على باب الأمل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عزاز شامي(عزاز شامي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2009, 00:41 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على باب الأمل

    ....


    حلمت بالعام الجديد مقبلا نحوي يحمل ابنائه الاثني عشر بين يديه، سألني ان أردت تسمية أحدهم و رجوته ان يكون اول شهر فيه (الأمل) و وآخر اشهره (أمل جديد) وما بينهما باسماء الزهر ... ضحك وقال، كل أمل جديد ... و الزهر ينبت على حواف القلوب المحبة، فاحبي ينبت الزهر بلا حاجة لاشهر الربيع أو المطر ...

    ....

    ركض (الأمل) نحوي فاردا ذراعية، و في منتصف المسافة بيننا، تعثر بجثة طفل صغير، لم يبدو مقتولا، لم يبدو متألما، بل كان غافيا في قيلولة ستمتد به بعمر الكون، ، تراصت جثث اكثر فأكثر وسدت الطريق، أزاحها (الأمل) بيديه و بكينا بصمت، فما نحن سوى شاهدين على القتل وكلانا قتيل برسم الانتظار، يقتلني الظلم ألف مرة و يقتله دنو الشهر الذي يليه، فليس كل القرب دفء، والأقربون أقدر على قتلك برفق ...


    ...

    هل هي البداية لما هو اسوء؟ هز العام رأسه و قال: لم يخلق عام يخلو من قتل بعد، العيب ليس فيني، بل في من يلطخ رزنامتي بالدماء!

    ....

    اخبرني ... ماذا تخبئ لي في جيوبك؟ هل سأسافر لتلك النجمة التي حلمت بها سنوات طفولتي؟ هل سيغرد العصفور يوما على الغصن المقابل لغرفتي؟ هل ستعود امي صبية تشهد كهولتي و تلملم ما تبقى من شبابي وتزرع قبلاتها على وجنات صباحي؟ هل سيحل بنا طوفان يغسل وجه الأرض من الشر ؟ هل ستنبتُ سفن نوح تحمينا ؟ هل سيعود وطني (وطنا) لي من جديد؟ و اليتامى يا عام، هل في عبائتك أحضان تكفيهم؟ اخبرني عن حال الفقراء خلال ايامك المقبلة، هل في جيوبك عملات معدنية تكفي لمكالمة واحدة مع الحظ؟ هل في جيبوك رحمة لقلوب قُساة؟ و المرضى يا عام، هل سيغادرون الاسرة معافين أم نبدأ في تملق القدر من الآن؟ و العجائز يا عامي الجديد، من ستطوي منهم في جيبك؟ احلفك ألا تمس ايام نصبك امي، خذ اي ايام قُدرت من فرحي و ابن بها سدا بينها و بين التعب، حلفتك بالشمس، حلفت برب الشمس، حلفتك بمجرى الرياح و المطر! لا تتعبها، لا تمد ساعاتك على جسدها الحبيب، خذني و اطوني في ساعاتك و دقائقك و اتركها تتوسد قلبي ...

    ضحك و قال: لست آلهة بل مخلوق مثلك ، لست سوى دهر يمر و يمضي و يشهد عليكم، يشهد على ما قدمتم، لست سوى اناء يحويكم، يحوي افعالكم و ردود افعالكم على سطح الزمن، صفحة بيضاء ترسمون انتم عليها ما تريدون أو ما انتم مسيرون له، الامر سيان لي، فالكأس تحوي الماء و السم الزعاف فلا تروى ولا تموت ... الانسان سفينة نفسه يا عزيزتي، والطوفان لم تغض مياه منذ ولن تغيض مالم نهزم الشر الساكن في الزوايا، بداخل كل انسان نوح يبني سفينة نجاته من واقع لا يطاق، انظري حولك! بات العالم مرسى للقوارب!

    بكيت من جديد ... و مد العام يده و مسح رأسي و أراح ما تبقى من (الامل) بيننا ، وسكب لي كأسا من لحظات بلا قاع مرت بي يوما تجرعتها مرة و ارجعت منها كأسي وحلاوة القوة تتسرب روحي و تنبت لي اجنحة من نور. نظرت اليه وسألته: هل ما هو آت كما مر بي؟ هل سيكون انعكاس مرايا مكسورة؟ تشبثت به و العبرة تخنقني، فقد مللت الحزن و التعب و النهوض من الانكسار، و من المران على الركض على الاشواك، بل مل الشوك مني و بات ينبت طوليا على الجدران ...ما عادت لي قدمين تحملاني، لم يتبقى مني سوى قلب و عينين .. هل سأظل اتألم إلى ان يضمني الطين الأبدي؟

    نظر لي مليا، وفي عينيه انعكاس الشمس، و عاد و مسح على رأسي و نثر لحظات سعادة نبتت في مسامي يوما، وعادت بي الذكرى هناك، حيث ولدت، ومت، وولدت من جديد مئات المرات و بعثت اكثر (انسانا) من قبل ...

    عدت و سألته: هل سأبعث من جديد في أرض تعرفني؟ هل سيحملني رحم يشبهني؟ ضحك و قال: انت رب تلك اللحظات، ولا احمل معي إلا ثمار ما قدمت، انا كحمام زاجل يحمل ما ارسله المُرسل، و انت المُرسل و المُستلم، لا أحمل لك إلا ما أردت انت في اعماق روحك، ليس لي إلا أن استجيب لاصدق دعواتك، و لرجاء دموعك الحارة التي سكبتها يوما في انتظار انتهاء عامك الماضي ... هل (انا) (أنا)؟ ما عدت أعرفني يا عام! ايني مما كنت في أوان اخوتك؟

    انت انت، ولكن بت أكثر ادراكا لـ (الأنا) العليا، أكثر حسما، بت تصغين لصوتك الداخلي يا عزيزتي، بت مؤمنة بـ (انت)!

    احبي، اعشقي، ادركي (كنه) الاشياء، توحدي و اتحدي، وعودي و انفصلي بحثا عن ايقاع كوني يخصك وحدك، ارقصي متى ما شئت، و ابكي متى ما شئت، و اطلق الضحكات رسلا متى ما شئت... تحرري منك، من طوق مدنية لم تنفع احد من قبل، اختاري رمزا من الطبيعة و تشبهي به، كوني نهرا! اطمئني لنفسك، واطردي الخوف ببخور الامل، واشعلي الشموع في امسيات وحدتك و راقبي مئات الظلال التي تشبه اُناس ظلال، فالظل أكوان أخرى! وفي نهاية الشوق اطفئيها واحدة تلو الأخرى بمهل، و اتركي عبقها يهدهدك حتى تنامي ...

    لا تتعجلي النهايات يا صغيرتي، فهي آتية لا محالة وإلا لما كانت نهايات، ارمي مرساتك في أقرب شاطئ، فالشواطئ تتشابه و الانسان جوهر الاختلاف، انسابي كنهر على اليابسة يسيرك قطب في منتصف مسافة ما تعنيك وحدك، لك وحدك نقطة مركز لا يشارك فيها إلا نصفك الذي سيلتقيك في منتصف المسافة لمركزكما، لا تتعجلي ولا تتلكئي، كوني (انت) فقط، انسابي، تدفقي، و مري على الاحجار الملساء بسلاسة، لا تجرفيها في طريقك كي لا تثقل سيرك، مري حولها أو فوقها أو من خلالها كيفما اتفق ولكن لا تحمليها معك، اروي العشب و انسكبي في جداول على اطراف مجراك و اروي اي حياة تمري بها، اروي عصفورا، أو شجرة، او رطبي حجرا مل الجفاف، اروي الأرض، أروي الطين و ردي الدين و صلي الرحم ... اعطي جزء منك لكل ما تمرين به فالعطاء خلود و المنع يورث الفناء، انت غنية بقدر ما تبذلي لا بقدر ما تمسكي، فالنهر لا يمسك ماءه عن الجريان، أرِوي و أَروي ... وارمي ما علق بك من عشب وحصى في بحر كبير،و عودي و اجري نحو نقطة مركز أخرى ...

    كوني ما لم تكوني في عمرك الماضي، و أطوي صفحة ما كنت يوما ولن تكونيه مجددا لانك تعلمين مالم تعلميه حينها ...

    عيشي!

    ....

    و غادرني حلم العام،
    و بدأت يومي بنشرات الأخبار تصفع وجهي بجثث الصغار! واغتسلت في حضن امي من يأسي،
    وغادرتها في غصة، و حسرة اليتامى، الثكالى، الملكومين، العرايا، المقهورين تملأ شقوق روحي ملحا...
    وبدأ العام، وبدأنا صلاة انتظار جديدة و سجود قد يطول ... وقد نجلس منه على عام آخر يجرجر آمال تبحث عن مشترين!

    ولكني سأعيش، سأكون، قبل ان يطرق الموت الكبير بابي!


    (عدل بواسطة عزاز شامي on 01-07-2009, 00:46 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
على باب الأمل عزاز شامي01-07-09, 00:41 AM
  Re: على باب الأمل بدر الدين الأمير01-07-09, 00:54 AM
    Re: على باب الأمل عزاز شامي01-07-09, 08:36 AM
  Re: على باب الأمل mamkouna01-07-09, 01:20 AM
    Re: على باب الأمل عزاز شامي01-07-09, 08:40 AM
      Re: على باب الأمل عماد محمود علي01-07-09, 08:55 AM
        Re: على باب الأمل عزاز شامي01-07-09, 12:11 PM
      Re: على باب الأمل Ishraga Mustafa01-07-09, 08:57 AM
        Re: على باب الأمل عزاز شامي01-07-09, 12:53 PM
    Re: على باب الأمل بدر الدين الأمير01-07-09, 09:14 AM
      Re: على باب الأمل عزاز شامي01-08-09, 10:03 AM
  Re: على باب الأمل انعام عبد الحفيظ01-07-09, 08:51 AM
    Re: على باب الأمل نجوان01-07-09, 09:12 AM
      Re: على باب الأمل عزاز شامي01-08-09, 10:12 AM
    Re: على باب الأمل عزاز شامي01-08-09, 10:05 AM
  Re: على باب الأمل مدثر الشبلي01-07-09, 09:45 AM
    Re: على باب الأمل Baha Elhadi01-07-09, 10:21 AM
      Re: على باب الأمل عزاز شامي01-09-09, 11:29 AM
    Re: على باب الأمل عزاز شامي01-08-09, 10:07 AM
  Re: على باب الأمل Adil Osman01-07-09, 10:32 AM
  Re: على باب الأمل azhary awad elkareem01-07-09, 11:54 AM
    Re: على باب الأمل khaleel01-07-09, 11:59 AM
      Re: على باب الأمل عزاز شامي01-10-09, 05:50 PM
    Re: على باب الأمل عزاز شامي01-09-09, 04:49 PM
  Re: على باب الأمل محمد كابيلا01-07-09, 12:34 PM
    Re: على باب الأمل زهير عثمان حمد01-07-09, 12:54 PM
      Re: على باب الأمل عزاز شامي01-11-09, 07:16 AM
    Re: على باب الأمل عزاز شامي01-10-09, 05:56 PM
  Re: على باب الأمل تيسير عووضة01-08-09, 11:04 AM
    Re: على باب الأمل Omayma Alfargony01-08-09, 11:59 AM
      Re: على باب الأمل ابو جهينة01-09-09, 12:42 PM
      Re: على باب الأمل عزاز شامي01-12-09, 02:10 PM
    Re: على باب الأمل عزاز شامي01-12-09, 08:50 AM
  Re: على باب الأمل عزاز شامي01-09-09, 04:45 PM
  Re: على باب الأمل طارق جبريل01-09-09, 05:35 PM
    Re: على باب الأمل عبدالغني كرم الله01-10-09, 08:51 AM
  Re: على باب الأمل DKEEN01-10-09, 12:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de