حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جورج بوك(Deng)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2009, 10:08 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3

    حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3



    الدكتور فرانسيس مادينق دينق، المفكر السودانى و الروائى العالمى، شخصية غنية عن التعريف. ذهبت اليه فى مكتبه بالامم المتحدة فى نيويورك حيث يعمل ممثلاً للامين العام للامم المتحدة ممسكاً بملف الحماية من التصفية العريقة و القتل الجماعى حيث يقع مكتبه المطل على البحر فى الطابق السادس فى مقر مكتب الامم المتحدة بنيويورك. سألنى عما اذا كان بإمكانه الحديث بخليط من اللغة العربية و الإنجليزية و أخبرته بانه لا مانع لدى اذا شعر بانه يفضل الحديث باللغة الانجليزية ولكنه تحدث بخليط من اللغتين. اجريت معه هذا الحوار المطول بالرغم مقاطعة سكرتيرته الخاصة لنا لإعلامه ببعض التطورات الخاصة بعمله، ولكنه على الرغم من ذلك منحنى اكثر من ساعة من وقته الثمين لإنجاز هذا الحوار، فال مضابط الحوار.





    أجرى الحوار لأجراس الحرية من نيويورك: عبد الفتاح عرمان



    فرانسيس دينق: كتبت (بذرة الخلاص) و انا فى طريقى لنيويورك



    كنت أقول للمصريين لا تقولوا بانكم ضد حق تقرير المصير ولكنكم قولوا...



    البعض يفترض بان الجنوب ليس لديه ثقافة!



    قال لى أحدهم: لماذا لا تكتب عن محمد احمد المحجوب!



    الراحل صلاح محمد إبراهيم كان ينوى ترجمة (أغانى الدينكا)



    لنعلى مما يجمعنا و لنحترم الإختلافات بيننا



    دعم الحكومة لثقافات بعينها سوف يؤزم المشهد الثقافى اكثر











    * فى البدء حدثنا عن إستخدامك للغة لمخاطبة قضايا التعدد الإثنى و العرقى، وقضايا الحرب و السلام؟



    انا لا اعتقد بان اللغة هى مجرد وسيلة مخاطبة و إنما اللغة هى وسيلة يعبر بها الناس عن ثقافاتهم، نظرتهم للعالم و فلسفتهم للاشياء، وعندما اكتب عن الدينكا باللغة الإنجليزية احاول بقدر الإمكان إبراز ثقافة الدينكا بنفس التعابير التى يتسخدمونها و ترجمتها للغة الإنجيلزية بقدر المستطاع، مثل سماع الناس لاصواتهم، و الشىء الاخر هو معظم كتاباتى تعتمد على المقابلات و المصادر و القصص السماعية و عقلية الناس و طريقة تفكيرهم تظهر فى هذا الجانب، و هنا اردت لكتاباتى ان تبدو شبيهة بطريقة الدينكا و طرق تفكيرهم و نظرتهم للحياة. و اردت كذلك إبراز ثقافة الدينكا، و اذا اخذنا الطريقة التى يتحدث بها الكبار عند الدينكا فعلى سبيل المثال لو أخذنا مثقفى الدينكا عندما يذهبوا للإجتماع مع القبائل و يسمعوا للناس يتحدثون كثيراً و فى الكثير من الاحيان تشعر بانهم خرجوا عن الموضوع المعروض للنقاش، الكثير منهم ليس لديهم صبر و يقاطعون الكبار و يقولون لهم هذا خروج من الموضوع المطروح للنقاش، او ليس هنالك وقت لسماع هذا الحديث الكثير او كما فى حالة بعض الاخوان الذين ارسلتهم لتسجيل بعض المقابلات مع كبار الدينكا عند كتابتى عن الوالد دينق مجوك او عن كتابى تاريخ الدينكا و غيرهما من الكتب، يقومون باجراء لمقابلات و لكنهم كانوا يقاطعون الكبار عند خروجهم عن الموضوع و يقولون لهم: سوف ناتى لهذه النقطة لاحقاً لكن الان اجبنا على هذا السؤال فقط، وعندما يقومون بمقاطعة الكبار اكثر من مرة يمتنعون عن الحديث لهم و يقولون لهم: اذا كنتم تعرفون كل شىء لماذا اتيتم لسؤالنا؟ و راى هو بان هذه الطريقة خاطئة و يجب ترك الكبار يتحدثون حتى و إن خرجو عن الموضوع، و اذا صبرنا معهم حتى ينهون حديثهم سوف تكون الفائدة اكبر لانهم ربما يضربون امثال و ربما يخروجون عن الموضوع و لكن فى النهاية سوف يعودون لسؤالك، وهنا ربما تكون الفائدة اكبر. فالطريقة التى أتبعها مع الكبار هو ان اتركهم يتحدثون بالطريقة التى يريدونها و من خلال حديثهم تظهر فلسفة تفكيرهم، و لهذا السبب فى الكثير من كتاباتى ركزت على ما قالوه فى هذه المقابلات، على سبيل المثال اذا قرات كتابى (ذكريات بابو نمر) ففى هذا الكتاب لغته كانت مهمة، و هى لغة العرب المسيرية تاتى منسابة فى طريقة حية جداً، حتى و إن لم انشر تلك المقابلات باللغة العربية ولكن فى ترجمتى حاولت ابراز هذه اللغة الحية للقارىء. وهذا الحديث ينطبق ايضاً عن تسجيلاتى للدينكا عن الماضى، الحاضر و المستقبل، و يتجلى هذا الامر فى (عالم الدينكا) او فى كتابى عن (رجل يدعى دينق مجوك). دعنى اضرب لك مثلاً بسيطاً فى كتابى عن (حكايات الدينكا ) فى الترجمة قلت بان تحية الصباح عند الدينكا (شى باك) ترجمتها الى (هل عثر عليك الصباح) المحرر و الاستاذ فى جامعة أكسفورد غير هذه الجملة الى (صباح الخير) و كتب فى هوامش الكتاب (هل عثر عليك الصباح) على الرغم من اننى فعلت العكس، و إعتراضى هنا عندما تقول بالانجليزية (صباح الخير) فهذه الكلمة ربما تعنى الصباح او حالة الطقس او اى شىء اخر ولكن عندما تقول (هل عثر عليك الصباح) هذه العبارة بها بلاغة لانه لو نظرنا لمخاطر الليل و مشقته فى الصباح نحاول الإطمئنان عليك من ذلك الليل مثل الناس فى الشمال (كيف اصبحت) تعطى معنى مختلف، ولهذا حاولت ان اقول للعالم باننا مختلفون عنكم و لدينا ما يميزنا عن الاخرين.



    * (رجل يدعى دينق مجوك) هل تجربة والدكم السلطان دينق مجوك و الناظر بابو نمر تصلح لمعالجة قضايا المصالحة الوطنية فى السودان؟



