|
|
 Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. (Re: Deng)
|
العزاء لكم في فقد قرنق
عذراً سوف أنقل لك المقال كاملاً وهو من أجود المقالات التي كتبت في الفترة الأخيرة
[B]العتبانى فى مواجهة العاصفة
تعرض الاستاذ علي اسماعيل العتبانى منذ عدة ايام لحملة لفظية بلغت حداً بعيداً من السفه والاسفاف، ذلك لأنه اقترب من منطقة الخطر، منطقة الالغام والنفايات اللفظية، حيث لا همس ولا حوار ولا تفاهم ولا أدب، وحيث تتساقط كالشهب النارية كلمات التهافت والخبث والغرض والتضليل والعنصرية والكذب والحقد ومعادة السلام والوحدة، وحيث تتحول الافكار الأمية البسيطة القابلة للخطأ والصواب. والمعرضة بحكم الطرح العلنى فى الصحف للتصويب والمناقشة المهذبة والمواجهة الحضارية، الى غول مخيف كاسح لا سبيل الى مواجهته إلا بالصواريخ التى تفرض الصمت والخنوع فى مجتمع مخملى ينشد فيه المثقف السلامة بحشر نفسه وسط الزحام فى بيوت الافراح والعزاء واندية العجز والبطالة.
وفى مثال الا ستاذ العتبانى الذى قوبل بهذه الحملة المسعورة ما يمكن تنفيذه ومناقشته فى هدوء ،وبالتى هى أحسن، وما يمكن ان يراجعه هو شخصياً اذا ما خلا بنفسه بعيداً عن ضوضاء الصحافة وضغوطها، وبخاصة ما يتصل في مقاله بدور الالطاف الالهية فى حل ازمات السودان المتكررة. فالالطاف الإلهية والفيوضات الربانية والخوارق الكونية لا مجال لها فى اعتبارات السياسة والحكم، ولا مكان لها فى قاموس الصحفي الذى يغوص في ارض الواقع بكل وحله واشواكه. ومع ذلك نعود فنكرر ان كل ذلك -منى ومنه- فكر واجتهاد قابل للمراجعة الذاتية، والحوار المواصل للحقيقة. ولكن الغرض من هذه الحملات التى تواجه كل من يقترب من منطقة الخطر- منذ ان ظهرت فى الأفق الراجمات اللفظية واحثوثها كتب «المخيلة» وادمان الفشل وملحمات الاديب الأريب و الامام الحبيب»- لا ترى الى الاقناع بل للترهيب وحماية المخطط العنصرى باتهام كل من يواجهه بالعنصرية والجهل والتعالي وفرض هويته وعقيدته ولعنته على الآخرين، على نسق «رمتنى بدائها وانسلت».
وهذا التحلق المتشيخ حول مقال الاستاذ علي العتبانى يتصل بإشارة خطيرة وردت فى نهاية مقاله لا يريد لها ا لمهاجمون ان تكون بحور نقاش او تنبيه للغافلين والمتغافلين، وتتصل بالمعركة الحقيقية فى الجنوب بين دعاة السودان الجديد الذين يريدون حمل راية التحرير المشتعلة لكل بقعة فى السودان بهدف تحريك الاغلبية المتهمشة من غير العرب وإعادة تشكيل السودان. وهو المخطط الذى يجد سنداً قوياً من بعض القوى العالمية النافذة الذى وصفه احد ابرز المثقفين السودانيين من ابناء الجنوب، بونا ملوال بانه وصفه لحرب دموية سرمدية لتحقيق هدف غير واقعى وغير قابل للتحقيق، فى مواجهة تيار يتجه بكلياته لتقوية الجنوب وتنميته عسكرياً وسياسياً واقتصاديا بحيث يصبح كياناً قوياً ان اراد اتحاداً مع الشمال كان له ذلك من واقع الند الحليف، لا الملحق الضعيف وان اراد استقلالاً اصبحت له كل مقوماته.
والمعروف ان الراحل الدكتور قرنق كان ينتمى الى التيار الأول. وقد بنى كل سياساته واتصالاته الوطنية والاقليمية والدولية العلنية منها والسرية على ذلك. السؤال الخطير الذى يلزم ان يكون موضع دراسة اصحاب الفكر ومناقشة المجتمع، واهتمامات الاعلام ، هو تأثير الرحيل المفاجئ لقرنق فى هذا الصراع الداخلى بين التيارين. وما اذا كان هذا الرحيل يعنى نهاية حلم السودان الجديد، أم ان التيار سيجد نصيراً في خلفه الفريق سلفاكير. وما اذا كان من الممكن ان تنفصل الفكرة عن خالقها ومبدعها لتصبح مستقلة قادرة على البقاء بعد رحيله.
الاجابة عن ذلك -اذا ترك لنا اصحاب الراجمات اللفظية فرصة للتفكير والنقاش- تتطلب دراسة متعمقة وواقعية لزعيم الحركة الجديد والظروف المحلية والدولية التي خلقها هذا الرحيل المفاجئ. والقراءة الاولية والواضحة لاهتمامات الزعيم الجديد للحركة والظروف المحيطة به، توحى بأنه يولى اهتماماً اكبر بالجنوب وما يطرحه عليه من تحديات. لكن البعض لا يريد حتى مجرد الاقتراب من هذه المنطقة المحرمة. ومن هنا كانت الحملة المسعورة ضد الاستاذ علي العتبانى، ليس لانه تجرأ وفتح هذا الباب الذى يأتى منه الريح العاصف، بل لانه ذهب الى حد التنبؤ -وهذا من حقه ككاتب- بأن رحيل قرنق قد يضع حداً لنشاط الحركة الشعبية في الشمال، وان الاحزاب الشمالية -خاصة الشيوعى- لن يكون مرغوباً فيها داخل البيت الجنوبى- وهذا مجرد اجتهاد مبني على قرائن محدة، لأى انسان الحق فى نفيه وتفنيده ، ولكن حراس منطقة الخطر لا يريدون لمن يقترب منها ان يخرج سليماً لا تنزف انفه دماً. فذهب احدهم الى حد مطالبة الحكومة بازالته من «الرأى العام» كما ازالت العتبانى الآخر من مفاوضات السلام، وهي نفس الحكومة التي يتهم العتباني الصحفي بموالتها والسير فى ركابها. والاستاذ علي العتبانى رجل مناضل قبل ان يكون صحفيا ومثله لا تخيفه التهديدات او يثنيه الهجوم.
والقضية على اى حال ليست فيما يعبر عنه العتبانى من آراء قابلة للنقاش لمن يريد ان يتصدى لها. ومن اكبر ميزات « الرأي العام» انها تفسح المجال واسعاً لكل وجهات النظر. وهكذا اراد لها مؤسسها حيث اتخذ لها أسمها كصحيفة تعبر عن الرأى العام، لا الخاص.
القضية هى إزالة الحواجز والمتاريس التى يقيمها البعض، حول بعض القضايا التى تهم السودان وتشكل مصيره. والصراع الدائر فى الجنوب حول تشكيل السودان كله وفق مفهوم عنصرى لا يتحقق إلا بمزيد من الدماء، او الانصراف لبناء الجنوب ليكون لبنه قوية فى سودان المستقبل. هذه هى القضية المطروحة للنقاش رضى البعض أم أبى.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Deng | 08-21-05, 10:44 AM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | ebrahim_ali | 08-21-05, 10:48 AM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Abureesh | 08-21-05, 11:30 AM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Deng | 08-21-05, 11:55 AM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Kostawi | 08-21-05, 12:26 PM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Kostawi | 08-21-05, 12:28 PM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | فتح العليم عبدالحي | 08-21-05, 12:32 PM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Deng | 08-21-05, 12:47 PM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Elmuez | 08-21-05, 12:57 PM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | محمد الامين احمد | 08-21-05, 02:59 PM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Kostawi | 08-21-05, 10:20 PM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | هميمة | 08-22-05, 02:01 AM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | ebrahim_ali | 08-22-05, 04:16 AM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | jini | 08-22-05, 05:48 AM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Deng | 08-23-05, 10:56 AM |
| Re: الشوش ودفاعه على العنصري العتباني. | Kostawi | 08-23-05, 12:28 PM |
|
| |
ebrahim_ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست