|
الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها
|
الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها
الكاردينال زبير واكو يترقى إلى مصاف السودانيين في ارفع المواقع العالمية
بقلم / خــالد فضـــل
أذكر له كلمة القاها في جمع حاشد أم احتفالات كوتو بذكرى تأسيسها السابعة العام الماضي ، فقد ذكر الكاردينال - حالياً - قبريال زبير واكو، أنهم قد أجبروا كرادلة الفاتيكان على اعتماد الترانيم الكنسية بالموسيقى الافريقية ، ووقفوا موقفاً مشهوداً ، حاز على اعجاب ذلك المجمع الكنسي المحافظ ، وهو الموقف الذي تكرر هذا العام ضمن احتفالية الفاتيكان بتنصيب عدد من الكرادلة الجدد ، ومن ضمنهم بكل فخر مواطننا قبريال زبير واكو ، صاحب الأذن الموسيقية الطروية والذي حظيت فرقة كواتو بمباركته ، وربما بأفكاره ايضاً ضمن سعيها للتجويد.
ولعله من المناسب هنا أن نذكر أن وفداً سودانياً ضخماً قد شارك في احتفالية هذا العام ، وقد استمعت إلى خبر في الــ (BBC) مفاده أن حضوراً سودانياً لافتاً قد حظى بالمتابعة والحضور ضمن احتفالات الفاتيكان لهذا العام والتي تزامنت كذلك مع مناسبة تقديس الأب دانيال كمبوني ، الذي قدم إلى السودان وعمل فيه في مجالات التربية والتعليم وضمت ارض السودان جثمانه حينما توفاه الله . وقد تجلى الحضور السوداني البديع عبر مشاركة فرقة كوتو ، بل إن الوفد ضم إليه بعض السودانيين المسلمين الذين شاركوا في مؤتمر حدثني عنه بعضهم أن فكرته نبعت من أحد القساوسة الايطاليين الذين قرروا اقامة أمم متحدة شعبية ، باعتبار أن المنظمة الدولية الراهنة تمثل الحكومات ، بينما للشعوب كذلك ما تقوله، وبالتالي فإنها سانحة لتلاقح الثقافات وحوار الحضارات في عمقها الانساني الشعبي ، وبالفعل فإن دورات انعقاد هذا المؤتمر الأممي تضم مختلف الأعراق والديانات واللغات في مشهد يؤكد الوحدة الانسانية لمواجهة قضايا الانسان المشتركة وبحث همومها بعيداً عن موازنات ومماحكات الوفود الرسمية للدول.
هذه المشاركة السودانية الرفيعة ، ومناسبة تنصيب الكاردينال زبير واكو ضمن الكرادلة الذين يحق لهم الترشيح والانتخاب حتى لمنصب البابا نفسه تشعر المرء بعظيم السعادة ، اذ أن أي حضورسوداني في المحافل الدولية يعتبر خطوة متقدمة لاستعادة موقع بلادنا على خريطة العالم ، حضوراً فعلياً ونافذاً فيما يخص هموم البشرية ، واسهاماً ثراً في رفدها بتجربتنا الوطنية ويمثل هذه المواقف يتعزز الحضور السوداني رغم العقبات الرسمية ، وبتنصيب الكاردينال ، ينضم إلى رصفائه ،د. فرانسيس دينق المسئول الأممي الرفيع ومساعد الأمين العام لشؤون النازحين كأرفع منصب دولي يحوزه مواطن سوداني ، مثلما حازد. كامل الطيب ادريس على ثقة العالم بتوليه رئاسة منظمة الملكية الفكرية الدولية في جنيف ،هذا اضافة إلى مواقع أخرى يشغلها بعض أبناء جلدتنا في المنظمات الدولية والاقليمية بدون ضوضاء او ظلال سياسية ، بل كتأكيد على جدارة وكفاءة سودانية خالصة ، نرجو أن تتسع لها مواعين المشاركة داخلياً حتى يتطابق واقع منشأها وجهدها المحلي مع مسئولياتها العالمية .
ثم ، نعود إلى الكنيسة السودانية ، فهي من المؤسسات الاجتماعية التي تقع عليها أعباء متزايدة خاصة في هذه المرحلة التي تشهد جهوداً مضنية من أجل تحقيق السلام رسمياً عبر الاتفاق المأمول ، ولكن تنزيل هذا السلام إلى أرض الواقع يحتاج إلى مشاركة كاملة وفاعلة من المؤسسات الاجتماعية والدينية الوطنية أسوة بالمشاركة السياسية للقوى السياسية والفكرية ومنظمات المجتمع المدني المختلفة ، ومما يحمد للكنيسة السودانية ، روح الصمود والمثابرة ، ووضوح الرؤية، ورحابة الصدر التي جعلتها (بحق) واحدة من مؤسسات حفظ توازن المجتمع ، وقد جمعتني الظروف ذات مرة أثناء زيارة قمنا بها لمنطقة جبال النوبة مطلع صيف هذا العام ، جمعتني وبعض الزملاء الذين شملتهم تلك الزيارة بدعوة من اللجنة العسكرية المشتركة لمراقبة وقف اطلاق النار المعروفة اختصاراً بالانجليزية ال «JMC» ، بأحد القساوسة الشبان في كنيسة (كاشا) ، فمن بين اطلال كنيسته كانت رؤيته واضحة ، وجهوده كذلك وهو يحاول تثبيت موقعها رغم الظروف الماحقة التي المت بها في اوج موجة الغلو التي صاحبت اشتداد اوار الحرب الأهلية خاصة في منطقة جبال النوبة ، وقد لمسنا في حديثه روح التصميم على أداء رسالته بصورة سلمية وبدون حساسية واحقاد ، بل حكى لنا عن بعض الصعوبات التي واجهته ، واشتكى من بعض الممارسات غير اللائقة التي مورست ضده وضد كنيسته ، ولكنه مع ذلك كان اكثر اصراراً ، فقد أفلح في تثبيت وظيفته ومعه قسيس آخر كمدرسين لمادة التربية المسيحية في وزارة التربية والتعليم الولائية ، ورغم العراقيل الموضوعة أمامهم إلا أنهم يواصلون عملهم في صمت !
ذكرت هذه الحادثة كشاهد على أهمية أن تحظى الكنيسة السودانية بالاحترام ، خاصة وأن من اوجب واجبات الحل السلمي القادم ، احترام التعددية الدينية في السودان ، وبالتالي وضع جميع الديانات في سياقها الطبيعي باعتبارها شأناً معتقدياً يخص مجموعات سودانية من حقها الحرية في ممارسة طقوسها دون ازدراء لمعتقد ودون استعلاء من معتقدات أخرى،وهذا الوضع يحدده بكل تأكيد وجود اطار دستوري وقانوني يحكم سودان ما بعد الحرب والدمار ، اطار يعتمد مباديء حقوق الانسان كما هي مضمنة في الاعلان العالمي والعهود والمواثيق الدولية ، ولعل طبيعة التسامح التي يمتاز بها الدين المسيحي خاصة فيما يتعلق بالحريات الشخصية يسهم بصورة كبيرة في تخفيف الكثير من الغلواء التي من المتوقع حدوثها لأول عهد التواصل بين الفرقاء السودانيين ، وهنا تبرز أهمية استغلال الكاردينال زبير لموقعه العالمي وما يعنيه من مكانه محلية لتعميق قيم التواصل والحوار وتوسيع المجال لفهم أكبر بين الأديان وخاصة فيمايخص الحوار الاسلامي المسيحي ، وهو حوار لازم حتى تنعم بلادنا بالسلام الحقيقي.
إن الكنيسة السودانية بجميع أنواعها ذات حضور فاعل في المجتمع وهي على تنوعها تقدم خدمات جليلة لأتباعها مثل الخدمات الصحية والتعليمية ، وتوفيرالسكن والعمل والأندية وغيرها والكنيسة الكاثوليكية على وجه التحديد لعبت دوراً مهماً في مجالات التعليم والرعاية لأبناء النازحين ووفرت لهم فرص التدريب المهني ، وهيأت لبعضهم فرص التقدم العلمي ونيل ارفع الدرجات العلمية محلياً وخارجياً ، وعطاء مثل هذا يجب أن يقابل بالامتنان والتقدير، وأن ينظر إليه باعتباره رفداً لمسيرة بناءالسودان المتعدد الذي يجد فيه كل فرد نفسه ، وهو دوراعتقد أن الكنيسة مؤهلة له بكل تراثها السمح ، وبتطورها المستمر الذي رفد العالم المسيحي بكاردينال ربما اصبح في يوم ما .. بابا الفاتيكان !!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | Deng | 11-08-03, 04:51 PM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | Mandela | 11-09-03, 02:03 AM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | Haydar Badawi Sadig | 11-09-03, 03:09 AM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | Deng | 11-09-03, 05:48 PM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | Deng | 11-09-03, 05:56 PM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | omar ali | 11-09-03, 06:53 PM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | Haydar Badawi Sadig | 11-09-03, 07:06 PM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | Roada | 11-09-03, 08:53 PM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | HOPEFUL | 11-09-03, 09:44 PM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | wadaldeem | 11-09-03, 09:32 PM |
Re: الگنيسـة السودانيـة في أبهــى حلل افريقيتها | Deng | 11-10-03, 10:26 PM |
|
|
|