    و الله (شوف)، طبعاً العلاقة ما بين الدينكا و المسيرية فى ابيى ترجع الى اربعة عقود للوراء، و بإمكانك القول بان جدنا اروب كان اول زعيم من الدينكا يلتقى مع العرب، علاقة المواجهة ما بين الدينكا و المسيرية تغيرت و الناس كانت تقول وقتها بانهم خلطوا الماء بالدم حتى يصبحوا اهل. هذه القصة استمرت بعد وفاة السلطان اروب لجدنا كوال ثم والدنا دينق مجوك و الناظر بابو نمر الذى كان ناظراً لعموم العرب فى تلك المنطقة، و هنالك صلة ما بين دينق مجوك و بابو نمر فى كيفية وصلوهم للقيادة لان جدنا كوال لعب دور فى يصبح بابو نمر ناظراً على المسيرية و ممسكاً بمكانة والده، وجدنا قال: تحدثت لوالد بابو نمر وقلت له بان إبنك هذا سوف يكون له شأن، وطلب منى والده ان اتاكد من تسلمه للنظاره من بعده، و طمأنته من فعل ذلك. و بابو نمر لاحقاً لعب دور فى ان يكون دينق مجوك سلطاناً على الدينكا لانه كانت هنالك منافسة ما بين دينق مجوك و اخيه من والدته، كما كانت هنالك منافسة ما بين بابو نمر و أبناء عمومته. لو رجعنا لتاريخ العلاقة ما بين الدينكا و المسيرية تسطيع ان تقول بانه كانت هنالك موازنة جعلت من القبيلتين ينظرون للمصالح المشتركة فيما بينهم و هذه المصالح المشتركة مكنتهم من العيش المشترك فى سلام تام من غير وجود اى توتر فى العلاقة ما بينهما، هذه الموزانة تمت بتشجيع من حكومة الانجليز وقتها كطرف ثالث ساعد فى إتزان هذه العلاقة. و بعد الإستقلال مباشرة، و اقول هذا الكلام بكل اسف، بدأت الحكومات المركزية و كانها منحازة للعرب و المسيرية، و العلاقة ما بين العرب و الدينكا كانت علاقة إحترام متبادل من غير تدخل المسيرية فى شؤون الدينكا و العكس صحيح، بل بالعكس كل طرف كان ينظر لمصالح الاخر، هذا الشىء بدأ فى التلاشى على من ان البعض فى الدينكا كانوا ينظرون لدينق مجوك بانه يحابى العرب ضد مصالح الدينكا ولكن هذا سوء فهم لانه لم يكن يفضل هذا على ذاك و إنما كان يود إرسال رسالة للعرب عندما ياتون للرعى فى مناطق الدينكا بانهم تحت حمايته و هو يحترمهم و يراعى مصالحهم حتى يكسب تعاونهم معه للعيش فى سلام، و هذا ما حققه بالضبط، و لذلك كان محبوباً لدى العرب، و لكن بما كان يفعله للعرب حقق ايضاً الامن و السلام لشعبه. هذا الامر تبدل بعد الإستقلال و خصوصاً حكومات الاحزاب التى كانت مقربة من المسيرية اصبح الدينكا يرون بان الحكومة المركزية منحازة للعرب ضد الدينكا، و دينق مجوك أصر على وجود علاقة طيبة مع الشمال و أستطاع فى بعض الاحيان ان يكسب بعض الشخصيات فى الحكومة المركزية لحماية مصالح الدينكا خصوصاً بعد ان تم تكوين مجلس ابيى الذى كان يشمل الدينكا و العرب فكانت مطامع بابو نمر ان يكون رئيساً لذلك المجلس على حساب الدينكا، ولكن علاقة دينق مجوك الطيبة ببعض شيوخ المسيرية و بعض الشخصيات فى الحكومة المركزية ساعدته فى ان يصبح رئيساً لذلك المجلس، ربما يكون بانه كانت لديه بعض المخاوف من بابو نمر و لكن ان يصبح زعيم اقلية حاكماً للعرب و الدينكا وهو ليس عربى او مسلم و قبيلته لا تمثل اغلبية فى تلك المنطقة و على الرغم من ذلك يتم إنتخابه رئيساً لذلك المجلس كانت هذه إشارة جيدة لتبديد مخاوف الدينكا و تاكد لهم بانهم ينتمون للشمال كما ينتمون للجنوب. و مع الزمن و تدخل الحكومات المركزية بصورة واضحة لجانب المسيرية أشعرت دينق مجوك بان مكانته قد أضعفت بعد دعم الحكومات للمسيرية، هذا ادى الى فقدان توازن القوة فاصبحت مكانة المسيرية قوية و مكانة الدينكا و سلطتهم ضعيفة مما ادى الى إختلال المصالح فى ما بينهما مثل قضيتى التعايش السلمى و التعاون المشترك. و عندما بدات الحرب فى الجنوب لم تاتى الى ابيى و أستمرت ابيى كمنطقة سلام و تعاون ما بين القبائل المختلفة، وفى عام 1965م عندما وصلت الحرب للمنطقة، ودعم الحكومة لطرف دون الاخر وصل أسوأ مراحله للدرجة التى جعلت الحكومة للقيام بتكوين مليشيات عربية لمحاربة التمرد فى الجنوب، وهذه القبائل إستغلت هذه المسالة و اغارت على مناطق الدينكا فى ابيى على اساس ان الدينكا و الجنوبيين كلهم شىء واحد، وباقى القصة معروف بان ابيى انضمت للجنوب فى الحربين الاولى و الثانية، و خصوصاً فى الحرب الثانية الكثير من قادة الحركة الشعبية ينحدرون من ابيى لهذه الاسباب التى ذكرتها لك. كما اصبحت ابيى و دينكا ابيى ذوى توجهات نحو الجنوب، و اصبحت العلاقة متوترة ما بينهم و المسيرية، و اصبحوا هدفاً لانتقام المسيرية منهم. واذا لنظرنا لاعظم إنجاز فى السودان وهو إتفاقية السلام الشامل شهدت ابيى فى العام الماضى أسوأ حرب لم تشهدها من قبل.



    - اذا العلاقة المتميزة ما بين الناظر بابو نمر و السلطان دينق مجوك لا تصلح لان تكون نموذجاً للتعايش ما بين القوميات المختلفة فى السودان؟



    و الله انا فى إعتقادى، و كما قلت فى كتابى (رجل يدعى دينق مجوك) المبادىء موجودة هناك وهى الإحترام المتبادل و مشورة الجانب الاخر فى كل شىء و حماية مصالحه يرسل إشارات إيجابية، و خصوصا ً الاقليات و لانهم اقليات فهم يحتاجون لإشعارهم بالامان و الحماية و رعاية مصالهم اكثر من الاخرين. كنت اقول للمصريين عندما تقولون نحن ضد حق تقرير المصير هذا يعنى بانكم تتبنون وجهة نظر الشمال ضد الجنوب، و من المفترض ان تقولوا للحكومة فى الشمال: يا اخوانا اذا لم تراعوا مصالح اخوانكم فى الجنوب فسوف تخسرونهم، ضربت لهم مثلاً من العلاقة ما بين بابو نمر و الوالد دينق مجوك وهو انت اذا كنت زعيم لا تنظر و تدعم الاشخاص المقربين لك، واذا لديك مشكلة ما بين اهلك و بين اخرين فعليك ان لا تاخذ جانب اهلك و إنما جانب الاخرين حتى تشعرهم بالامان و انهم قريبين منك حتى تكسب ثقتهم و تقربهم اليك و تطمانهم بانهم فى امان و انك تراعى مصالحهم ايضاً و انهم جزء منك مثل اهلك. بابو نمر و دينق مجوك كانا يقولان بان فكرة العدالة ليس فى تطبيقها فقط و إنما فى ظهورك بمظهر الشخص الذى يراعى مصالح الاخرين اكثر من ذوى القربى فهذه رسالة تطمئن الاخر و تجعله قريباً منك حتى يثق فى طريقة ممارستك للعدالة. وعندما تاخذ جانب الشخص القريب منك فانت هنا تباعد الشقة اكثر مما كانت عليه بينك و ما بين الاخرين. و الذى كان سوف يوحد السودان منذ ا لبداية اذا رات الحكومات المتعاقبة على حكم السودان بان جنوب السودان متضرر اكثر من المناطق الاخرى و لذلك كان عليها ان تتاكد مصالح الجنوبيين هى جزء من مصالح الشمال حتى تشعر الجنوبيين بانهم جزء من هذا السودان، وهنالك الكثير من الطرق لفعل ذلك مثل تقليص الإختلافات ما بين الجنوب و الشمال فى كل المجالات، واذا كان البعض يقول لان الجنوبيين وقتها لم يكن لديهم الكفاءات المطلوبة فالحكومة من مسؤولياتها خلق هذه الكفاءات بفعل الكثير من الاشياء لجعل هذه المسالة ممكنة مثل التعليم و قبول الجنوبيين بنسب اكبر فى الجامعات حتى و إن كانت نسبة تحصيلهم متدنية نسبة للظروف التى خرجوا منها و لكن لسوء الحظ بان الحكومات المتعاقبة لم تقم بفعل ذلك. انا كنت فى واشنطن فى اللقاءات مع الناس و جلسات الكونغرس حول السودان كنت اقول انا مع حق تقرير المصير ولكن ليس لانى اريد تقسيم السودان و إنما كنت اريد ان تتحمل الحكومة المركزية مسؤولياتها وهو اذا لم يخلقوا شروط الوحدة الجاذبة فسوف يكون السودان فى خطر مما يشعر المركز بالمسؤولية لخلق شروط الوحدة الجاذبة، وطرح قضية الجنوب و المناطق المهمشة الاخرى بجدية حتى نشعر الاخرين بانهم جزء من هذا الوطن. عليه اشعر بان تجربة التعايش السلمى ما بين المسيرية و الدينكا كان على الحكومة الإستفادة منها لخلق جوء صحى للتعايش السلمى ما بين الاقوام المختلفة فى السودان و لكن كما قلت لك من قبل بان احد من علقوا على كتابى (رجل يدعى دينق مجوك) بان الاسس التى بنيت عليها العلاقة ما بين المسيرية و الدينكا غير موجودة حاليا، و انا اتفق معه فى هذا الحديث لان تلك الاسس و الشروط التى بنيت عليها العلاقة ما بين الدينكا و المسيرية غير موجودة الان، لان العلاقة المتميزة ما بين الدينكا و المسيرية اصبحت الان غير موجودة و كل منهما ينظر للاخر كعدو و ليس كصديق بسبب دعم الحكومة لطرف دون الاخر مما خلف بعض المرارات لدى اطراف الصراع.



    * المثقفون و الأكاديميون القادمون من الشمال النيلى إحتكروا المشهد الثقافى لفترة طويلة، هل تعتقد بان كتاباتك كسرت هذا الإحتكار؟



    من الكثير من الاشياء التى أتالم لها هى بان الكثير من السودانيين الذين درسوا فى الغرب يكتبون باللغات الاجنبية، و كتبهم تنشر فى العالم الغربى، و مع الاسف الشديد بان هذه الكتب لا تكون متوفرة للقارىء السودانى باللغة العربية، و ليس مسالة اللغة فقط و إنما هى غير متوفرة فى السودان و إن توفرت فهى غالية الثمن. كتب د. عبد الوهاب الافندى بان شخصى من افضل الكتاب السودانيين لكن كتبى غير معروفة للناس فى السودان، اتفق معه فى هذا الجانب. الكثير من الناس فى السودان يقولون لى بانهم قراءوا كتبى كلها، وطبعاً انا اخشى ان اسالهم عن اسماء الكتب التى قراءوها لان الكتب التى كتبتها اكثر من ثلاثين كتاباً و حتى الناس الذين يقراءون لى اشك بانهم قراءوها كلها، انا هنا اشكر د. حيدر ابراهيم مدير مركز الدراسات السودانية لانهم قاموا بترجمة بعض كتبى للعربية، الان عندما اذهب لاى منطقة فى السودان الناس يقولون لى قراءت لك مثلاً (طائر الشؤم) او (حرب الرؤى) و غيرهما من كتب، فعليه اقدم شكرى لمركز الدراسات السودانية. انا افتكر بان نحرص على ترجمة الكتب التى كتبها جنوبيون و توفيرها فى المكتبة السودانية، و ليس هذا فقط و إنما الكتب التى كتبها كتاب من الشمال من المفترض ترجمتها لعدة لغات اخرى حتى يتمكن الذين لا يتحدثون العربية من قراءتها. علينا ان نسهل من طرق الإتصال ما بين القوميات المختلفة، و بعض الناس يقولون لى بان قراءتهم لكتاباتى عن الدينكا كانت بالنسبة لهم مفاجاة لانهم وجدوا الاشياء المشتركة بينهم و ما بين الدينكا. من الإفتراضات التى كانت عند الناس بان الجنوب ليس به ثقافة فعليه هم يرون بان هنالك فراغ ثقافى عليهم ملئه، بل حتى من الناحية الدينية يرون ذلك، يعتقدون بان الجنوبيين ليس لديهم اله ووثنيون، وهنا قرات لصديقى عبد الله النعيم معلقاً على كتابى (طائر الشؤم) قال انه ينتمى لقبيلة الجعليين المعروفين بالانفة و نظرتهم و تحقيرهم للاخرين، وقال بانه عندما قرأء الكتاب و رأى ثقافة الدينكا الغنية بالتنوع وهو كان جاهل بها وهى جزء منه جعلته يخجل من نفسه. وانا هنا اقول له انك رجل عظيم لتقول هذا الكلام لان معظم الناس لا يقولون هذا الحديث، وهو تواضع منك، ولن تقوله الا اذا كنت واثق من نفسك، ولكنه ايضاً قال الحقيقة، و هنالك شخصية لا داعى لذكر إسمها قال لى: يا فرانسيس انت تتحدث فى (حرب الرؤى) عن السودان الجديد مثل صديقك د. جون قرنق، ولكن السودان الجديد الذى تتحدث عنه كله عن الدينكا، ثقافة الدينكا و اغانيهم، وقال لى: لماذا لا تكتب عن الشخصيات المعروفة على المستوى القوى مثل محمد احمد المحجوب و غيرهم؟! هذا حديث من شخص يعتقد بان الكتابة عن الدينكا غير مهمة للسودان و للفهم الجماعى للثقافات السودانية، فقبيلة كبيرة مثل الدينكا هذا الشخص يعتقد بانها ليست مهمة حتى نكتب عنها، و يتعقد بان السودان هو الكتابة عن شخصيات شمالية بارزة! وانا عندما اكتب عن دينق مجوك و بابو نمر و الدور الذى لعبوه فى ربط الشمال بالجنوب هذا يوضح بان هؤلاء القادة لم يكونوا قادة قبليين فقط و إنما كان لهم دور قومى، و نفس الشىء ينطبق على الثقافات التى اتوا منها مثل (اغانى الدينكا) وكان هنالك شاعر و اديب يود ترجمة هذا الكتاب للعربية، وهذا الشخص كان هو الراحل صلاح احمد إبراهيم و لكن مع الاسف لم يتمكن من فعل ذلك حتى وافته المنية. و اذا نظرت لاغانى الدينكا مثل تغنيهم لإبقارهم هذا لا يختلف عن اغانى القبائل الاخرى ولكن البعض كان يعتقد بان هذه القبائل ليس لديها شىء يسمى الشعر! و مع الاسف ليس بعض الشماليين الذين لديهم هذا الإعتقاد ولكنى اذكر اخى زكريا عندما قراء كتابى (اغانى الدينكا) قال لى: يا اخوى دى اغانينا نحنا و لا إنته الفتهم من راسك؟! وفجاءة عندما تنشر هذا الاغانى و تجدها متوفرة لدى الناس يكون لديك نظرة مختلفة لها. وعلى سبيل المثال كتابى (أفارقة بين عالمين) وهو إنعكاس لكبار رجالات الدينكا و نظرتهم للعالم مثل الماضى، الحاضر و المستقبل ليس هنالك شخص كان يعتقد بان هؤلاء الناس لديهم العلم بهذه الاشياء ولكن عندما قمت بنشر هذه القصص ظهر صراع ما بين الانفصاليين و الوحدويين الجنوبيين و الذين إستشهد بعضهم ببعض ما نشرت من احاديث هؤلاء الكبار لان حكمتهم اصبحت مرشداً للبعض، و هذا تم بعض ان نشرت هذه القصص. جاءنى فى المنزل على العشاء وزيرين من حكومة نميرى فى ذلك الوقت قمت بانتاج (البوم) من اغانى الدينكا هنا فى نيويورك، وفى العشاء اسمعتهم بعض هذه الاغانى، فاستغربوا و قالوا لى: هل هذه اغانى الدينكا؟ فرددت بالايجاب ولكنهم لم يصدقوا بان اغانى الدينكا الان موجودة فى (البوم) تم إنتاجه فى الولايات المتحدة الامريكية، عليه أعتقد بان النظرة للاخر تختلف عندما تتعرف عليه و على ثقافته، وانا اعتقد عندما اكتب عن الدينكا فهذا لا يعنى باننى اريد الإعلاء من شان الدينكا و لكن هذا ما نود فعله لكل القبائل السودانية، و الطريق الوحيد الذى يجعلنا نحترم التعدد الاثنى و الثقافى هو ان نتعرف على الاخرين و ثقافاتهم لمعرفة ما يجمعنا و ما يفرقنا ولنعلى من ما يجمعنا و لنحترم الإختلافات بيننا. و معرفة التنوع الثقافى و الاثنى فى السودان و ترك هذه الثقافات لتعبر عن نفسها بحرية يجعل من السودان بلد قوى وغنى بثقافاته المتعددة و المتنوعة.





    © Copyright by SudaneseOnline.com
                  

العنوان الكاتب Date
حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-13-09, 10:08 AM
  Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-13-09, 10:17 AM
    Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 rosemen osman02-13-09, 11:25 AM
      Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-13-09, 11:51 AM
        Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 haroon diyab02-13-09, 12:00 PM
          Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 khatab02-13-09, 04:37 PM
            Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 بدر الدين اسحاق احمد02-13-09, 05:55 PM
          Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-13-09, 06:11 PM
            Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 humida02-13-09, 06:13 PM
              Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Haydar Badawi Sadig02-13-09, 06:46 PM
                Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 humida02-13-09, 06:52 PM
                  Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-13-09, 07:09 PM
                    Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 humida02-13-09, 07:16 PM
                      Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Haydar Badawi Sadig02-13-09, 07:22 PM
                        Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 humida02-13-09, 08:01 PM
                          Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Haydar Badawi Sadig02-13-09, 08:19 PM
                            Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 humida02-13-09, 08:44 PM
                    Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Zakaria Joseph02-13-09, 07:32 PM
                      Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Muhib02-13-09, 07:40 PM
                Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 الطاهر ساتي02-13-09, 08:37 PM
                  Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Zakaria Joseph02-13-09, 08:53 PM
                    Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Haydar Badawi Sadig02-13-09, 09:58 PM
                      Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Yaho_Zato02-14-09, 06:34 AM
                        Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-14-09, 08:22 AM
                        Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 العوض المسلمي02-14-09, 08:44 AM
  Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-16-09, 07:33 PM
    Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-20-09, 06:30 AM
      Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Haydar Badawi Sadig02-20-09, 10:50 PM
        Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 بدر الدين اسحاق احمد02-21-09, 11:46 AM
          Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-21-09, 02:18 PM
            Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Biraima M Adam02-21-09, 02:48 PM
              Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Biraima M Adam02-21-09, 02:54 PM
                Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Biraima M Adam02-21-09, 03:07 PM
                Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Biraima M Adam02-21-09, 03:12 PM
                  Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Biraima M Adam02-21-09, 03:15 PM
                    Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Biraima M Adam02-21-09, 03:27 PM
              Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 مرتضى الكجم02-21-09, 03:55 PM
                Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Biraima M Adam02-22-09, 06:13 AM
                  Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-22-09, 01:04 PM
                    Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-22-09, 01:14 PM
                      Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-22-09, 01:21 PM
                        Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Abdelfatah Saeed Arman02-22-09, 01:50 PM
                          Re: حوار (أجراس الحرية) مع فرانسيس دينق 1-3 Deng02-22-09, 01:54 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de