أسعى إلى التطوير وأعتقد أنني نجحت في ذلك . وبالنسبة للإيقاع السريع في السودان هو موجود أصلا في أغانينا وموسيقانا منذ أن عرفنا الموسيقى والغناء .. وهذا يدل على الأثر الأفريقي الموجود عندنا منذ بداية الغناء في المرحلة التي تسمى «حقيبة الفن» عندما كان الغناء لا تصاحبه الآلات الموسيقية ويصاحبه الرق والإيقاعات والاعتماد على الصوت فقط ، وكان هناك الأغنية الخفيفة والأغنية الكبيرة وكانت تسمى الثقيلة والخفيفة واستمرت إلى أن دخلت الأغنية الحديثة ودخلت الآلات الموسيقية إلى السودان ، وحتى الآن النوعان موجودان ، وعندما غنيت أغنية «سوف يأتي» في الأوبرا وهي أغنية كبيرة ذات مقاطع وموسيقى بين كل قبليه وقبليه ، وهي باللغة الفصحى تدل على الأثر العربي ، وبينها الأغنيات الخفيفة الأخرى لأنهها يمشيان مع بعضهم البعض .
*وما علاقة الإيقاع السريع الذي يكمن في الموسيقى العربية بالغناء العربي والمصري؟
** و النغم وعلاقته بالإيقاع السريع في الغناء كانت قريبة وهو ناتج عن التأثر بالموسيقى الغربية وهذا موضوع كبير لأن التأثر والتأثير موجودة في الصياغة اللحنية ونحن لا نفتكره تأثر بقدر ما هو تخلي عن الغناء العربي السليم وهذا في رأيي غير مقبول ونجد عند المصريين والعرب التخلي عن الأغنية الكبيرة بشكل ملحوظ وتقديم الأغنية الخفيفة وحدث ولا حرج الكلمات والألحان الخفيفة .. أما بالنسبة للسودان المسألة تختلف منذ زمن بعيد لأن الملحن أو المغني السوداني يغني أغنية كبيرة ويلحن أغنية خفيفة ، والأغنية الكبيرة التي يسمونها في السودان كسرة لا بد أن تلازم الأغنية الخفيفة وهي مربوطة بها .. وبعد ذلك انفصلت الأغنية الخفيفة وأصبحت قائمة بذاتها ، والكبيرة تنقسم إلى قبليهات مختلفة قد يكون بينهم قبليه ذات إيقاع خفيف .
· كثير من النقاد يطلقون عليك عازف العود من الطراز المبدع بل المدهش ، وأشاد بك نصير شمة العازف العراقي إشادة قوية .. هل هذا جاء من دراسة أم موهبة أم حب؟
· ** كل هذه الأشياء استفدت منها من إخواننا في موسيقى النيل الأزرق آنذاك، وقد تعلمت النوتة الموسيقية ، كما تعلمت العود على يد أخ وصديق ، والإضافة التي أحدثتها بما لي من دراية من الموسيقى والسلالم والنوتة ، هذا أفاد في مسألة التمرين بوضوح جدًا على مستوى العزف على الآله ، لأنه كلما كان التمرين يأخذ ساعات طويلة من الزمن كان الشخص في مستوى أحسن خصوصًا إذا كان مبنيًا على شيء من الثقافة وأثناء ما كنت في ود مدني كنت أراسال بعض المعاهد في القاهرة ،واستفيد من الكتب حول الموسيقى العربية ، وكذلك نوتة أغنيات تأتي من القاهرة للفنان عبد الوهاب وأم كلثوم ، وكنت أحرص على الذهاب للخرطوم لاشتري بعض النوتات لبعض الفنانين المصرين الكبار وكنت أخذها وأتمرن على الأداء وهذا أدى إلى رفع مستوى أدائي .
· هل يعتبر الغناء مع العزف على العود مجهودًا مضاعفًا بالنسبة لك ?
· * موضوع الآلة الموسيقية مهم جدًا أن الشخص يتمرن عن دراسة وعلم ، لأن في مجال الغناء الموهبة وحدها لا تكفي ، لأن الموهبة مهما كانت محدودة ،والدراسة والثقافة الموسيقية تقوم بعمل ثقل لهذه لها إلى حد كبير جدًا وهذا ما حدث بالنسبة لي.
· هل فرقة محمد الأمين هي الفرقة الوحيد التي تعمل بالنوتة ؟
** معهد الموسيقى منذ أن بدأ سنة 1969م وتحول من معهد إلى كلية للدراما والموسيقى فقد تخرج عددًا كبيرًا جدًا من الموسيقيين من هذه الكلية ، وأصبحوا قادرين على قراءة النوتة الموسيقية ، ولكن ليس عددًا كبيرًا من الناس يتعاملون مع النوتة .
* غنيت بالخليجي « ناعم العود » ماذا كان وراء ذلك وهل هناك رغبة في أن تغني بالخليجي مرة أخرى؟
** غنيت «ناعم العود» لأول مرة في قطر ، وكنت أريد أن أقول للخليج نحن كسودانيين لدينا القدرة على الغناء لغيرنا، ونجحت الأغنية في الخليج كما نجحت أيضًا في السودان ، وكانت لدى رغبة أن ألحن «ناعم العود» لأنها من الأغنيات القديمة في الأغنية الخليجية والأغنية القطرية بالتحديد وجاء ذلك أثناء زيارتي في قطر رأيت أن أغني أغنية خليجية وأعجبت بـ «ناعم العود» وغنتها ولاقت قبولا كبيرًا. وفي الحقيقة أنا معجب بالأغنية الخليجية منذ فترة وأعتقد أن هناك علاقة بين الأغنية الخليجية وموسيقاها والغناء في السودان خصوصًا فيما يتعلق بالإيقاعات .. فهناك بعض الإيقاعات في السودان مثل إيقاع توم توم ، وإيقاع آخر يخرج من شمال السودان يسمى الدليب ونفس هذه الإيقاعات نجدها في الأغنيات الخليجية وهذا رابط حقيقي بين الأغنية الخليجية والأغنية السودانية ، كما أعجبت ببعض الفنانين الذين لهم أثر ودور في تطور الموسيقى والغناء في الخليج ومنهم أبو بكر سالم ، د. عبد الرب إدريس وآخرين وكنت آمل في أن ألحن أغنية خليجية وهذه الفكرة لم تنفذ حتى الآن وأتمنى أن أقوم بتنفيذها قريبًا .
* بالنسبة للغناء العربي أو المصري سمعنا أنك غنيت لعبد الوهاب هل هذا صحيح ؟
** قديمًا غنيت في إذاعة السودان جزء من أغنية « هان الود» لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ، واستمع لأم كلثوم وأنا من محبيها وأعتقد أن الاستماع لأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الذين يعتبرون من عمالقة الغناء في مصر ،فقد كان نوع من الثقافة الموسيقية بالنسبة لي ،ولكن لم أغني أغنية مصرية يسمعها الناس ولا أدري ما السبب ؟ كما استمع لسيد درويش وأحب أغانيه جدًا وكل المغنيين القدامى مثل صالح عبد الحي ، وأستمع للسنباطي سواء كان الأعمال التي غناها بنفسه أو غناها للآخرين ولكن لم أغني أغنية مصرية كاملة ولا أعلم ما سبب ذلك ،ومن المحتمل أن أغني الفترة القادمة .
* كثير من الفنانين السودانيين يقول إن الإعلام المصري يظلم الفنان السودان هل بالفعل الإعلام المصري مقصر أم أنتم مقصرين أيضًا ؟
** والله نحن لم نقصر أبدًا نحن نأتي إلى القاهرة ، ونغني ونشارك كما شاركنا في الأوبرا ،ومجيئك مشكورة لعمل لقاء معي وهذا في حد ذاته نوع من التواصل وكشف الأشياء للقراء ، وأعتقد أنه ليس الإعلام المصري فقط المقصر ولكن الإعلام العربي عمومًا مقصر في حق الغناء والموسيقى السودانية .. وفي المكتبات الإذاعية والتلفزيونية للإعلام العربي أغنيات كثيرة للسودان ، وكثير ما ذهب معظم الفنانين إلى الخليج ، فمثلا أنا ذهبت إلى قطر والكويت والإمارات ، وفي إذاعات كل هذه الدول وتليفزيوناتها أغاني سودانية سواء بالنسبة لي أو لفنانين سودانيين آخرين ، ولكن لم تجد حظها في البث ، وحتى بالنسبة للإعلام المصري نفس الشيء ، ولا تجد حظها حتى في إذاعة صوت العرب على أنها إذاعة أنشئت لكل العرب ، ولكن المساحة الممنوحة للموسيقى والأغاني السودانية ضعيفة للغاية ، فمثلا بالأمس أذيعت أغنية سودانية في إذاعة صوت العرب وهي «إزيكم» وهي أغنية منذ الخمسينيات للفنان سيد خليفة وهذه مشكلة الإعلام معنا، لأنه لا يمكن أن نعبر عن السودان بأغنية واحدة مثل «إزيكم» مع كامل تقديرنا للفنان المرحوم سيد خليفة الذي كان له دور وأثر فعال لانتشار الأغنية السودانية ولكن ليس سيد خليفة فقط المعبر عن الأغنية والموسيقى السودانية منذ الخمسينيات .. هذه هي مشكلتنا مع الإعلام المصري ولا نعرف سبب لذلك .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Elmosley
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست